إسرائيل تفتح ممثلية دبلوماسية لدى الوكالة الدولية للطاقة المتجددة في أبوظبي

الاتصالات بشأنها بدأت بشكل سري منذ سنوات

إسرائيل تفتح ممثلية دبلوماسية لدى الوكالة الدولية للطاقة المتجددة في أبوظبي
TT

إسرائيل تفتح ممثلية دبلوماسية لدى الوكالة الدولية للطاقة المتجددة في أبوظبي

إسرائيل تفتح ممثلية دبلوماسية لدى الوكالة الدولية للطاقة المتجددة في أبوظبي

ذكرت مصادر إسرائيلية دبلوماسية أنه بحكم وجود المقر الرئيسي لمجلس الطاقة الدولية للطاقة المتجددة في عاصمة دولة الإمارات العربية، سوف يمكث دبلوماسي إسرائيلي في أبوظبي ابتداء من مطلع السنة القادمة، ليكون أول ممثل إسرائيلي رسمي في الدولة.
وبحسب وزارة الخارجية في القدس الغربية، فقد تم الاتفاق على ذلك خلال الزيارة السرية التي قام بها المدير العام للوزارة، دوري غولد، إلى العاصمة الإماراتية، للمشاركة في اجتماع لمجلس الوكالة الدولية للطاقة المتجددة «IRENA» التابعة للأمم المتحدة. وجاء أن غولد مكث في أبوظبي ثلاثة أيام، التقى خلالها المدير العام للوكالة الدولية للطاقة المتجددة عدنان أمين، وطالب بحق إسرائيل فتح مكتب لها باعتبار أنها عضو نشيط في المنظمة. وقال مسؤول إسرائيلي إنه تم تعيين الدبلوماسي رامي حتان رئيسا للممثلية الجديدة، التي ستضم ثلاثة خبراء. ومن المتوقع أن يتوجهوا قريبا إلى العاصمة الإماراتية لمباشرة عملهم، بعد أن يتم إعداد مكاتب للممثلية.
وحاول المسؤول الإسرائيلي التخفيف من أبعاد هذا الحدث، قائلا إن عضوية إسرائيل في «الوكالة الدولية للطاقة المتجددة» هي التي تتيح لها التواجد في العاصمة الخليجية، وهذا لا يعني أنها ستكون سفارة. لكن كونها المرة الأولى التي يتم فيها تواجد إسرائيلي رسمي هناك، تعطيها أبعادا دبلوماسية مميزة، خصوصا أن إسرائيل هي الدولة الوحيدة التي طلبت أن يكون لها ممثلية في المنظمة، علما بأن الدول الأخرى ترسل مندوبين يعملون من خلال السفارات التي تمثلهم في أبوظبي.
وكشفت صحيفة «هآرتس» أمس أن الاتصالات بشأن فتح الممثلية قد بدأت بشكل سري منذ سنوات. وكشفت أن الخارجية الإسرائيلية خططت لهذا الحدث منذ سنة 2009. عندما بحثت «الوكالة الدولية للطاقة المتجددة» في إقامة مقرها الدائم، وتخبطت يومها في اختيار أبوظبي وبرلين. وقد أيدت إسرائيل يومها إقامة المقر في الإمارات وليس في ألمانيا، بغية فرض وجود ممثل لها في الدولة الخليجية. وفي شهر يناير (كانون الثاني) من العام 2010. بعد سنة من إقامة الوكالة الدولية للطاقة المتجددة، وصل إلى أبوظبي وزير البنى التحتية الإسرائيلية في حينه، عوزي لانداو، للمشاركة في مؤتمر الوكالة، وهو ما اعتبر على أنه الزيارة الرسمية الأولى لوزير إسرائيلي. وبعد أقل من شهر من زيارة لانداو، تفجرت قضية اغتيال القيادي في حركة «حماس» محمود المبحوح في دبي، وأشارت تحقيقات أبوظبي إلى ضلوع الموساد في الجريمة، الأمر الذي تسبب بحالة من التوتر بين أبوظبي وإسرائيل رغم عدم وجود علاقات دبلوماسية بين الطرفين. وبعد عدة سنوات، وصل وزير إسرائيلي آخر إلى أبوظبي، في يناير من العام 2014 للمشاركة في اجتماع الوكالة الدولية للطاقة المتجددة، وهو وزير البنى التحتية والطاقة والمياه سلفان شالوم، التقى خلالها عددا من الوزراء العرب. وبعد عودته إلى البلاد، دعا إلى إقامة ممثلية دائمة لإسرائيل هناك.



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.