بدايات التفكير المنطقي تظهر لدى الأطفال مبكرًا

دراسة أميركية ترصدها في عمر 10 شهور

بدايات التفكير المنطقي تظهر لدى الأطفال مبكرًا
TT

بدايات التفكير المنطقي تظهر لدى الأطفال مبكرًا

بدايات التفكير المنطقي تظهر لدى الأطفال مبكرًا

لا يمكن تخيل وجود تفكير منطقي ومرتب لدى الأطفال قبل بداية مرحلة عمرية معينة، وهي مرحلة بداية نضج الحواس الإدراكية مثل التحدث بطلاقة والقدرة على التحاور من خلال الصوت أو اكتمال نمو القدرات الحركية، بمعنى أن يصبح الطفل قادرا على السير والجلوس والاستجابة للأوامر، وكذلك نمو الإدراك والوعي بمفردات البيئة المحيطة حوله. وتلك الأمور في الأغلب تحدث في المرحلة العمرية من 3 إلى 5 سنوات.
وبطبيعة الحال هناك المئات من الدراسات التي رصدت بداية التفكير المنهجي والمنطقي للطفل، ومعظمها ربط بداية هذا التفكير ببداية تطور تلك الحواس، ولكن ما يثير الدهشة أن التفكير المنطقي للطفل قد يبدأ في مرحلة مبكرة جدا من الحياة ربما لا تتعدى عام الطفل الأول حتى قبل أن يكون قادرا على التعبير أو الاستيعاب بشكل كامل. وهذا ما أشارت إليه أحدث هذه الدراسات.
* المنطق المبكر
هذه الدراسة التي تناولت تفكير الأطفال قام بها علماء الطب النفسي من جامعة إيموري الأميركية Emory University ونشرت في مجلة «علم التطور» journal Developmental Science في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الجاري، أشارت إلى أن الأطفال قبل بلوغهم عامهم الأول يصبحون قادرين على التفكير المنطقي واستنتاج نتائج معينة مبنية على معطيات مسبقة وتسلسل منطقي للأفكار في عمر 10 شهور، وأن تقدم الطفل المعرفي ونموه الإدراكي يمكن أن يتأثر تأثيرا كبيرا بطرق التعليم والبيئة المحيطة، وهو الأمر الذي يمكن الأطفال في المجتمعات المتقدمة من التطور الفكري والمعرفي السريع نتيجة لتقدم تقنيات الاستفادة من معدلات الذكاء.
وقبل هذه التجربة كان التصور أن الأطفال لا يمكنهم التوصل إلى التفكير المبني على أسس منظمة قبل عمر الخامسة أو الرابعة في أفضل الأحوال مع وجود فروق شخصية بطبيعة الحال. وقام العلماء بإجراء اختبار على الأطفال، وتم عرض دمى على شكل شخصيات أو حيوانات معينة من دون صوت، وقاموا بعمل ما يشبه السيناريو بين هذه الدمى لاختبار القدرة على استنتاج ردود أفعال معينة. وكان متوسط عمر الأطفال يتراوح بين 10 و13 شهرا فقط. وكانت النتيجة المثيرة للدهشة أن معظم الأطفال ربطوا الأحداث بمنطقية، واستطاعوا توقع واستنتاج ردود الأفعال المختلفة.
ومنذ منتصف الستينات من القرن الماضي بدأ الاهتمام بمنطقية تفكير الأطفال لأنها الطريقة التي يمكن الوصول بها إلى كيفية تعلم الإنسان وتطور الإدراك. وقام العلماء بإجراء تجارب على نمط تفكير الأطفال الذين كانوا في السابعة من العمر في ذلك الوقت، وقاموا بعرض صور لطفل ما، وليكن على سبيل المثال يرمز له بالحرف (أ) ويقف بجوار طفلة ويرمز لها بالحرف (ب) ويظهر بوضوح أن الطفل (أ) أطول من الطفلة (ب) ثم تظهر صورة أخرى يظهر فيها الطفل نفسه بجوار طفل آخر ويرمز له بالرمز (ج) ويظهر بوضوح أن الطفلة (ب) أطول من الطفل (ج)، وفي هذه الحالة يكون التفكير المنطقي أن الطفل (أ) أطول بالضرورة من الطفل (ج) حتى ولو لم يتم مشاهدتهم بجوار بعضهم البعض وهو ما يعرف بالتفكير المنطقي المتسلسل.
* تجربة جديدة
وفي هذه التجربة الجديدة تم عرض شريط فيديو من دون صوت يظهر فيه فيل ودب وفرس النهر، ثم يظهر الفيل وهو يحمل دمية معينة، ثم يتمكن الدب من الاستحواذ على الدمية من الفيل مما يعني أن الدب مسيطر وسائد أكثر على الفيل، ثم يقوم فرس النهر بالاستحواذ على اللعبة من الدب، وهو ما يعني بالضرورة أن فرس النهر مسيطر وسائد على الدب، ومنطقيا أيضا يكون سائدا ومسيطرا على الفيل بطبيعة الحال. ولم يستحوذ هذا الفيديو على النظر أكثر من المعتاد من الأطفال. وبعد هذا الفيديو تم عرض فيديو آخر للفيل وهو يستحوذ على اللعبة من فرس النهر، وكانت النتيجة أن معظم الأطفال أطالوا النظر في الفيديو الثاني، وهو ما يعني اندهاش الأطفال من النتيجة غير المنطقية وغير المتوقعة؛ لأن المنطق يفرض أن يكون فرس النهر هو الأقوى وبالتالي لا يمكن للفيل أن يحصل على الدمية منه، وهو الأمر الذي يعني أن الأطفال في هذه السن المبكرة جدا كانوا قادرين على التفكير بشكل مرتب ومنهجي.
في تجربة ثانية على العينة نفسها من الأطفال قام العلماء بعرض فيديو آخر يتضمن شخصية رابعة وهي الزرافة. وكانت الزرافة وافدة جديدة على الأحداث ولم تتفاعل مع أي من الحيوانات الثلاثة الأخرى، ولم يهتم الأطفال بها سواء استحوذت على الدمية أو لا. وهو الأمر الذي جعل الباحثين يعتقدون أن التفكير المنطقي والممنهج مبني على الخبرة المجتمعية.
وكان مجموع الأطفال الذين فكروا بشكل منطقي 23 من أصل 32 طفلا، وهذه النتائج تعتبر بالغة الأهمية في المستقبل في طرق التعليم والتفاعل الاجتماعي مع الأطفال، خاصة أن التجربة كانت شديدة البساطة (مجرد شريط فيديو) ومع ذلك كانت نتائجها مدهشة، وهو ما يعني أن مع تقدم وسيلة الإيضاح يمكن تنمية التفكير المنطقي للأطفال في عمر مبكر جدا، وأيضا توضح أن الطفل الذي يعاني من التعثر الدراسي قد يكون ضحية لطريقة تعليمية معينة لا تنمي الإدراك والاستنتاج وحل المشكلات، خاصة أن معظم الأطفال كانت لديهم هذه المقدرة على منطقية التفكير.

*استشاري طب الأطفال



دراسة: المشي بهذا العدد من الخطوات يقي من الاكتئاب

الأحياء الحضرية تشجع السكان على المشي (جامعة ويسترن أونتاريو)
الأحياء الحضرية تشجع السكان على المشي (جامعة ويسترن أونتاريو)
TT

دراسة: المشي بهذا العدد من الخطوات يقي من الاكتئاب

الأحياء الحضرية تشجع السكان على المشي (جامعة ويسترن أونتاريو)
الأحياء الحضرية تشجع السكان على المشي (جامعة ويسترن أونتاريو)

قالت شبكة «فوكس نيوز» الأميركية إنه من المعروف أن مشي عدد معين من الخطوات اليومية يعزز الصحة، والآن حددت دراسة جديدة عدد الخطوات التي تحتاجها للوقاية من الاكتئاب.

وأضافت أن فريقاً بحثياً بقيادة برونو بيزوزيرو بيروني من جامعة كاستيلا لامانشا الإسبانية، حلّل 33 دراسة شملت 96 ألفاً و173 شخصاً.

وفي مقارنة عدد الخطوات اليومية ومعدلات الاكتئاب، وجدوا أن الأشخاص الذين لديهم عدد أكبر من الخطوات اليومية يميلون إلى الإصابة بأعراض اكتئاب أقل، وفقاً لنتائج الدراسة، التي نُشرت في «جاما» الأسبوع الماضي.

ووجد الباحثون أن الحصول على 5 آلاف خطوة أو أكثر كان مرتبطاً بانخفاض أعراض الاكتئاب، في حين ارتبط عدد الخطوات البالغ 7 آلاف أو أكثر، بانخفاض خطر الإصابة بالاكتئاب.

وقال الباحثون: «أظهرت نتائجنا ارتباطات مهمة بين ارتفاع عدد الخطوات اليومية وانخفاض أعراض الاكتئاب، فضلاً عن انخفاض انتشار الاكتئاب».

المشي اليومي يسهم في تعزيز الصحة ودعم الحالة النفسية (رويترز)

وذكر بيروني: «هناك بالفعل مجموعة كبيرة من الأدلة، بما في ذلك هذه الدراسة، على أن التمرينات مرتبطة بتحسين الحالة المزاجية، وأنها مضاد طبيعي للاكتئاب».

وذكر أن السبب وراء انخفاض الاكتئاب بسبب زيادة عدد الخطوات، ليس نفسياً فحسب؛ بل جسدياً أيضاً. وأضاف أن «التمارين الرياضية تزيد من إفراز هرمونات السعادة - الدوبامين والسيروتونين والأوكسيتوسين».

وقد وجدت دراسات سابقة أن المشي له تأثيرات على شبكات الدماغ التي تعدّ ضرورية لتحسين الحالة المزاجية والاكتئاب والقلق، وفقاً للطبيب النفسي ريتشارد بيرموديز.

المشي قد يسهم في تحسين الصحة النفسية (جامعة ليدز)

وقال بيرموديز، الذي لم يشارك في الدراسة: «كلما كنا أكثر خمولاً، أو كلما جلسنا أكثر، زاد اكتئابنا»، وأشار إلى أن العوامل الوراثية والعوامل النفسية والضغوط الاجتماعية تلعب أيضاً دوراً في الاكتئاب.

ومع ذلك، «فإننا نعلم أن التعرض للضوء الطبيعي والمشي في الأماكن الطبيعية لهما تأثيرات إيجابية على المزاج».

ويشجع بيرموديز أولئك الذين يعانون من الاكتئاب على «زيادة عدد خطواتهم 100 خطوة كل يوم»، وقال: «إذا كنت تعمل وتجلس على مكتبك معظم الأيام، فقم بجدولة فترات راحة مدتها 15 دقيقة لتدريب عقلك من خلال المشي».