جامعة «لويجي بوكوني» صرح الاقتصاد وإدارة الأعمال في إيطاليا

نافذة على مؤسسة تعليمية

جامعة «لويجي بوكوني»
جامعة «لويجي بوكوني»
TT

جامعة «لويجي بوكوني» صرح الاقتصاد وإدارة الأعمال في إيطاليا

جامعة «لويجي بوكوني»
جامعة «لويجي بوكوني»

بات الالتحاق بجامعة «لويجي بوكوني» في ميلانو حلما يراود الكثير من الطلاب في إيطاليا، وذلك لكونها واحدة من أهم جامعات الاقتصاد والتجارة في العالم، أيضا لمكانتها الرفيعة في منح ماجستير إدارة الأعمال.
أسس الجامعة فيرديناندو بوكوني عام 1902، وهي أول جامعة في إيطاليا متخصصة في تدريس العلوم الاقتصادية والاجتماعية والقانونية والإدارية، وتقع بالقرب من وسط مدينة ميلانو التاريخي، حيث كان على قناعة بأنه لا يمكن تحقيق تقدم اقتصادي حقيقي وصلب من دون إعادة تأهيل لرأس المال البشري، وأطلق على الجامعة اسم ابنه الأكبر «لويجي» الذي قتل في معركة عدوة عام 1896 حينما حاولت إيطاليا غزو إثيوبيا، تخليدا لذكراه.
وتؤمن الجامعة - حسبما تذكر في التعريف بها على موقعها الرسمي - بأن التفوق لا بد وأن يرتكز سواء على الجانب الأكاديمي أو الجانب الثقافي والأخلاقي للشخص، ولذا فإنها تقدم لطلابها دائما أنشطة تسمح بإثراء معارفهم ومناقشة موضوعات آنية واكتساب اهتمامات جديدة.
وتحتوي الجامعة على خمس مدارس رئيسية، هي المدرسة الجامعية، والمدرسة القضائية، والمدرسة الجامعية العليا، ومدرسة الدكتوراه، ومدرسة بوكوني للإدارة.
وأسست الجامعة شبكة من العلاقات والبعثات التبادلية مع مؤسسات أكاديمية وثقافية في العالم، حيث انضمت لبرنامج Partnership in International Management وجمعية Community of European Management Schools، ولها 170 شراكة مع جامعات في 48 دولة حول العالم، حيث تعاونت معها في أنشطة بحثية ومشروعات تعليمية مشتركة، ومن بينها جامعة «فودان» في شنغهاي، والمعهد الهندي للإدارة في أحمد آباد، ومعهد موسكو للعلاقات الدولية بالعاصمة الروسية.
وفي عام 2007، فعلت الجامعة 20 مركزا بحثيا دائما وأربعة مراكز أخرى للمشاريع البحثية. ومنذ عام 2006، يتم تمويل القطاع البحثي بشكل رئيسي من جانب الجامعة بنحو 1.51 مليون يورو، والاتحاد الأوروبي بنحو 1.4 مليون يورو، ووزارة التعليم والجامعات والأبحاث الإيطالية بقيمة 296 ألف يورو.
وتنشر الجامعة سنويا نحو مائتي بحث في دوريات دولية، وما بين 300 و400 بحث في دوريات محلية، وهي عضو بشبكة الأبحاث العالمية.
وتتضمن الجامعة مركزا إعلاميا للطلاب، الذي يجمع ثلاث وسائل إعلام جامعية يديرها جميعا طلاب بوكوني، وهي إذاعة بوكوني على شبكة الإنترنت وتعمل على مدار اليوم دون انقطاع، وقناة بوكوني التلفزيونية التي تبث الكثير من البرامج، وأخيرا صحيفة «بين الأسود» التي تصدر كل شهرين وتجمع مقالات حررها بالكامل طلاب الجامعة وتتنوع ما بين الموضوعات الاقتصادية والقانونية وغيرها، دون إغفال الأخبار الرئيسية المتعلقة بالجامعة.
ومن أبرز خريجي جامعة «لويجي بوكوني»، ماركو ترونكيتي بروفيرا رئيس مجموعة «بيريلي» العالمية للإطارات، وأندريا أنييلي رجل الأعمال وأحد ملاك شركة فيات الإيطالية للسيارات ورئيس نادي يوفنتوس الإيطالي، وكيارا فيراني المصممة الشهيرة ومؤسسة موقع TheBlondeSalad.com.
وكانت جامعة «لويجي بوكوني» هي الجامعة الإيطالية الوحيدة ضمن تصنيف صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية لعام 2015 لأفضل جامعات العالم في تقديم ماجستير إدارة الأعمال، حيث احتلت المركز 26 بين المائة الأوائل، بينما احتلت المركز العاشر بين جامعات أوروبا، علاوة على تقدمها خمسة مراكز عن تصنيف العام الماضي.
وتتميز الجامعة بأنها تجمع مباني تاريخية قديمة وأخرى تم تشييدها وفق أحدث التصاميم المعمارية، وآخرها المبنى الجديد للجامعة الذي صممه مكتب «غرافتون أركيتكتس» الآيرلندي وافتتحه عام 2008 الرئيس الإيطالي السابق جورجيو نابوليتانو ورئيس المفوضية الأوروبية آنذاك خوسيه مانويل باروزو، وهو المبنى الذي فاز بجائزة مبنى العام بالعالم خلال مؤتمر المعمار العالمي ببرشلونة، وسمح بإضافة قاعة أخرى تسع لألف شخص وجمع كل أقسام الجامعة.
ويشكل المبنى الجديد رقم «3»، الذي بالإضافة إلى المبنى الجامعي الأصلي البيضاوي على شكل رقم «0»، يشكلان معا الرقم 30، في إشارة إلى الدرجة 30 مع مرتبة الشرف، وهي أعلى درجة بالاختبارات الجامعية.



«شمعة»... قاعدة بيانات مجانية للبحوث التربوية في 17 دولة عربية

لائحة قاعدة البيانات ببوابة «شمعة»
لائحة قاعدة البيانات ببوابة «شمعة»
TT

«شمعة»... قاعدة بيانات مجانية للبحوث التربوية في 17 دولة عربية

لائحة قاعدة البيانات ببوابة «شمعة»
لائحة قاعدة البيانات ببوابة «شمعة»

يقضي الباحثون في العالم العربي أوقاتاً من البحث المضني عن المراجع الإلكترونية التي تساعدهم في تحقيق أغراضهم البحثية. ويدرك هذه المشقة الباحثون الساعون للحصول على درجة الماجستير أو الدكتوراه، فإذا لم يكن لديه إمكانية الدخول إلى قواعد البيانات العلمية العالمية عبر إحدى المكتبات الكبرى، التي عادة لا تتاح كاملة أيضاً، فإن عملية البحث سوف تكلفه آلاف الدولارات لمتابعة والوصول لأحدث الأوراق العلمية المتصلة بمجال بحثه، أو أن مسح التراث العلمي سيتوقف لديه على المراجع الورقية.
بينما يحظى الباحثون في مجال البحوث التربوية بوجود «شمعة»، وهي شبكة المعلومات العربية التربوية (www.shamaa.org) التي توفر لهم أحدث البحوث والدوريات المحكمة من مختلف الجامعات العربية، وبثلاث لغات، هي: العربية، والفرنسية، والإنجليزية مجاناً.
تأسست «شمعة» عام 2007 في بيروت كقاعدة معلومات إلكترونية، لا تبغي الربح، توثق الدراسات التربوية الصادرة في البلدان العربية في مجمل ميادين التربية، من كتب ومقالات وتقارير ورسائل جامعية (الماجستير والدكتوراه) وتتيحها مجاناً للباحثين والمهتمين بالدراسات التربوية. تتميز «شمعة» بواجهة إلكترونية غاية في التنظيم والدقة، حيث يمكنك البحث عن مقال أو أطروحة أو كتاب أو فصل أو عدد أو تقرير. فضلاً عن تبويب وفهرسة رائعة، إذ تشتمل اليوم على أكثر من 36000 ألف دراسة، موزعة بنسبة 87 في المائة دراسات عربية، و11 في المائة دراسات بالإنجليزية و2 في المائة بالفرنسية، وهي دراسات عن العالم العربي من 135 جامعة حول العالم، فيما يخص الشأن التربوي والتعليم، إضافة لأقسام خاصة بتنفيذ مشاريع في التربية كورش تدريبية ومؤتمرات.
لا تتبع «شمعة» أي جهة حكومية، بل تخضع لإشراف مجلس أمناء عربي مؤلف من شخصيات عربية مرموقة من ميادين مختلفة، وبخاصة من الحقل التربوي. وهم: د. حسن علي الإبراهيم (رئيساً)، وسلوى السنيورة بعاصيري كرئيسة للجنة التنفيذية، وبسمة شباني (أمينة السر)، والدكتور عدنان الأمين (أمين الصندوق) مستشار التعليم العالي في مكتب اليونيسكو، وهو أول من أطلق فكرة إنشاء «شمعة» ورئيسها لمدة 9 سنوات.
تستمر «شمعة» بخدمة البحث التربوي بفضل كل من يدعمها من أفراد ومؤسّسات ومتطوعين، حيث تحتفل بالذكرى العاشرة لانطلاقتها (2007 - 2017)، وهي تعمل حاليا على إصدار كتيب يروي مسيرة العشر سنوات الأولى. وقد وصل عدد زائريها إلى نحو 35 ألف زائر شهرياً، بعد أن كانوا نحو ألفي زائر فقط في عام 2008.
تواصلت «الشرق الأوسط» مع المديرة التنفيذية لبوابة «شمعة» ببيروت د. ريتا معلوف، للوقوف على حجم مشاركات الباحثين العرب، وهل يقومون بمدّ البوابة بعدد جيّد من الأبحاث والدراسات، أم لا تزال المعدلات أقل من التوقعات؟ فأجابت: «تغطّي (شمعة) الدراسات التربوية الصّادرة في 17 دولة عربيّة بنسب متفاوتة. ولا شك أن حجم مشاركات الباحثين العرب بمد (شمعة) بالدراسات قد ارتفع مع الوقت، خصوصاً مع توّفر وسائل تكنولوجيا المعلومات والاتصالات التي سهّلت لهم عملية المشاركة».
وحول طرق تزويد «شمعة» بالأبحاث والدراسات، أوضحت معلوف أن ذلك يتم من خلال عدّة طرق، وهي: «توقيع اتفاقات شراكة مع كليات التربية في الجامعات العربية والمجلات التربوية المحكمة ومراكز الأبحاث التي تعنى بالتربية والتعليم، كما تتيح اتفاقية تعاون مع مركز المعلومات للموارد التربوية (إريك) (ERIC) تزويد (شمعة) بالدراسات الصادرة باللغة الإنجليزية من الدول العربية أو من باحثين عرب. ونعتبر أن الشراكة مع (إريك) هي خطوة كبيرة ومن أهم الإنجازات كمؤسسة عربية، وأيضاً من خلال اشتراكات بالمجلات الورقية التربوية المحكمة العربية، أو عبر الدراسات المتاحة إلكترونياً على شبكة الإنترنت بالمجان أي عبر مصادر الوصول الحر للمعلومات (Open Access)».
وتضيف: «الجدير بالذكر أيضاً أن (شمعة) وقعت اتفاقية من مستوى عالمي مع شركة (EBSCO Discovery Service EDS) التي تعتبر من أهم موزعي قواعد المعلومات في العالم العربي والغربي».
وتوضح معلوف أنه «يمكن تزويد (شمعة) بالدراسات مباشرة من الباحث عبر استمارة متوافرة على موقع (شمعة)، حيث يقوم الفريق التقني من التأكد من توافقها مع معايير القبول في (شمعة) قبل إدراجها في قاعدة المعلومات».
وحول ما إذا كان الباحثون العرب لديهم ثقافة التعاون الأكاديمي، أم أن الخوف من السرقات العلمية يشكل حاجزاً أمام نمو المجتمع البحثي العلمي العربي، قالت د. ريتا معلوف: «رغم أن مشاركة نتائج الأبحاث مع الآخرين ما زالت تخيف بعض الباحثين العرب، إلا أنه نلمس تقدماً ملحوظاً في هذا الموضوع، خصوصاً أن عدد الدراسات المتوافرة إلكترونياً على شبكة الإنترنت في السنين الأخيرة ارتفع كثيراً مقارنة مع بدايات (شمعة) في 2007، إذ تبلغ حالياً نسبة الدراسات المتوافرة مع نصوصها الكاملة 61 في المائة في (شمعة). فكلما تدنّى مستوى الخوف لدى الباحثين، كلما ارتفعت نسبة الدراسات والأبحاث الإلكترونيّة. وكلما ارتفعت نسبة الدراسات الإلكترونية على شبكة الإنترنت، كلما انخفضت نسبة السرقة الأدبية. تحرص (شمعة) على نشر هذا الوعي من خلال البرامج التدريبية التي تطورّها وورش العمل التي تنظمها لطلاب الماستر والدكتوراه في كليات التربية، والتي تبيّن فيها أهمية مشاركة الأبحاث والدراسات العلمية مع الآخرين».
وحول أهداف «شمعة» في العشر سنوات المقبلة، تؤكد د. ريتا معلوف: «(شمعة) هي القاعدة المعلومات العربية التربوية الأولى المجانية التي توّثق الإنتاج الفكري التربوي في أو عن البلدان العربية. ومؤخراً بدأت (شمعة) تلعب دوراً مهماً في تحسين نوعية الأبحاث التربوية في العالم العربي من خلال النشاطات والمشاريع البحثية التي تنفذها. وبالتالي، لم تعدّ تكتفي بأن تكون فقط مرجعيّة يعتمدها الباحثون التربويون وكلّ من يهتمّ في المجال التربوي عبر تجميع الدراسات وإتاحتها لهم إلكترونيّاً؛ بل تتطلّع لتطوير الأبحاث التربوية العلمية، وذلك لبناء مجتمع تربوي عربي لا يقلّ أهمية عن المجتمعات الأجنبية».