«سهل الخيايطة» مدينة مغربية ترى النور جنوب الدار البيضاء

مساحتها 1700 هكتار وتترقب إيواء 60 ألف أسرة

مشروع «سهل الخيايطة»
مشروع «سهل الخيايطة»
TT

«سهل الخيايطة» مدينة مغربية ترى النور جنوب الدار البيضاء

مشروع «سهل الخيايطة»
مشروع «سهل الخيايطة»

بدأت معالم مدينة سهل الخيايطة الجديدة جنوب الدار البيضاء تتضح مع قرب انتهاء تهيئتها وبناء عماراتها السكنية الأولى، التي تضم 5200 شقة ومبنى المدرسة الابتدائية والمدرسة الثانوية ومجموعة من المرافق الإدارية، بالإضافة إلى المجموعة الأولى من الفيلات الاقتصادية التي أنجزتها شركة العمران الحكومية المغربية.
وانطلق مشروع مدينة سهل الخيايطة مند 2007 بهدف إنشاء مدينة جديدة على مشارف الدار البيضاء بقصد التنفيس عن العاصمة التجارية والاقتصادية للمغرب التي أصبحت تعاني الاكتظاظ وندرة العقار. غير أن الظروف الصعبة التي اجتازها القطاع العقاري في السنوات الأخيرة أثرت على وتيرة إنجاز مشروع المدينة الجديدة، الذي اجتاز مرحلة من الركود. ومع ترقب عودة الانتعاش للقطاع العقاري وضعت وزارة الإسكان مخططا جديدا لإعطاء نفس جديد للمشروع، وبمبادرة من وزير الإسكان، نبيل بنعبد الله، تشكلت لجنة تضم جميع المتدخلين، بما في ذلك ممثلي وزارة الداخلية ووزارة الصحة ووزارة التعليم ووزارة التجهيز ومجلس البلدية وشركة العمران العقارية، وذلك بهدف تسريع إنجاز المدينة الجديدة.
وقال نبيل بنعبد الله لـ«الشرق الأوسط»: «مدينة الخيايطة توجد في موقع ممتاز، على مشارف الدار البيضاء، ومقربة من مدينة الجديدة، وبمحاذات الطريق البرية، إضافة إلى قربها من منتجع سيدي رحال على الشاطئ الأطلسي، الذي يقع على بعد 10 كيلومترات فقط من المدينة الجديدة. وهذا الموقع يفتح أمام الخيايطة آفاقا واعدة، كامتداد للعاصمة الاقتصادية للبلاد». وأضاف بنعبد الله: «سنحرص على أن تسير عمليات إنجاز كل مرافق المدينة بنفس السرعة. لذلك بادرنا إلى إنشاء لجنة تضم كل المتدخلين من أجل قيادة المشروع». وقال بنعبد الله إن «هذا الأمر ليس سهلا. والإشكالية القديمة التي تواجهها كل مشاريع المدن الجديدة هي هل نعد كل شيء من أمن وصحة وتعليم ومجالات نشاط ثم ننتظر قدوم السكان، أم على العكس من ذلك نجلب السكان ثم نشرع في إنجاز المرافق. نحن اخترنا أن نمضي بالتوازي، وأن ننجز المشروع في إطار تنسيق وتعاون بين جميع المتدخلين في إطار اتفاقيات واضحة تحدد التزامات كل طرف من حيث الآجال والجودة والإنجاز».
وتتوخى مدينة سهل الخيايطة أن تكون مشروعا مندمجا، إذ يتضمن المشروع حيا صناعيا على مساحة 40 هكتارا، وحيا للتجارة والأعمال، وحيا سياحيا، وقطبا ترفيهيا في جزء من الغابة المجاورة للمشروع. ويقول بدر الكانوني، مدير عام شركة العمران الحكومية المشرفة على إنجاز المشروع: «أردناها مدينة بيئية، من خلال نسبة المساحات الخضراء، وأيضا من خلال اعتماد الطاقة الشمسية في مجال الإنارة العمومية».
وأوضح الكانوني في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن الحي الصناعي المحاذي للمدينة الجديدة سيخصص للصناعات غير الملوثة، خاصة الصناعات التركيبية، بالإضافة إلى الشركات التكنولوجية والخدماتية. أما الحي السياحي فيتضمن بناء فنادق وإقامات سياحية ومطاعم. وأضاف الكانوني أن المدينة الجديدة ستضم أنماطا متنوعة من السكن، تستجيب لحاجات مختلف الشرائح الاجتماعية، انطلاقا من الشقق المنخفضة التكلفة التي لا يتجاوز ثمنها 140 ألف درهم (نحو 14 ألف دولار) للشقة، مرورا بشقق السكن الاجتماعي التي لا تتجاوز كلفتها 250 ألف درهم (25 ألف دولار)، وصولا إلى الشقق المخصصة للطبقة الوسطى والفيلات الاقتصادية النصف منتهية. وأشار إلى أن هذه المنتجات السكنية تدخل في إطار البرامج الحكومية التي تستفيد من الدعم ومن الإعفاءات الضريبية. إلى جانب ذلك يوفر المشروع تجزئات وبقع أرضية للأفراد الراغبين في بناء دور تقليدية أو فيلات.
وأوضح الكانوني أن تهيئة وتجهيز المشروع أصبحت مكتملة بنسبة 85 في المائة، مشيرا إلى إنجاز طريقين مزدوجين على طول 4.5 كيلومتر لربط المدينة الجديدة بالطرق البرية في اتجاه مدن الدار البيضاء وبرشيد وسطات والجديدة. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن المشروع مجزأ إلى قطع أرضية كبيرة ومتوسطة وصغيرة مفتوحة أمام المنعشين العقاريين الراغبين في إنجاز مشاريع سكنية عليها. وقال إن الكثير من الشركات العقارية، من بينها شركة ديار المنصور، بدأت في تطوير مشاريع عقارية وسط المدينة. مضيفا أن «شركة العمران تتولى مهمة تهيئة وتجهيز المدينة الجديدة وتفويت البقع الجاهزة للشركات العقارية وأصحاب المشاريع عن طريق إجراء منافسة. وتقوم شركة العمران أيضا بإنشاء بعض العمارات والفيلات.
وفي هذا السياق، أنشأنا أول مشروع للسكن المنخفض التكلفة في المدينة، الذي لا يتجاوز ثمن شققه 14 ألف دولار، كما أنشأنا مشروعا للفيلات الاقتصادية نصف المنتهية التي بدأنا تسويقها بأسعار منخفضة تبدأ من مائة ألف دولار للفيلا».



سوق الإسكان في الصين تواصل الاستقرار خلال فبراير الماضي

رغم تفشي كورونا الجديد فإن التوقعات تستبعد تأثيره على سوق العقارات في البلاد
رغم تفشي كورونا الجديد فإن التوقعات تستبعد تأثيره على سوق العقارات في البلاد
TT

سوق الإسكان في الصين تواصل الاستقرار خلال فبراير الماضي

رغم تفشي كورونا الجديد فإن التوقعات تستبعد تأثيره على سوق العقارات في البلاد
رغم تفشي كورونا الجديد فإن التوقعات تستبعد تأثيره على سوق العقارات في البلاد

واصلت سوق الإسكان في الصين الاستقرار بشكل عام خلال شهر فبراير (شباط) الماضي، حيث سجلت 70 مدينة رئيسية ارتفاعاً طفيفاً في أسعار المساكن على أساس شهري، حسب بيانات رسمية صدرت أول من أمس. وأظهرت الإحصاءات أن أسعار المساكن الجديدة في 4 مدن على المستوى الأول، وهي بكين وشانغهاي وشنتشن وقوانغتشو، ظلت دون تغيير على أساس شهري خلال فبراير (شباط) الماضي، مقارنة بنمو نسبته 0.4 في المائة سجل في يناير (كانون الثاني) الماضي.
وشهدت المدن على المستوى الثاني ارتفاعاً نسبته 0.1 في المائة على أساس شهري في أسعار المساكن الجديدة، بانخفاض 0.1 نقطة مئوية عن الشهر السابق، بينما شهدت المدن على المستوى الثالث أيضاً ارتفاعاً طفيفاً نسبته 0.1 في المائة على أساس شهري في أسعار المساكن الجديدة، مقارنة بزيادة نسبتها 0.4 في المائة سجلت في يناير (كانون الثاني) الماضي.
وازدادت أسعار المساكن المعاد بيعها في المدن على المستوى الأول على أساس شهري، إلا أنها كانت بوتيرة أبطأ، في حين ظلت الأسعار دون تغيير في المدن على المستوى الثاني، وانخفضت بشكل طفيف في مدن المستوى الثالث على أساس شهري.
وقال كونغ بنغ، الإحصائي في المصلحة، إنه رغم أن تفشي فيروس كورونا الجديد غير المتوقع جلب تأثيراً ملحوظاً على سوق العقارات في البلاد، فقد اتخذت السلطات عدداً كبيراً من السياسات والإجراءات للحفاظ على استقرار سوق العقارات بشكل عام.
وأظهرت بيانات المصلحة أيضاً أن الاستثمارات في التطوير العقاري بالبلاد انخفضت بنسبة 16.3 في المائة على أساس سنوي خلال أول شهرين من العام الحالي. كما انخفضت الاستثمارات في المباني السكنية بنسبة 16 في المائة عن العام الذي سبقه. وذكرت مصلحة الدولة للإحصاء أن الاستثمار في التطوير العقاري بالصين انخفض بنسبة 16.3 في المائة على أساس سنوي في الشهرين الأولين من عام 2020.
إلى ذلك، أفادت صحيفة «تشاينا سيكيوريتيز جورنال» بأن كبار مطوري العقارات في الصين أعلنوا عن ربحية أفضل خلال العام الماضي، وأصدرت 56 شركة عقارات صينية مدرجة في سوق الأسهم «إيه» وسوق هونغ كونغ للأوراق المالية تقاريرها السنوية لعام 2019. وسجلت 29 شركة زيادة في صافي الأرباح. ومن بينها، سجلت الشركات العقارية المدرجة في سوق الأسهم «إيه» أداء أفضل بشكل عام من نظيراتها المدرجة في سوق هونغ كونغ، حسبما ذكرت الصحيفة.
وانخفض متوسط صافي الأرباح العائد لمساهمي 38 مطوراً عقارياً مدرجاً في بورصة هونغ كونغ بنسبة 27.58 في المائة إلى 3.25 مليار يوان (466.3 مليون دولار)، في حين ارتفع صافي أرباح الشركات المدرجة في بورصة «إيه»، البالغ عددها 18 شركة، بنسبة 22.67 في المائة إلى 3.59 مليار يوان.وقالت الصحيفة إن معظم الشركات التي شهدت نتائج مالية محسنة سجلت توسعًا في أصولها وديونها. ومع ذلك، فإن نسبة الأصول إلى الديون التي تخصم من الإيرادات غير المكتسبة، والتي ترتبط بالنتائج المستقبلية لمطور العقارات، انخفضت بسبب المحاسبة المالية المثلى، مما يشير إلى ظروف مالية أفضل.
وقالت الصحيفة إن قطاع العقارات شهد مزيداً من عمليات الدمج والاستحواذ في 2019. وذكرت الصحيفة، نقلاً عن بيانات من معهد الأبحاث العقارية «تشاينا إنديكس أكاديمي»، أنه بصفتها وسيلة فعالة لشراء الأراضي وتوسيع الأعمال التجارية، أبرم مطورو العقارات الصينيون 333 صفقة دمج واستحواذ بقيمة 296.1 مليار يوان في العام الماضي، بزيادة 14.7 في المائة و31.6 في المائة على التوالي على أساس سنوي.
إلى ذلك، كشف بيانات رسمية أن أسعار العقارات الصينية سجلت معدلات نمو أقل في نهاية عام 2019، مقارنة مع العام السابق. وذكر بنك الشعب الصيني (البنك المركزي)، في أحدث تقرير فصلي له حول تطبيق السياسة النقدية، أن أسعار المساكن التجارية حديثة البناء في 70 مدينة كبرى ومتوسطة في أنحاء البلاد ارتفعت بواقع 6.8 في المائة على أساس سنوي بنهاية عام 2019، بانخفاض 3.7 نقطة مئوية مقارنة مع عام 2018.
وارتفعت أسعار المساكن المستعملة بنسبة 3.7 في المائة على أساس سنوي، بانخفاض 4 نقاط مئوية مقارنة مع عام 2018. وكانت المساحة الأرضية للمساكن التجارية المبيعة على مستوى البلاد هي ذاتها لعام 2018. مع ارتفاع المبيعات بنسبة 6.5 في المائة على أساس سنوي، بينما انخفض معدل نمو المبيعات بمعدل 5.7 نقطة مئوية مقارنة مع نهاية عام 2018. وواصل معدل النمو للقروض العقارية الانخفاض على نحو مطرد.
وبنهاية عام 2019، بلغ حجم القروض العقارية من كبرى المؤسسات المالية -بما في ذلك المؤسسات المالية ذات الاستثمار الأجنبي- 44.41 تريليون يوان (6.34 تريليون دولار)، بارتفاع 14.8 في المائة على أساس سنوي. وانخفض معدل النمو بواقع 5.2 نقطة مئوية، مقارنة مع نهاية عام 2018.
ومثل حجم القروض العقارية 29 في المائة من إجمالي القروض. ومن بين القروض العقارية، بلغ حجم قروض الإسكان الشخصي 30.2 تريليون يوان، بزيادة 16.7 في المائة على أساس سنوي. وانخفض معدل النمو 1.1 نقطة مئوية مقارنة مع نهاية عام 2018.
وأظهرت بيانات رسمية أن سوق المساكن في الصين واصلت الحفاظ على الاستقرار بشكل عام في يناير (كانون الثاني) الماضي، حيث سجلت أسعار المساكن في 70 مدينة رئيسية ارتفاعاً معتدلاً بشكل عام على أساس شهري. وأظهرت البيانات الصادرة عن مصلحة الدولة للإحصاء أن 47 من أصل 70 مدينة سجلت ارتفاعاً في أسعار المساكن الجديدة على أساس شهري، بتراجع من 50 مدينة في ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي.
وبحسب البيانات، فإن أسعار المساكن الجديدة في 4 مدن من الدرجة الأولى، وهي بكين وشانغهاي وشنتشن وقوانغتشو، ازدادت 0.4 في المائة على أساس شهري في يناير (كانون الثاني)، حيث شهد معدل النمو زيادة 0.2 نقطة مئوية عن الشهر الأسبق. كما شهدت مدن الدرجتين الثانية والثالثة في البلاد التي شملها مسح المصلحة ارتفاعاً معتدلاً على أساس شهري في يناير (كانون الثاني)، ولكن بوتيرة أبطأ من الشهر الأسبق.
وارتفعت أسعار المساكن المعاد بيعها في مدن الدرجة الأولى ومدن الدرجة الثالثة على أساس شهري، في حين ظلت الأسعار في مدن الدرجة الثانية ثابتة. وقال كونغ بنغ، الإحصائي الكبير في مصلحة الدولة للإحصاء، إن سوق العقارات ظلت مستقرة بشكل عام في يناير (كانون الثاني) الماضي، حيث تؤكد الحكومات المحلية على مبدأ أن «المساكن للعيش وليس للمضاربة»، إلى جانب تنفيذ آلية إدارة طويلة الأجل للسوق.