الجيش اليمني والمقاومة يستعيدان مواقع جديدة في تعز وتطهير «نجد قسيم» من المتمردين

الميليشيات تفشل في إطلاق صاروخ في ورزان.. وسقوط عشرات القتلى منهم

يمنيات يأخذن وجبات طعام من أحد المراكز الإغاثية في العاصمة صنعاء أمس (رويترز)
يمنيات يأخذن وجبات طعام من أحد المراكز الإغاثية في العاصمة صنعاء أمس (رويترز)
TT

الجيش اليمني والمقاومة يستعيدان مواقع جديدة في تعز وتطهير «نجد قسيم» من المتمردين

يمنيات يأخذن وجبات طعام من أحد المراكز الإغاثية في العاصمة صنعاء أمس (رويترز)
يمنيات يأخذن وجبات طعام من أحد المراكز الإغاثية في العاصمة صنعاء أمس (رويترز)

استعادت قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية بتعز، وسط اليمن، مواقع جديدة كانت تحت سيطرة ميليشيات الحوثي وقوات المخلوع علي عبد الله صالح بعد مواجهات عنيفة مع الميليشيات، وخلال اشتباكات دارت، خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، تمكنت المقاومة الشعبية وقوات الجيش الوطني وبمساندة من طيران التحالف، من السيطرة على موقع في منطقة «نجد قسيم»، بما فيها موقع الكسارة وطرد الميليشيات المتمردة منها بعدما سيطرة الميليشيات عليها ليلة أول من أمس.
وتأتي هذه التطورات، في الوقت الذي قصفت مدفعية المقاومة منصات الكاتيوشا ومدافع الهاون الخاصة بالميليشيات المتمركزة في موقع ضريبة القات وفرار الميليشيات، وقال مصدر في المجلس العسكري بجبهة الضباب لـ«الشرق الأوسط» إن «أبطال الجيش الوطني والمقاومة الشعبية يخوضون معارك شرسة مع ميليشيات الحوثي وصالح استخدمت فيها كل أنواع الأسلحة في جبهة الضباب، وتمكنوا من استعادة مواقع وتباب ومرتفعات مطلة على منطقة الاقروض كانت تحت سيطرة ميليشيات الحوثي وصالح، وكذا أسفل المسراخ في نجد قسيم وتم إجبارهم على الفرار منه بعد مواجهات عنيفة مع الميليشيات الانقلابية ومقتل العشرات منهم بالإضافة إلى جرح آخرين وأن جثثهم أصبحت متناثرة في الشوارع وسائلة سقه»، مشيرا إلى أن الجيش والمقاومة غنما كمية من الأسلحة، بينها معدلات تشيكية الصنع وصواريخ حرارية «لو» وذخائر، بعد أن خلفتها الميليشيات.
وأضاف المصدر العسكري أن خبراء من الجيش الوطني يواصلون نزع الألغام التي زرعتها الميليشيات في جميع المناطق التي جرى طردها منها، وذلك من أجل وقف تقدم قوات الجيش والمقاومة وقوات التحالف خاصة في منطقة الراهدة، في إطار عملية فك الحصار عن تعز.
وذكر المصدر العسكري لـ«الشرق الأوسط» أن الميليشيات الحوثية فشلت في إطلاق صاروخ، في وقت متأخر من مساء أول من أمس، في منطقة ورزان بمحافظة تعز، دون أن تعرف نوعيته، غير أن المحاولة باءت بالفشل، إذ انفجر الصاروخ في الموقع، وسمع سكان القرى والبلدات المجاورة انفجارا عنيفا، يعتقد أنه خلف قتلى وجرحى ودمارا في موقع حدوثه.
إلى ذلك، تجددت المعارك العنيفة مع الميليشيات المتمردة في محيط مدينة الراهدة، جنوب تعز – شمال لحج، والتي باتت قوات الجيش الوطني المدعومة بقوات التحالف على بعد نحو كيلومترين منها، وتشير المعلومات إلى سيطرت المقاومة والجيش الوطني على سلسلة جبال محيطة بالمدينة ومحاصرة مواقع المتمردين في بعض المناطق الجبلية الأخرى.
ويؤكد نشطاء حقوقيون أن قوات الجيش الوطني والمقاومة تحقق نتائج إيجابية في مواجهاتها مع ميليشيات الحوثيين وقوات المخلوع صالح في عدد من الجبهات، بينها مدينة الراهدة ومديرية المسراخ، وقال الناشط الحقوقي، مختار القدسي لـ«الشرق الأوسط» إنه جرى أسر ما لا يقل عن 15 مسلحا حوثيا قرب الراهدة، وأضاف: «استهدف عناصر المقاومة الشعبية القيادي الحوثي عبد الواسع الصوفي، مع أحد مرافقيه من خلال استهداف طقم عسكري تابع لهم بمنطقة الحوجلة أسفل عصيفرة، شمال مدينة تعز، وكمين آخر أدى إلى مقتل 4 و2 من عناصر الميليشيات من خلال استهداف طقم عسكري في منطقة غيل موزع، غرب تعز».
وفي تطور لافت أطلقت المقاومة في جبهة الضباب، نداء لسرعة مدها بتعزيزات عسكرية، لمواجهة الميليشيات، وحذرت من امتداد الحرب إلى مديريات ومدن الحجرية، وذكر بيان للجبهة، حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، أن «جبهة الضباب تناديكم أن تهبوا لدحر الميليشيات التي تحاول القضاء على النواة العسكرية التي دافعت عن تعز وصمدت أشهرا في وجه ترسانة ضخمة من السلاح والحقد، هذه النواة هي عنوان مستقبلكم القادم، وهناك عنوان آخر يتجلى أمام أعيننا الآن ونحن نكتب لكم هذه المناشدة. أن التتار الجدد يحرقون منطقة نجد قسيم وما لم نوقفهم فإن العواقب ستكون وخيمة. إما أن نصمد اليوم لننتصر غدا، وإما أن يلحقنا العار إلى أبد الآبدين».
وخاطب البيان أبناء الحجرة بالقول: «أنتم القريبون من موقع الأحداث والتاريخ يحفظ لكم مآثر عظيمة سطرتموها في أكثر من مناسبة بل كنتم العنوان الأبرز في إسقاط حصار السبعين (عن صنعاء)، ولديكم اليوم فرصة لتقولوا كلمتكم والحرب على مداخل الحجرية التي تعني لتلك الميليشيات الكثير، وفي المقدمة تعني لها الانتقام من الماضي القريب، ومصادرة القادم الذي لطالما حلمتم به ورسمتموه رفضا شديد البأس في ثورة فبراير (شباط)».
وبحسب مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» فقد سقط عشرات القتلى والجرحى في أوساط ميلشيات الحوثي وصالح جراء الاشتباكات وغارات التحالف المباشرة على مواقع وتجمعات الميليشيات، حيث تركزت الغارات على موقع الميليشيات في منطقة الصراري بجبل صبر وجبل الطمر غربي تعز، وتجمعات أخرى في نقطة الدمنة، أمام سد السقيع، وأدت إلى تدمير طقم عسكري وقد سمع دوي انفجارات عنيفة، في مواقع يعتقد أنها تحوي مخازن أسلحة، بالإضافة إلى عدد من الغارات التي استهدفت مواقع وسط مدينة تعز وأطرافها.



اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.