النفط يهبط أكثر من دولار مع انحسار المخاوف بشأن أوكرانيا

ارتفاع الذهب بعد بيانات أميركية مخيبة للآمال

النفط يهبط أكثر من دولار مع انحسار المخاوف بشأن أوكرانيا
TT

النفط يهبط أكثر من دولار مع انحسار المخاوف بشأن أوكرانيا

النفط يهبط أكثر من دولار مع انحسار المخاوف بشأن أوكرانيا

هبطت أسعار العقود الآجلة لخام برنت أكثر من دولار مقتربة من 108 دولارات للبرميل أثناء تعاملات أمس الأربعاء مواصلة التراجع للجلسة الثانية على التوالي مع انحسار المخاوف من نشوب حرب إثر دخول قوات روسية إلى الأراضي الأوكرانية.
وانخفض خام القياس الأوروبي أكثر من 4 دولارات عن أعلى مستوى له في شهرين الذي سجله مطلع الأسبوع إثر سيطرة روسيا على منطقة القرم الأوكرانية ذات الحكم الذاتي لتتخلى الأسعار عن كل مكاسبها التي سجلتها يوم الاثنين.
وهبط الخام الأميركي أيضا أكثر من دولار وضاق الفارق بينه وبين برنت إلى 44.‏5 دولار وهو أدنى مستوى منذ أكتوبر (تشرين الأول) بعد تقرير أظهر تراجع المخزونات في نقطة تسليم عقود الخام للأسبوع الخامس على التوالي.
وبحسب رويترز قال مايكل هيوسون المحلل لدى سي إم سي ماركتس في لندن «بما أننا تراجعنا بشدة بعد أن صعدنا بشدة يوم الاثنين فإن مجال صعود برنت يظل محدودا جدا».
وتراجعت عقود برنت تسليم أبريل (نيسان) 03.‏1 دولار إلى 27.‏108 دولار للبرميل بعد هبوطها 90.‏1 دولار في الجلسة السابقة. وكانت عقود برنت لأقرب استحقاق قد سجلت 39.‏112 دولار للبرميل يوم الاثنين وهو أعلى مستوى لها منذ 30 ديسمبر (كانون الأول).
وانخفضت عقود الخام الأميركي الخفيف 08.‏1 دولار إلى 25.‏102 دولار بعد هبوطها 59.‏1 دولار أول من أمس الثلاثاء. وكانت عقود النفط الأميركي قد سجلت أعلى مستوياتها منذ 20 سبتمبر (أيلول) يوم الاثنين عندما بلغت 22.‏105 دولار.
وسحب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قوات من الحدود مع أوكرانيا أول من أمس الثلاثاء قائلا: إنه لن يلجأ لاستخدام القوة إلا «كملاذ أخير». وروسيا أكبر بلد منتج للخام في العالم وتمد أيضا أوروبا بثلث حاجاتها من الغاز.
لكن درجة التوتر تظل عالية مع قول وكالة أنباء إنترفاكس بأن قوات روسية سيطرت على وحدتي صواريخ لأوكرانيا في منطقة القرم أمس.
من جهة أخرى ارتفع سعر الذهب أمس بعد صدور بيانات أميركية ضعيفة ألقت بظلال الشك على وتيرة التعافي الاقتصادي لكن مكاسبه كانت محدودة بفعل تراجع الطلب على الأصول الآمنة مع استعداد واشنطن وموسكو لإجراء محادثات لتخفيف حدة التوتر بشأن أوكرانيا.
وصعد البلاتين إلى أعلى مستوياته في نحو ستة أشهر بعد انهيار محادثات الأجور بين كبار منتجي المعدن في العالم واتحاد عمال التعدين والبناء في جنوب أفريقيا.
وقال معهد إدارة التوريدات بأن مؤشر قطاع الخدمات الأميركي تراجع إلى 6.‏51 الشهر الماضي وهي أضعف قراءة منذ فبراير (شباط) 2010 مع تأثر النشاط التجاري بالأحوال الجوية السيئة. وعلى صعيد منفصل زاد عدد الوظائف في القطاع الخاص الأميركي بمقدار 139 ألف وظيفة ليأتي دون توقعات المحللين التي كانت تشير إلى زيادة قدرها 160 ألفا.
وارتفع سعر الذهب في المعاملات الفورية 3.‏0 في المائة إلى 16.‏1339 دولار للأوقية بعد هبوطه 2.‏1 في المائة يوم الثلاثاء. وبلغ الذهب أعلى مستوياته منذ 30 أكتوبر يوم الاثنين عندما سجل 80.‏1354 دولار للأوقية بعد تضرر أسواق الأسهم من أنباء تصاعد التوتر في أوكرانيا. وارتفع سعر المعدن الأصفر في العقود الآجلة الأميركية تسليم أبريل 1.‏0 في المائة إلى 1338 دولارا للأوقية.
وزادت الفضة 03.‏0 في المائة إلى 20.‏21 دولار للأوقية.
وصعد البلاتين 8.‏1 في المائة إلى 00.‏1482 دولار للأوقية بعد أن سجل في وقت سابق 00.‏1486 دولار وهو أعلى مستوى له منذ التاسع من سبتمبر. وارتفع البلاديوم 7.‏1 في المائة إلى 00.‏771 دولار للأوقية.



كبرى البنوك الأميركية تعلن انسحابها من «تحالف صافي صفر انبعاثات» المصرفي

شعار «مورغان ستانلي» على قاعة التداول في بورصة نيويورك للأوراق المالية في مانهاتن (رويترز)
شعار «مورغان ستانلي» على قاعة التداول في بورصة نيويورك للأوراق المالية في مانهاتن (رويترز)
TT

كبرى البنوك الأميركية تعلن انسحابها من «تحالف صافي صفر انبعاثات» المصرفي

شعار «مورغان ستانلي» على قاعة التداول في بورصة نيويورك للأوراق المالية في مانهاتن (رويترز)
شعار «مورغان ستانلي» على قاعة التداول في بورصة نيويورك للأوراق المالية في مانهاتن (رويترز)

قبل أسابيع من تنصيب دونالد ترمب، المتشكك في قضية المناخ، رئيساً للولايات المتحدة لفترة ولاية ثانية، انسحبت أكبر ستة مصارف في البلاد من «تحالف البنوك لصافي صفر انبعاثات» الذي كانت أسسته الأمم المتحدة بهدف توحيد المصارف في مواءمة أنشطتها في الإقراض والاستثمار وأسواق رأس المال مع صافي انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بحلول عام 2050.

والتحالف الذي تم تأسيسه في عام 2021 يطلب من المصارف الأعضاء وضع أهداف علمية لخفض الانبعاثات تتماشى مع سيناريوهات 1.5 درجة مئوية بموجب اتفاقية باريس للمناخ للقطاعات الأكثر تلويثاً.

وفي السادس من شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، بدأت عملية الانسحاب مع «غولدمان ساكس»، وتبعه كل من «ويلز فارغو» و«سيتي» و«بنك أوف أميركا» في الشهر نفسه. وأعلن بنك «مورغان ستانلي» انسحابه في أوائل يناير لينتهي المطاف بـإعلان «جي بي مورغان» يوم الثلاثاء انسحابه، وفق ما ذكر موقع «ذا بانكر» الأميركي.

وكان «جي بي مورغان»، وهو أكبر بنك في الولايات المتحدة من حيث الأصول، رفض في وقت سابق التعليق على ما إذا كان سيحذو حذو زملائه الأميركيين وينسحب من التحالف. ومع ذلك، تزايدت التكهنات بأنه قد يرضخ قريباً للضغوط المتزايدة من أعضاء إدارة ترمب المقبلة والولايات الحمراء التي هددت برفع دعاوى قضائية لمكافحة الاحتكار ومقاطعة المصارف وشركات الاستثمار الأميركية التي قدمت تعهدات مناخية في إطار تحالف غلاسكو المالي من أجل صافي الصفر، والذي يعد «تحالف البنوك لصافي صفر انبعاثات» جزءاً منه.

في ديسمبر الماضي، أصدر المدعي العام في تكساس دعوى قضائية في محكمة فيدرالية ضد شركات الاستثمار «بلاك روك» و«فانغارد» و«ستيت ستريت»، زاعماً أنها «تتآمر لتقييد سوق الفحم بشكل مصطنع من خلال ممارسات تجارية مانعة للمنافسة».

لماذا اختارت المصارف الأميركية الانسحاب الآن؟

بحسب «ذا بانكر»، تتكتم المصارف الأميركية حتى الآن على أسباب انسحابها. ومع ذلك، يقول باتريك ماكولي، وهو محلل بارز في منظمة «ريكليم فاينانس» الفرنسية غير الربحية المعنية بالمناخ، إن هذه المغادرة هي إجراء استباقي قبل تنصيب ترمب، وسط مخاوف متزايدة من ضغوط ترمب وأنصاره الذين يهاجمونهم.

وفقاً لهيتال باتيل، رئيس أبحاث الاستثمار المستدام في شركة «فينيكس غروب» البريطانية للادخار والتقاعد، فإن حقيقة أن المصارف الأميركية لم تقل الكثير عن خروجها من التحالف «تدل على الكثير». أضاف «في العادة، عندما تقوم بتحول كبير، فإنك تشرح للسوق سبب قيامك بذلك»، مشيراً إلى أن المصارف الأميركية الكبيرة يمكنها أن ترى الاتجاه الذي «تهب فيه الرياح» مع إدارة ترمب القادمة.

هل يمكن لأعضاء آخرين في التحالف خارج الولايات المتحدة أيضاً الانسحاب؟

مع الإجراء الذي قامت به المصارف الأميركية، يقول ماكولي إن ترمب وأنصاره قد يحولون انتباههم أيضاً إلى تلك غير الأميركية، مما يهدد أعمالها في البلاد إذا استمرت في مقاطعة الوقود الأحفوري.

حتى الآن، حشدت المصارف الأوروبية، التي تشكل الجزء الأكبر من الأعضاء الـ142 المتبقين في التحالف، دعماً له. يقول أحد المصارف المطلعة إن المزاج السائد بين المصارف في أوروبا هو أن التحالف «لا يزال قادراً على الصمود».

وفي بيان عبر البريد الإلكتروني، قال مصرف «ستاندرد تشارترد»، الذي ترأس التحالف حتى العام الماضي، إنه لا ينوي تركه.

ويقول بنك «آي إن جي» الهولندي إنه لا يزال ملتزماً ويقدر التعاون مع الزملاء في التحالف، مما يساعده في دعم انتقال صافي الانبعاثات الصفري، وتحديد أهداف خاصة بالقطاع.

هل يضعف التحالف مع خروج المصارف الأميركية الكبرى؟

على الرغم من أنها ليست «ضربة قاضية»، فإن باتيل قال إن المغادرة تعني أن التحالف «ضعيف للأسف».