قلق أميركي من تزايد جمع المعلومات عن التلاميذ

تحالف للآباء ينشد الخصوصية ويحارب تحصيل البيانات الخاصة بأولادهم

قلق أميركي من تزايد جمع المعلومات عن التلاميذ
TT

قلق أميركي من تزايد جمع المعلومات عن التلاميذ

قلق أميركي من تزايد جمع المعلومات عن التلاميذ

تزايدت مخاوف الآباء حول خصوصية الطلاب خلال السنوات الأخيرة وسط زيادة استخدام التكنولوجيا من قبل المدارس، والمناطق التعليمية، والولايات لجمع جبال من المعلومات حول التلاميذ. وفي العام الماضي، أجبر مشروع مثير للجدل، ممول من قبل مؤسسة بيل غيتس وتديره مؤسسة غير هادفة للربح تأسست خصيصا لذلك الغرض تحت اسم «إن بلوم»، بتكلفة 100 مليون دولار لجمع البيانات عن التلاميذ، على الإغلاق بسبب مثل تلك المخاوف، في حلقة كانت بمثابة جرس للإنذار للآباء حول كم المعلومات المتعلقة بأطفالهم التي يجري جمعها ومشاركتها من دون علمهم.
وكانت السيدة ليوني هيمسون من أبرز الناشطين ضد مشروع «إن بلوم»، والتي فيما بعد وبمشاركة راشيل ستيكلاند، أسستا تحالف الآباء لأجل خصوصية الأبناء، وهو تحالف وطني يضم الآباء والناشطين المدافعين عن حقوق الآباء والتلاميذ في حماية بياناتهم الخاصة. وكتبت هيمسون بمشاركة شيري كيسكر، وهي من أعضاء ذلك التحالف أيضا، مقالا هاما حول تلك القضية.
وفي مقالهما، تقول هيمسون وكيسكر: «أتتذكرون ذلك التهديد الخطير من أيام الطفولة: (سوف يظل ذلك مذكورا في سجلاتكم الدائمة؟) حسنا، إن سجل أطفالكم الدائم أكبر بكثير في الأيام الحالية، وربما يظل مستديما لأبعد مما تظنون. حيث يتم تتبع، وتسجيل، وتقريبا مشاركة كافة المعلومات الخاصة بسلوكيات الأطفال وكل شيء تقريبا مما تعرفه المدرسة أو الولاية عنهم».
وخلال جلسة استماع بالكونغرس الأميركي في فبراير (شباط) 2015 حول «تأثير التكنولوجيا الناشئة على خصوصية التلاميذ»، توجه النائب غلين غروثام من ولاية ويسكونسن للمجلس بسؤال يتعلق بـ«تقديم موجز لكافة المعلومات المتجمعة حتى الوقت الذي يبلغ فيه الطالب سنته الجامعية الأخيرة»، وأجاب السيد جويل ريدنبرغ، مدير مركز القانون وسياسة المعلومات لدى كلية فوردهام للقانون على النحو التالي:
«فلتتذكروا جورج أوريل، ولنصل بكلامه إلى أعلى مستوى ممكن. نحن في بيئة مفعمة بالمراقبة والاستقصاء على أعلى درجة بالأساس. إن تلك البيانات تحمل محتوى غنيا للغاية عن حياة الكثير من التلاميذ بشكل استثنائي».
يجري جمع غالبية البيانات عن الطلاب في المدرسة عبر طرق متعددة، إما عن طريق استخدام الأطفال للإنترنت أو المعلومات المتوفرة من قبل الآباء، أو المعلمين، أو غيرهم من موظفي المدرسة. ويشتمل السجل المدرسي للطالب بوجه عام على معلومات ديموغرافية، ومن بينها العرق، والأصل الإثني، ومستوى الدخل، وسجلات الانضباط، والدرجات ونتائج الاختبارات، ومستويات الإعاقة، وخطط التعليم الفردية، والصحة العقلية، والتاريخ الطبي، وسجلات الاستشارات، وغير ذلك الكثير.
ووفقا للقانون الفيدرالي الخاص بحقوق التعليم والخصوصية، فإن السجلات الطبية وسجلات الاستشارات يجري إدراجها في سجلات الأطفال التعليمية ولا تخضع للحماية بموجب قانون قابلية انتقال التأمين الصحي والمساءلة الذي أقره الكونغرس الأميركي في عام 1996. وبالتالي، يمكن مشاركة معلومات شديدة الحساسية عن حالة الصحة العقلية والجسدية خارج المدرسة ومن دون موافقة أولياء الأمور.
بدأ إدراك الكثير من الآباء ولأول مرة حول كيفية مشاركة البيانات الشخصية الخاصة بأطفالهم وعلى نطاق واسع مع أطراف ثالثة من كافة المناحي عندما ثار الجدل بذلك الشأن حيال مشروع «إن بلوم» في عام 2012، وهو المشروع الذي تكلف 100 مليون دولار ومولته مؤسسة غيتس. وبسبب المعارضة الشديدة من قبل الآباء، أغلق المشروع المذكور أبوابه في عام 2014. ولكن من خلال تلك العملية، اكتشف الآباء أن مشروع «إن بلوم» كان القمة الظاهرة فقط من جبل كبير، وأن الحكومة الفيدرالية الأميركية مع مؤسسة غيتس كانتا تساعدان في تكديس والإفصاح عن بيانات الطلاب الشخصية وبمختلف الطرق والأساليب.
انضمت العشرات من المؤسسات معا، ممولة جميعها من قبل مؤسسة بيل غيتس، لإنشاء حملة جودة البيانات في عام 2005، وكانت الأهداف على النحو التالي:
** التطوير الكامل لنظم البيانات الطولية في كل ولاية من الولايات الأميركية بحلول عام 2009.
** زيادة الوعي والإدراك مع تعزيز الاستخدامات المفيدة للبيانات الطولية والبيانات المالية بهدف تحسين إنجازات الطلاب.
** تعزيز، وتطوير، واستخدام المعايير القياسية للبيانات والنقل الفعال وتقاسم البيانات.
ومنذ ذلك الوقت، ألزمت الحكومة الفيدرالية كل الولايات الأميركية بجمع المعلومات الشخصية عن الطلاب في صورة قواعد البيانات الطولية، تحت اسم نظم البيانات الطلابية الطولية، وفيها يجري جمع وتصنيف المعلومات الشخصية لكل طفل وتعقبها منذ الولادة وحتى ما قبل التعليم المدرسي وما بعده، بما في ذلك المعلومات الطبية، وبيانات الاستقصاء، والبيانات الواردة من مختلف الوكالات التابعة للولاية مثل نظام العدالة الجنائية، وخدمات الأطفال، ومختلف الهيئات والإدارات الصحية. وكانت نظم البيانات الطلابية الطولية، أو في بعض الأحيان تدعى قاعدة بيانات (ب 20) التي تغطي المرحلة منذ ما قبل المدرسة وحتى بلوغ الطالب 20 عاما، وقاعدة بيانات (ب 12) أو (بي - 20) لتتبع البيانات منذ الولادة، تتلقى التمويل جزئيا عبر المنح الفيدرالية والمقدمة في خمسة مستويات من التمويل بين عامي 2005 و2012. هذا وقد تلقت 47 ولاية من أصل 50 ولاية إلى جانب مقاطعة كولومبيا، وبورتوريكو، وفيرجين آيلاند، التمويل عبر منح نظم البيانات الطلابية الطولية. وعلى الرغم من أن ولايات ألاباما، ووايومينغ، ونيومكسيكو غير مدرجة على الموقع المختص بما سلف ذكره، فإن حاكم ألاباما قد أعلن مؤخرا عبر الأمر التنفيذي عن إنشاء نظم البيانات الطلابية الطولية الخاص بولاية ألاباما لمطابقة المعلومات حول الطلاب من مراحل التعليم المبكرة وحتى التعليم ما بعد الجامعي وإلى مرحلة التوظيف والعمل. وتستخدم ولاية وايومينغ قاموس فيوجن للبيانات الذي يتضمن المعلومات عن الأطفال منذ الولادة. وتُظهر خطة التكنولوجيا في ولاية نيومكسيكو أنها نقلت نظم البيانات الطلابية الطولية إلى مرحلة الإنتاج في عام 2014 وسوف توسع عمليات النظام في عام 2015. ويُدار ذلك الموقع بواسطة حملة جودة البيانات التي تتبع كل نظم البيانات الطلابية الطولية في كل ولاية من الولايات.
ولدى كل نظام من نظم البيانات الطلابية الطولية قاموس للبيانات ملئ بالمئات من عناصر البيانات المشتركة، حتى يسهل تتبع الطلاب من الولادة أو مرحلة ما قبل المدرسة مرورا بالتعليم الجامعي وما بعده، كما يسهل مشاركة بياناتهم مع البائعين، ومختلف الوكالات الحكومية، وعبر مختلف الولايات، ومع المنظمات أو الأفراد المنخرطين في الأبحاث ذات الصلة بالتعليم أو التقييم، وكل ذلك يجري من دون علم أو موافقة الآباء. يطبق كل نظام من نظم البيانات الطلابية الطولية نفس الكود لتعريف البيانات، إلى جانب معايير البيانات التعليمية المشتركة، في جهد تعاوني تدير وزارة التعليم الأميركية: «من أجل تطوير معايير البيانات المشتركة والطوعية لصالح مجموعة رئيسية من عناصر البيانات التعليمية لتسهيل تبادل، ومقارنة، وإدراك البيانات داخل وعبر مختلف مؤسسات وقطاعات قاعدة بيانات (ب 20 دبليو)».
كل بضعة شهور، يجري تعريف المزيد من عناصر البيانات وإدراجها على معايير البيانات التعليمية المشتركة، حيت يسهل جمع المزيد من المعلومات حول حياة الطفل، وتخزينها، وتقاسمها عبر مختلف الوكالات، والإفصاح عنها إلى الأطراف الثالثة. يمكنك مراجعة قاعدة بيانات معايير البيانات التعليمية المشتركة بنفسك، بما في ذلك عناصر البيانات المدرجة حديثا، أو إدخال الكثير من المصطلحات مثل «الإعاقة»، أو «بلا مأوى»، أو «الدخل» في شريط البحث بالموقع.
وفيما يتصل بالانضباط، تشتمل قاعدة بيانات معايير البيانات التعليمية المشتركة على معلومات تتعلق بحالات إلقاء القبض على الطالب، وخطابات الاعتذار، والنقائص، والإنذارات، والاستشارات، والإيقاف، والطرد، وما إذا كان الطالب منخرطا في حوادث تتضمن استخدام السلاح، وما إذا كان ألقي القبض عليه أو عليها، وما إذا كانت هناك جلسات استماع قضائية وما هي النتائج القضائية وأنواع العقوبات، بما في ذلك السجن.
يعتبر هذا النوع من المعلومات شديد الحساسية وله طبيعة ضارة، وغالبا في محاكم الأحداث ما يجري الاحتفاظ بالسجلات مختومة أو يتم تدميرها بعد مرور فترة معينة من الوقت، وخصوصا إذا كان الطالب بريئا أو عدم وجود جرائم أخرى، ومع ذلك فإن كافة تلك المعلومات يمكن إدخالها في الوقت الحالي إلى السجلات الطولية الخاصة بالطالب أو الطالبة من دون المزيد من القيود على الوصول إليها وعدم تحديد ميعاد معين لتدميرها.
وتقدمت كل الولايات تقريبا في الآونة الأخيرة للحصول على المنحة الفيدرالية لتوسيع نظم البيانات الطلابية الطولية، بما في ذلك جمع، وربط، ومشاركة مختلف القدرات. يمكنكم الاطلاع على الطلب الفيدرالي لتقديم المقترحات. لاحظ وعلى الأخص القسم الخامس، الخاص باستخدام البيانات من عرض المنحة، الذي يستلزم من الولايات جمع ومشاركة كافة بيانات مرحلة الطفولة، ومطابقة التلاميذ والمعلمين بغرض تقييم مستوى المعلمين، وتحسين قدراتهم المهنية عبر مختلف المؤسسات، والوكالات، والولايات.
خمس عشرة ولاية ومقاطعة واحدة، هي ساموا الأميركية، التي فازت بالمنح وتم الإعلان عنها في 17 سبتمبر (أيلول) 2015. وتضمن طلب موازنة 2016 الذي تقدم به أوباما عددا من بنود البيانات الإضافية، اشتملت على زيادة التمويل إلى ثلاثة أضعاف لنظم البيانات الطولية الحكومية (70 مليون دولار)، ومبادرة نوعية بيانات القوى العاملة بوزارة العمل (37 مليون دولار) بهدف إدخال البيانات الشخصية للقوى العاملة للبالغين متضمنة السجل الدراسي للعامل أو العاملة.
وعلى الرغم من أن القانون يمنع الحكومة الفيدرالية من عمل قاعدة بيانات طلابية، فقد تحايلت وزارة التعليم على هذا القيد عن طريق عدد من الاستراتيجيات شملت تمويل قاعدة بيانات عدد من الولايات، وكان من الممكن أن يكون هذا الإجراء غير قانوني قبل صدور تعليمات حقوق تعليم الأسري والخصوصية التي صاغتها وزارة التعليم عام 2012.
وتشجع المنح الفيدرالية على المشاركة في تبادل قاعدة البيانات الطلابية التي تشمل عددا من الولايات. إحدى قواعد البيانات المذكورة هي «لجنة الولايات للتعليم العالي» التي تشمل خمس عشرة ولاية غربية التي تلقت مؤخرا ثلاثة ملايين دولار إضافية من الحكومة الفيدرالية. وتوضح تلك الوثيقة أن المشروع كان قد مُول من قبل «مؤسسة غيتس» وأن هدف المؤسسة من تبادل البيانات الطلابية الشخصية بين الولايات ووكالاتها من دون موافقة الآباء لم يكن مسموحا به في ضوء قانون «حقوق تعليم الأسرة والخصوصية» حتى تم إضعاف هذا القانون عام 2012.
وعند اعتماد قانون «لجنة الولايات للتعليم العالي» من قبل «مؤسسة غيتس»، بدأ مشروع «تبادل البيانات الطلابية الطولية» بشكل جدي في 2010. وعقد الاجتماع التمهيدي لبناء مشروع «تبادل البيانات الطلابية الطولية» في بورتلاند بولاية أوريغين في أكتوبر (تشرين الأول) 2010. وكان إطلاق مشروع «تبادل البيانات الطلابية الطولية» يستحق أن يوضع في جدول زمني يؤثر على تطوير واستخدام «مشروع تبادل البيانات الطلابية الطولية». ومع بداية تنفيذ المشروع، كان إشراف الحكومة الفيدرالية على تطبيق «حقوق التعليم الأسري والخصوصية» يشكل قيدا كبيرا. وفي الحقيقة، بناء على المحادثة التي تمت مع عضو في مكتب النائب العام لـ«واشنطن ستيت» فقد كانت خطتنا لتبادل معلومات شخصية بين الولايات أمرا غير قانوني في ظل القانون المذكور والساري المفعول في ذلك الوقت. وعلى الرغم من أننا كنا قد أُبلغنا أنه بمقدورنا تجميع واستخدام قاعدة بيانات تلغى ربط الاسم بالبيانات، والتي كانت سوف تظهر الكثير من قيمة ربط البيانات بين الولايات، فقد كان فشلنا في أعطاء بيانات صحيحة للولايات المشاركة سوف يمثل فشلا ذريعا. غير أن التعديلات التي طرأت على إشراف الحكومة الفيدرالية على مشروع «حقوق التعليم الأسري والخصوصية» الذي أصبح ساري المفعول في يناير (كانون الثاني) 2012 حلت تلك المشكلة.
وسمح نظام الإشراف الجديد للولايات المشاركة بتعيين «لجنة الولايات للتعليم العالي» كممثل مخول بتجميع البيانات، وفي نفس الوقت القيام بكشف وتبادل البيانات بين الولايات ووكالات تلك الولايات.
* خدمة «واشنطن بوست»
خاص بـ«الشرق الأوسط»



20 مليون طالب أجنبي في جامعات أميركا... أغلبهم من الصين والهند

20 مليون طالب أجنبي في جامعات أميركا... أغلبهم من الصين والهند
TT

20 مليون طالب أجنبي في جامعات أميركا... أغلبهم من الصين والهند

20 مليون طالب أجنبي في جامعات أميركا... أغلبهم من الصين والهند

ارتفع عدد الطلاب الأجانب بالتعليم العالي في الولايات المتحدة الأميركية العام الماضي بنسبة 3.4 في المائة؛ أي نحو مليون طالب، وبزيادة تصل إلى 35 ألف طالب عن عام 2016، والذين جاءوا إلى الولايات المتحدة الأميركية على تأشيرات الطلاب غير المهاجرين.
وحسب تقرير مؤسسة «الأبواب المفتوحة (أوبن دورز)» الذي نشر في آخر 2017، فإن الزيادة في عدد الطلاب تأتي للمرة السابعة، وإن عدد الطلاب الأجانب الذين يدرسون في كليات وجامعات أميركا ارتفع بنسبة 85 في المائة منذ 10 سنوات.
تم نشر تقرير «الأبواب المفتوحة» عن التبادل التعليمي الدولي، من قبل معهد التعليم الدولي الذي يعد من أهم منظمات التبادل الثقافي الرائدة في الولايات المتحدة. وقد «أجرى معهد التعليم الدولي إحصاءات سنوية عن الجامعات حول الطلاب الدوليين في الولايات المتحدة منذ عام 1919، وبدعم من مكتب الشؤون التعليمية والثقافية بوزارة الخارجية منذ أوائل السبعينات. ويستند التعداد إلى استطلاع شمل نحو 3 آلاف من المؤسسات التعليمية المرموقة في الولايات المتحدة».
وحسب التقرير المفصل، فإن هذا العدد من الطلاب الأجانب لا يشكل إلا 5 في المائة من عدد الطلاب الذين يدرسون في قطاع التعليم العالي بالكليات والجامعات الأميركية، حيث يصل مجمل العدد حسب التقرير إلى 20 مليون طالب؛ أي بارتفاع بنسبة تتراوح بين 3 و4 في المائة عن عام 2007. ويعود سبب الارتفاع إلى ازدياد عدد الطلاب الأجانب وتراجع عدد الطلاب الأميركيين في البلاد منذ أن سجل عدد الطلاب الأميركيين أعلى معدل في عامي 2012 و2013.
وحول أصول الطلاب الأجانب الذين يدرسون في الولايات المتحدة الأميركية، فقد ذكر التقرير أنه للسنة الثالثة على التوالي كان أكبر نمو في عدد الطلاب من الهند، وعلى مستوى الدراسات العليا في المقام الأول وعلى مستوى التدريب العملي الاختياري (أوبت). ومع هذا، لا تزال الصين أكبر دولة من ناحية إرسال الطلاب الأجانب، حيث يبلغ عدد الطلاب في الولايات المتحدة نحو ضعف عدد الطلاب الهنود. لكن ما يؤكد عليه التقرير هو النمو في عدد الطلاب الآتين من الهند.
ومن هنا أيضا فقد وجد التقرير أن 50 في المائة من إجمالي الطلاب الدوليين في الولايات المتحدة من دولتي الصين والهند.
ووصلت نسبة التراجع لدى الطلاب السعوديين في الولايات المتحدة إلى 14.2 في المائة، ويعود ذلك، حسب التقرير، إلى حد كبير للتغييرات في برنامج المنح الدراسية للحكومة السعودية الذي يقترب الآن من عامه الرابع عشر.
التراجع الملحوظ في عدد الطلاب الأجانب في الولايات المتحدة، كان من اليابان والمملكة المتحدة وتركيا، وبنسبة أقل من اثنين في المائة لكل من هذه الدول. وإضافة إلى كوريا الجنوبية، فقد انخفض عدد طلاب هونغ كونغ بنسبة 4.7 في المائة. وكانت أكبر نسبة انخفاض بين الطلاب الأجانب من البرازيل، حيث وصلت نسبة الانخفاض إلى 32.4 في المائة. ويعود ذلك أيضا إلى نهاية البرامج الحكومية البرازيلية التي تساعد الطلاب الذين يدرسون في الخارج، خصوصا في الولايات المتحدة.
وحول أسباب التراجع في عدد طلاب هذه الدول بشكل عام، يقول تقرير «أوبن دورز» إنه من المرجح أن تشمل عوامل التراجع مزيجا من العوامل الاقتصادية العالمية والمحلية في هذه الدول؛ «وفي بعض الحالات توسع فرص التعليم العالي في داخل هذه الدول وتراجع عدد السكان».
ويكشف التقرير الأخير أن 25 من أفضل الجامعات الأميركية و10 ولايات أميركية يستقبلون أكبر عدد من الطلاب الأجانب السنة الماضية. وكان على رأس المستقبلين كما هو متوقع ولاية كاليفورنيا، تبعتها ولاية نيويورك، وولاية تكساس في المرتبة الثالثة، وماساتشوستس في المرتبة الرابعة.
ويتضح من التقرير أن 22.4 من مجمل الطلاب الأجانب الذين جاءوا إلى الولايات المتحدة الأميركية، جاءوا إلى الجامعات الـ25 الأولى في ترتيب الجامعات التي استقبلت الطلاب الأجانب.
وعلى الصعيد الاقتصادي، وحسب غرفة التجارة الأميركية، فإن لارتفاع عدد الطلاب الأجانب في الولايات المتحدة، نتائج إيجابية على الصعيد الاقتصادي؛ إذ ارتفع ما يقدمه هؤلاء الطلاب إلى الاقتصاد الأميركي من 35 مليار دولار إلى 39 مليار دولار العام الماضي. ويبدو أن سبب الارتفاع يعود إلى أن ثلثي الطلاب الأجانب في الولايات المتحدة يتلقون تمويلهم من الخارج، أي من حكوماتهم وعائلاتهم وحساباتهم الشخصية. ولا تتوقف منفعة الطلاب الأجانب على الاقتصاد؛ بل تتعداه إلى المنافع العلمية والبحثية والتقنية.
وحول الطلاب الأميركيين في الخارج، يقول التقرير إنه رغم التراجع الطفيف في السنوات القليلة الماضية، فإن عدد هؤلاء الطلاب تضاعف 3 مرات خلال عقدين. ووصلت نسبة الارتفاع إلى 46 في المائة خلال العقد الماضي. كما أن عدد هؤلاء الطلاب في الخارج وصل إلى 325.339 ألف طالب لعامي 2015 و2016.
ويبدو أن معظم الطلاب الأميركيين يرغبون بدراسة العلوم والهندسة والرياضيات في الخارج وتصل نسبة هؤلاء الطلاب إلى 25.2 في المائة من إجمالي عدد الطلاب. وبعد ذلك يفضل 20.9 في المائة من هؤلاء الطلاب دراسة إدارة الأعمال والعلوم الاجتماعية.
ولا تزال الدول الأوروبية المحطة الرئيسية للطلاب الأميركيين في الخارج، وقد ارتفع عدد هؤلاء الطلاب بنسبة 3.5 في المائة عامي 2015 و2016. وتأتي على رأس لائحة الدول المفضلة للطلاب الأميركيين بريطانيا، تليها إيطاليا وإسبانيا وفرنسا وألمانيا التي احتلت المركز الخامس بدلا من الصين العامين الماضيين. كما ارتفع عدد الطلاب الأميركيين في الفترة نفسها في كل من اليابان وكوريا الجنوبية وجنوب أفريقيا والدنمارك وتشيكيا ونيوزيلندا وكوبا وهولندا. ولاحظ التقرير أيضا ارتفاعا في عدد الطلاب الأميركيين الذين يذهبون إلى دول الكاريبي ودول أميركا اللاتينية للدراسة الجامعية.
ووصلت نسبة الارتفاع في هذه الدول إلى 5.6 في المائة، ووصل عدد الطلاب الأميركيين الذين يدرسون في دول الكاريبي ودول أميركا اللاتينية إلى 53.105 ألف طالب.
لكن أهم نسب الارتفاع على عدد الطلاب الأميركيين في الخارج كما جاء في التقرير، كانت في اليابان التي سجلت نسبة ارتفاع قدرها 18 في المائة، وكوريا الجنوبية بنسبة 3 في المائة.
ورغم هذه الارتفاعات في كثير من الدول، خصوصا الدول الأوروبية، فإن هناك تراجعات في عدد الطلاب الأميركيين الذين يدرسون في بعض البلدان كما يشير التقرير الأخير، ومن هذه الدول كما يبدو الصين التي تراجع عدد الطلاب الأميركيين فيها بنسبة 8.6 في المائة، أما نسبة التراجع في فرنسا فقد وصلت إلى 5.4 في المائة، حيث وصل عدد الطلاب إلى 17.215 ألف طالب، وسجلت البرازيل نسبة كبيرة من التراجع في عدد الطلاب الأميركيين الذين يأتون إليها، ووصلت نسبة هذا التراجع إلى 11.4 في المائة، ووصل عدد الطلاب إلى 3.400 ألف طالب. أما الهند فقد تراجع عدد الطلاب الأميركيين فيها خلال العامين الماضيين بنسبة 5.8 في المائة، ووصلت هذه النسبة إلى واحد في المائة في اليونان التي عادة ما تستقطب الطلاب المهتمين بالميثولوجيا اليونانية والراغبين بدراسة اللغة اليونانية نفسها.
مهما يكن، فإن عدد الطلاب الأميركيين الذين يدرسون في الخارج لا يزيدون بشكل عام على 10 في المائة من مجمل عدد الطلاب الأميركيين الباحثين عن جامعة جيدة لإنهاء تحصيلهم العلمي قبل دخول عالم العمل والوظيفة.