عباس يؤكد «استحالة» تمديد مفاوضات السلام من دون وقف الاستيطان

الرئيس الفلسطيني سيطالب بإطلاق سراح المزيد من الأسرى

عباس يؤكد «استحالة» تمديد مفاوضات السلام من دون وقف الاستيطان
TT

عباس يؤكد «استحالة» تمديد مفاوضات السلام من دون وقف الاستيطان

عباس يؤكد «استحالة» تمديد مفاوضات السلام من دون وقف الاستيطان

نقل مسؤول فلسطيني عن الرئيس محمود عباس «استحالة» تمديد مفاوضات السلام الحالية مع إسرائيل، برعاية أميركية، دون وقف الاستيطان والإفراج عن الأسرى.
وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري قال أمس إن مفاوضات السلام المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، التي من المقرر في الأصل أن تستمر تسعة أشهر، قد تتواصل إلى ما بعد الموعد النهائي المقرر بنهاية أبريل (نيسان) المقبل.
وخلال جولته المكوكية الأخيرة في الشرق الأوسط التي انتهت في السادس من يناير (كانون الثاني) قدم كيري للجانبين مشروع «اتفاق - إطار» يرسم الخطوط العريضة لتسوية نهائية حول الحدود والأمن ووضع القدس ومصير اللاجئين الفلسطينيين.
ونقل عضو اللجنة المركزية لحركة فتح التي يتزعمها عباس محمد المدني عن عباس قوله: «لا يمكن أن تستمر المفاوضات مع استمرار الاستيطان الإسرائيلي»، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.
وجاءت تصريحات عباس خلال لقاء جمعه أول من أمس في مقر الرئاسة الفلسطينية في رام الله مع زعيمة حزب ميريتس اليساري الإسرائيلي زهافا غالؤون.
وقال بيان عن مكتب غالؤون إنه بالإضافة إلى مطالبته بوقف الاستيطان، فإن الرئيس الفلسطيني سيطالب أيضا بإطلاق سراح «المزيد من الأسرى بعد الدفعة المقبلة، بما في ذلك النساء والشبان والمعتقلون الإداريون».
وكانت إسرائيل وافقت قبل استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين في 30 يوليو (تموز) برعاية الولايات المتحدة على الإفراج عن 104 أسرى فلسطينيين تبعا لتقدم المفاوضات ولكنها كررت التزامها بالبناء الاستيطاني.
والتقى عباس بغالؤون قبل ساعات من لقاء جمع الرئيس الأميركي باراك أوباما برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في واشنطن.
وأفادت تقارير صحافية أن واشنطن قد تطلب تجميدا جزئيا للاستيطان كمحاولة لضمان إبقاء الفلسطينيين على طاولة المفاوضات.
ولكن وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي يوفال شتاينتز أكد أنه لم تقدم أي طلبات مماثلة للجانب الإسرائيلي، وقال للإذاعة العامة ردا على سؤال حول المطالب الفلسطينية بتجميد الاستيطان وإطلاق سراح المزيد من الأسرى قائلا: «اعتقد بأن هذه الأمور ليست حتى على جدول الأعمال».
أما وزير الإسكان المؤيد للاستيطان أوري أريئيل من حزب البيت اليهودي القومي المتطرف فأكد بأنه ليس «قلقا» من فكرة تجميد البناء الاستيطاني، مشيرا إلى أن «رئيس الوزراء أعلن بأنه لن يكون هناك (تجميد للاستيطان)».
ويأتي ذلك، بينما يرى مسؤولون ومحللون فلسطينيون، أن الجانبين الإسرائيلي والأميركي يمارسان ضغوطا شديدة على الجانب الفلسطيني لانتزاع آخر أوراقه مع اقتراب الموعد المقرر لإنهاء المفاوضات بنهاية أبريل (نيسان) المقبل.
وقال مسؤول فلسطيني مطلع على سير المفاوضات طلب عدم ذكر اسمه لوكالة الصحافة الفرنسية، إن «الأمور تسير مثل لعبة الورق وهنالك محاولات أميركية وإسرائيلية لنزع كل الأوراق القوية التي بحوزة الجانب الفلسطيني».
وقال المسؤول: «حتى هذه اللحظة فإن أميركا لم تعطنا أي شيء، وكل ما جاء في مطالبها يخدم استمرار الاحتلال وتوسيع المستوطنات».
وتشير عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي إلى أن «كل الضغوطات التي تمارس الآن من قبل الولايات المتحدة تمارس على الجانب الفلسطيني وكأننا الطرف الأقوى، مع أننا أقوياء فقط في ضعفنا وموقفنا المبني على القانون الدولي وليس على الحروب».
وقالت عشراوي: «لا أحد يشك بأن الولايات المتحدة الأميركية منحازة كليا لإسرائيل وهذا الانحياز الحق ضررا في مصداقيتها في عملية السلام ومنح إسرائيل مزيدا من الوقت لفرض الاحتلال».
وحول طلب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الفلسطينيين بالاعتراف بإسرائيل كـ«دولة يهودية»، قالت عشراوي: «هذا مطلب تعجيزي ويريدون منا تبني الرواية الصهيونية والتنكر لثقافتنا ووجودنا على الأرض وإلغاء حق العودة وضمان سيطرة إسرائيل على الأرض والأمن والأماكن الدينية وكل هذه الأمور لا يقبلها قانون دولي أو أخلاق تفاوضية».
وبحسب عشراوي فإن الولايات المتحدة «باتت تسعى إلى اتفاقية إطار لاستمرار المفاوضات وليس للحل النهائي».
وفيما يتعلق بإمكانية تمديد المفاوضات إلى ما بعد الموعد النهائي المقرر ما بعد أبريل المقبل قالت عشراوي، إن تمديد المفاوضات دون الاتفاق على أساس حدود عام 1967 وعدم شرعية البناء الاستيطاني يعني «إعطاء إسرائيل مزيدا من الوقت للقضاء على السلام».



مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان اليوم (الأحد)، إن الوزير بدر عبد العاطي تلقّى اتصالاً هاتفياً من نظيره الصومالي أحمد معلم فقي؛ لإطلاعه على نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت مؤخراً في العاصمة التركية، أنقرة، بين الصومال وإثيوبيا وتركيا؛ لحل نزاع بين مقديشو وأديس أبابا.

ووفقاً لـ«رويترز»، جاء الاتصال، الذي جرى مساء أمس (السبت)، بعد أيام من إعلان مقديشو وإثيوبيا أنهما ستعملان معاً لحل نزاع حول خطة أديس أبابا لبناء ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية، التي استقطبت قوى إقليمية وهدَّدت بزيادة زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي.

وجاء في بيان وزارة الخارجية المصرية: «أكد السيد وزير خارجية الصومال على تمسُّك بلاده باحترام السيادة الصومالية ووحدة وسلامة أراضيها، وهو ما أمَّن عليه الوزير عبد العاطي مؤكداً على دعم مصر الكامل للحكومة الفيدرالية (الاتحادية) في الصومال الشقيق، وفي مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار».

وقال زعيما الصومال وإثيوبيا إنهما اتفقا على إيجاد ترتيبات تجارية للسماح لإثيوبيا، التي لا تطل على أي مسطح مائي، «بالوصول الموثوق والآمن والمستدام من وإلى البحر» بعد محادثات عُقدت يوم الأربعاء، بوساطة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وهذا الاجتماع هو الأول منذ يناير (كانون الثاني) عندما قالت إثيوبيا إنها ستؤجر ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية بشمال الصومال مقابل الاعتراف باستقلال المنطقة.

ورفضت مقديشو الاتفاق، وهدَّدت بطرد القوات الإثيوبية المتمركزة في الصومال لمحاربة المتشددين الإسلاميين.

ويعارض الصومال الاعتراف الدولي بأرض الصومال ذاتية الحكم، والتي تتمتع بسلام واستقرار نسبيَّين منذ إعلانها الاستقلال في عام 1991.

وأدى الخلاف إلى تقارب بين الصومال ومصر، التي يوجد خلافٌ بينها وبين إثيوبيا منذ سنوات حول بناء أديس أبابا سداً مائيّاً ضخماً على نهر النيل، وإريتريا، وهي دولة أخرى من خصوم إثيوبيا القدامى.

وتتمتع تركيا بعلاقات وثيقة مع كل من إثيوبيا والصومال، حيث تُدرِّب قوات الأمن الصومالية، وتُقدِّم مساعدةً إنمائيةً مقابل موطئ قدم على طريق شحن عالمي رئيسي.

وأعلنت مصر وإريتريا والصومال، في بيان مشترك، في أكتوبر (تشرين الأول) أن رؤساء البلاد الثلاثة اتفقوا على تعزيز التعاون من أجل «تمكين الجيش الفيدرالي الصومالي الوطني من التصدي للإرهاب بصوره كافة، وحماية حدوده البرية والبحرية»، وذلك في خطوة من شأنها فيما يبدو زيادة عزلة إثيوبيا في المنطقة.

وذكر بيان وزارة الخارجية المصرية، اليوم (الأحد)، أن الاتصال بين الوزيرين تطرَّق أيضاً إلى متابعة نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت في أسمرة في العاشر من أكتوبر.

وأضاف: «اتفق الوزيران على مواصلة التنسيق المشترك، والتحضير لعقد الاجتماع الوزاري الثلاثي بين وزراء خارجية مصر والصومال وإريتريا؛ تنفيذاً لتوجيهات القيادات السياسية في الدول الثلاث؛ لدعم التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك».

وفي سبتمبر (أيلول)، قال مسؤولون عسكريون واثنان من عمال المواني في الصومال إن سفينةً حربيةً مصريةً سلَّمت شحنةً كبيرةً ثانيةً من الأسلحة إلى مقديشو، تضمَّنت مدافع مضادة للطائرات، وأسلحة مدفعية، في خطوة من المرجح أن تفاقم التوتر بين البلدين من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر.

وأرسلت القاهرة طائرات عدة محملة بالأسلحة إلى مقديشو بعد أن وقَّع البلدان اتفاقيةً أمنيةً مشتركةً في أغسطس (آب).

وقد يمثل الاتفاق الأمني مصدر إزعاج لأديس أبابا التي لديها آلاف الجنود في الصومال، يشاركون في مواجهة متشددين على صلة بتنظيم «القاعدة».