ثلثا مسلمي أستراليا: نتعرض للتمييز

أظهرت دراسة حديثة أن المسلمين في أستراليا أكثر عرضة للتمييز والتعصب الديني بنحو ثلاثة أمثال مقارنة بغيرهم من أتباع الديانات الأخرى في البلد. وقال نحو 60 في المائة ممن شاركوا في الاستطلاع إنهم تعرضوا لنوع من الأفعال الناجمة عن مشاعر الخوف من الإسلام أو الإسلاموفوبيا. وفي مؤتمر عن الإسلام في سيدني، حذر أكاديميون من أن «التمييز قد يجعل شباب المسلمين أكثر عرضة للجنوح إلى التطرف». ويرى القائمون على الدراسة أن الأحداث الحالية في أنحاء العالم «منحت الجرأة» للمتعصبين في أستراليا.
من جهته، قال قيصر طراد، رئيس جمعية الصداقة الإسلامية في أستراليا، إن «الجالية المسلمة بخير، رغم أن أفعال التمييز زادت ضد أبناء المسلمين بعد هجمات باريس التي ارتكبها متطرفون 13 نوفمبر (تشرين الثاني)».
كان تنظيم داعش قد أعلن مسؤوليته عن الهجمات التي وقعت في باريس 13 نوفمير، وأودت بحياة 139 شخصا، وأدت إلى إصابة 360 آخرين. وقد فتح مسلحون النار وفجروا عبوات في سبعة مواقع متفرقة في العاصمة الفرنسية. ولا تزال فرنسا تشهد حالة طوارئ منذ الهجمات.
وأوضح طراد أن التمييز يمكن أن نلمسه بسهولة في فرص العمل الممنوحة للشباب المسلم، حتى الحصول على مقابلة يكون من النادر بسبب اسم المتقدم. وقال طراد، الناشط اللبناني الأصل، إن «التمييز ربما قارب بحق أبناء الجالية المسلمة نفس التمييز الذي يرتكب بحق السكان الأصليين». وأوضح طراد أن المتطرفين الأستراليين الذين سافروا إلى «داعش» وعددهم غير معروف، ولكن بحسب المصادر الرسمية ما بين 50 إلى مائتي شاب ذهبوا للقتال في سوريا والعراق، ربما ضاعف من الضغوط واتهام أبناء الجالية المسلمة بمزاعم الإرهاب. وفي وقت سابق، أبلغ توني أبوت رئيس وزراء أستراليا، البرلمان أن «70 أستراليا على الأقل يقاتلون في العراق وسوريا ويتلقون دعما من نحو مائة شخص مقرهم أستراليا».
وتشعر أستراليا بقلق بشأن عدد من مواطنيها تعتقد أنهم يقاتلون في الخارج مع جماعات متشددة، وعددهم يصل إلى 160 أستراليًا، عاد منهم 20 على الأقل إلى أستراليا ويشكلون خطرًا على أمنها الوطني، خصوصا بعد أن تعهد رئيس وزرائها توني أبوت بإرسال قوة قوامها 600 فرد وطائرات هجومية للانضمام إلى ائتلاف دولي ضد «داعش» تتزعمه الولايات المتحدة. لكن يبدو أن المتورطين في أفعال التعصب العرقي والديني يشكلون أقلية في المجتمع، حسبما يفيد الخبراء في سيدني.