الانقلابيون يشنون حملة اعتقالات في صنعاء ويعدمون رجل أعمال ويصادرون رواتب حكومية

«هيومان رايتس ووتش» تتهم الحوثيين بإغلاق منظمات حقوقية ومنع ناشطين من السفر

الانقلابيون يشنون حملة اعتقالات في صنعاء  ويعدمون رجل أعمال ويصادرون رواتب حكومية
TT

الانقلابيون يشنون حملة اعتقالات في صنعاء ويعدمون رجل أعمال ويصادرون رواتب حكومية

الانقلابيون يشنون حملة اعتقالات في صنعاء  ويعدمون رجل أعمال ويصادرون رواتب حكومية

سارعت ميليشيات الانقلابيين الحوثيين والرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح إلى تغطية هزائمهم في كل من تعز وشبوة، بشن حملة اعتقالات ومداهمات وإعدامات نفذتها ضد خصومها في كل من صنعاء والحديدة، كما صادرت رواتب مسؤولين حكوميين لصالح لجنتها الثورية. وأفادت مصادر محلية بمحافظة الحديدة غرب البلاد بأن الميليشيات أعدمت رجل الأعمال عبد السلام الشميري في مدينة باجل، بعد اقتحام منزله، وقامت بتفخيخ المنزل تمهيدًا لتفجيره، في حين اتهمت منظمة «هيومان رايتس ووتش» الدولية الحوثيين بفرض قيود على سفر الناشطين والناشطات ومنعهم من مغادرة البلاد.
وكان الانقلابيون قد شنوا حملة اعتقالات لقيادات في حزب الإصلاح، منهم حسين الصانع وأشقاؤه، واختطفت نجل شقيقه، وداهمت الميليشيا منزل القيادي في حزب الرشاد الشيخ أبو عمرو البرعي وأخذته إلى جهة مجهولة.
وفي صنعاء، تعرض ناشطون في العاصمة صنعاء، إلى اعتقالات ومداهمة مقر أعمالهم، حيث اختطفت الميليشيات مسؤولاً بجامعة أهلية واقتادته إلى معتقل للبحث الجنائي. وقالت أسرة نبيل راشد الحوري الذي يعمل مسؤول برنامجي التسويق والتجارة الدولية في جامعة العلوم والتكنولوجيا اليمنية، إن «مسلحين اقتحموا مقر عمله في الجامعة وأخذوه تحت التهديد على طقم عسكري إلى المعتقل، حيث يحتفظون بالعشرات من الناشطين المناهضين لهم فيه».
وأوضحت أسرة الحوري أنهم لا يعرفون سبب اعتقاله وما تهمته، خصوصًا أنه ترك السياسة واتجه إلى الدراسة العلمية، وسبق أن اعتقل من قبل الحوثيين في يوليو (تموز) الماضي بسبب تهمة كيدية من قبل ضابط من الأمن السياسي، وتدخلت وساطة من وجهاء الحي إضافة إلى قيادات عسكرية للتوسط، حيث أطلق سراحه لعدم وجود تهمة ضده.
واضطر المئات من القيادات الحكومية والعسكرية والصحافيين والناشطين إلى مغادرة اليمن بعد تعرضهم للتهديدات والملاحقة، والقتل من قبل الميليشيات، التي أنشأت معتقلات سرية لاعتقال العشرات ممن لم يتمكنوا من الهروب، أبرزهم اللواء محمود الصبيحي، وزير الدفاع، والدكتور عبد الرزاق الأشول وزير التعليم الفني والتدريب المهني، إضافة إلى محمد قحطان القيادي البارز في حزب الإصلاح، وبحسب تقارير حقوقية فإن أكثر من 1245 شخصًا، يقبعون في معتقلات سرية وأمنية، وتعرض 982 مدنيًا لإخفاء قسري.
وفي السياق ذاته، في خطوة تصعيدية جديدة، أعلن المتمردون مصادرة رواتب مسؤولين حكوميين، فروا من بطشهم إلى خارج البلاد، وأقرت ما تسمى اللجنة الثورية وضع رواتبهم تحت تصرفها، وذكرت وثيقة صادرة عنهم أنها اتخذت إجراءات ضد من تصفهم بالهاربين في الخارج، وأشارت الوثيقة الصادرة عن محمد سوار الذي عينه الحوثيون قائمًا بأعمال أمين عام مجلس الوزراء إلى تجميد رواتب كل من هم خارج البلد، ووضعها تحت تصرف ما يسمى اللجنة الثورية.
وأكد الحزب الاشتراكي اليمني توقيف المتمردين راتب مستشار رئيس الوزراء وعضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي اليمني علي الصراري. وأكد مصدر مقرب للصراري أن الميليشيات أوقفت رواتبه من رئاسة الوزراء منذ شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، مشيرا إلى أن الصراري يوجد حاليا في القاهرة لتلقي العلاج بعد تعرضه لجلطة كادت تودي بحياته. وذكر الحزب أن ما قامت به الميليشيات «تصرف أرعن وليس بغريب على جماعة اعتدت على كل شيء جميل في الحياة اليمنية على مختلف أصعدتها وتفاعلاتها».
من جهتها، اتهمت منظمة «هيومان رايتس ووتش» الدولية الحوثيين بفرض قيود على سفر الناشطين والناشطات ومنعهم من مغادرة البلاد. وأوضحت المنظمة المعنية بحقوق الإنسان، أن الحوثيين منعوا ناشطة عن حقوق النساء من السفر لحضور اجتماعات إقليمية.
وذكرت «هيومان رايتس ووتش»، أن الحوثيين أغلقوا خلال الأشهر الأخيرة، منظمات حقوقية ومنظمات غير حكومية أخرى، واعتقلوا تعسفًا أفرادًا منها. وأشارت إلى أن ممثليها التقوا بأعضاء من ثلاث منظمات غير حكومية داهمها المسلحون الحوثيون وأغلقوها في أبريل (نيسان)، ويمنعون إعادة فتحها.
كما وثّقت «هيومان رايتس ووتش» عملية إخفاء الحوثيين القسري للطبيب والناشط الحقوقي عبد القادر الجنيد في 5 أغسطس (آب) الماضي، حيث لم يوفر حتى الآن أي معلومات لعائلته حول مكانه أو وضعه.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.