المرأة المصرية على أعتاب تحقيق رقم قياسي جديد في تمثيلها داخل البرلمان

نالت 75 مقعدًا حتى الآن وتنافس على 18 في «إعادة» المرحلة الثانية

مشاركة لافتة للنساء في الانتخابات البرلمانية المصرية (أ.ف.ب)
مشاركة لافتة للنساء في الانتخابات البرلمانية المصرية (أ.ف.ب)
TT

المرأة المصرية على أعتاب تحقيق رقم قياسي جديد في تمثيلها داخل البرلمان

مشاركة لافتة للنساء في الانتخابات البرلمانية المصرية (أ.ف.ب)
مشاركة لافتة للنساء في الانتخابات البرلمانية المصرية (أ.ف.ب)

تقف المرأة المصرية على أعتاب تحقيق رقم قياسي جديد عبر تمثيلها داخل مجلس النواب (البرلمان)، والذي قد يتخطى الـ80 مقعدًا، في سابقة هي الأولى من نوعها. حيث نالت السيدات 75 مقعدا حتى الآن، فيما ينافسن على 18 آخرين في جولة الإعادة للمرحلة الثانية والأخيرة، التي تنطلق اليوم (الاثنين).
وقال عدد من عضوات نجحن في الانتخابات لـ«الشرق الأوسط» إنهن «لن يكتفين بشرف الوصول للجلوس تحت قبة البرلمان، بل سيسعين إلى المشاركة الفاعلة وإقرار التشريعات التي تخدم المجتمع، والمنافسة على عضوية اللجان الفرعية بالمجلس»، غير أنهن استبعدن الوصول إلى رئاسة البرلمان في الوقت الراهن «فالمشوار لا يزال طويلا»، بحسب إحداهن.
ومن المقرر أن تجرى اليوم جولة الإعادة للمرحلة الثانية، وعلى مدى يومين للمصريين في الخارج، على أن تجرى في الداخل يومي (الثلاثاء والأربعاء) في 13 محافظة، هي القاهرة والقليوبية والدقهلية والمنوفية والغربية وكفر الشيخ والشرقية ودمياط وبورسعيد والإسماعيلية والسويس وشمال سيناء وجنوب سيناء.
وتقتصر جولة الإعادة على الانتخاب بالنظام الفردي، بعدما تمكنت قائمة (في حب مصر) من الفوز بالمقاعد المخصصة لنظام القوائم، في قطاعي (القاهرة وجنوب ووسط الدلتا) و(شرق الدلتا) والبالغ عددها 60 مقعدا.
ويتنافس في هذه الجولة 426 مرشحا على 213 مقعدا، وذلك بعد فوز 9 مرشحين من الجولة الأولى، والتي تشترط حصول المرشح على الأغلبية المطلقة (50 في المائة من الأصوات الصحيحة + 1)، في حين يكون الفوز في الإعادة لمن يحصل على الأغلبية النسبية (أكبر عدد من الأصوات الصحيحة عن منافسه).
وضمنت المرأة المصرية حتى الآن 61 مقعدًا، منهم 56 ضمن انتخابات القوائم (وهي الكوتة التي اشترطها القانون)، بالإضافة إلى 5 مقاعد نجحن في المنافسة على دوائر الفردي في المرحلة الأولى. فيما تنافس 18 سيدة على مقاعد الإعادة في دوائر الفردي بالمرحلة الثانية، كانت معظمهن أقرب للفوز.
ويتألف البرلمان المقبل من 568 عضوا ينتخبون بالاقتراع العام السري المباشر، بالإضافة إلى 28 نائبا يعينهم رئيس الجمهورية (من بينهم 14 امرأة على الأقل)، وفقا للمادة 27 من قانون مجلس النواب.
وشكل العدد الكبير لتمثيل المرأة ملمحا مهما في البرلمان المقبل، رغم أن معظمهن وصلن عبر نظام التخصيص «الكوتة» داخل القوائم المغلقة. تقول نهاد أبو القمصان رئيسة المركز المصري لحقوق المرأة إن «القوائم الحزبية التزمت بالحد الأدنى لترشح النساء على القوائم الحزبية وفقا للقانون.. ولم يختلف أداء أي من التيارات السياسية سواء ما تدعي الليبرالية أو التقدمية أو الإسلامية، حيث أُجبر الجميع على وضع النساء بالقانون وكأنه ترشيح المضطر في الوقت الذي تراجع بشدة ترشح النساء على المقاعد الفردية».
وبلغت نسبة ترشح النساء 5.6 في المائة في تلك الانتخابات، حيث ترشحت 308 سيدات من أصل 5420 مرشحا بالنظام الفردي، كما ترشحت 135 سيدة على القوائم الأساسية من إجمالي 285 مرشحا بما يعادل 47 في المائة.
وذكر المركز المصري لحقوق المرأة، أن المؤشرات الأولية لنتائج المرحلة الثانية من انتخابات برلمان 2015 تؤكد أن السيدات ينافسن بشراسة رغم ضعف الإمكانيات المادية لهن مقارنة بالمنافسين من الرجال.
تقول ثريا الشيخ، المرشحة المستقلة بحي شبرا الخيمة، إنها «تستعد لخوض الإعادة من خلال جولاتها الميدانية في كل أنحاء الدائرة، وزيارة الناخبين بشكل مباشر دون الاعتماد على نشر الملصقات واللافتات في الشوارع»، مشددة على أن «المرأة لديها تحديات كبيرة خلال المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية، لكن أكدت النتائج أن المرشحات قادرات على القيام بدور كبير في الانتخابات البرلمانية».
وتحت عنوان «مارجريت تاتشر في إنجلترا ونعمت قمر في المحلة الكبرى»، دشن مواطنون في المحلة الكبرى حملة للمرشحة نعمت قمر، ووصفها منظمو الحملة بأنها المرأة الفولاذية وأنها صاحبة تاريخ مشرف سواء في وجه الحزب الوطني المنحل أو جماعة الإخوان، حيث تعتمد على أصوات العامة والفقراء.
وفي ما يتعلق بالنائبات الفائزات في المرحلة الأولى، فقد بدأن في البحث عن دور داخل المجلس، الذي يستعد للانعقاد مطلع العام المقبل. تقول الدكتورة مي البطران، الفائزة ضمن قائمة «في حب مصر»، إنها ستسعى إلى المشاركة في لجنة التعليم باعتبارها عضوا بمجلس إدارة المعهد العالي للدراسات النوعية، مضيفة أنها «تأمل أن تجد نائبات يصلن لرئاسة اللجان ورئاسة البرلمان نفسه على الأقل في البرلمانات المقبلة، باعتبار أن رئاسة المجلس بالنسبة للنساء سيكون أمرا صعبا وأن المشوار لا يزال طويلا، فالمرأة تعاني من تمييز لصالح الرجل حتى داخل مجلس النواب».



«الجبهة الوطنية»... حزب مصري جديد يثير تساؤلات وانتقادات

مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
TT

«الجبهة الوطنية»... حزب مصري جديد يثير تساؤلات وانتقادات

مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)

ما زال حزب «الجبهة الوطنية» المصري الجديد يثير انتقادات وتساؤلات بشأن برنامجه وأهدافه وطبيعة دوره السياسي في المرحلة المقبلة، خاصة مع تأكيد مؤسسيه أنهم «لن يكونوا في معسكر الموالاة أو في جانب المعارضة».

وكان حزب «الجبهة الوطنية» مثار جدل وتساؤلات في مصر، منذ الكشف عن اجتماعات تحضيرية بشأنه منتصف الشهر الماضي، انتهت بإعلان تدشينه في 30 ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وتمحورت التساؤلات حول أسباب ظهوره في هذه المرحلة، وهل سيكون بديلاً لحزب الأغلبية في البرلمان المصري (مستقبل وطن)، لا سيما أن مصر مقبلة على انتخابات برلمانية نهاية العام الجاري.

هذه التساؤلات حاول اثنان من مؤسسي الحزب الإجابة عنها في أول ظهور إعلامي مساء السبت، ضمن برنامج «الحكاية» المذاع على قناة «إم بي سي»، وقال وكيل مؤسسي حزب «الجبهة الوطنية» ووزير الإسكان المصري السابق عاصم الجزار، إن «الحزب هو بيت خبرة هدفه إثراء الفكر وإعادة بناء الوعي المصري المعاصر»، مؤكداً أن الحزب «لا يسعى للأغلبية أو المغالبة، بل يستهدف التأثير النوعي وليس الكمي».

وأضاف: «هدفنا تشكيل تحالف من الأحزاب الوطنية القائمة، إذ لن نعمل وحدنا»، معلناً استعداد الحزب الجديد، الذي لا يزال يستكمل إجراءات تأسيسه رسمياً، للتحالف مع «أحزاب الأغلبية مستقبل وطن وحماة وطن والمعارضة والمستقلين أيضاً بهدف خدمة المصلحة الوطنية»، مستطرداً: «لن نكون أداة لتمرير قرارات، بل أداة للإقناع بها».

وشدد الجزار على أن «الحزب لا ينتمي لمعسكر الموالاة أو للمعارضة»، وإنما «نعمل لمصلحة الوطن».

وهو ما أكده رئيس «الهيئة العامة للاستعلامات» بمصر وعضو الهيئة التأسيسية لحزب «الجبهة الوطنية»، ضياء رشوان، الذي قال: «سنشكر الحكومة عندما تصيب ونعارضها عندما تخطئ»، مشيراً إلى أن «مصر ليس لها حزب حاكم حتى يكون هناك حديث عن موالاة ومعارضة».

الانتقادات الموجهة للحزب ارتبطت بتساؤلات حول دوره في ظل وجود نحو 87 حزباً سياسياً، وفق «الهيئة العامة للاستعلامات»، منها 14 حزباً ممثلاً في البرلمان الحالي، يتصدرها حزب «مستقبل وطن» بأغلبية 320 مقعداً، يليه حزب «الشعب الجمهور» بـ50 مقعداً، ثم حزب «الوفد» بـ39 مقعداً، وحزب «حماة الوطن» بـ27 مقعداً، وحزب «النور» الإسلامي بـ11 مقعداً، وحزب «المؤتمر» بـ8 مقاعد.

ورداً على سؤال للإعلامي عمرو أديب، خلال برنامج «الحكاية»، بشأن ما إذا كان الحزب «طامحاً للحكم ويأتي بوصفه بديلاً لحزب الأغلبية»، قال رشوان: «أي حزب سياسي يسعى للحكم، لكن من السذاجة أن نقول إن حزباً يعمل على إجراءات تأسيسه اليوم سيحصد الأغلبية بعد 8 أو 10 أشهر»، مشيراً إلى أن «الحزب لن يعيد تجارب (الهابطين من السماء)». واستطرد: «لن نسعى للأغلبية غداً، لكن قد يكون بعد غد».

وأضاف رشوان أن «الحزب يستهدف في الأساس إعادة بناء الحياة السياسية في مصر بعد فشل تجربة نظام الحزب الواحد في مصر منذ عام 1952»، مشيراً إلى أن «الحزب يستهدف إحياء تحالف 30 يونيو (حزيران)»، لافتاً إلى أن «التفكير فيه هو ثمرة للحوار الوطني الذي أثار زخماً سياسياً».

طوال ما يزيد على ساعة ونصف الساعة حاول الجزار ورشوان الإجابة عن التساؤلات المختلفة التي أثارها إعلان تدشين الحزب، والتأكيد على أنه «ليس سُلمة للوصول إلى البرلمان أو الوزارة»، وليس «بوابة للصعود»، كما شددا على أن «حزب الجبهة يضم أطيافاً متعددة وليس مقصوراً على لون سياسي واحد، وأنه يضم بين جنباته المعارضة».

وعقد حزب «الجبهة الوطنية» نحو 8 اجتماعات تحضيرية على مدار الأسابيع الماضي، وتعمل هيئته التأسيسية، التي تضم وزراء ونواباً ومسؤولين سابقين، حالياً على جمع التوكيلات الشعبية اللازمة لإطلاقه رسمياً.

ويستهدف الحزب، بحسب إفادة رسمية «تدشين أكبر تحالف سياسي لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة، عبر صياغة تفاهمات سياسية واسعة مع الأحزاب الموجودة»، إضافة إلى «لمّ الشمل السياسي في فترة لا تحتمل التشتت».

ومنذ إطلاق الحزب تم ربطه بـ«اتحاد القبائل والعائلات المصرية» ورئيسه رجل الأعمال إبراهيم العرجاني، حتى إن البعض قال إن «الحزب هو الأداة السياسية لاتحاد القبائل». وعزز هذه الأحاديث إعلان الهيئة التأسيسية التي ضمت رجل الأعمال عصام إبراهيم العرجاني.

وأرجع الجزار الربط بين الحزب والعرجاني إلى أن «الاجتماعات التحضيرية الأولى للحزب كانت تجري في مكتبه بمقر اتحاد القبائل؛ كونه أميناً عاماً للاتحاد»، مؤكداً أن «الحزب لا علاقة له باتحاد القبائل». وقال: «العرجاني واحد من عشرة رجال أعمال ساهموا في تمويل اللقاءات التحضيرية للحزب». وأضاف: «الحزب لا ينتمي لشخص أو لجهة بل لفكرة».

وحول انضمام عصام العرجاني للهيئة التأسيسية، قال رشوان إنه «موجود بصفته ممثلاً لسيناء، ووجوده جاء بترشيح من أهل سيناء أنفسهم».

وأكد رشوان أن «البعض قد يرى في الحزب اختراعاً لكتالوج جديد في الحياة السياسية، وهو كذلك»، مشيراً إلى أن «الحزب يستهدف إعادة بناء الحياة السياسية في مصر التي يقول الجميع إنها ليست على المستوى المأمول».

بينما قال الجزار: «نحن بيت خبرة يسعى لتقديم أفكار وحلول وكوادر للدولة، ونحتاج لكل من لديه القدرة على طرح حلول ولو جزئية لمشاكل المجتمع».

وأثارت تصريحات الجزار ورشوان ردود فعل متباينة، وسط تساؤلات مستمرة عن رؤية الحزب السياسية، التي أشار البعض إلى أنها «غير واضحة»، وهي تساؤلات يرى مراقبون أن حسمها مرتبط بالانتخابات البرلمانية المقبلة.

كما رأى آخرون أن الحزب لم يكن مستعداً بعد للظهور الإعلامي.

بينما أشار البعض إلى أن «الحزب ولد بمشاكل تتعلق بشعبية داعميه»، وأنه «لم يفلح في إقناع الناس بأنه ليس حزب موالاة».

وقال مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتور عمرو الشوبكي لـ«الشرق الأوسط» إن «الحزب قدم حتى الآن كلاماً عاماً دون تصور أو رؤية واضحة للإصلاح التدريجي»، موضحاً أنه «من حيث المبدأ من حق أي جماعة تأسيس حزب جديد».

وبينما أكد الشوبكي أن ما عرضه المسؤولون عن الحزب الجديد بشأن «عدم طموحه للحكم لا يختلف عن واقع الحياة السياسية في مصر الذي يترك للدولة تشكيل الحكومة»، مطالباً «بتفعيل دور الأحزاب في الحياة السياسية»، فالمشكلة على حد تعبيره «ليست في إنشاء حزب جديد، بل في المساحة المتاحة للأحزاب».