المعارضة الهندية تنتقد الحزب الحاكم بسبب تضييقه على الحريات

أكدت فشله في كبح الهندوس المتشددين الذين يحرضون على الانقسام

المعارضة الهندية تنتقد الحزب الحاكم بسبب تضييقه على الحريات
TT

المعارضة الهندية تنتقد الحزب الحاكم بسبب تضييقه على الحريات

المعارضة الهندية تنتقد الحزب الحاكم بسبب تضييقه على الحريات

قالت زعيمة المعارضة الهندية سونيا غاندي، أمس الخميس، إن المبادئ العلمانية في الهند في خطر، وذلك في الوقت الذي أشاد فيه نواب البرلمان بالدستور وواضعيه.
وتأتي تصريحات غاندي، التي تتزعم حزب المؤتمر الوطني الهندي، في الوقت الذي تقول فيه أعداد متزايدة من المثقفين والفنانين وأحزاب المعارضة إن المساحة المتاحة للمعارضة والاختلاف تتقلص في ظل حكومة حزب «بهاراتيا جاناتا» القومي الهندوسي.
وقد أعاد عدد من الكتاب والأكاديميين، وصناع السينما وغيرهم، جوائز الدولة التي حصلوا عليها خلال الأشهر القليلة الماضية، وذلك بعد أن قامت مجموعة من الغوغاء، دون محاكمة، بإعدام رجل يشتبه في أنه قام بتخزين لحوم بقر في منزله، بالإضافة إلى مقتل اثنين على الأقل من المفكرين العقلانيين، علما بأن الأغلبية الهندوسية في الهند تقدس الأبقار.
وقال المنتقدون إن حزب «بهاراتيا جاناتا»، الذي ينتمي إليه رئيس الوزراء ناريندرا مودي، فشل في كبح جماح القادة الهندوس المتشددين الذين يدلون بتصريحات محرضة على الانقسام.
ومن جانبها، أكدت غاندي أن «الحوادث التي وقعت خلال الأشهر القليلة الماضية هي ضد القيم المنصوص عليها في الدستور تماما.. والأشخاص الذين لا يثقون في القيم الدستورية يحلفون بها.. هل من الممكن أن تكون هناك مزحة أكبر من ذلك؟».
وافتتح البرلمان الهندي، أمس الخميس، دورة شتوية مدتها شهر، من المتوقع أن تكون عاصفة.
وتأتي تصريحات زعيمة المعارضة الهندية سونيا بعد يومين من تصريحات أدلى بها نجم بوليوود عامر خان، وخلفت جدلا سياسيا كبيرا في البلاد، وذلك على خلفية التعليقات التي أدلى بها حول عدم التسامح في الهند، حيث قال الممثل المسلم، خلال حفل تسليم جوائز الصحافة في نيودلهي، إنه يشعر بالقلق بسبب تزايد تصرفات عدم التسامح في البلاد، مضيفا أن زوجته الهندوسية كيران راو طالبته بمغادرة الهند.
وتأتي تعليقات خان بعدما احتج العديد من الكتاب والأكاديميين وصناع الأفلام والفنانين خلال الأشهر الأخيرة على ما سموه بتزايد التعصب تجاه الأصوات المعارضة والأقليات. كما نقلت صحيفة «إنديان إكسبريس»، التي كانت تنظم الفعاليات، عن النجم خان قوله: «كيران وأنا عشنا حياتنا في الهند، ولأول مرة أصبحت تقول لي: هل علينا أن نغادر الهند؟ هذا أمر كارثي وموضوع حساس»، مؤكدا أن «هناك إحساسا بتزايد الاضطراب في الهند».
وقوبلت تصريحات خان برد فعل قوي من جانب حكومة حزب بهاراتيا جاناتا الهندوسي، التي تولت منصبها في مايو (أيار) 2014، وقالت إنها مؤامرة لتشويه صورة الهند. فيما قال الوزير الاتحادي مختار عباس ناجفي، أحد القادة المسلمين بحزب بهاراتيا، للصحافيين، إنه لا يوجد بلد متسامح مثل الهند، مضيفا أن «خان لن يجد دولة أفضل من الهند بالنسبة للمسلمين الهنود، أو جيرانا أفضل من الهندوس».
لكن من ناحية أخرى، دعم حزب المؤتمر المعارض تصريحات خان، إذ نقلت صحيفة «ذا هندوس» عن المتحدث باسم الحزب، أبهيشيك سينجفي، قوله إن «ما قاله عامر خان، وهو من أكثر الممثلين احتراما، هو ما يقوله العالم بأكمله».



«اختفاء» اقتصادي صيني بارز بعد انتقاد الرئيس في محادثة خاصة

الرئيس الصيني شي جينبينغ (أ.ب)
الرئيس الصيني شي جينبينغ (أ.ب)
TT

«اختفاء» اقتصادي صيني بارز بعد انتقاد الرئيس في محادثة خاصة

الرئيس الصيني شي جينبينغ (أ.ب)
الرئيس الصيني شي جينبينغ (أ.ب)

اختفى أحد كبار الاقتصاديين في الصين بعد تأديبه لانتقاده رئيس البلاد شي جينبينغ خلال محادثة خاصة في منصة إلكترونية.

ووفقاً لصحيفة «غارديان» البريطانية، فإن تشو هينغ بينغ، عمل في الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية (كاس) لأكثر من 20 عاماً، وكان آخر منصب له هو نائب مدير معهد الاقتصاد ومدير مركز أبحاث السياسات العامة.

وذكرت تقارير أنه أدلى بتصريحات مسيئة حول اقتصاد الصين، وربما حول الرئيس على وجه التحديد، في مجموعة خاصة بمنصة «وي تشات»، ثم اعتقل في أبريل (نيسان)، ووضع قيد التحقيق، وفقاً لصحيفة «وول ستريت جورنال» التي نقلت عن مصادر مجهولة.

ولم تنجح المحاولات للاتصال به في منزله، ولم تستجب «كاس» لاستفسارات بشأنه. وفي وقت سابق من هذا الشهر، أفادت وسائل الإعلام في هونغ كونغ عن تغيير في كبار المسؤولين في الأكاديمية، حيث تمت إقالة المدير والسكرتير من مناصبهما في نفس الوقت الذي جُرد فيه تشو من منصبه، ولم يعد مدرجاً على موقع «كاس»، وكذلك تم إغلاق المواقع الإلكترونية المتعلقة بعمله في جامعة «تسينغهوا»، فيما أعيد تعيين المسؤولين الآخرين في الأكاديمية، وفقاً لصحيفة «سينغ تاو ديلي».

ولا تُعرف تفاصيل ما كتبه تشو في المجموعة الخاصة، على الرغم من أن «سينغ تاو ديلي» قالت إن «السياسات المركزية تمت مناقشتها بشكل غير لائق». كما ذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» أنه أشار إلى «وفاة شي».

ولفتت «غارديان» إلى أن «كاس» مؤسسة بحثية رائدة في الصين، تقدم تقاريرها مباشرة إلى مجلس الوزراء، ومجلس الدولة، وكانت لفترة طويلة مؤسسة استشارية مؤثرة، وتقدم أحياناً تحليلات صريحة نسبياً، ولكن في ظل الحكم الاستبدادي المتزايد لشي، أصبح انتقاد الحزب الشيوعي وقيادته الفردية موضع استياء متزايد، ويتم التعامل معه بشكل عقابي.

وفي وقت سابق، أخبر أكاديميون صحيفة «غارديان» عن تزايد الخوف بينهم من الإبلاغ عن مناقشة التقييمات السلبية للوضع الاقتصادي أو الاجتماعي أو السياسي؛ خوفاً من الانتقام، فيما يتم تجنب مناقشة سياسات الرئيس، وخاصة عبر مواقع الإنترنت التي تخضع للرقابة والمراقبة.

وهناك مخاوف من أن ثاني أكبر اقتصاد في العالم قد يفشل في تحقيق نمو بنسبة 5%، وهو رقم متواضع نسبياً وفقاً للمعايير التاريخية. وأعلن البنك المركزي، الثلاثاء، عن أكبر تدابير تحفيزية منذ سنوات في محاولة لتعزيز النمو، لكن الخبراء أعربوا عن قلقهم من أن التدابير، بما في ذلك خفض أسعار الفائدة، لن تكون كافية. وتكشفت أزمة متنامية في سوق العقارات في الصين منذ أن اتخذت السلطات إجراءات صارمة ضد الاقتراض المفرط من قبل المطورين، مما دفع العديد منهم إلى التخلف عن سداد ديونهم.

ويواصل مطورو العقارات وملاكها التعامل مع أقساط الرهن العقاري المرتفعة، مما يثقل كاهل قدرتهم على الاستثمار والنمو. وتجنب المطورون طرح تخفيضات واسعة، خوفاً من أن يؤدي التحفيز إلى طفرة في المبيعات وخلق فقاعة عقارية جديدة.