تحولت الاحتجاجات السودانية ضد نظام الرئيس عمر البشير، من غضب في الميادين والساحات بالعاصمة والمدن الأخرى، إلى نشاط مكثف على شبكات التواصل الاجتماعي، بعد تعامل أجهزة أمن الحكومة السودانية بعنف مفرط مع المحتجين السلميين، وفي أقل من أسبوع قتلت أكثر من 30 باعترافها، وأكثر من 200 حسب قول نقيب أطباء السودان الشرعي د. أحمد الشيخ، وجرحت المئات، واعتقلت نحو 700 باعترافها، بينما تقول «المنظمة السودانية للدفاع عن الحريات» إن عدد المعتقلين بلغ 1200 معتقلا حتى أول من أمس، ولا يشمل هذا التقدير من اعتقلوا أمس ومن قد يكونون قد اعتقلوا ليلا أو صباح اليوم.
واستدعى جهاز الأمن السوداني مراسل «الشرق الأوسط» في الخرطوم أحمد يوسف، للتحقيق قبل دقائق من الآن، حسبما أبلغ يونس نفسه «الشرق الأوسط».
ويتبادل الناشطون داخل وخارج السودان المعلومات والصورة التي جرى التقاطها من المظاهرات التي شهدتها العاصمة على الشبكة العنكبوتية. وأصبحت صور (الفيديو) واحدة من أهم مواد الفضائيات العربية والأجنبية بسبب منع السلطات الأمنية عددا من مراسليها على الأرض من العمل.
ويقول ناشطون لـ«الشرق الأوسط» إن البريد الإلكتروني للكثير من الناشطين قد جرى اختراقه من قبل وحدة أمنية متخصصة تابعة للحكومة. ويقولون إنها تقوم بعمليات تخريب وفبركة للصورة والبيانات باسم جهات معارضة حتى تحدث انشقاقات.
وشددت السلطات السودانية في منع الصحف من تناول أي أخبار عن المظاهرات دون إذن خاص من غرفة (إعلام جهاز الأمن) التي تقوم بتجهيز أخبار وتوزعها عليها.
وقال مدير موقع «الراكوبة» السودانية، وليد الحسين، إن عدد المتصفحين على موقعه ارتفع من (110) آلاف قبل الاحتجاجات إلى مليون بعدها، وأضاف أن عدد الصفحات ارتفع من (600) ألف في اليوم الواحد. وقال إن القيادات السياسية في الحكومة والمعارضة هم الأكثر تصفحا لمتابعة الأخبار إلى جانب دخول متصفحين من الدول العربية التي تتابع ما يدور في السودان.
واعتبر أن الموقع تغير كثيرا بعد الاحتجاجات وأصبح من كانوا يتصفحون على مواقع المنوعات وأخبار الفنون والرياضة يتجهون لمتابعة أخبار الثورة.
ويقول الصحافي والمدون طلال الطيب إن «تأزم الوضع الاقتصادي والسياسي، أجج الحراك الشعبي، وجعله يتسع يوما بعد آخر، وباعتبار مواقع التواصل الاجتماعي إحدى أدوات هذا الحراك، فقد اتسع الحراك داخلها، واتسعت تبعا لذلك درجة تأثيرها، وأسهم الكبت والقمع والقتل الممنهج ضد المتظاهرين السلميين في جعلها تخوض مظاهراتها الخاصة». ويضيف: «بل أصبحت أدوات لحث الناس على الخروج للشارع والإسراع في تغيير نظام الحكم».
وبطبيعة مواقع التواصل الاجتماعي وما تتيحه من حريات واسعة وسرعة عالية في نقل الأحداث والأخبار والتعليقات، أصبحت من أدوات الثورات منذ الربيع العربي، بيد أنها تحمل في ذات الوقت محاذيرها المرتبطة بطبيعتها، التي تتمثل في عدم الدقة أحيانا.
وخلال الأيام الماضية، فإن مواقع التواصل الاجتماعي تحولت بالنسبة للسودانيين، لمنصات تحريض وتخطيط وتبادل معلومات، مما جعل سلطات الأمن تقطع خدمة الإنترنت ثم تعيدها، وتبطئ موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، لكن المظاهرات في الميديا الحديثة لن تتوق،ف فللناشطين حيلهم وأساليبهم الخاصة، وهي بعيدة عن زخات الرصاص والغاز المسيل للدموع وعصي الشرطة.
7:26 دقيقه
بعيدا عن «عصي الشرطة».. الغضب الشعبي السوداني يتحول إلى مواقع الإنترنت
https://aawsat.com/home/article/5036
بعيدا عن «عصي الشرطة».. الغضب الشعبي السوداني يتحول إلى مواقع الإنترنت
مدير موقع «الراكوبة» السوداني: عدد المتصفحين بلغ المليون * استدعاء مراسل «الشرق الأوسط» في الخرطوم
بعيدا عن «عصي الشرطة».. الغضب الشعبي السوداني يتحول إلى مواقع الإنترنت
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة



