«الناتو» يقدم الدعم الكامل لأنقرة في الدفاع عن أجوائها.. وأوغلو: لن نعتذر لموسكو

الكرملين: لا لقاء بين بوتين وإردوغان على هامش قمة المناخ في باريس

«الناتو» يقدم الدعم الكامل لأنقرة في الدفاع عن أجوائها.. وأوغلو: لن نعتذر لموسكو
TT

«الناتو» يقدم الدعم الكامل لأنقرة في الدفاع عن أجوائها.. وأوغلو: لن نعتذر لموسكو

«الناتو» يقدم الدعم الكامل لأنقرة في الدفاع عن أجوائها.. وأوغلو: لن نعتذر لموسكو

دعا الامين العام لحلف شمال الاطلسي ينس ستولتنبرغ مرة جديدة الى "الهدوء"، وحث روسيا على "لعب دور بناء في سوريا" عبر استهداف تنظيم "داعش" "عدونا المشترك" في ضرباتها.
واكد ستولنبرغ في الوقت نفسه "انه من حق تركيا السيادي الدفاع عن مجالها الجوي وسلامة اراضيها"، متحدثا عن مخاطر حصول حوادث جديدة فيما تشن روسيا والائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضربات ضد المتطرفين في الاجواء السورية.
وقال ستولتنبرغ ان وزراء خارجية حلف شمال الاطلسي الذين سيجتمعون الثلاثاء والاربعاء في بروكسل سيحاولون "تعزيز الآليات التي ستتيح خفض المخاطر ومنع حصول حوادث مماثلة وتجنب تفاقمها". وشدد على أن الناتو يقدم الدعم الكامل لأنقرة في الدفاع عن أجوائها.
من جهة أخرى، قال رئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو إن أنقرة نبهت روسيا عدة مرات بوجوب احترام الاجواء التركية، داعيا إلى التنسيق بشأن الغارات الجوية على "داعش" في سوريا لتجنب أية حوادث جديدة. وأضاف مؤكدا أن تركيا ليست لديها أية نية لتصعيد الموقف مع روسيا.
ورفض اوغلو الاعتذار عن اسقاط الطيران التركي مقاتلة روسية على الحدود السورية الاسبوع الماضي كما تطالب موسكو، ودعا روسيا الى اعادة النظر في العقوبات الاقتصادية التي فرضتها على بلاده اثر هذا الحادث.
وقال اوغلو بعد لقائه الامين العام لحلف شمال الاطلسي ينس ستولتنبرغ في بروكسل "لن يعتذر أي رئيس وزراء تركي ولا اي رئيس او اية سلطة". واضاف "لا يمكن لاي دولة ان تطالبنا باعتذارات لاننا لن نقم الا بواجبنا" أي "حماية مجالنا الجوي وحدودنا".
مؤكدا انه "كان عملا دفاعيا".
وتابع داود اوغلو "نأمل في ان تعيد روسيا النظر" في العقوبات الاقتصادية التي فرضتها موسكو "لانها تتناقض مع مصالحنا المشتركة".
وذكر أوغلو بأن تركيا ساندت روسيا حين فرض عليها الاتحاد الاوروبي عقوبات اقتصادية مشددة منذ صيف 2014 بسبب دورها المفترض في الازمة الاوكرانية.
من جانبه، اعلن الكرملين اليوم انه من غير المرتقب عقد أي لقاء في باريس بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب اردوغان، رغم طلب الرئيس التركي عقد لقاء ثنائي مع نظيره الروسي.
وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف لصحافيين "من غير المرتقب عقد اي لقاء" بين الرئيسين.
وكان اردوغان عبر يوم الجمعة الماضي عن رغبته في عقد لقاء "ثنائي" مع بوتين خلال القمة حول المناخ المنعقدة في باريس، فيما يشهد البلدان أزمة دبلوماسية خطيرة منذ ان أسقط الطيران التركي مقاتلة روسية على الحدود السورية.
بدورها، اعتمدت روسيا قبل أمس (السبت) مجموعة عقوبات اقتصادية ضد تركيا مثل منع ارباب العمل الروس من توظيف عمال اتراك ووقف استيراد بعض البضائع التركية او الحد من انشطة "مؤسسات تخضع للقانون التركي" في روسيا. في المقابل ستجرى "على الارجح" محادثات بين بوتين والرئيس الاميركي باراك اوباما في كواليس القمة الدولية حول المناخ المنعقدة في باريس، وفق ما اوضح الناطق باسم الكرملين.
وهذا اللقاء المحتمل غير الرسمي سيأتي بعد الماراثون الدبلوماسي الذي قام به الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الاسبوع الماضي لتشكيل ائتلاف اوسع ضد تنظيم "داعش".
في سياق متصل، غادر جثمان طيار الطائرة الحربية الروسية التي اسقطتها مقاتلات تركية فوق الحدود السورية الاسبوع الماضي، تركيا اليوم في طريقه الى روسيا، وفق وكالة انباء الاناضول الحكومية التركية.
وقالت الوكالة إنه "أعيد جثمان الطيار اوليغ بيشكوف من منطقة هاتاي الحدودية (جنوب) الى انقرة الاحد؛ حيث تسلمته السلطات التركية بحضور ممثلين روس" وتابعت الوكالة ان الجثمان ارسل الى روسيا صباح اليوم.
وقتل الطيار اوليغ بيشكوف باطلاق النار عليه من الارض اثناء هبوطه بمظلته. اما الطيار الثاني فتم انقاذه بفضل عملية للقوات الروسية والسورية الخاصة قتل فيها جندي روسي.
وادى الحادث وهو الاكثر خطورة منذ بدء العمليات العسكرية الروسية لدعم النظام السوري منذ شهرين الى ازمة خطيرة بين روسيا وتركيا.



ماذا نعرف عن الصاروخ «أوريشنيك» الذي أطلقته روسيا على أوكرانيا؟

TT

ماذا نعرف عن الصاروخ «أوريشنيك» الذي أطلقته روسيا على أوكرانيا؟

صورة نشرتها مؤسسة أوكرانية تُظهر لحظة الهجوم بالصاروخ الباليستي الروسي على مدينة دنيبرو الأوكرانية (أ.ف.ب)
صورة نشرتها مؤسسة أوكرانية تُظهر لحظة الهجوم بالصاروخ الباليستي الروسي على مدينة دنيبرو الأوكرانية (أ.ف.ب)

أشاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الخميس، بإطلاق بلاده صاروخاً جديداً فرط صوتي على مصنع أسلحة أوكراني. وهذا السلاح، غير المعروف حتى الآن، استخدمته روسيا للمرة الأولى ضد أوكرانيا ولتحذير الغرب.

فيما يلي ما نعرفه عن هذا الصاروخ التجريبي الذي أُطلق عليه اسم «أوريشنيك»:

آلاف الكيلومترات

حتى استخدامه يوم الخميس، لم يكن هذا السلاح الجديد معروفاً. ووصفه بوتين بأنه صاروخ باليستي «متوسط المدى»، يمكنه بالتالي بلوغ أهداف يتراوح مداها بين 3000 و5500 كيلومتر، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

صاروخ «يارس» الباليستي الروسي قبل إطلاقه (لقطة من فيديو لوزارة الدفاع الروسية)

وحسب الرئيس الروسي، فإن إطلاق الصاروخ كان بمثابة تجربة في الظروف القتالية؛ مما يعني أن هذا السلاح لا يزال قيد التطوير. ولم يعطِ أي إشارة إلى عدد الأنظمة الموجودة، لكنه هدّد بإعادة استخدامه.

تبلغ المسافة بين منطقة أستراخان الروسية التي أُطلق منها صاروخ «أوريشنيك»، الخميس، حسب كييف، ومصنع تصنيع الأقمار الاصطناعية بيفدينماش الذي أصابه الصاروخ في دنيبرو (وسط شرق أوكرانيا)، تقريباً 1000 كيلومتر.

وإذا كان لا يدخل ضمن فئة الصواريخ العابرة للقارات (التي يزيد مداها على 5500 كيلومتر) يمكن لـ«أوريشنيك» إذا أُطلق من الشرق الأقصى الروسي نظرياً أن يضرب أهدافاً على الساحل الغربي للولايات المتحدة.

وقال الباحث في معهد الأمم المتحدة لأبحاث نزع السلاح (Unidir) في جنيف، بافيل بودفيغ، في مقابلة مع وسيلة الإعلام «أوستوروزنو نوفوستي»، إن «(أوريشنيك) يمكنه (أيضاً) أن يهدّد أوروبا بأكملها تقريباً».

وحتى عام 2019 لم يكن بوسع روسيا والولايات المتحدة نشر مثل هذه الصواريخ بموجب معاهدة القوى النووية متوسطة المدى الموقّعة في عام 1987 خلال الحرب الباردة.

لكن في عام 2019 سحب دونالد ترمب واشنطن من هذا النص، متهماً موسكو بانتهاكه؛ مما فتح الطريق أمام سباق تسلح جديد.

3 كلم في الثانية

أوضحت نائبة المتحدث باسم «البنتاغون»، سابرينا سينغ، للصحافة، الخميس، أن «(أوريشنيك) يعتمد على النموذج الروسي للصاروخ الباليستي العابر للقارات RS - 26 Roubej» (المشتق نفسه من RS - 24 Yars).

وقال الخبير العسكري إيان ماتفييف، على تطبيق «تلغرام»، إن «هذا النظام مكلف كثيراً، ولا يتم إنتاجه بكميات كبيرة»، مؤكداً أن الصاروخ يمكن أن يحمل شحنة متفجرة تزن «عدة أطنان».

في عام 2018، تم تجميد برنامج التسليح «RS - 26 Roubej»، الذي يعود أول اختبار ناجح له إلى عام 2012، حسب وكالة «تاس» الحكومية، بسبب عدم توفر الوسائل اللازمة لتنفيذ هذا المشروع «بالتزامن» مع تطوير الجيل الجديد من أنظمة «Avangard» التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، ويُفترض أنها قادرة على الوصول إلى هدف في أي مكان في العالم تقريباً.

صاروخ «يارس» الباليستي الروسي على متن شاحنة مدولبة (لقطة من فيديو لوزارة الدفاع الروسية)

حسب بوتين فإن الصاروخ «أوريشنيك» «في تكوينه غير النووي الذي تفوق سرعته سرعة الصوت» يمكن أن تصل سرعته إلى 10 ماخ، «أو 2.5 إلى 3 كيلومترات في الثانية» (نحو 12350 كلم في الساعة). وأضاف: «لا توجد أي طريقة اليوم للتصدي لمثل هذه الأسلحة».

عدة رؤوس

أخيراً، سيتم تجهيز «أوريشنيك» أيضاً بشحنات قابلة للمناورة في الهواء؛ مما يزيد من صعوبة اعتراضه.

وشدد بوتين على أن «أنظمة الدفاع الجوي المتوفرة حالياً في العالم، وأنظمة الدفاع الصاروخي التي نصبها الأميركيون في أوروبا، لا تعترض هذه الصواريخ. هذا مستبعد».

وأظهر مقطع فيديو للإطلاق الروسي نُشر على شبكات التواصل الاجتماعي، ست ومضات قوية متتالية تسقط من السماء وقت الهجوم، في إشارة -حسب الخبراء- إلى أن الصاروخ يحمل ست شحنات على الأقل. يقوم هذا على تجهيز صاروخ بعدة رؤوس حربية، نووية أو تقليدية، يتبع كل منها مساراً مستقلاً عند دخوله الغلاف الجوي.