تقرير للأزهر يكشف طرق «داعش» لاستقطاب الغاضبين من سيطرة الأهل

قال إن التنظيم يستخدم الأطفال كـ«جواسيس» ويغري القاصرات والمراهقين

تقرير للأزهر يكشف طرق «داعش» لاستقطاب الغاضبين من سيطرة الأهل
TT

تقرير للأزهر يكشف طرق «داعش» لاستقطاب الغاضبين من سيطرة الأهل

تقرير للأزهر يكشف طرق «داعش» لاستقطاب الغاضبين من سيطرة الأهل

رصد تقرير مصري سعي تنظيم «داعش» لاستقطاب الصغار والقاصرات والمراهقين للانضمام تحت رايته، وذكر التقرير الذي أعده مرصد الأزهر بمصر، أن الصغار عند «داعش» عنصر نشط وفعال، حيث يستغل التنظيم من يعانون من ضعف الهوية أو سيطرة الأهل عليهم، حيث يعمل الأطفال كجواسيس ويشاركون في القتال.. أما الفتيات للمساعدة في تجنيد مثيلاتهن والإغراء بالمغامرة والزواج من «بطل»، فيما يغري المراهقين بصورة «البطل».
وقال مسؤول في مرصد الأزهر لـ«الشرق الأوسط» إن التقرير يكشف عن أن «داعش» تنظيم مخادع يعرف كيف يلعب بعواطف الصغار والفتيات والمراهقين، لكن عند التدقيق في حججه للصغار نجده يفتقد لأي حجة شرعية أو عقلية.
ودشن الأزهر في 2 يونيو (حزيران) الماضي مرصدا إلكترونيا بنحو 10 لغات أجنبية، لمواجهة الأفكار المتشددة والرد على الآراء الشاذة بطريقة علمية منضبطة لمواجهة الإرهاب الذي يجتاح العالم. وقال الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر لـ«الشرق الأوسط» إن «المرصد آلية هامة لرصد الأفكار المتطرفة في مختلف الدول والتي يروج لها التكفيريون من تنظيم داعش وغيره لاستقطاب الشباب إلى ما يزعمونه بالدولة، حيث يعمل المرصد على حماية الشباب وتحصينهم من الأفكار المتطرفة».
وقال تقرير مرصد الأزهر التي أعدته وحدة الرصد باللغة الإسبانية، إن «الأطفال في (داعش) عنصر نشط وفعال، حيث يحملون الرسائل ويعملون كجواسيس ويشاركون في القتال، ويستغل التنظيم الفتيات في الأعمال المنزلية والاستغلال الجنسي، وكذلك في تجنيد مزيد من مثيلاتهن عبر الإنترنت»، مضيفا: أن «طريق (داعش) في التأثير على الأطفال والقصر هو عمليات (غسل المخ) التي تعتمد على الترغيب في الشهادة في سبيل الله من ناحية، واعتياد مشاهد العنف وألفة القتل من ناحية أخرى». ذكر المرصد أن «المجندين لدى التنظيم يستغلون الحسابات الشخصية لمرهقين وقاصرات يبدو على تكوينهم الأسري الهشاشة، ويعانون من ضعف الهوية أو سيطرة الأهل عليهم، أو يعانون كثيرا من المشكلات الاجتماعية.. وتتراوح أعمارهم ما بين 17 و18 عاما وأكثر ما يغريهم هو (صورة البطل) التي يحلمون أن يكونوا عليها في دولة الخلافة المزعومة، والتي تنتهي بهم بارتكابهم القتل أو أن يوظفهم (داعش) للتعبئة أو تعمير المناطق التي يفرض عليها سيطرته في سوريا».
وأضاف التقرير أن «التنظيم يعمل على إقناع الأطفال بأنه يمثل الإسلام، وأن القتال فيه هو جهاد في سبيل الله، ثم بعد ذلك يبدأ في شرح بعض المفاهيم الدينية عليهم، وتلاوة بعض آيات من القرآن الكريم، بهدف إقناعهم بأنهم سيموتون شهداء وسيفوزون بالجنة.. كما أن التنظيم يعرض الصغار لمشاهدة رجال تقطع أيديهم وأرجلهم، ويعلمونهم أن هذا بسبب كفرهم وحربهم ضده».
وقال المرصد في تقريره، إن أوروبا بأكملها تعاني من وصول هذا الوباء إلى أبنائها، فقد تكررت الأنباء حول تجنيد «داعش» لأفراد من مختلف الدول الأوروبية، فحتى مايو (أيار) الماضي انضم من الإنجليزيات نحو 20 فتاة حسب البلاغات الرسمية من الأسر في بريطانيا، بينما تشير الأرقام الفعلية إلى أن هناك نحو 40 حالة اختفاء أخرى دون الإبلاغ عنها. وفي ألمانيا تشير التقديرات إلى أن هناك مائة فتاة وامرأة من ألمانيا انتقلن إلى «داعش» تتراوح أعمارهن بين 16 و27 عاما.
وذكر مرصد الأزهر أن من بعض الحالات فتاة إنجليزية ذات خمسة عشر ربيعا من أصل صومالي هربت للسفر إلى «داعش» برفقة فتاة أخرى عمرها 17 عاما، كانت الفتاة متفتحة ذات تكوين ديني معتدل ولم يلحظ أحد عليها التطرف الذي ربما اكتسبته في غرفتها عبر الإنترنت.. والفتاة التي اختفت فجأة ثم علم أهلها بهروبها إلى «داعش» لم تكن هي الحالة الأولى من نوعها في بريطانيا لفتيات قاصرات يسافرن إلى «داعش»، فقد سجلت حالتان سابقتان لفتاتين في سن الـ16، فضلا عن فتاتين من القاصرات من النمسا.
وقال المرصد، إن معظم النساء الغربيات اللاتي يسافرن إلى «داعش» من بريطانيا وهولندا وفرنسا والنمسا، وقد انضم حتى مطلع هذا العام نحو 550 امرأة كثير منهن قاصرات، وإجمالا تقدر أعداد الفتيات والنساء المنضمات من الغرب بـ150 حالة حتى أواخر العام الماضي من بينها أميركا وأستراليا وألمانيا والنمسا وفرنسا.
وأضاف المرصد في تقريره: لا يختلف الحال في إسبانيا كثيرا عن باقي دول أوروبا، إلا أنها قد تسجل نسبا أقل من حيث العدد، وقد بلغ عدد المنضمين إلى تنظيم داعش من إسبانيا حتى الآن 130 شخصا على الأقل، 15 في المائة من النساء اللاتي تتراوح أعمارهن ما بين 14 و22 عاما، ومعظمهن من الجيل الثاني من المهاجرين المغاربة ويحملن الجنسية الإسبانية، موضحا أن كثيرا من الدول الأوروبية ومن بينها إسبانيا تعاني من تكرار وجود عشرات وربما مئات لحالات التجنيد لصفوف «داعش» من صغار السن.
ولفت التقرير إلى أن إسبانيا والعالم الغربي عامة يفتقر إلى توجيه خطاب آيديولوجي مضاد لخطاب «داعش» الجاذب لكثير من صغار السن. وأكد تقرير الأزهر أن تنظيم داعش لا يكترث لأعمار من يجندهم فهو يستهدف كل الشرائح والأعمار وكذلك الأجناس، لتكوين مجتمع خاص به يحاكي تنوع المجتمعات الحقيقية، لكن وفق توجهه وأفكاره، كذلك يعمل على تنظيمهم وتطبيعهم وطمس هوياتهم، لافتا إلى أن التنظيم يعتمد على سهولة تجنيد حديثي العهد بالإسلام وكذلك المسلمين بالبلدان الغربية، لأن إقناعهم بالأفكار المغلوطة عن الجنة والجهاد أسهل بكثير، ويعمل التنظيم على ترسيخ فكرة بناء مجتمع نواته الأسرة، لذا يهتم بتجنيد النساء. وكشف مرصد الأزهر في ختام تقريره عن أن الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي هو المدخل الرئيسي في تجنيد الصغار، ثم تعليمهم وتغذيتهم بالأفكار المتطرفة، ثم عملهم بعد فترة على جذب غيرهم في سلسلة متصلة من العمل المنظم، لافتا إلى أن المجندين من الأولاد القصر ينجذبون بفكرة الجهاد وإقامة الدولة وإيجاد هوية وهدف للحياة، فيما يسعين المجندات من القاصرات وراء المغامرة والزواج من بطل لا مثيل له في بلادهن، ويسهل تجنيد الفتيات القاصرات بالإغراء بتحقيق حلم الزواج ببطل أو للهروب من الشعور بانحطاط الأخلاق في مجتمعاتهن.



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.