نشاط أباعود في كولون يعود إلى 8 سنوات

الشرطة الألمانية: العقل المدبر لهجمات باريس كان ينشط في ولاية الراين الشمالي منذ عام 2007

أباعود (أبو عبد الله البلجيكي) («الشرق الأوسط»)
أباعود (أبو عبد الله البلجيكي) («الشرق الأوسط»)
TT

نشاط أباعود في كولون يعود إلى 8 سنوات

أباعود (أبو عبد الله البلجيكي) («الشرق الأوسط»)
أباعود (أبو عبد الله البلجيكي) («الشرق الأوسط»)

كشفت تحقيقات الشرطة الفرنسية حتى الآن أن عبد الحميد أباعود (أبو عبد الله البلجيكي)، «العقل المدبر» لهجمات باريس، نشط في بلجيكا وألمانيا أيضًا، وأنه تم التحقيق معه في مطار كولون - بون في عام 2014 أثناء محاولته السفر إلى تركيا لزيارة أصدقاء مزعومين. إلا أن الشرطة الألمانية الاتحادية أكدت أن أباعود (28 سنة) كان ينشط في ولاية الراين الشمالي فيستفاليا منذ عام 2007.
وذكرت صحيفة «إكسبريس» الكولونية، في عددها ليوم أمس، أن الشرطة الاتحادية أكدت للصحيفة أن الشرطة اكتفت برصده في المطار، ورصد تحركاته، رغم تعميم اسمه من قبل الشرطة الأوروبية. ويعود سبب عدم اعتقال أباعود في كولون إلى أن تعميم اسمه في نظام شنغن الاستخباري (أس آي أس) لم ينص على اعتقاله، وإنما على رصد تحركاته فقط.
ويعود استنفار الشرطة الألمانية الآن إلى الكشف عن أن أباعود نشط بين 2007 - 2008 في مدينة كولون، وكان يتحرك كثيرًا بين بلجيكا وفرنسا وولاية الراين الشمالي فستفاليا. لم تعثر الشرطة الألمانية على ما يشي بأنه سجل إقامته في مكان ما من كولون، أو في الولاية التي يسكنها نحو 20 مليونًا، وهو ما يعني أنه كان يقيم عند أعضاء منظمين، أو عند خلايا نائمة، أو لدى أنصار.
ويعود اهتمام المنظمات المتطرفة بولاية الراين الشمالي فيستفاليا، وخصوصًا في مدينة آخن الحدودية، منذ أكثر من عشرين سنة، إلى أنها ولاية ملاصقة لهولندا وبلجيكا ولوكسمبورغ (بلدان بينولوكس)، وإلى قربها من الحدود الفرنسية. كما يصعب على شرطة الحدود في هذه البلدان فرض الرقابة على الممرات الحدودية غير المحروسة الكثيرة التي تربط هذه البلدان.
وخلال فترة نشاطه في كولون ابتاع «العقل المدبر» لهجمات باريس سيارتين ألمانيتين، لكن سجلات الشرطة لا تشير إلى تسجيلهما رسميًا باسمه. كما اشترى أباعود سيارة «فولكس فاغن» من كولون في يناير (كانون الثاني) الماضي، وحاول تهريبها إلى بلجيكا، بحسب معلومات شرطة كولون.
وذكرت مصادر شرطة الولاية لجريدة «إكسبريس» أن الرجل خضع منذ يناير 2015 إلى رقابة مستمرة بسبب الشكوك حول دور محتمل له في التخطيط لعملية تفجير في بلجيكا. وكان آنذاك يدير خلية من أنصاره تتخذ من مدينة فيرفيه البلجيكية التي تبعد 35 كلم عن مدينة آخن الألمانية.
كانت الشرطة الألمانية تنسق مراقبة أباعود وخليته مع نظيرتها الألمانية منذ عام 2014، ورصدت محاولة تهريب سيارة من قبل الخلية في نفس العام قرب آخن. وصنفت الشرطة البلجيكية خلية فيرفيه على أنها «خلية لوجيستية» لدعم الأعمال الإرهابية في ألمانيا وبلجيكا وفرنسا. داهمت الشرطة البلجيكية شقة صغيرة كانت الخلية تستخدمها في نشاطها في فيرفيه بعد ذلك بوقت قصير، وسقط رفيقان لأباعود قتلى أثناء الاشتباك، لكنه استطاع أن يلوذ بالفرار. وتبين من التحقيقات أن القتيلين كانا بلجيكيين ممن التحقوا بالقتال في سوريا والعراق في صفوف «داعش» ثم عادا إلى بلجيكا.



لندن تتواصل دبلوماسيا مع السلطة الجديدة في سوريا

يحتاج ملايين السوريين إلى مساعدات إنسانية بعد حرب أهلية دامت 13 عاماً (رويترز)
يحتاج ملايين السوريين إلى مساعدات إنسانية بعد حرب أهلية دامت 13 عاماً (رويترز)
TT

لندن تتواصل دبلوماسيا مع السلطة الجديدة في سوريا

يحتاج ملايين السوريين إلى مساعدات إنسانية بعد حرب أهلية دامت 13 عاماً (رويترز)
يحتاج ملايين السوريين إلى مساعدات إنسانية بعد حرب أهلية دامت 13 عاماً (رويترز)

أعلنت بريطانيا، اليوم الأحد، عن حزمة مساعدات قيمتها 50 مليون جنيه إسترليني (63 مليون دولار) لمساعدة السوريين المحتاجين إلى الدعم، بعد أن أطاحت المعارضة، الأسبوع الماضي، بالرئيس بشار الأسد، وفقاً لـ«رويترز».

ويحتاج ملايين السوريين إلى مساعدات إنسانية بعد حرب أهلية دامت 13 عاماً، دمرت خلالها جانباً كبيراً من البنية التحتية، وشردت الملايين. ويعود حالياً بعض اللاجئين من دول مجاورة. وقالت بريطانيا في بيان إن 30 مليون جنيه إسترليني ستوفر «مساعدة فورية لأكثر من مليون شخص تشمل الغذاء والمأوى والرعاية الصحية الطارئة والحماية».

وستدعم هذه الأموال، التي ستوزع في الغالب من خلال قنوات الأمم المتحدة، «الاحتياجات الناشئة بما في ذلك إعادة تأهيل الخدمات الأساسية مثل المياه والمستشفيات والمدارس». ومن المقرر تخصيص 10 ملايين جنيه إسترليني لبرنامج الأغذية العالمي في لبنان، و10 ملايين أخرى إلى الأردن عبر البرنامج نفسه ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.

وقال وزير الخارجية البريطاني، ديفيد لامي: «سقوط نظام الأسد المرعب يوفر فرصة لا تتكرر إلا مرة واحدة في كل جيل للشعب السوري. ونحن ملتزمون بدعم الشعب السوري وهو يرسم مساراً جديداً».

اتصالات دبلوماسية مع هيئة تحرير الشام

وفي سياق متصل، قال لامي إن لندن أجرت اتصالات دبلوماسية مع «هيئة تحرير الشام» التي أطاحت بالرئيس السوري بشار الأسد، الأسبوع الماضي. وأضاف لامي في تصريحات لصحافيين: «(هيئة تحرير الشام) لا تزال منظمة محظورة لكن يمكننا إجراء اتصالات دبلوماسية، وبالتالي لدينا اتصالات دبلوماسية مثلما تتوقعون». مضيفاً: «باستخدام جميع القنوات المتاحة لدينا، وهي القنوات الدبلوماسية وبالطبع قنوات المخابرات، نسعى للتعامل مع (هيئة تحرير الشام) حيثما يتعين علينا ذلك».

يذكر أن وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، قال، أمس السبت، إن الولايات المتحدة أجرت اتصالات مباشرة مع «هيئة تحرير الشام».