بافيا الإيطالية.. إحدى أعرق جامعات أوروبا

نافذة على مؤسسة تعليمية

بافيا الإيطالية.. إحد أعرق جامعات أوروبا
بافيا الإيطالية.. إحد أعرق جامعات أوروبا
TT

بافيا الإيطالية.. إحدى أعرق جامعات أوروبا

بافيا الإيطالية.. إحد أعرق جامعات أوروبا
بافيا الإيطالية.. إحد أعرق جامعات أوروبا

تعد جامعة بافيا الإيطالية من أقدم الجامعات الأوروبية، إذ تأسست سنة 1361، ومقرها مدينة بافيا بمقاطعة لومبارديا. وتضم الجامعة 9 كليات جامعية متنوعة التخصصات، وهي كليات الاقتصاد، والهندسة، والعلوم الإنسانية، والقانون، والعلوم الفيزيائية والطبيعية والرياضية، والطب، والعلوم الموسيقية، والصيدلة، والسياسة.
وعبر هذا التاريخ الطويل من العلوم والأبحاث، مرت على جامعة بافيا مواقف فارقة، حيث كانت قديما مؤسسة تعليمية مكرسة في الأساس لدراسة القانون الكنسي والمدني وتربعت على رأس المراكز التعليمية المرموقة في شمال إيطاليا آنذاك.
وقد نالت الجامعة الاعتراف بموجب مرسوم من الإمبراطور الروماني كارل الرابع (الذي حكم بين عامي 1355 و1378)، وعقب ذلك نمت الجامعة وقام بتجديدها دوق ميلانو جان غالياتسو فيسكونتي (الذي حكم بين عامي 1385 و1402)، لتكون الجامعة الوحيدة في دوقيته.
وفي سنة 1858 شهدت الجامعة احتجاجات طلابية عنيفة ضد الحكم النمساوي لشمال إيطاليا، إبان صعود موجة القومية الإيطالية التي عمت مظاهراتها أرجاء إيطاليا في الفترة التي سبقت توحيد إيطاليا (1859 - 1866)، وكان رد السلطات على هذه الاحتجاجات الطلابية، هو غلق الجامعة مؤقتًا.
ولكن أصحبت بافيا اليوم جامعة بحثية، تقدم تشكيلة واسعة من تدريس التخصصات تلك التي نظمت في 18 قسما، ولها برامج دراسة على جميع المستويات، وهي درجة البكالوريوس، ودرجة الماجستير، ودرجات البحوث والمدارس الخاصة والمستوى الأول والثاني الماجستير.
كما تدعم الجامعة إجراء البحوث في الإدارات والمعاهد والعيادات والمراكز والمختبرات المختصة، في سعي منها لتأكيد الارتباط الوثيق بين المؤسسات والشركات العامة والخاصة والشركات.
وتوفر الجامعة للطالب والمعلم الكثير من المميزات، ومنها برامج التبادلات الدولية والتي تشمل الاتفاقات الثنائية بينها وبين الكثير من الجامعات التاريخية في أوروبا والشرق الأوسط ومنطقة البحر الأبيض المتوسط والولايات المتحدة الأميركية والصين واليابان وبلدان أخرى كثيرة.
ولا تعتمد بافيا على أصولها التاريخية العريقة وإنجازاتها العالية الجودة، بل تتميز بكونها تتبع أسلوبا قياديا، وتعزز ذلك عبر ما يسمى «نظام بافيا»، الذي يوفر أكثر من 20 كلية متنوعة التخصصات، وكذلك توفر للطلاب أماكن للإقامة والمعيشة وتوفير وسائل الراحة وممارسة الرياضة بين أروقة أقدم المباني السكينة العريقة في القرن الـ16، وهي مقسمة للطلاب الإناث والذكور على حد سواء.
كما أن الجامعة لديها 9 من المكتبات لخدمة مختلف كلياتها. بالإضافة إلى ذلك، هناك أيضا متاحف ومراكز البحوث والأرشيف الرقمي (PAD) المخصص للسجلات رقمية عن الكتاب المعاصرين. وهناك 130 من المكتبات في الشبكة المحلية والوثائق، التي تتراوح بين الكتب وأشرطة الفيديو والرسائل الجامعية، والموسيقى والخرائط المطبوعة للوثائق الإلكترونية.
وسيتم تزويد الطلاب بمجموعة واسعة وكاملة من نحو 35 مكتبة تديرها الكليات والأقسام المختلفة. ويحتوي نظام المكتبة كاملة على 972 ألفا من الكتب، ونحو 19 ألفا من الدوريات المطبوعة، وبالتالي يغطي ذلك مجموعة كاملة من التدريس الأكاديمي والبحوث.
كما أن كل مكتبة لديها ساعات عمل محددة وقواعد خاصة، حيث يمكن للمكتبات أن تكون مفتوحة ما بين 16 ساعة كحد أدنى وصولا إلى فترات أقصاها 50 ساعة في الأسبوع، عادة ما بين يوم الاثنين إلى يوم الجمعة أسبوعيا.
وانتمت إلى الجامعة عبر تاريخها الطويل الكثير من الأسماء اللامعة في مختلف التخصصات من علماء ومثقفين، وهؤلاء الذين وضعوا الكثير من المؤلفات المهمة التي أثرت الحياة البشرية. ومن بين هؤلاء عالم الرياضيات غيرولامو كاردانو الذي عاش بين عامي 1501 و1576، وعالم الفيزياء الطبيعية أليساندرو فولتا (1769 و1804)، والشاعر أوغو فوسكولو (أستاذ كرسي البلاغة الإيطالية عامي 1809 و1810)، والطبيب كاميلو غولجي.



جامعة ياغيلونيا البولونية... احتلها النازيون فأسست مؤسسة تعليمية سرية مناهضة

جامعة ياغيلونيا البولونية... احتلها النازيون فأسست مؤسسة تعليمية سرية مناهضة
TT

جامعة ياغيلونيا البولونية... احتلها النازيون فأسست مؤسسة تعليمية سرية مناهضة

جامعة ياغيلونيا البولونية... احتلها النازيون فأسست مؤسسة تعليمية سرية مناهضة

تم تصنيف جامعة ياغيلونيا في مدينة كراكوف البولندية كأفضل مؤسسة تعليمية جامعية في البلاد، إلى جانب كونها واحدة من أعرق الجامعات في العالم. بدأت قصتها عام 1364 عندما نجح الملك كازيمير الأعظم بعد سنوات طويلة في إقناع البابا أوربان الخامس بمنح تصريح لإنشاء مؤسسة للتعليم الجامعي في مدينة كراكوف، قام الملك بتمويلها بعائدات مناجم فياليتشكا الملحية القريبة.
بعد ثلاث سنوات كان الجرس يدق في أرجاء المؤسسة معلناً عن بدء الدروس والتي كانت في الفلسفة والقانون والطب. وبدأت الجامعة، التي كان أول اسم يطلق عليها هو أكاديمية كراكوف، في الازدهار والنجاح خلال القرن التالي عندما بدأت في تدريس الرياضيات واللاهوت والفلك، حيث جذبت تلك المواد الباحثين والدارسين البارزين من مختلف أنحاء أوروبا. وتطلب توسعها بخطى سريعة إنشاء حرم جامعي أكبر. وقد التحق نيكولاس كوبرنيكوس، الذي أحدث بعد ذلك ثورة في فهم الكون، بالجامعة منذ عام 1491 حتى 1495.
مع ذلك، لم يستمر ما حققته الجامعة من نجاح وازدهار لمدة طويلة كما يحدث طوال تاريخ بولندا؛ ففي عام 1939 احتل النازيون مدينة كراكوف وألقوا القبض على الأساتذة بالجامعة وقاموا بنقلهم إلى معسكري التعذيب زاكزينهاوسين، وداخاو؛ ولم يعد الكثيرون، لكن من فعلوا ساعدوا في تأسيس جامعة مناهضة سرية ظلت تعمل حتى نهاية الحرب. كذلك اضطلعت جامعة ياغيلونيا بدور في الاحتجاجات المناهضة للنظام الشمولي في الستينات والثمانينات، واستعادت حالياً مكانتها المرموقة كمؤسسة لتدريب وتعليم النخبة المتعلمة المثقفة في بولندا.
ساعد انضمام بولندا إلى الاتحاد الأوروبي عام 2004 في زيادة موارد الجامعة، وفتح أقسام جديدة، وإنشاء مرافق أفضل منها ما يسمى بـ«الحرم الجامعي الثالث» أو «الحرم الجامعي للذكرى الـ600» في منطقة بيخوفيسه. وبلغ عدد الملتحقين بالجامعة في 87 برنامجا دراسيا خلال العام الدراسي 2015-2016 47.494 طالباً.
وطوال قرون التحق خلالها عدد كبير من الطلبة بالجامعة، كان التحاق أول طالبة بالجامعة يمثل حدثاً بارزاً، حيث قامت فتاة تدعى نوفويكا، بالتسجيل في الجامعة قبل السماح للفتيات بالالتحاق بالجامعة بنحو 500 عام، وكان ذلك عام 1897، وتمكنت من فعل ذلك بالتنكر في زي شاب، وكانت الفترة التي قضتها في الدراسة بالجامعة تسبق الفترة التي قضاها زميل آخر لحق بها بعد نحو قرن، وكان من أشهر خريجي الجامعة، وهو نيكولاس كوبرنيكوس، الذي انضم إلى مجموعة عام 1492، وربما يشتهر كوبرنيكوس، الذي يعد مؤسس علم الفلك الحديث، بكونه أول من يؤكد أن الأرض تدور حول الشمس، وهو استنتاج توصل إليه أثناء دراسته في الجامعة، ولم ينشره إلا قبل وفاته ببضعة أشهر خوفاً من الإعدام حرقاً على العمود. من الطلبة الآخرين المميزين كارول فويتيالا، والذي يعرف باسم البابا يوحنا بولس الثاني، الذي درس في قسم فقه اللغة التاريخي والمقارن بالجامعة.