الجزائر: بن فليس يتهم الموالين لبوتفليقة بـ«السطو على صوت الناخب»

دعا إلى «عدم الخضوع للمساومة والخوف» بعد تقديم أوراق ترشيحه لانتخابات الرئاسة

الجزائر: بن فليس يتهم الموالين لبوتفليقة بـ«السطو على صوت الناخب»
TT

الجزائر: بن فليس يتهم الموالين لبوتفليقة بـ«السطو على صوت الناخب»

الجزائر: بن فليس يتهم الموالين لبوتفليقة بـ«السطو على صوت الناخب»

استنكر علي بن فليس رئيس الحكومة الجزائرية سابقا، وأبرز المترشحين لانتخابات الرئاسة المنتظرة في 17 من الشهر المقبل، «مناورات دنيئة تستهدف السطو على صوت الناخب واختياره»، في إشارة إلى الرئيس عبد العزيز بوتفليقة المترشح لولاية رابعة، الذي يقول موالون له إنهم جمعوا ثلاثة ملايين توقيع أشخاص، يشترط القانون 60 ألف فقط لوضعها في ملف الترشح.
وقال بن فليس أمس لصحافيين بالعاصمة، مباشرة بعد تقديم أوراق ترشيحه بـ«المجلس الدستوري»، إن الجزائريين «لا ينبغي أن يخضعوا للمساومة والخوف، لا ينبغي أن يقبلوا تحويل إرادتهم في اتجاه آخر». وفهم من كلام بن فليس أنه يقصد ما نقله قطاع من الصحافة، عن «ضغط مارسته جماعة الرئيس على رؤساء البلديات»، أثناء عملية جمع التوقيعات لصالح بوتفليقة والتصديق عليها كما ينص عليه قانون الانتخابات.
وتقول المعارضة إن جمع ثلاثة ملايين توقيع، عملية مستحيلة دون تجنيد وسائل كبيرة تابعة للدولة. وتتهم المترشح بوتفليقة بـ«استعمال وسائل الدولة وتوظيف الطاقم الحكومي، لفائدة ترشحه».
وصرح بن فليس للصحافة وهو جالس مع رئيس «المجلس الدستوري» مراد مدلسي، بأنه لا يقبل أن «يتعرض حق الجزائري في اختيار رئيسه للسطو، وأنصاري قالوا لي أبلغ رئيس المجلس الدستوري أننا لا نقبل التعدي على حقوقنا وسرقة أصواتنا.. لا ينبغي أن تزيد الانتخابات المقبلة في عمق الأزمة، فالشعب الجزائري استعاد استقلاله (من الاستعمار) ومن حقه أن يختار من يقوده بكل حرية». ثم قال: «اللهم فاشهد أنني بلغت رئيس المجلس الدستوري، وبلغت الشعب الجزائري».
ورد مدلسي على بن فليس قائلا: «اطمئنوا، فالمجلس الدستوري سيطبق القانون بحذافيره».
وقدم بوتفليقة أول من أمس أوراق ترشحه رسميا، بعد جدل احتدم في المدة الأخيرة حول قدرته البدنية على تحمل مشاق التنقل إلى المجلس الدستوري بسبب المرض الذي يعاني منه. وعلى خلاف كثير من المترشحين، لم يظهر بوتفليقة راجلا ولم يتحدث إلى الصحافة، بل أظهره التلفزيون العمومي لثوان معدودة وهو يتحدث إلى مدلسي. وسمع يقول له بصوت خافت يكاد لا يسمع: «يشرفني أن أزورك اليوم لأسلم عليك ولأقدم أوراق ترشحي رسميا».
وقرأ بن فليس خطابا قصيرا بعد خروجه من «المجلس الدستوري»، جاء فيه: «إن تصميمي (على الترشح) إنما تعززه إرادة المواطنين الذين يرفضون الرضوخ للأمر الواقع ويمتنعون عن تزكية ممارسات مشينة ودنيئة وخسيسة ورخيصة لا يقبلها ضمير الشرفاء، إذ تعد اغتصابا لحرمة خياراتهم وتشكل خطرا على استقرار بلادنا». ودعا «الدولة الجزائرية ومؤسساتها إلى عدم الإخلال بمهامها الدستورية، كي لا يكتب عليها مثل هذا التصرف كوصمة عار، ولكي لا تصنف هذه المرحلة الحاسمة من تاريخ بلادنا، في خانة الفرص الضائعة».
وفي سياق متصل بالانتخابات، قال عبد القادر بن صالح رئيس «مجلس الأمة» (الغرفة البرلمانية الثانية) أمس بالعاصمة، في اجتماع بكوادر حزب «التجمع الوطني الديمقراطي» الذي يرأسه، إن بوتفليقة «قدم أوراق ترشحه في إطار الاحترام التام والدقيق لكل الإجراءات المتبعة بهذا الخصوص والمكرسة في القانون، ولم يبق خيار آخر لمن كان يعارض هذا الترشح سوى مواجهة الرئيس بوتفليقة في الساحة، وترك البرامج تتنافس ما بينها وإعطاء الكلمة الأخيرة للشعب السيد ليختار» في إشارة إلى أحزاب وشخصيات من المعارضة، دعت المترشحين للاستحقاق إلى الانسحاب، وناشدت الجزائريين مقاطعة صناديق الاقتراع يوم 17 أبريل (نيسان) المقبل بحجة أن «النتيجة محسومة سلفا وبالتزوير لصالح بوتفليقة».
وانتقد بن صالح، الذي يعد من أشد الموالين للرئيس، ما أسماه «التلاعب بمشاعر وعواطف المواطن بوعود براقة والدفع به نحو المجهول.. فالمنجزات (حصيلة حكم بوتفليقة) التي تحققت، لا ينكرها إلا جاحد والمكاسب التي تجسدت على أرض الواقع لا يمكن القفز عليها بخطابات وهمية».



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.