تونس: نقابة العمال تبدأ سلسلة من الإضرابات في صفاقس

طالبت بالزيادة في أجور عمال القطاع الخاص

تونس: نقابة العمال تبدأ سلسلة من الإضرابات في صفاقس
TT

تونس: نقابة العمال تبدأ سلسلة من الإضرابات في صفاقس

تونس: نقابة العمال تبدأ سلسلة من الإضرابات في صفاقس

نفذ الاتحاد العام التونسي للشغل (أكبر نقابة عمالية)، أمس، أول إضراب عام عن العمل في مدينة صفاقس (350 كلم جنوب العاصمة)، التي تعد من بين أهم المدن الاقتصادية في تونس، للمطالبة بالزيادة في أجور عمال القطاع الخاص.
ويندرج هذا الإضراب في إطار سلسلة من الإضرابات العامة في الجهات والأقاليم في القطاع الخاص، انطلق أولها من صفاقس أمس، على أن تتواصل في ولايات تونس العاصمة، وأريانة ومنوبة، وبن عروس، يوم 25 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، وولايات (محافظات) زغوان ونابل، وسوسة والمنستير، والمهدية، في 26 من نفس الشهر، وأيضًا في بنزرت وباجة، وجندوبة والكاف، يوم 27، وفي ولايات سليانة والقيروان، وسيدي بوزيد والقصرين، يوم 30 نوفمبر الحالي، على أن تختتم هذه الموجة من الإضرابات في الأول من ديسمبر (كانون الأول) المقبل في ولايات مدنين وقابس، وتوزر وقفصة، وقبلي، في الجنوب التونسي.
وأعادت هذه الاحتجاجات إلى أذهان التونسيين الإضراب التاريخي الذي شهدته مدينة صفاقس في 13 من يناير (كانون الثاني) 2011 الذي عرف مشاركة نحو 40 ألف تونسي، ومثل خطوة أساسية في اتجاه الإطاحة بالنظام السابق.
وبشأن أول إضراب ضمن هذه الموجة الجديدة من الاحتجاجات العمالية، قال محمد عباس الرئيس المساعد للاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس والمسؤول عن القطاع الخاص لـ«الشرق الأوسط»، إن الإضراب نفذ في 164 مؤسسة خاصة، وإن نقابة العمال استثنت 100 مؤسسة من المشاركة في الإضراب بسبب مرورها بأوضاع اقتصادية صعبة.
وأشار عباس إلى أن عددًا من أصحاب المؤسسات اتصلوا بنقابة العمال قبل الإضراب، وأمضوا اتفاقيات للزيادة في الأجور لسنة 2015 وحتى لسنتي 2016 و2017، موضحًا أنه تم إلغاء الإضراب العمالي بهدف المحافظة على المناخ الاجتماعي السليم في مؤسساتهم.
وأكد المصدر ذاته، أن صفاقس عاشت ساعة إضراب في كل مؤسسات القطاع الحكومي في إطار التضامن بين مختلف الفئات العمالية، على حد تعبيره.
ومن ناحيته، قال سمير الشفي، القيادي في نقابة العمال، إنه في ظل غياب التفاوض الجدي والاقتراحات التي تعبر في حدها الأدنى عن احتياجات العمال في القطاع الخاص، فإن نقابة العمال اضطرت لتنفيذ حقها القانوني والدستوري المتمثل في اللجوء إلى الإضراب.
وأضاف الشفي، أن المقترح المتعلق بالزيادة في أجور القطاع الخاص لا يتجاوز نسبة 4.2 في المائة، أي 17 دينارًا تونسيًا تقريبًا (نحو 9 دولارات) ووصف هذا المقترح بـ«المهزلة»، مقارنة باتفاقيات الوظيفة العمومية والقطاع العام، والأجر الأدنى الصناعي الذي فاقت زيادته 8 في المائة.
وعقدت نقابة العمال خلال الأيام الماضية مجموعة من الاجتماعات التفاوضية مع نقابة رجال الأعمال، غير أنها لم تتوصل إلى اتفاق حول نسبة الزيادة في أجور العاملين في القطاع الخاص. وأدى هذا الفشل إلى تعليق المفاوضات منذ 11 من نوفمبر الحالي من جانب نقابة العمال، وإقرار مكتبها التنفيذي سلسلة من الإضرابات الاحتجاجية في كل المدن التونسية خلال الفترة المتراوحة بين 19 نوفمبر الحالي (أمس) والأول من ديسمبر المقبل.
على صعيد آخر، أحرق أمس مجموعة من الباعة عجلات مطاطية في منطقة الزهروني، أحد الأحياء الشعبية الواقعة غرب العاصمة، وقطعوا الطريق الرابط بين الزهروني والعاصمة، وذلك على خلفية خلافات حادة مع السلطات البلدية. وقد تدخل رجال الحماية المدنية لإخماد الحرائق التي خلفتها العملية، وتخليص السكان من الدخان المنبعث في فضاء «سوق ليبيا».
وتنفذ السلطات البلدية برنامجًا مثيرًا للجدل يمس الباعة الموجودين في معظم الشوارع التونسية بشكل فوضوي، وسعت خلال الأشهر الماضية إلى إزالة كل أشكال البيع الفوضوي في الساحات العامة، والأماكن الرئيسية لمعظم شوارع المدن والأحياء السكانية.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.