أيام ستيف ماكلارين في نيوكاسل باتت معدودة

حقائق تؤكد أن مدرب منتخب إنجلترا الأسبق غير مسؤول عن الكارثة التي يمر بها فريقه الحالي

أيام ستيف ماكلارين في نيوكاسل باتت معدودة
TT

أيام ستيف ماكلارين في نيوكاسل باتت معدودة

أيام ستيف ماكلارين في نيوكاسل باتت معدودة

أثار تراجع أداء نيوكاسل يونايتيد موجة من الشائعات حول مصير مدربه، لكن حال استمرار ستيف ماكلارين حتى يناير (كانون الثاني)، فإنه قد يظل الرجل المناسب لهذه المهمة. الأرقام تكشف أن نيوكاسل يونايتيد فاز في اثنتين فقط من إجمالي 13 مباراة خاضها في إطار الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم، الأمر الذي أطلق بطبيعة الحال ماكينة الشائعات لتعمل بكامل طاقتها.
وبمجرد أن افتتح جامي فاردي تسجيل الأهداف خلال لقاء ناديه ليسستر سيتي ونيوكاسل يونايتيد، السبت الماضي، على استاد سانت جيمس بارك معقل نيوكاسل، الذي انتهى بفوز الأول بثلاثة أهداف مقابل لا شيء، انطلقت التكهنات حول من سيحل محل ماكلارين. وبمجرد هزيمة ريال مدريد القاسية أمام برشلونة في اليوم نفسه، انضم رافاييل بينيتيز إلى ديفيد مويز وبريندان رودجرز على قائمة المدربين المحتملين، إلا أنه بحلول صباح الاثنين، أجبر الثلاثة على التنحي جانبًا لإفساح الطريق أمام الهولندي كلارنس سيدورف.
وأشارت التقارير الواردة بوسائل الإعلام الإيطالية إلى أن لاعب خط وسط نادي ميلان ومدربه السابق عقد بالفعل «محادثات سرية» مع نيوكاسل، وجرى بالفعل اتخاذ جميع ترتيبات انتقاله إلى النادي الكائن بشمال شرقي إنجلترا. في المقابل، سارع النادي إلى إعلان أنه غير مهتم بضم سيدورف، وأنه ليست لديه خطط لاستبدال مكلارين. وحتى إذا كان الاستمرار في الوثوق بالمدرب السابق للفريق الوطني الإنجليزي القرار الصائب، يظل نفي عقد محادثات مع سيدروف مثيرًا للحيرة بعض الشيء.
في الواقع، أتمنى لو أن نيوكاسل كان يحاول بالفعل إقناع نجم ميلانو الرائع بإعادة عقارب الزمن إلى الوراء والخروج من فترة التقاعد والاعتزال التي يعيشها، بل ويخالجني شك في أنه رغم كونه في الـ39 من عمره، فإنه قادر (حال نزوله أرض الملعب مع نيوكاسل) على التفوق على جميع لاعبي خط الوسط الفاشلين الآخرين. الحقيقة أن هذا الفشل ليس لمكلارين يد فيه، فهو في نهاية الأمر ليس مسؤولاً عن صفقات انضمام اللاعبين الجدد. وفي خضم الفوضى العارمة التي ورثها عن سلفه، فإنه يبذل قصارى جهده لتحسين مستوى الفريق. جدير بالذكر أن فلوريان توفان الذي انتقل إلى نيوكاسل مقبلا من مارسيليا مقابل 12 مليون جنيه إسترليني مثل الصفقة الأبرز التي يبرمها النادي خلال الصيف، لكن أداءه في لقاءات الدوري الممتاز جاء دون المتوقع. والمعروف أن الفريق عانى من ثلاث سنوات من نقص مزمن في الاستثمار فيه وأوشك على الهبوط الموسم الماضي، مما دفع المسؤولين للتخلي عن جون كارفر والاستعاضة عنه بمكلارين، علاوة على إنفاق 50 مليون جنيه إسترليني لضم جورجينيو وينالدوم وألكسندر ميتروفيتش وتشانسيل مبيمبا وفلوريان توفان. ورغم أداء كل من مبيمبا، لاعب قلب خط الوسط، ووينالدوم، لاعب خط الوسط المهاجم، المخيب للآمال أمام ليسستر سيتي السبت الماضي، فإن أداءهما بشكل عام كان لا بأس به. إلا أنه للأسف لا يمكن إطلاق القول ذاته على ميتروفيتش وتوفان اللذين أهدر النادي لضمهما إليه 25 مليون جنيه إسترليني.
من ناحية أخرى، قليل من مشجعي نيوكاسل سيمانعون في عودة حاتم بن عرفة الذي كان يرتدي القميص رقم 10 في صفوف ناديهم من قبل مقابل الاستغناء عن توفان. من الواضح أن بن عرفة ولد من جديد بعد انضمامه لنادي نيس والفريق الوطني الفرنسي، لكن تكمن المفارقة في أنه يمثل تحديدًا نمط اللاعب الذي كان ليزدهر في ظل قيادة مكلارين. وللأسف، فإنه بعد اندلاع خصومة بينه وبين الآن باردو وانتقاله إلى نادي هال في إطار على سبيل الإعارة، جرى التنازل عنه بلا مقابل في يناير الماضي.
وهناك أيضًا ميتروفيتش، المهاجم الصربي الذي سجل الكثير من الأهداف لصالح ناديه آنذاك أندرلخت الموسم الماضي، ورغم ذلك بدا في أغلب الأوقات شديد البطء ومفتقرًا إلى الفاعلية في المباريات التي شارك بها في الدوري الممتاز. وبعد تعرضه للسحق على يد روبرت هوت في وقت مبكر من لقاء السبت بين ليسستر سيتي ونيوكاسل، بدا ميتروفيتش تواقًا لأن يجري استبدال آخر قدم ذات الأداء الباهت، بابيس سيسيه.
كان الحال سيختلف كثيرًا بالتأكيد لو أن مكلارين سمح له بضم لاعب جدير بالاعتماد عليه في تسجيل الأهداف في أغسطس (آب) الماضي، ولو أنه نال فرصة تعزيز خط الدفاع الذي يعاني من نقص واضح في العدد في مركز قلب الدفاع. والتساؤل الذي يدفع المرء لحافة الجنون هنا: لماذا لم يبذل نيوكاسل مزيدًا من الجهد لضم قلب الدفاع فيرغيل فان ديك المتألق حاليًا في صفوف ساوثهامبتون خلال موسم الانتقالات الماضي؟ من الذي قرر أن ديفيد سانتون فائض عن حاجة الفريق يناير الماضي؟ ولدى مشاهدة الصعوبة الشديدة التي عاناها بول دميت أمام ليسستر، لا يملك المرء سوى الاعتقاد بأن سانتون المتقدم فنيًا، والمتألق حاليًا في صفوف نادي إنترميلان كان سيمثل إضافة جيدة في مركز الظهير الأيسر.
ومع ذلك، قد تبقى المشكلة الأكبر في قلب خط الوسط. جدير بالذكر أن السياسة التي يتبعها نيوكاسل، والتي وضعها مايك أشلي، مالك النادي، ويتولى تنفيذها لي تشارنلي، الرئيس التنفيذي، وغراهام كار، رئيس فريق الكشافين، تنص على ضم اللاعبين البالغين من العمر 26 عامًا وما دونها فقط، تسببت في إحجام النادي عن إعادة ضم يوهان كابايي من باريس سان جيرمان في يوليو (تموز) . ومع ذلك، لم يشكل سن كابايي مشكلة داخل كريستال بالاس حيث يقدم اللاعب الفرنسي البالغ من العمر29 عامًا أداء متطورًا باستمرار. وفي خضم نضاله لإقرار أسلوب لعب يقوم على الاستحواذ على الكرة، ربما كان بإمكان مكلارين الاستفادة من مهارات في مركز صانع اللعب لتعزيز خط وسط يعاني فقرًا في الكفاءة الفنية والرؤية الإبداعية.
يذكر أن باردو تخلى عن جميع محاولات إقرار أسلوب لعب يقوم على التمريرات لدى انتقال كابايي إلى باريس سان جيرمان، وقرر أن نقاط ضعف نيوكاسل تجعل من الأفضل اللجوء إلى أسلوب الهجمات المرتدة. ومع ذلك ورغم أن أداء نيوكاسل يبدو أفضل في ظل قيادة مكلارين، فإنه كما يذكرنا سام ألارديس مدرب سندرلاند دومًا، المدرب يصعد نجمه ويخفت حسب اللاعبين الذين يضمهم ناديه.
من الناحية الظاهرية، فإن نوعية اللاعبين الذين يدمن كار، المدير الفعلي لشؤون كرة القدم بالنادي، ضمهم تبدو متوافقة مع أسلوب مكلارين، لكن على أرض الواقع يبدو العمود الفقري للفريق ضعيفًا لدرجة تجعل من الصعب على مثل هذه المواهب الهشة الازدهار. والمؤكد أن شكل الفريق سيختلف تمامًا في حال ضم لاعبين مميزين في مركز قلب الدفاع وفي خط الوسط وبمركز قلب الهجوم الصريح. الآن وفي ظل إصابة جاك كولباك وشيخ تيوتي، فإن خط الوسط يعاني من نقص بالغ في عدد اللاعبين، فإن هناك حجة قوية تدفع باتجاه نقل فابريتشيو كولوتشيني من قلب الدفاع إلى مركز خط الوسط المهاجم.
وهناك أيضًا مشكلة الروح العامة. على سبيل المثال، رغم نقاط القصور في لاعبي ليستر هوت ومورغان وداني سيمبسون، فإن مجمل أداء فريق كلوديو رانيري يعكس إيمان الجميع بضرورة تحقيق هدف مشترك. إلا أن غياب القيادة والخبرة داخل غرفة تبديل الملابس في نيوكاسل تعني أنه لا أحد هناك للوقوف بوجه موسا سيسيكو عندما ينجرف باتجاه واحدة من فترات الأداء السيئ المتكررة في أدائه. من جهته، يعكف مكلارين على محاولة توصيل رسالة إلى كل من تشارنلي وكار - وبالتالي أشلي - مفادها أن النادي سيخسر كثيرًا حال هبوطه وأن السبيل الأمثل لتجنب ذلك شراء حفنة من اللاعبين المخضرمين في يناير. وقد يحالفه التوفيق في مهمته، وهناك بالفعل شعور بأن المدرب البالغ من العمر 54 عامًا قادر على المدى ما بين المتوسط والطويل على النجاح في التغلب على كبرى التحديات أمامه، وهي التشبث بوظيفته حتى العام الجديد.



بطولة إيطاليا: إنتر للنهوض من كبوة الديربي... ويوفنتوس للعودة إلى سكة الانتصارات

لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
TT

بطولة إيطاليا: إنتر للنهوض من كبوة الديربي... ويوفنتوس للعودة إلى سكة الانتصارات

لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)

يسعى إنتر حامل اللقب إلى النهوض من كبوة الديربي وخسارته، الأحد الماضي، أمام جاره اللدود ميلان، وذلك حين يخوض (السبت) اختباراً صعباً آخر خارج الديار أمام أودينيزي، في المرحلة السادسة من الدوري الإيطالي لكرة القدم. وتلقى فريق المدرب سيموني إينزاغي هزيمته الأولى هذا الموسم بسقوطه على يد جاره 1-2، بعد أيام معدودة على فرضه التعادل السلبي على مضيفه مانشستر سيتي الإنجليزي في مستهل مشواره في دوري أبطال أوروبا.

ويجد إنتر نفسه في المركز السادس بثماني نقاط، وبفارق ثلاث عن تورينو المتصدر قبل أن يحل ضيفاً على أودينيزي الذي يتقدمه في الترتيب، حيث يحتل المركز الثالث بعشر نقاط بعد فوزه بثلاث من مبارياته الخمس الأولى، إضافة إلى بلوغه الدور الثالث من مسابقة الكأس الخميس بفوزه على ساليرنيتانا 3-1. ويفتقد إنتر في مواجهته الصعبة بأوديني خدمات لاعب مؤثر جداً، هو لاعب الوسط نيكولو باريلا، بعد تعرّضه لإصابة في الفخذ خلال ديربي ميلانو، وفق ما قال بطل الدوري، الثلاثاء.

وأفاد إنتر بأنّ لاعب وسط منتخب إيطاليا تعرّض لتمزق عضلي في فخذه اليمنى، مضيفاً أنّ «حالته ستقيّم من جديد الأسبوع المقبل». وذكر تقرير إعلامي إيطالي أنّ باريلا (27 عاماً) سيغيب إلى ما بعد النافذة الدولية المقررة الشهر المقبل، ما يعني غيابه أيضاً عن المباراتين أمام النجم الأحمر الصربي (الثلاثاء) في دوري أبطال أوروبا، وتورينو متصدر ترتيب الدوري.

«كانوا أفضل منا»

وأوضحت صحيفة «غازيتا ديلو سبورت»، التي تتخذ من ميلانو مقراً لها، أن إينزاغي حاول تخفيف عبء الخسارة التي تلقاها فريقه في الديربي بهدف الدقيقة 89 لماتيو غابيا، بمنح لاعبيه فرصة التقاط أنفاسهم من دون تمارين الاثنين، على أمل أن يستعيدوا عافيتهم لمباراة أودينيزي الساعي إلى الثأر من إنتر، بعدما خسر أمامه في المواجهات الثلاث الأخيرة، ولم يفز عليه سوى مرة واحدة في آخر 12 لقاء. وأقر إينزاغي بعد خسارة الدربي بأنهم «كانوا أفضل منا. لم نلعب كفريق، وهذا أمر لا يمكن أن تقوله عنا عادة».

ولا يبدو وضع يوفنتوس أفضل بكثير من إنتر؛ إذ، وبعد فوزه بمباراتيه الأوليين بنتيجة واحدة (3 - 0)، اكتفى «السيدة العجوز» ومدربه الجديد تياغو موتا بثلاثة تعادلات سلبية، وبالتالي يسعى إلى العودة إلى سكة الانتصارات حين يحل (السبت) ضيفاً على جنوا القابع في المركز السادس عشر بانتصار وحيد. ويأمل يوفنتوس أن يتحضر بأفضل طريقة لرحلته إلى ألمانيا الأربعاء حيث يتواجه مع لايبزيغ الألماني في مباراته الثانية بدوري الأبطال، على أمل البناء على نتيجته في الجولة الأولى، حين تغلب على ضيفه أيندهوفن الهولندي 3-1. ويجد يوفنتوس نفسه في وضع غير مألوف، لأن جاره اللدود تورينو يتصدر الترتيب في مشهد نادر بعدما جمع 11 نقطة في المراحل الخمس الأولى قبل استضافته (الأحد) للاتسيو الذي يتخلف عن تورينو بفارق 4 نقاط.

لاعبو إنتر بعد الهزيمة أمام ميلان (رويترز)

من جهته، يأمل ميلان ومدربه الجديد البرتغالي باولو فونسيكا الاستفادة من معنويات الديربي لتحقيق الانتصار الثالث، وذلك حين يفتتح ميلان المرحلة (الجمعة) على أرضه ضد ليتشي السابع عشر، قبل رحلته الشاقة جداً إلى ألمانيا حيث يتواجه (الثلاثاء) مع باير ليفركوزن في دوري الأبطال الذي بدأه بالسقوط على أرضه أمام ليفربول الإنجليزي 1-3. وبعد الفوز على إنتر، كان فونسيكا سعيداً بما شاهده قائلاً: «لعبنا بكثير من الشجاعة، وأعتقد أننا نستحق الفوز. لا يمكنني أن أتذكر أي فريق آخر تسبب لإنتر بكثير من المتاعب كما فعلنا نحن».

ويسعى نابولي إلى مواصلة بدايته الجيدة مع مدربه الجديد، أنطونيو كونتي، وتحقيق فوزه الرابع هذا الموسم حين يلعب (الأحد) على أرضه أمام مونتسا قبل الأخير، على أمل تعثر تورينو من أجل إزاحته عن الصدارة. وفي مباراة بين فريقين كانا من المنافسين البارزين الموسم الماضي، يلتقي بولونيا مع ضيفه أتالانتا وهما في المركزين الثالث عشر والثاني عشر على التوالي بعد اكتفاء الأول بفوز واحد وتلقي الثاني ثلاث هزائم. وبعدما بدأ مشواره خليفة لدانييلي دي روسي بفوز كبير على أودينيزي 3-0، يأمل المدرب الكرواتي إيفان يوريتش منح روما انتصاره الثاني هذا الموسم (الأحد) على حساب فينيتسيا.