«الداخلية» الألمانية: هجمات باريس لن تكون الأخيرةhttps://aawsat.com/home/article/500661/%C2%AB%D8%A7%D9%84%D8%AF%D8%A7%D8%AE%D9%84%D9%8A%D8%A9%C2%BB-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%84%D9%85%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D9%87%D8%AC%D9%85%D8%A7%D8%AA-%D8%A8%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%B3-%D9%84%D9%86-%D8%AA%D9%83%D9%88%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AE%D9%8A%D8%B1%D8%A9
شرطي مسلّح يقف في مطار «تيغل» الألماني أمس (إ.ب.أ)
في مؤتمرين صحافيين مختلفين، دافعت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ووزير داخليتها توماس دي ميزيير، عن قرار إلغاء المباراة الودية بين ألمانيا وهولندا مساء أول من أمس.
واتفق الاثنان على أن «الخطر كان جديًا»، وأن القرار «كان صعبًا ولكن صائبًا»، ومبنيًا على أساس معطيات قدمتها مخابرات دولة حليفة. إلا أنهما لم يحددا مصدر الخطر، ولا الكيفية التي استهدف بها الإرهابيون الملعب.
وما زالت التكهنات في وسائل الإعلام الألمانية تتراوح بين استهداف الملعب بسيارة إسعاف مفخخة، واستخدام طائرات «درون» موجهة لنقل القنابل إلى داخل الملعب. وأشارت صحيفة «إكسبريس» واسعة الانتشار إلى أن المعلومات الاستخباراتية التي وردت للسلطات الألمانية كانت مبنية على أساس اعترافات شخص «عراقي» تم إلقاء القبض عليه في فرنسا.
وكان الوزير الاتحادي، دي ميزيير، أكثر وضوحًا في حديثه أمام مؤتمر الخريف لقيادات شرطة الجنايات في الولايات الألمانية، أمس، في مدينة ماينتز؛ إذ تحدث عن ضربات جديدة ممكنة للإرهابيين ضد أهداف في أوروبا، مضيفًا أن الخطر لا يزال داهمًا في ألمانيا.
وأضاف أن هجمات باريس كانت سلسلة من عمليات منسقة، ويفترض أنها ليست الأخيرة.
من جانبه، قال الوزير إن الشرطة لا يمكن أن توجد في كل مكان، ولهذا فإن توفير الحماية لألمانيا بنسبة مائة في المائة غير ممكن. وكان أولريش كينتسله، خبير منطقة الشرق الأوسط والإرهاب في قناة التلفزيون الأولى، تحدث عن حاجة الشرطة إلى 25 عنصرا مدربا لمراقبة كل مشبوه بالإرهاب. وفي حين يفوق عدد المشتبه باستعدادهم للعنف 500 شخص في ألمانيا، فإن العملية تبدو متعذرة أمام جهاز الشرطة.
في سياق متصل، أدى الكشف عن «حقيبة» مهملة قرب صناديق ودائع المسافرين في محطة هانوفر أمس إلى إطلاق حالة طوارئ عطلت الحركة في المحطة لفترة. وقال مارتن إيكر، من الشرطة الاتحادية، إنهم تلقوا «دليلاً ملموسا» على استخدام أحد الإرهابيين صندوقا «خاصا» في المحطة، وهو ما عزز الشكوك حول الحقيبة. إلا أن شرطة المحطة سرعان ما أعلنت عن «إنذار خاطئ».
ولم ينته الجدل في وسائل الإعلام الألمانية حول تصريحات وزير الداخلية الذي أكد بعد إلغاء المباراة في هانوفر، أنه لا يستطيع الكشف عن كل شيء خشية «أن يثير ذعر الناس»؛ إذ عدّ المعلقون السياسيون أن هذا الموقف قد يتسبب في ذعر فعلي بين الناس وتنفيذ ما يريده الإرهابيون بالضبط.
ويكمن الجدل كذلك حول صحة إلغاء مباراة ألمانيا وهولندا، خصوصًا بعد أن تعذر على المسؤولين الكشف عن معطيات ملموسة.. ذلك حيث أصر مدرب المنتخب الألماني، يواخيم لوف، على إقامة المباراة باعتبارها «تظاهرة من أجل الحرية والتضامن والإصرار على مواجهة الإرهاب»، ثم جاء قرار إلغاء المباراة بينما كانت حافلة المنتخب على بعد ربع ساعة من الملعب.
وانقسم الألمان بين من يرى في إلغاء المباراة انحناء أمام الإرهابيين وتحقيقًا لإشاعة الذعر الذي يرمون إليه. من جهته كتب مقدم البرامج المعروف، أوليفر بوخر، على صفحة إلكترونية له: «مع الأسف! يبدو أن الإرهابيين حققوا ما كانوا يصبون إليه». فيما شكر تشيم أوزدمير، رئيس حزب الخضر، قوات الأمن ليقظتها، لكنه «حزين بسبب قرار إلغاء المباراة، رغم أنه قرار صائب».
مخاوف من تفاقم الأزمة في جورجيا مع انتخاب رئيس يميني مقرّب من موسكو ومناهض لأوروباhttps://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85/%D8%A3%D9%88%D8%B1%D9%88%D8%A8%D8%A7/5091686-%D9%85%D8%AE%D8%A7%D9%88%D9%81-%D9%85%D9%86-%D8%AA%D9%81%D8%A7%D9%82%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B2%D9%85%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%AC%D9%88%D8%B1%D8%AC%D9%8A%D8%A7-%D9%85%D8%B9-%D8%A7%D9%86%D8%AA%D8%AE%D8%A7%D8%A8-%D8%B1%D8%A6%D9%8A%D8%B3-%D9%8A%D9%85%D9%8A%D9%86%D9%8A-%D9%85%D9%82%D8%B1%D9%91%D8%A8-%D9%85%D9%86-%D9%85%D9%88%D8%B3%D9%83%D9%88-%D9%88%D9%85%D9%86%D8%A7%D9%87%D8%B6
رئيسة جورجيا سالومي زورابيشفيلي تتحدث في مؤتمر صحافي بالقصر الرئاسي في تبليسي 30 أكتوبر (أ.ف.ب)
تبليسي:«الشرق الأوسط»
TT
تبليسي:«الشرق الأوسط»
TT
مخاوف من تفاقم الأزمة في جورجيا مع انتخاب رئيس يميني مقرّب من موسكو ومناهض لأوروبا
رئيسة جورجيا سالومي زورابيشفيلي تتحدث في مؤتمر صحافي بالقصر الرئاسي في تبليسي 30 أكتوبر (أ.ف.ب)
قد تتفاقم الأزمة في جورجيا مع انتخاب نواب حزب الحلم الجورجي اليميني المتطرف الحاكم مرشحه لاعب كرة القدم السابق ميخائيل كافيلاشفيلي، وهو شخصية موالية للحكومة التي تواجه مظاهرات مؤيّدة للاتحاد الأوروبي.
وأصبح كافيلاشفيلي القريب من موسكو رئيساً لجورجيا، بعدما اختاره الحزب الحاكم، السبت، في عملية انتخابية مثيرة للجدل، في الوقت الذي يسعى فيه الحزب الحاكم إلى تعزيز نفوذه في مؤسسات الدولة، وهو ما تصفه المعارضة بأنه صفعة لتطلعات البلاد في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، في حين أعلنت الرئيسة الحالية سالومي زورابيشفيلي أن التصويت «غير شرعي»، رافضة التنحي.
وتشغل زورابيشفيلي، الموالية للغرب، رئاسة جورجيا منذ 2018، وتنتهي ولايتها التي استمرت ست سنوات يوم الاثنين المقبل، وهي تصف نفسها بأنها الرئيسة الشرعية الوحيدة، وتعهّدت بالبقاء لحين إجراء انتخابات جديدة.
وأعلن رئيس اللجنة المركزية للانتخابات، جيورجي كالانداريشفيلي، أن الهيئة الانتخابية التي يسيطر عليها الحزب الحاكم والتي قاطعتها المعارضة، انتخبت كافيلاشفيلي بـ224 صوتاً لمدة خمس سنوات على رأس السلطة.
وفاز كافيلاشفيلي، 53 عاماً، بسهولة بالتصويت، بالنظر إلى سيطرة «الحلم الجورجي» على المجمع الانتخابي المؤلف من 300 مقعد، الذي حلّ محل الانتخابات الرئاسية المباشرة في عام 2017. واحتفظ حزب الحلم الجورجي بالسيطرة على البرلمان في تلك الدولة التي تقع جنوب منطقة القوقاز، إثر الانتخابات التي جرت يوم 26 أكتوبر (تشرين الأول).
وتقول المعارضة إنه جرى تزوير الانتخابات، بمساعدة موسكو. ومنذ ذلك الحين، قاطعت الأحزاب الرئيسة الموالية للغرب الجلسات البرلمانية، مطالبين بإعادة الانتخابات. وتعهّد الحلم الجورجي بمواصلة الدفع باتجاه الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، ولكنه يريد أيضاً «إعادة ضبط» العلاقات مع روسيا.
وفي 2008، خاضت روسيا حرباً قصيرة مع جورجيا أدت إلى اعتراف موسكو باستقلال منطقتين انفصاليتين، أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا، وتعزيز الوجود العسكري الروسي بهما.
واتهم المنتقدون «الحلم الجورجي» الذي أسسه بيدزينا إفانيشفيلي، وهو ملياردير جمع ثروته في روسيا، بأنه أصبح سلطوياً على نحو متزايد ويميل إلى موسكو، وهي اتهامات نفاها الحزب.
وقرار حزب الحلم الجورجي الشهر الماضي تعليق المحادثات بشأن محاولة انضمام البلاد إلى الاتحاد الأوروبي زادت من غضب المعارضة وأثارت احتجاجات ومظاهرات.
ومساء الجمعة، جرت المظاهرة أمام البرلمان في تبليسي من دون اضطرابات، على عكس الاحتجاجات السابقة التي تخلّلتها اشتباكات عنيفة منذ انطلقت في 28 نوفمبر (تشرين الثاني).
ومنذ التاسعة صباحاً بدأ مئات المتظاهرين يتجمعون متحدين البرد والثلج ومتوافدين إلى محيط البرلمان قبل أن يُعيّن الرئيس الجديد. وجلب بعضهم كرات قدم وشهاداتهم الجامعية استهزاء بالرئيس المنوي تعيينه. وقال تيناتن ماتشاراشفيلي ملوحاً بشهادة تدريس الصحافة التي حصل عليها: «ينبغي ألا يكون رئيسنا من دون شهادة جامعية، فهو يعكس صورة بلدنا».
وبدأت، السبت، مظاهرة أمام البرلمان في أجواء هادئة، واكتفت الشرطة بحظر النفاذ إلى مدخل المبنى. لكنها وضعت ثلاثة خراطيم مياه ونحو عشرين مركبة على أهبة التدخل في ساحة الحرية. وقالت ناتيا أبخازافا، في تصريحات لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «الشرطة في كل مكان... رغم الثلوج والأمطار والطقس البارد في الشتاء، سنناضل من أجل بلدنا». وكشفت صوفي كيكوشفيلي، من جهتها، أنه لم يُغمض لها جفن في الأسابيع الأخيرة. وأخبرت المحامية، البالغة 39 عاماً، التي تركت ابنها البالغ 11 عاماً وحيداً في المنزل: «بات الجميع مهدداً الآن، من الأصدقاء والأقرباء ولم يعد في وسعنا التركيز على العمل». وتوقعت أن تطبّق السلطات نهجاً استبدادياً «سيتفاقم مع مرور الوقت إن لم نقاوم اليوم... هذه هي الفرصة الأخيرة للنجاة».
وأوقفت السلطات خلال المظاهرات الاحتجاجية أكثر من 400 متظاهر، حسب الأرقام الرسمية. ووثّقت المعارضة ومنظمات غير حكومية حالات متعددة من عنف الشرطة ضد متظاهرين وصحافيين، وهو قمع نددت به الولايات المتحدة والأوروبيون.
والجمعة، قالت منظمة العفو الدولية إن المتظاهرين تعرّضوا لـ«أساليب تفريق وحشية واعتقالات تعسفية وتعذيب».
في المقابل، حمّل «الحلم الجورجي» المتظاهرين والمعارضة المسؤولية عن أعمال العنف، مشيراً إلى أن المظاهرات كانت أكثر هدوءاً منذ أيام، وأن الشرطة ضبطت كميات كبيرة من الألعاب النارية. ويقول المتظاهرون إنهم ماضون في احتجاجاتهم حتى تتراجع الحكومة عن قرارها.
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في رسالة مصورة، إن فرنسا تقف إلى جانب «أصدقائها الجورجيين الأعزاء» في «تطلعاتهم الأوروبية والديمقراطية». وأضاف ماكرون: «لا يمكن لجورجيا أن تأمل في التقدم على طريقها الأوروبي إذا قُمعت المظاهرات السلمية باستخدام القوة غير المتناسبة، وإذا تعرّضت منظمات المجتمع المدني والصحافيون وأعضاء أحزاب المعارضة لمضايقات».
وقالت داريكو غوغول (53 عاماً) لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، في حين كانت تشارك في مظاهرة احتجاجية أمام البرلمان، إن الانتخابات التشريعية التي جرت في أكتوبر (تشرين الأول) «سُرقت، يجب على (زورابيشفيلي) أن تبقى في منصبها، وأن ترشدنا بطريقة أو بأخرى في هذا الوضع المعقد للغاية».
وأكدت هذه الموظفة في منظمة غير حكومية تُعنى ببرامج تنموية، أن ميخائيل كافيلاشفيلي «لا يمكنه أن يمثّل البلاد».
من جهته، أشاد رئيس البرلمان شالفا بابواشفيلي أمام الصحافيين برجل «لا تشوب وطنيته أي شائبة»، و«لا يقع تحت نفوذ قوة أجنبية، كما هي حال» الرئيسة المنتهية ولايتها. وعلّق أحد المارة لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «لم نغادر الاتحاد السوفياتي لتحكمنا واشنطن أو بروكسل أو كييف أو باريس أو أي كان».
وأعلنت واشنطن، الجمعة، أنها فرضت على نحو 20 شخصاً في جورجيا، بينهم وزراء وبرلمانيون، حظر تأشيرات لاتهامهم بـ«تقويض الديمقراطية».
وحتى قبل أن يُصبح كافيلاشفيلي رئيساً، شكّك خبراء في القانون الدستوري في شرعية انتخابه، خصوصاً من أحد واضعي الدستور، فاختانغ خمالادزيه. وحسب هذا الخبير الدستوري فإن سبب هذا التشكيك هو أن البرلمان صادق على انتخاب النواب خلافاً للقانون الذي يقضي بانتظار قرار المحكمة بشأن طلب الرئيسة زورابيشفيلي إلغاء نتائج انتخابات أكتوبر.
وصلاحيات رئيس الدولة في جورجيا محدودة ورمزية. لكن ذلك لم يمنع زورابيشفيلي المولودة في فرنسا والبالغة 72 عاماً، من أن تصبح أحد أصوات المعارضة المؤيدة لأوروبا. وأضاف خمالادزيه أن «جورجيا تواجه أزمة دستورية غير مسبوقة»، مشدداً على أن «البلاد تجد نفسها من دون برلمان أو سلطة تنفيذية شرعيين. والرئيس المقبل سيكون غير شرعي أيضاً».
وتعكس المحادثة الهاتفية التي جرت الأربعاء بين ماكرون وبيدزينا إيفانيشفيلي، الرئيس الفخري للحزب الحاكم، هذا التشكيك بالشرعية، إذ إن ماكرون اتصل بالرجل القوي في جورجيا بدلاً من رئيس الوزراء إيركلي كوباخيدزه؛ للمطالبة بالإفراج عن جميع المتظاهرين الموقوفين المؤيدين للاتحاد الأوروبي. لكن المتظاهرين في تبليسي عدّوا، الجمعة، أن انتخابات السبت لن تغير شيئاً.