مشروع قانون إسرائيلي يتيح إغلاق المساجد بزعم التحريض

مسؤول أمني يهدد بطرد عائلات منفذي العمليات

مشروع قانون إسرائيلي يتيح إغلاق المساجد بزعم التحريض
TT

مشروع قانون إسرائيلي يتيح إغلاق المساجد بزعم التحريض

مشروع قانون إسرائيلي يتيح إغلاق المساجد بزعم التحريض

في إطار التنافس بين السياسيين الإسرائيليين على «من يكون أشد بطشًا للفلسطينيين»، وطرح اقتراحات لترحيل فلسطينيين من بيوتهم في الضفة الغربية إلى قطاع غزة، عقابًا على عمليات الطعن التي ينفذها فتية فلسطينيون، وقع 12 عضوًا في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي)، أمس، على مشروع قانون طالبوا الأحزاب الحاكمة بتشريعه. ويقضي القانون بإغلاق مساجد في إسرائيل والضفة الغربية، بزعم انطلاق أصوات تحريضية ضد إسرائيل والشعب اليهودي منها.
وطرح مشروع القانون عضو الكنيست بتسلئيل سموتريتش، من حزب المستوطنين (البيت اليهودي) اليميني المتطرف، وجند إلى جانبه 12 عضو كنيست من حزبي «الليكود»، و«كولانو»، الشريكين في الحكم، وحزب «يسرائيل بيتينو» بقيادة أفيغدور ليبرمان، من المعارضة. واعتبر مشروع القانون أنه ينبغي إصدار أمر بإغلاق مساجد تتعالى فيها أصوات «تحريض على الإرهاب، أو الدعوة إلى هبة شعبية، أو إثارة أي أجواء عدائية ضد اليهود أو دولة إسرائيل».
وجاء في حيثيات مشروع القانون، أن «هذا السلوك محظور منذ سنوات من خلال قانون العقوبات، لكن لا يوجد في القانون تطرق إلى المكان الذي يحدث فيه التحريض والدعوة إلى العنف».
وقال سموتريتش، المبادر إلى تشريع القانون، إنه استنبطه من النص المشابه لمشروع قانون قدمته حكومة فرنسا في الأيام الأخيرة، في أعقاب الاعتداءات التي حصدت أرواح الكثيرين. وبمشروع القانون هذا تعلن دولة إسرائيل أن الإرهاب هو تحدٍ عالمي يتعين على العالم كله الاتحاد ضده.
في الوقت ذاته، وبأمر من رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يفحص الجهاز الأمني الإسرائيلي إمكانية طرد أبناء عائلات منفذي العمليات من سكان الضفة الغربية والقدس الشرقية إلى قطاع غزة. وقال مصدر في الجهاز، إن هذه الخطوة نوقشت في ظل تواصل العمليات ضد الإسرائيليين، ويتوقع أن تصل إلى المستشار القضائي للحكومة، يهودا فاينشتاين، كي يدلي بوجهة نظره.
وينوي الجهاز الأمني اتخاذ هذا الإجراء ضد أبناء عائلات الفتية الفلسطينيين الذين يتضح أنهم كانوا يعرفون مسبقًا، عن مخططات أبناء عائلاتهم، أو دعموا أعمالهم. وحسب المصدر، فإنه إذا تم تنفيذ هذه الخطة، فسيتم طرد العائلات إلى غزة. وأوضح: «إذا كانت هناك أم عرفت أن ابنها ينوي القتل ومع ذلك لم تفعل شيئا، أو أن العائلة عرفت بأن هذا قد يحدث، فسيتم طردها إلى غزة».
يشار إلى أن الجيش فحص خلال الانتفاضة الثانية (سنة 2000)، إمكانية طرد عائلات الفلسطينيين الذين نفذوا العمليات الانتحارية، وفي حينه صادق المستشار القضائي للحكومة، إلياكيم روبنشتاين، على إمكانية طرد بعض أبناء العائلات الذين كانوا يملكون معلومات حول الضالعين في العمليات، سواء من خلال معرفتهم بنياتهم أو منح الرعاية للمطلوبين. وبعد مداولات طويلة في المحكمة العليا صادقت على عمليات الطرد. وحسب المصدر، فإن الجهاز الأمني ينوي مواصلة سياسة هدم بيوت هؤلاء الفتية. ولذلك يجري، حاليًا، مسح تلك البيوت من أجل تسليم أوامر هدم لأصحابها. وقال المصدر، أيضًا، إن قوات الجيش تنفذ الاعتقالات في الضفة، بما فيها الإدارية، كخطوة مانعة ضد البنى التحتية.
وكان نتنياهو ووزير دفاعه موشيه يعلون، قد أعلنا عن دراسة لسلسلة إجراءات أخرى ضد الفلسطينيين. فصرحا، أمام المستوطنين في منطقة «غوش عتصيون» (قرب بيت لحم)، أنهم اتخذوا في الأيام الأخيرة، خطوات عدة، من بينها إصدار توجيهات إلى الجيش بفحص كل سيارة فلسطينية تسافر عبر شارع رئيس. وقال نتنياهو خلال الجولة، إن الجهاز الأمني ينوي تعزيز القوات العسكرية في قطاع غوش عتصيون والخليل، ويقوم، حاليًا، بعمليات تمشيط واعتقالات، والدخول إلى البلدات ومصادرة السيارات المسروقة.
وحسب مصادر عسكرية، يتركز الجهد الرئيسي حاليًا، على محاولة ضرب حماس التي تحاول، حسب التكهنات «رفع رأسها وتنفيذ عمليات انتحارية قاسية وقاتلة». وفي ضوء ذلك، يقوم الجهاز الأمني باعتقال عشرات نشطاء حماس، وتنفيذ اعتقالات إدارية للفلسطينيين الذين يصرحون في الشبكات الاجتماعية عن نيتهم تنفيذ عمليات. كما تقرر بالإضافة إلى تفتيش السيارات الفلسطينية المسافرة على الطرق الرئيسية المشتركة لليهود والعرب، إغلاق مناطق مشتركة، كمنطقة السوق التجارية، رامي ليفي، أمام الفلسطينيين. كما تقرر منع أبناء عائلات منفذي العمليات، من الدرجة الثانية أيضًا، من العمل في إسرائيل أو الخروج إلى الأردن.
وفي السياق، طرح وزير البنى التحتية، يوفال شطاينتس، شل شبكة الإنترنت في السلطة الفلسطينية لمدة أسبوعين، بهدف وقف موجة التحريض في الضفة الغربية. كما يقترح شطاينتس، وقف بث الراديو والتلفزيون في السلطة الفلسطينية. وحسب الوزير فإنه مقابل الخطوات الأمنية الميدانية، يجب العمل ضد التحريض ووقف المحرضين في المساجد.



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.