برلمان طرابلس يطالب بوقف هجمات حفتر على المتطرفين في بنغازي

الموفد الدولي إلى ليبيا يصل طرابلس ويحذر من انهيار الوضع الاقتصادي

الموفد الدولي إلى ليبيا مارتن كوبلر (الثاني من اليسار) يتأهب لعقد مؤتمر صحافي في العاصمة الليبية طرابلس (أ.ف.ب)
الموفد الدولي إلى ليبيا مارتن كوبلر (الثاني من اليسار) يتأهب لعقد مؤتمر صحافي في العاصمة الليبية طرابلس (أ.ف.ب)
TT

برلمان طرابلس يطالب بوقف هجمات حفتر على المتطرفين في بنغازي

الموفد الدولي إلى ليبيا مارتن كوبلر (الثاني من اليسار) يتأهب لعقد مؤتمر صحافي في العاصمة الليبية طرابلس (أ.ف.ب)
الموفد الدولي إلى ليبيا مارتن كوبلر (الثاني من اليسار) يتأهب لعقد مؤتمر صحافي في العاصمة الليبية طرابلس (أ.ف.ب)

اعتبر الممثل الخاص للأمين العام في ليبيا مارتن كوبلر أن هناك حاجة ملحة لإبرام اتفاق سلام في الدولة التي تعاني من الفوضى والإرهاب بعد نحو أربع سنوات من سقوط نظام حكم العقيد الراحل معمر القذافي ومقتله، عام 2011، بسبب ما وصفه بالوضع الاقتصادي المتردي.
وقال كوبلر في مؤتمر صحافي عقده أمس في العاصمة الليبية طرابلس، المحطة الثانية لزيارته الأولى إلى ليبيا منذ توليه مهام منصبه الأسبوع الماضي، «إذا كان هناك أمور لم تحل بإمكاننا مناقشتها، ولكن علينا أن نتجه لتوقيع الاتفاق بسرعة على أساس من حيث ترك العملية برناردينو ليون، المبعوث السابق للأمم المتحدة».
وأضاف كوبلر عقب محادثات مع رئيس المؤتمر الوطني العام (البرلمان) السابق والمنتهية ولايته نوري أبو سهمين ونائبه عوض عبد الصادق «رسالتي، علينا التقدم بسرعة من أجل الشعب الليبي، الأمم المتحدة هنا لدعم الشعب الليبي، علينا التقدم في عملية الحوار».
في المقابل، كشف نائب برلمان طرابلس، عن مطالبته للمبعوث الأممي بضرورة العمل على إيقاف الغارات الجوية التي يشنها الجيش الوطني على المتطرفين في مدينة بنغازي بشرق البلاد، وتقديم توضيحات بشأن تسريبات المبعوث الأممي السابق.
وبعدما زعم عدم وجود جرائم في طرابلس بالمستوى الذي تطرقت إليه بعض وسائل الإعلام، رأى أن الجريمة التي ينبغي الإشارة إليها هي الجرائم التي تقع في بنغازي ‫درنة من قبل (الفريق خليفة) (القائد العام للجيش)، إلى جانب جريمة التعدي على مدينة ‫‏الكفرة. من جهته، رد رئيس مجلس النواب المستشار عقيلة صالح بالإعلان عن أنه سيتم دعم الجيش في مدينة بنغازي بـ200 مدرعة و300 سيارة مصفحة و15 ألف بدلة عسكرية لأفراد الجيش.
وأوضح أن تحرير مدينة بنغازي واستتباب الأمن فيها يعني تحرير كل أرجاء ليبيا، مؤكدا أن أمن بنغازي من أمن ليبيا.
وطبقا لما نقلته وكالة الأنباء الرسمية عن أحميد حومة قال النائب الثاني لصالح، إن النواب أكدوا للمبعوث الأممي أن الجيش الليبي الذي يحارب الإرهاب، هو خط أحمر، مشيرا إلى أن المجلس أكد أن الترتيبات الأمنية من أولويات الحوار، وأنه يجب أن يطرح الملف الأمني للنقاش قبل تسمية الحكومة.
إلى ذلك، أعلنت الأمم المتحدة عن إطلاق خطة الاستجابة الإنسانية الخاصة بليبيا للعام 2015 - 2016 لمعالجة احتياجات 4.2 مليون شخص يحتاجون لشكل من أشكال المساعدة الإنسانية.
وقال رشيد خاليكوف، مدير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في جنيف الذي وصف الوضع في ليبيا إنه يتسم بانتشار العنف والنزاع وعدم الاستقرار في أنحاء في البلاد. أن عددا كبيرا من الليبيين تعرضوا للتهجير عدة مرات، مما زاد من ضعفهم.
وأكد علي الزعتري، المنسق المقيم للأمم المتحدة في ليبيا على ضرورة الوقف الفوري للنزاع والتوصل إلى اتفاق سياسي لتيسير الاستجابة الإنسانية.
وقدم الزعتري تفاصيل خطة الاستجابة الإنسانية: 2.44 مليون شخص بحاجة إلى حماية وشكل من أشكال المساعدة الإنسانية ومن ضمنهم 435 ألف شخص نازح داخليا، وعدم إمكانية الوصول إلى 60 في المائة من المستشفيات الواقعة في مناطق النزاع، وتأثر إمكانية الوصول إلى الغذاء لـ2.1 مليون شخص، وإغلاق المدارس الحكومية. وتتطلب الخطة تمويلاً بقيمة 165.6 مليون دولار أميركي.
وانزلقت ليبيا في الفوضى في ظل وجود حكومتين متناحرتين تدعم كل منهما فصائل مسلحة مما سمح للمتطرفين من «داعش» كسب موطئ قدم.



الأمم المتحدة: مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي في اليمن

الفيضانات الأخيرة في اليمن أدت إلى نزوح 400 ألف شخص (الأمم المتحدة)
الفيضانات الأخيرة في اليمن أدت إلى نزوح 400 ألف شخص (الأمم المتحدة)
TT

الأمم المتحدة: مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي في اليمن

الفيضانات الأخيرة في اليمن أدت إلى نزوح 400 ألف شخص (الأمم المتحدة)
الفيضانات الأخيرة في اليمن أدت إلى نزوح 400 ألف شخص (الأمم المتحدة)

زاد عدد اليمنيين الذين واجهوا مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي في مناطق سيطرة الحكومة الشرعية بمقدار 100 ألف شخص خلال الثلاثة الأشهر الماضية، ليصل العدد الإجمالي إلى نصف عدد السكان في هذه المناطق في ظل أزمة اقتصادية خانقة تواجهها الحكومة بسبب استمرار الحوثيين في منعها من استئناف تصدير النفط.

وحسب تحليل حديث للأمم المتحدة، فقد عانى ما يقرب من نصف السكان في مناطق سيطرة الحكومة اليمنية (4.7 ملايين شخص) من مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد خلال الفترة من يوليو (تموز) وسبتمبر (أيلول) الماضيين، وتم تصنيف هؤلاء على أنهم في المرحلة 3 من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي أو أعلى (أزمة أو أسوأ).

من المتوقع أن تستمر أزمة الغذاء حتى الأشهر الأولى من عام 2025 (الأمم المتحدة)

ووفق هذه البيانات، فإن ذلك يشمل 1.2 مليون شخص عانوا من مستويات حرجة من انعدام الأمن الغذائي - المرحلة 4 من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (الطوارئ) - التي تتميز بفجوات غذائية كبيرة ومستويات عالية من سوء التغذية الحاد.

ويعكس هذا، وفق التحليل، مستوى مرتفعاً باستمرار من الأمن الغذائي مقارنة بتحديث التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي السابق من أكتوبر (تشرين الأول) عام 2023 إلى فبراير (شباط) من العام الحالي، عندما تم تصنيف حوالي 4.6 ملايين شخص في المرحلة 3 أو أعلى.

أسباب التفاقم

ومع دعوة الحكومة اليمنية، المجتمع الدولي، إلى مساعدتها على مواجهة الأزمة الاقتصادية الراهنة نتيجة استمرار منعها من تصدير النفط الخام بسبب استهداف الحوثيين موانئ التصدير منذ عامين، أكد التحليل أن السبب في تسجيل مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد يعود إلى الاقتصاد المتدهور، الذي يتميز بانخفاض قيمة العملة وارتفاع أسعار المواد الغذائية وزيادة أسعارها، إلى جانب استمرار الصراع والمساعدات الغذائية الإنسانية غير المنتظمة.

بالإضافة إلى ذلك، يذكر التحليل أن الأمطار الغزيرة التي شهدتها البلاد في أغسطس (آب) الماضي أدت إلى فيضانات محلية دمرت المنازل وعطلت الأنشطة الزراعية وأسفرت عن خسارة الماشية والأراضي الزراعية ونزوح ما يقدر بنحو 400 ألف شخص، خصوصاً في أجزاء من محافظات مأرب والحديدة وتعز والضالع.

رجلان يحملان مساعدات غذائية في صنعاء من إحدى الوكالات الدولية (إ.ب.أ)

وخلال فترة التوقعات من أكتوبر (تشرين الأول) الحالي وحتى فبراير (شباط) من العام المقبل، يبين التحليل أن الوضع سيتحسن بشكل طفيف مع توقع وجود 4.6 ملايين شخص في المرحلة 3 أو أعلى.

ومن بين هؤلاء، من المتوقع أن يواجه 1.1 مليون شخص مستويات حرجة من انعدام الأمن الغذائي (المرحلة 4)، وتوقع أن يواجه 3.5 مليون شخص مستويات أزمة من انعدام الأمن الغذائي، المصنفة على أنها المرحلة 3 من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (الأزمة).

استمرار الأزمة

في حين توقع التحليل الأممي أن ينخفض عدد المديريات المصنفة في المرحلة 4 من انعدام الأمن الغذائي بنسبة 50 في المائة، من 24 إلى 12 مديرية، فإن عدد السكان في هذه المرحلة سيظل دون تغيير، وذكر أنه وبشكل عام، من المرجح أن تشهد جميع المديريات الـ118 التي تم تحليلها مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد (المرحلة الثالثة أو أعلى) خلال الفترة الحالية وفترة التوقعات.

والتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي هو مبادرة مبتكرة متعددة الشركاء لتحسين تحليل الأمن الغذائي والتغذية واتخاذ القرارات، وباستخدامه، تعمل الحكومات ووكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والجهات الفاعلة الأخرى ذات الصلة معاً لتحديد شدة وحجم انعدام الأمن الغذائي الحاد والمزمن وحالات سوء التغذية الحاد في بلد ما، وفقاً للمعايير العلمية المعترف بها دولياً.

12 مليون يمني عانوا من مستويات حرجة من انعدام الأمن الغذائي (إعلام محلي)

وقد تم تطوير التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي في الأصل في عام 2004 لاستخدامه في الصومال من قبل وحدة تحليل الأمن الغذائي والتغذية التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة.

ومنذ ذلك الحين، تقود شراكة عالمية تضم 15 منظمة تطوير وتنفيذ التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي على المستوى العالمي والإقليمي والقطري.

وبعد أكثر من 10 سنوات من تطبيقه، أثبت التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي أنه أحد أفضل الممارسات في مجال الأمن الغذائي العالمي، ونموذج للتعاون في أكثر من 30 دولة في أمريكا اللاتينية وأفريقيا وآسيا.