قائد عسكري لـ(«الشرق الأوسط»): نسيطر على مريس ونعد لمعركة تحرير مدينة دمت

محافظ الضالع يصف الحوثيين بـ«تتار العصر»

قائد عسكري لـ(«الشرق الأوسط»): نسيطر على مريس ونعد لمعركة تحرير مدينة دمت
TT

قائد عسكري لـ(«الشرق الأوسط»): نسيطر على مريس ونعد لمعركة تحرير مدينة دمت

قائد عسكري لـ(«الشرق الأوسط»): نسيطر على مريس ونعد لمعركة تحرير مدينة دمت

قال فضل محمد الجعدي، محافظ الضالع، جنوب البلاد، إن المقاومة الشعبية في منطقة مريس، نجحت فجر أمس في تطهير آخر المعاقل من عصابات التمرد «تتار العصر»، وفق تعبيره، وأكد المحافظ في مستهل كلمة له في اجتماع للمسؤولين التنفيذيين، الذي حضرته «الشرق الأوسط» أن المقاومة شديدة، وأن المعركة مستمرة إلى أن يتحقق النصر على قوى التمرد والقتل والفوضى، كاشفًا عن تزويد جبهة مريس بالسلاح والرجال، وبتقوية وضعها عسكريًا وسياسيًا ومعنويًا وبما يجعلها تقوم بواجبها الوطني باقتدار وكفاءة، وأوضح أن دخول الميليشيات ثانية إلى تلك المناطق تقف خلفه إشكاليات عدة أهمها غياب دور الدولة وتأخرها في تزويد الجبهات بمتطلبات التثبت والسيطرة على هذه المناطق المحررة، مفصحًا عن تفاؤله باقتراب النصر، وبضرورة التعجيل باستعادة مؤسسات الدولة، بما تعني للمواطن من خدمات وفرص عمل وتنمية وأمن واستقرار وأنشطة اقتصادية.
واستكملت المقاومة الشعبية بمنطقة مريس بمحافظة الضالع، جنوب البلاد، أمس، سيطرتها على آخر معاقل مسلحي ميليشيات الحوثي وصالح في منطقة مريس المحاذية لمدينة دمت شمالاً، وقال قائد المقاومة الشعبية، وقوات الجيش الوطني، في جبهة مريس دمت، العقيد عبد الله مزاحم لـ«الشرق الأوسط» إن المقاومة الشعبية وبدعم قوات الجيش الوطني سيطرت أمس على موقع يعيس المهم والمطل على قرى منطقة مريس من جهة الشمال، وكشف مزاحم عن أن قواته تعد لمعركة تحرير مدينة دمت خلال الساعات القليلة المقبلة، مؤكدا أن معنويات مقاتليه عالية وأن جهوزية المقاومة وقوات الجيش الوطني باتت في أفضل حالة، خصوصًا بعد إمدادها بالسلاح النوعي، وكذا عقب الانتصارات المتتالية المحرزة في الجبهة، فضلا عن أن الميليشيات الانقلابية صارت اليوم في وضعية حرجة ومكشوفة جراء تلقيها الضربات والهزائم المتتالية وفي أكثر من جبهة ومحافظة.
من جهته، قال القيادي في المقاومة في الضالع، فضل العقلة لـ«الشرق الأوسط» إن رجال المقاومة تمكنوا من السيطرة على قريتي القهرة ويعيس خلال معارك شرسة خاضتها المقاومة الشعبية المسنودة بقوات الجيش الوطني الموالي للسلطة الشرعية، لافتا إلى أن رجال المقاومة يقومون بتمشيط الموقعين من بقايا الميليشيات المندحرة ناحية مدينة دمت، منوها في هذا السياق بأن الميليشيات الحوثية تركت خلفها نحو ثلاثة قناصة يجري التعامل معهم من رجال المقاومة الشعبية، وأضاف أن المقاومة وبسيطرتها على الموضعين تكون استكملت بسط نفوذها على كامل مساحة المنطقة، مشيرا إلى أن السيطرة على آخر معاقل الميليشيات جاءت عقب أيام من المعارك العنيفة التي أسفرت عن قتل وجرح العشرات من الطرفين، معظمهم بين صفوف الميليشيات، وأكد العقلة أن معركة تحرير آخر موقعين بدأت منتصف ليل الثلاثاء وفجر أمس، كاشفًا عن جرح ثلاثة مقاومين في المواجهات، وباستيلاء المقاومة على دبابة روسية لم تستطع الميليشيات سحبها نظرا لشدة الاشتباكات.
وكانت الميليشيات الموالية للحوثي وصالح دخلت مدينة دمت مركز المديرية يوم 7 نوفمبر (تشرين الثاني)، ومنها توجهت صوب منطقة مريس شرق مدينة قعطبة، وبدأت بنشر أولى نقاط التفتيش في أطرافها الشمالية، إلا أنها ووجهت بمقاومة شرسة من رجال المقاومة الشعبية وقوات الجيش الوطني المسيطر على معسكر الصدرين منذ الاستيلاء عليه والسيطرة على أسلحته الثقيلة والمتوسطة مطلع أغسطس (آب) بعد طرد الميليشيات الانقلابية.



الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
TT

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)

ضمن مخاوف الجماعة الحوثية من ارتدادات تطورات الأوضاع في سوريا على قوتها وتراجع نفوذ محور إيران في منطقة الشرق الأوسط؛ صعّدت الجماعة من ممارساتها بغرض تطييف المجتمع واستقطاب أتباع جدد ومنع اليمنيين من الاحتفال بسقوط نظام بشار الأسد.

واستهدفت الجماعة، حديثاً، موظفي مؤسسات عمومية وأخرى خاصة وأولياء أمور الطلاب بالأنشطة والفعاليات ضمن حملات التعبئة التي تنفذها لاستقطاب أتباع جدد، واختبار ولاء منتسبي مختلف القطاعات الخاضعة لها، كما أجبرت أعياناً قبليين على الالتزام برفد جبهاتها بالمقاتلين، ولجأت إلى تصعيد عسكري في محافظة تعز.

وكانت قوات الحكومة اليمنية أكدت، الخميس، إحباطها ثلاث محاولات تسلل لمقاتلي الجماعة الحوثية في جبهات محافظة تعز (جنوب غربي)، قتل خلالها اثنان من مسلحي الجماعة، وتزامنت مع قصف مواقع للجيش ومناطق سكنية بالطيران المسير، ورد الجيش على تلك الهجمات باستهداف مواقع مدفعية الجماعة في مختلف الجبهات، وفق ما نقله الإعلام الرسمي.

الجيش اليمني في تعز يتصدى لأعمال تصعيد حوثية متكررة خلال الأسابيع الماضية (الجيش اليمني)

وخلال الأيام الماضية اختطفت الجماعة الحوثية في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها ناشطين وشباناً على خلفية احتفالهم بسقوط نظام الأسد في سوريا، وبلغ عدد المختطفين في صنعاء 17 شخصاً، قالت شبكة حقوقية يمنية إنهم اقتيدوا إلى سجون سرية، في حين تم اختطاف آخرين في محافظتي إب وتعز للأسباب نفسها.

وأدانت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات حملة الاختطافات التي رصدتها في العاصمة المختطفة صنعاء، مشيرة إلى أنها تعكس قلق الجماعة الحوثية من انعكاسات الوضع في سوريا على سيطرتها في صنعاء، وخوفها من اندلاع انتفاضة شعبية مماثلة تنهي وجودها، ما اضطرها إلى تكثيف انتشار عناصرها الأمنية والعسكرية في شوارع وأحياء المدينة خلال الأيام الماضية.

وطالبت الشبكة في بيان لها المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية بإدانة هذه الممارسات بشكل واضح، بوصفها خطوة أساسية نحو محاسبة مرتكبيها، والضغط على الجماعة الحوثية للإفراج عن جميع المختطفين والمخفيين قسراً في معتقلاتها، والتحرك الفوري لتصنيفها منظمة إرهابية بسبب تهديدها للأمن والسلم الإقليميين والدوليين.

تطييف القطاع الطبي

في محافظة تعز، كشفت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» عن أن الجماعة الحوثية اختطفت عدداً من الشبان في منطقة الحوبان على خلفية إبداء آرائهم بسقوط نظام الأسد، ولم يعرف عدد من جرى اختطافهم.

تكدس في نقطة تفتيش حوثية في تعز حيث اختطفت الجماعة ناشطين بتهمة الاحتفال بسقوط الأسد (إكس)

وأوقفت الجماعة، بحسب المصادر، عدداً كبيراً من الشبان والناشطين القادمين من مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، وأخضعتهم للاستجواب وتفتيش متعلقاتهم الشخصية وجوالاتهم بحثاً عمّا يدل على احتفالهم بتطورات الأحداث في سوريا، أو ربط ما يجري هناك بالوضع في اليمن.

وشهدت محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) اختطاف عدد من السكان للأسباب نفسها في عدد من المديريات، مترافقاً مع إجراءات أمنية مشددة في مركز المحافظة ومدنها الأخرى، وتكثيف أعمال التحري في الطرقات ونقاط التفتيش.

إلى ذلك، أجبرت الجماعة عاملين في القطاع الطبي، بشقيه العام والخاص، على حضور فعاليات تعبوية تتضمن محاضرات واستماع لخطابات زعيمها عبد الملك الحوثي، وشروحات لملازم المؤسس حسين الحوثي، وأتبعت ذلك بإجبارهم على المشاركة في تدريبات عسكرية على استخدام مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقنابل اليدوية وزراعة الألغام والتعامل مع المتفجرات.

وذكرت مصادر طبية في صنعاء أن هذه الإجراءات استهدفت العاملين في المستشفيات الخاصعة لسيطرة الجماعة بشكل مباشر، سواء العمومية منها، أو المستشفيات الخاصة التي استولت عليها الجماعة بواسطة ما يعرف بالحارس القضائي المكلف بالاستحواذ على أموال وممتلكات معارضيها ومناهضي نفوذها من الأحزاب والأفراد.

زيارات إجبارية للموظفين العموميين إلى معارض صور قتلى الجماعة الحوثية ومقابرهم (إعلام حوثي)

وتتزامن هذه الأنشطة مع أنشطة أخرى شبيهة تستهدف منتسبي الجامعات الخاصة من المدرسين والأكاديميين والموظفين، يضاف إليها إجبارهم على زيارة مقابر قتلى الجماعة في الحرب، وأضرحة عدد من قادتها، بما فيها ضريح حسين الحوثي في محافظة صعدة (233 كيلومتراً شمال صنعاء)، وفق ما كانت أوردته «الشرق الأوسط» في وقت سابق.

وكانت الجماعة أخضعت أكثر من 250 من العاملين في الهيئة العليا للأدوية خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، وأخضعت قبلهم مدرسي وأكاديميي جامعة صنعاء (أغلبهم تجاوزوا الستين من العمر) في مايو (أيار) الماضي، لتدريبات عسكرية مكثفة، ضمن ما تعلن الجماعة أنه استعداد لمواجهة الغرب وإسرائيل.

استهداف أولياء الأمور

في ضوء المخاوف الحوثية، ألزمت الجماعة المدعومة من إيران أعياناً قبليين في محافظة الضالع (243 كيلومتراً جنوب صنعاء) بتوقيع اتفاقية لجمع الأموال وحشد المقاتلين إلى الجبهات.

موظفون في القطاع الطبي يخضعون لدورات قتالية إجبارية في صنعاء (إعلام حوثي)

وبينما أعلنت الجماعة ما وصفته بالنفير العام في المناطق الخاضعة لسيطرتها من المحافظة، برعاية أسماء «السلطة المحلية» و«جهاز التعبئة العامة» و«مكتب هيئة شؤون القبائل» التابعة لها، أبدت أوساط اجتماعية استياءها من إجبار الأعيان والمشايخ في تلك المناطق على التوقيع على وثيقة لإلزام السكان بدفع إتاوات مالية لصالح المجهود الحربي وتجنيد أبنائهم للقتال خلال الأشهر المقبلة.

في السياق نفسه، أقدمت الجماعة الانقلابية على خصم 10 درجات من طلاب المرحلة الأساسية في عدد من مدارس صنعاء، بحة عدم حضور أولياء الأمور محاضرات زعيمها المسجلة داخل المدارس.

ونقلت المصادر عن عدد من الطلاب وأولياء أمورهم أن المشرفين الحوثيين على تلك المدارس هددوا الطلاب بعواقب مضاعفة في حال استمرار تغيب آبائهم عن حضور تلك المحاضرات، ومن ذلك طردهم من المدارس أو إسقاطهم في عدد من المواد الدراسية.

وأوضح مصدر تربوي في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن تعميماً صدر من قيادات عليا في الجماعة إلى القادة الحوثيين المشرفين على قطاع التربية والتعليم باتباع جميع الوسائل للتعبئة العامة في أوساط أولياء الأمور.

مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

ونبه المصدر إلى أن طلب أولياء الأمور للحضور إلى المدارس بشكل أسبوعي للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة هو أول إجراء لتنفيذ هذه التعبئة، متوقعاً إجراءات أخرى قد تصل إلى إلزامهم بحضور فعاليات تعبوية أخرى تستمر لأيام، وزيارة المقابر والأضرحة والمشاركة في تدريبات قتالية.

وبحسب المصدر؛ فإن الجماعة لا تقبل أي أعذار لتغيب أولياء الأمور، كالسفر أو الانشغال بالعمل، بل إنها تأمر كل طالب يتحجج بعدم قدرة والده على حضور المحاضرات بإقناع أي فرد آخر في العائلة بالحضور نيابة عن ولي الأمر المتغيب.