الجيش اللبناني يقصف تحركات للمسلحين في جرود عرسال وسقوط صواريخ من الجانب السوري

حزب الله يدين قرارًا أميركيًا يستهدف مصادر تمويله ووسائل إعلامه

الجيش اللبناني يقصف تحركات للمسلحين في جرود عرسال وسقوط صواريخ من الجانب السوري
TT

الجيش اللبناني يقصف تحركات للمسلحين في جرود عرسال وسقوط صواريخ من الجانب السوري

الجيش اللبناني يقصف تحركات للمسلحين في جرود عرسال وسقوط صواريخ من الجانب السوري

سقطت أمس ثلاثة صواريخ مصدرها مواقع المسلحين في السلسلة الشرقية لجبال لبنان في أرض زراعية جرداء، ولم يسجل سقوط أي ضحايا أو وقوع أضرار، هذا في الوقت الذي أدان فيه حزب الله اللبناني أمس، القرار الجديد الذي أقره الكونغرس الأميركي والذي يستهدف حزب الله ومؤيديه ووسائل إعلامه.
وكان مصدر أمني لبناني قد أوضح لـ«الشرق الأوسط»، أن «الصواريخ سقطت بالخطأ في أراض زراعية لبنانية». وأكد أنها كانت «نتيجة اشتباكات في منطقة سورية متاخمة للحدود اللبنانية تقع شرقي مدينة الهرمل، وهي ليست مقصودة، بل كانت عشوائية».
وفي السياق الأمني أيضًا، قصفت وحدات من الجيش اللبناني المتمركزة على الحدود الشرقية، بالمدفعية والصواريخ مسلحين في جرود عرسال.
في سياق آخر، أدان حزب الله اللبناني أمس، القرار الجديد الذي أقره الكونغرس الأميركي والذي يستهدف حزب الله ومؤيديه ووسائل إعلامه، معتبرًا أنه «يشكل جريمة جديدة للمؤسسات الأميركية بحق شعبنا وأمتنا وبحق الأحرار في العالم»، وذلك بعد أيام قليلة على إقرار مجلس الشيوخ الأميركي وبغالبية ساحقة مشروع «يستهدف مصادر الحزب المالية»، كما ذكرت وسائل إعلام أميركية.
وكان مجلس الشيوخ الأميركي وافق بغالبية من الحزبين على قرار العقوبات أخيرًا ضد حزب الله، والذي «يطال المؤسسات المالية التي تمول الحزب»، وهو القرار الذي يرعاه المرشح الجمهوري الأبرز السناتور ماركو روبيو وجرى تحويله إلى البيت الأبيض بعد تصويت الكونغرس الجمعة.
ورأى حزب الله، في بيان صادر عنه، أن هذا القرار «يعبر عن نزعة السيطرة التي تحكم القيادات في الولايات المتحدة، وعن الرغبة في التحكّم بكل ما يجري في العالم وفق مصالح وأهواء السياسة الأميركية، دون أي اعتبار للمبادئ والقوانين والأخلاق التي ينبغي أن تحكم العلاقات بين الدول والمنظمات في العالم».
ورأى الحزب «أن ما نواجهه من قرارات ومن افتراءات ومن اعتداءات من قِبَل المؤسسات الرسمية الأميركية هو ثمن طبيعي لالتزامنا بخط المقاومة لكل المشاريع الخبيثة التي تستهدف مقدساتنا وحقوقنا وأوطاننا وشعوبنا، وهي مقاومة مستمرة في حماية كل ذلك، بغض النظر عن الأوصاف التي يطلقها علينا مستكبرو العالم، أو الإجراءات التي يتخذونها بحقنا».
ويدعو القرار الأميركي الذي صوت عليه الكونغرس، إلى «إجبار الخارجية الأميركية على التعريف بوسائل الإعلام الداعمة للحزب والتي تموله، في تقرير سنوي، مثل «المنار» وتوابعها، وتحديد الأطراف بالاسم الموضوعين وغير الموضوعين على قائمة العقوبات». كما يطلب من وزارة الخزانة «فرض شروط قاسية على فتح أي حساب لأي جهة خارجية تقوم بتسهيل التعاملات لحزب الله، أو غسل أموال للحزب، أو تتآمر بإرسال تحويلات لأشخاص أو مؤسسات على صلة بالحزب».
ويدعو القرار أيضًا إلى «طلب تقارير حول إدراج حزب الله كمنظمة تهريب مخدرات أجنبية ومنظمة إجرامية عابرة للحدود»، إضافة إلى «الطلب من الخارجية رفع تقارير للكونغرس حول تمويل الحزب، وجمعه التبرعات وعمليات غسل الأموال»، وإجبار الرئيس على رفع تقارير للكونغرس حول الدول التي تدعم الحزب».



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.