نتنياهو يطالب واشنطن بالضغط على طهران للتخلص من قدراتها النووية

كيري يدعو أمام «آيباك» إلى استخدام الدبلوماسية مع إيران وإنهاء الصراع مع الفلسطينيين

رئيس الوزراء الإسرائيلي خلال إلقاء خطاب أمام مؤتمر لجنة الشؤون العامة الأميركية-الإسرائيلية (آيباك) في واشنطن أمس (رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي خلال إلقاء خطاب أمام مؤتمر لجنة الشؤون العامة الأميركية-الإسرائيلية (آيباك) في واشنطن أمس (رويترز)
TT

نتنياهو يطالب واشنطن بالضغط على طهران للتخلص من قدراتها النووية

رئيس الوزراء الإسرائيلي خلال إلقاء خطاب أمام مؤتمر لجنة الشؤون العامة الأميركية-الإسرائيلية (آيباك) في واشنطن أمس (رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي خلال إلقاء خطاب أمام مؤتمر لجنة الشؤون العامة الأميركية-الإسرائيلية (آيباك) في واشنطن أمس (رويترز)

شن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هجوما ضاريا على إيران وبرنامجها النووي، مطالبا الإدارة الأميركية بفرض مزيد من الضغوط على طهران حتى تتخلص من كل القدرات لصنع أسلحة نووية وتقبل بتفكيك كل المفاعلات والتخلص من كل أجهزة الطرد المركزي ومخزونات اليورانيوم المخصب.
وقال نتنياهو في كلمته في ختام مؤتمر لجنة الشؤون العامة الأميركية - الإسرائيلية «آيباك» صباح أمس إن «إيران تكذب بشأن مشروعها النووي وتملك صواريخ يمكن أن تصل إلى إسرائيل، وإلى الساحل الشرقي للولايات المتحدة». وأضاف: «خلال الأسابيع الماضية لم نسمع أن إيران فككت أي مفاعل نووي وما نسمعه من شعارات في طهران هو الموت لأميركا»، مؤكدا أن إيران وحزب الله (اللبناني) يمارسان إرهابا منظما في منطقة الشرق الأوسط.
وأشار نتنياهو إلى لقائه بالرئيس الأميركي باراك أوباما، مساء أول من أمس، ونائبه جو بايدن ومع قادة الكونغرس الأميركي، وقال: «أشكرهم لدعمهم إسرائيل، وأوضحت لهم أنه لا بد من منع إيران من امتلاك قدرات لتصنيع أسلحة نووية وليس فقط منعها من الحصول على سلاح نووي، وهو ما يتطلب تفكيك كل المفاعلات والتخلص من أجهزة الطرد المركزي ومخزونات اليورانيوم المخصب وكل الأبحاث النووية المتطورة التي تعني أن إيران تسعى لبرنامج نووي عسكري وليس سلميا».
وأشار إلى خلاف بينه وبين الجانب الأميركي حول مستويات تخصيب اليورانيوم الإيراني، وقال: «هناك حديث عن ترك إيران تخصب اليورانيوم بنسبة ضئيلة وأنا لا أوافق على ذلك، لأنه سيكون خطا كبيرا وسيجعل إيران قادرة على تطوير أسلحة نووية بسرعة. إن تخصيب اليورانيوم بمستوى ضئيل يمكنها بعد فترة من أن تنتج أسلحة نووية».
وشدد نتنياهو على رغبته في نجاح الدبلوماسية الأميركية مع طهران، وقال: «نريد للدبلوماسية أن تنجح لكن تهديدات إيران لن تنتهي إلا باتفاق يفكك كل قدرات إيران النووية، وزيادة الضغوط على طهران هو السبيل لذلك، فالضغوط هي التي أتت بإيران إلى طاولة المفاوضات، وكلما ازدادت الضغوط وزاد التهديد باستخدام القوة كان الضغط فعالا».
وبشأن مفاوضات السلام مع الفلسطينيين التي ترعاها واشنطن، دافع رئيس الوزراء الإسرائيلي عن رغبه بلاده في التوصل إلى السلام ووضع حد لسنوات من سفك الدماء. وأشار إلى أن «التوصل لاتفاق سلام شامل لا بد أن يشمل اعترافا متبادلا بحل إقامة الدولتين والاعتراف بيهودية إسرائيل». وتابع: «آن الأوان للفلسطينيين أن يتوقفوا عن إنكار التاريخ، وإذا كان الفلسطينيون يريدون السلام حقا وإنهاء الصراع فإن هذا هو الوقت للاعتراف وقبول إسرائيل دون إبطاء ودون أعذار».
وأشار نتنياهو إلى أن السلام سيفسح المجال لتعزيز العلاقات مع الدول العربية وتقديم المساعدة في مجالات المياه والزراعة والصحة لتحسين حياة مئات الملايين. وأضاف نتنياهو: «إذا وصلنا لسلام لا أريد أن أوهم نفسي، فإن هذا السلام سيكون معرضا لهجوم من حزب الله وحماس والقاعدة، وعلينا أن نأمل في الأفضل وأن نتأهب للأسوأ، إذ أصبحت لبنان وغزة وسيناء والجولان مناطق لإطلاق الصواريخ ضد إسرائيل».
وبشأن المستوطنات، شدد نتنياهو أن «أية خطوة لمقاطعة إسرائيل ستفشل».
من جانبه، دافع وزير الخارجية الأميركية جون كيري عن سياسات بلاده في إدارة قضية السلام، وفي التعامل البرنامج مع النووي الإيراني. وأكد أن الظروف مهيأة لإجراء مفاوضات ناجحة للتوصل إلى سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين ومفاوضات أخرى ناجحة لوقف البرنامج النووي الإيراني.
وطالب كيري الإسرائيليين بانتهاز «الفرصة الدبلوماسية» والبقاء على طاولة المفاوضات مع جميع الأطراف لأطول فترة ممكنة. وأكد في كلمته أمام مؤتمر «آيباك» مساء أول من أمس «وقوف الولايات المتحدة إلى جانب إسرائيل والتزام إدارة أوباما بأمن إسرائيل». وقال: «الأمن هو الأساس الذي يلتزم به الرئيس أوباما، وهو ملتزم أيضا باستخدام القوة الدبلوماسية لحل اثنين من التساؤلات الكبرى عندما يتعلق الأمر بضمان أمن إسرائيل، وهما منع إيران نووية وإنهاء الصراع الفلسطيني».
وأوضح كيري أن منع إيران من امتلاك سلاح نووي يصب في مصلحة إسرائيل وفي مصلحة الولايات المتحدة والبلدان المحيطة بإسرائيل، مشيرا إلى أن امتلاك إيران قنبلة نووية «يهدد استقرار المنطقة والعالم، وسينتج عنه سباق تسلح بين الدول المحيطة».
وأضاف كيري: «الدبلوماسية القوية وحدها يمكن أن تضمن إنهاء البرنامج النووي الإيراني بدلا من أن يتخفى تحت الأرض ويصبح أكثر خطورة. وأقول لكم إنني أعرف أن إيران تسير نحو التوصل إلى اتفاق».
وشدد وزير الخارجية الأميركي على الإبقاء على العقوبات على طهران خلال التفاوض على اتفاق شامل.
وفيما يتعلق بمفاوضات السلام، تعهد وزير الخارجية الأميركي بـ«الحفاظ على الطابع اليهودي والديمقراطي لدولة إسرائيل وإعادة الأطراف إلى طاولة المفاوضات». وقال: «ليس لدينا أي أوهام وشاهدنا ما حدث بعد انسحاب إسرائيل من جانب واحد من غزة ولبنان وتعلمنا الدروس من ذلك، ولن نتخلى عن الضفة الغربية لتتحول إلى غزة أخرى، ونفهم أن السلام سيجعل إسرائيل أقوى وأن أي اتفاق سلام يجب أن يضمن هوية إسرائيل كوطن يهودي وحل الدولتين هو السبيل الوحيد لإسرائيل للبقاء».
وأكد كيري اعتراضه على الدعوات التي تستهدف مقاطعة إسرائيل، وأشاد بالرئيس الفلسطيني محمود عباس والتزامه بالسلام وإنهاء الصراع.
وأشار إلى النقاط الأساسية للمفاوضات، وقال: «الترتيبات الأمنية يجب أن تترك الإسرائيليين أكثر أمنا وليس أقل، والاعتراف المتبادل بدولة قومية للشعب اليهودي ودولة قومية للشعب الفلسطيني ووقف جميع النزاعات وحل عادل ومتفق عليه لقضية اللاجئين الفلسطينيين وقرار يجيز للقدس أن ترقى إلى اسمها لتكون مدينة السلام». كما أشار إلى الفوائد الاقتصادية لتحقيق السلام مع الفلسطينيين ثم مع الدول العربية في إطار مبادرة السلام العربية وتطبيق العلاقات مع عشرين دولة عربية و55 بلدا إسلاميا.
وحظي كيري بتصفيق الحاضرين عدة مرات، خصوصا في المرات التي أشاد فيها بتاريخ إسرائيل وعمق العلاقات الأميركية الإسرائيلية وتعالت أصوات التصفيق وهو يعد بمنع إيران من امتلاك سلاح نووي.

لقطات من خطاب كيري لـ«أيباك»

* ذكر كيري كلمة «إيران» 29 مرة، أول مرة عندما كان يتحدث عن فوائد السلام وتعاون ممكن بين إسرائيل و«دول المنطقة» لمواجهة «إيران، والإرهاب والتطرف الديني».
* لم يذكر كيري كلمة «فلسطين» مرة واحدة في خطابه، ولكن أشار إلى «الفلسطينيين» 15 مرة.
* أشار كيري إلى النزاع العربي - الإسرائيلي على أنه «النزاع الفلسطيني».
* ذكر كيري كلمة «السلام» 31 مرة، ولم يذكر كلمات «الحرب» أو «احتلال» على الإطلاق.



زلزال عنيف يضرب منطقة الهيمالايا... ويُخلِّف 126 قتيلاً (صور)

TT

زلزال عنيف يضرب منطقة الهيمالايا... ويُخلِّف 126 قتيلاً (صور)

تجمع النيباليون خارج منازلهم بعد زلزال بقوة 7.1 درجة ضرب كاتماندو (د.ب.أ)
تجمع النيباليون خارج منازلهم بعد زلزال بقوة 7.1 درجة ضرب كاتماندو (د.ب.أ)

ارتفعت حصيلة الزلزال القوي الذي ضرب إقليم التبت في جبال الهيمالايا جنوب غربي الصين، الثلاثاء، إلى 126 قتيلاً، حسبما أفادت «وكالة الصين الجديدة» للأنباء (شينخوا) الرسمية.

وأوردت الوكالة أنه «تأكّد مصرع إجمالي 126 شخصاً، وإصابة 188 آخرين حتى الساعة السابعة مساء الثلاثاء (11.00 ت غ)».

منازل متضررة في شيغاتسي بإقليم التبت جنوب غربي الصين بعد أن ضرب زلزال المنطقة (أ.ف.ب)

وقالت «شينخوا» إنّ «مراسلاً في مكتب الزلازل بمنطقة التبت ذاتية الحُكم علم بأنَّ أناساً لقوا مصرعهم في 3 بلدات، هي بلدة تشانغسو، وبلدة كولو، وبلدة كوغو، بمقاطعة دينغري».

وكان سكان العاصمة النيبالية كاتماندو قد شعروا، فجر الثلاثاء، بهزَّات أرضية قوية، إثر زلزال عنيف بقوة 7.1 درجة، ضرب منطقة نائية في جبال الهيمالايا قرب جبل إيفرست، حسبما أفاد مراسلو «وكالة الصحافة الفرنسية» و«هيئة المسح الجيولوجي» الأميركية.

صورة تظهر صخوراً على الطريق السريع الوطني بشيغاتسي في التبت بالصين بعد أن ضرب زلزال المنطقة (أ.ف.ب)

وقالت «هيئة المسح الجيولوجي» الأميركية، إنّ مركز الزلزال يقع على بُعد 93 كيلومتراً من لوبوش، المدينة النيبالية الواقعة على الحدود الجبلية مع التبت في الصين، في حين أفاد مراسلو «وكالة الصحافة الفرنسية» بأن كثيراً من المباني اهتزَّت في كاتماندو الواقعة على بُعد أكثر من 200 كيلومتر إلى الجنوب الشرقي.

نيباليون خرجوا من منازلهم بعد تعرضهم لزلزال ويقفون وسط مواد البناء في كاتماندو (أ.ب)

وكان تلفزيون الصين المركزي قد ذكر أن زلزالاً قوته 6.9 درجة هز مدينة شيغاتسي في التبت، الثلاثاء. وقال مركز «شبكات الزلازل الصيني» في إشعار منفصل، إن الزلزال وقع في الساعة (01:05 بتوقيت غرينتش) وكان على عمق 10 كيلومترات.

وشعر السكان بتأثير الزلزال في منطقة شيغاتسي، التي يقطنها 800 ألف شخص. وتدير المنطقة مدينة شيغاتسي، المقر التقليدي لبانشين لاما، إحدى أهم الشخصيات البوذية في التبت. وأفادت قرى في تينغري بوقوع اهتزازات قوية أثناء الزلزال، أعقبتها عشرات الهزات الارتدادية التي بلغت قوتها 4.4 درجة.

آثار الدمار في أحد المنازل كما ظهرت في فيديو بالتبت (أ.ف.ب)

ويمكن رؤية واجهات متاجر منهارة في مقطع مصور على وسائل التواصل الاجتماعي يُظهر آثار الزلزال في بلدة لهاتسي، مع تناثر الحطام على الطريق.

صورة ملتقطة من مقطع فيديو يظهر حطاماً على طريق في مدينة شيغاتسي في التبت بالصين بعد أن ضرب زلزال المنطقة (أ.ف.ب)

وتمكّنت وكالة «رويترز» للأنباء من تأكيد الموقع من المباني القريبة والنوافذ وتخطيط الطرق واللافتات التي تتطابق مع صور الأقمار الاصطناعية وصور الشوارع.

وذكرت «شينخوا» أن هناك 3 بلدات و27 قرية تقع على بُعد 20 كيلومتراً من مركز الزلزال، ويبلغ إجمالي عدد سكانها نحو 6900 نسمة. وأضافت أن مسؤولي الحكومة المحلية يتواصلون مع البلدات القريبة لتقييم تأثير الزلزال والتحقق من الخسائر.

حطام على طريق في مدينة شيغاتسي في التبت بالصين بعد أن ضرب زلزال المنطقة (أ.ف.ب)

كما شعر بالزلزال سكان العاصمة النيبالية كاتماندو على بُعد نحو 400 كيلومتر؛ حيث فرّ السكان من منازلهم. وهزّ الزلزال أيضاً تيمفو عاصمة بوتان وولاية بيهار شمال الهند، التي تقع على الحدود مع نيبال.

جانب من الحطام على طريق في مدينة شيغاتسي في التبت بالصين بعد أن ضرب زلزال المنطقة (أ.ف.ب)

وقال مسؤولون في الهند إنه لم ترد حتى الآن تقارير عن وقوع أضرار أو خسائر في الممتلكات.

منازل متضررة بعد زلزال بقرية في شيغاتسي بمنطقة التبت (رويترز)

وتتعرض الأجزاء الجنوبية الغربية من الصين ونيبال وشمال الهند لزلازل متكررة، ناجمة عن اصطدام الصفيحتين التكتونيتين الهندية والأوراسية. فقد تسبب زلزال قوي في مقتل نحو 70 ألف شخص بمقاطعة سيتشوان الصينية في 2008، وفق وكالة «رويترز» للأنباء.

وفي 2015، هزّ زلزال قوته 7.8 درجة منطقة قريبة من كاتماندو، ما أودى بحياة نحو 9 آلاف شخص، وتسبب في إصابة آلاف في أسوأ زلزال تشهده نيبال.