نفت الولايات المتحدة الأميركية الأنباء التي ترددت مؤخرا عن عزم الكونغرس الأميركي التصويت على قرار بتقسيم العراق من خلال تحويله إلى مكونات طائفية وعرقية «شيعة وسنة وأكراد» كبديل عن الحكومة المركزية.
ورحبت الحكومة العراقية بالنفي الصادر عن السفارة الأميركية في بغداد إلا أنها حذرت وعلى لسان المتحدث باسم المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء من استمرار التصريحات غير المسؤولة لعدد من السياسيين والنواب بهذا الشأن مما يؤدي إلى إثارة الشارع العراقي.
وأعلنت السفارة الأميركية في العراق أمس الأحد وفي بيان لها أن «التقارير الإعلامية التي نشرت مؤخرًا والتي تشير إلى أن الكونغرس الأميركي سوف يصوت على تقسيم العراق هي ببساطة تقارير عارية عن الصحة، إذ إن حكومة الولايات المتحدة الأميركية كانت دومًا وسوف تظل ملتزمة بدعمها لوحدة العراق، مثلما كانت وما زالت تعارض أي تدخل أجنبي في الشؤون السيادية العراقية».
وأضافت: «إننا نثني على التصريح الأخير الذي صدر عن وزارة الخارجية العراقية يفند فيه هذه التقارير الإخبارية الكاذبة»، مشيرة إلى أن «الولايات المتحدة الأميركية، بناء على طلب من الحكومة العراقية، ستواصل العمل مع شركائها العراقيين من أجل تقويض وإلحاق الهزيمة بداعش في نهاية المطاف».
وفي هذا السياق أكد المتحدث الإعلامي باسم الحكومة العراقية سعد الحديثي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «الحكومة العراقية طالما أكدت وتعيد التأكيد الآن أن الولايات المتحد الأميركية شريك أساسي في محاربة الإرهاب وتبعا لذلك فإن العراق يرحب بكل خطة جادة تصب في هذا الاتجاه لا سيما في مجال تعزيز القدرات العسكرية واللوجستية للعراق». وشدد الحديثي أن أي قرار يتعلق بمستقبل العراق إنما يقرره العراقيون أنفسهم وبما يؤدي إلى تماسك وحدتهم الوطنية بعيدا عن التدخلات الخارجية. وأضاف الحديثي أن «التصريحات التي تطلق من قبل بعض السياسيين في حال لم تكن مقرونة بمعلومات حقيقية ودراية بما يجري إنما تؤدي في النهاية إلى إثارة اللغط والفتنة في الشارع العراقي وهو ما نحذر منه خصوصا أننا نخوض اليوم معركة حاسمة مع تنظيم داعش الإرهابي». وأعرب الحديثي عن أمله في أن «تدرك القوى السياسية في البلاد حجم التحدي الذي نواجهه على صعيد تهديد وحدة العراق وهو ما يجعل مسؤولية الجميع الحفاظ على هذه الوحدة». وأشار إلى أن «بيان السفارة الأميركية أزال اللبس الحاصل في هذا الأمر مثلما أزال المخاوف والهواجس بهذا الشأن.
وردا على سؤال بشأن قيام واشنطن استقبال شخصيات سياسية تعادي العملية السياسية في البلاد قال الحديثي إنه «بصرف النظر عن موقفنا من هذا الطرف أو ذاك فإن الولايات المتحدة دولة كبرى ولديها رؤاها الخاصة بها لكنها بشكل عام تسعى إلى توسيع المشاركة السياسية في العراق من خلال إشراك أطراف لديها مواقف من العملية السياسية ونحن من جانبا لا نعادي ذلك في إطار احترام الدستور وهو ما تعمل عليه الحكومة في إطار المصالحة الوطنية التي تشمل الجميع شريطة عدم تلطخهم بدماء العراقيين».
من جانبه أكد عضو البرلمان العراقي عن تحالف القوى العراقية محمد الكربولي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «ما يجعل الكثير من الأطراف السياسية والعشائرية تذهب إلى الولايات المتحدة الأميركية إنما يعود في جانب كبير منه إلى سوء تعامل الحكومة العراقية مع أبناء العشائر السنية التي تتصدى لتنظيم داعش وتقاتل من أجل طرده من محافظة الأنبار وكل المحافظات العراقية التي تمدد فيها هذا التنظيم».
وأضاف الكربولي أنه «بصرف النظر عن طبيعة الشخصيات التي تستضيفها الولايات المتحدة لكننا نؤكد هنا أن الكرة في ملعب الحكومة العراقية التي بيدها وحدة العراق في حال كانت عادلة في التعامل مع الجميع على قاعدة المساواة أمام القانون».
إلى ذلك بحث رئيسا الوزراء حيدر العبادي والبرلمان سليم الجبوري العلاقات الثنائية بين بغداد وواشنطن مع السيناتور جون ماكين رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ.
وقال بيان لمكتب الجبوري تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه إن الجبوري دعا الولايات المتحدة إلى ضرورة زيادة الدعم العسكري المقدم للقوات العراقية وأبناء العشائر في المعارك الجارية ضد عصابات «داعش».
واشنطن تهدئ الشارع العراقي بخطاب عدم التقسيم
الكربولي لـ«الشرق الأوسط»: غياب العدل في الحكومة يزيد من فرقة العراقيين
واشنطن تهدئ الشارع العراقي بخطاب عدم التقسيم
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة