خدمات «واي ـ فاي» سريعة ومجانية للمسافرين في رحلات الطيران

نظم مطورة للاتصال عبر الأقمار الصناعية

خدمات «واي ـ فاي» سريعة ومجانية للمسافرين في رحلات الطيران
TT

خدمات «واي ـ فاي» سريعة ومجانية للمسافرين في رحلات الطيران

خدمات «واي ـ فاي» سريعة ومجانية للمسافرين في رحلات الطيران

على الرغم من انتشار خدمة الإنترنت ذات النطاق الترددي العريض على نطاق واسع ومتزايد ومجاني في الأماكن العامة، فإنها قد بقيت، بالنسبة للمسافرين، من مصادر الإزعاج والقلق، وبخاصة أولئك العالقون في مقاعد مملة على متن الطائرات. ولكن مع التطورات الأخيرة في التكنولوجيا، بدأت سرعات الإنترنت البطيئة والمتقطعة أثناء رحلات الطيران، في التغير هي الأخرى. ومع ذلك، قد لا يصل الأمر إلى الوفاء بتوقعات المسافرين، حيث يعتاد الكثيرون منهم على سرعات الإنترنت الفائقة على الأرض.
* خدمات أسرع
يقول كريس ماكغينيس، مؤسس مدونة «ترافيل سكيلز» المعنية بشؤون المسافرين والرحلات، وأحد أقدم المستخدمين لشبكة «واي - فاي» أثناء رحلات الطيران: «يزداد تحسن سرعة الاتصال بالإنترنت أثناء رحلات الطيران، ولكنها عملية شديدة البطء فعلا، مما يسبب الإحباط للمسافرين على درجة رجال الأعمال والذين يعتمدون بشكل متزايد على تلك الخدمات».
وتابع ماكغينيس قوله إن «ما يجب عليهم معرفته فعلا أن الواي - فاي أثناء رحلات الطيران من الخدمات الحديثة للغاية، وإن التوقع بحصولك على إشارة جيدة وقوية مثل التي تتوفر لديك في المنزل أو المكتب لا بد أن يكون أكثر عقلانية. وتتحمل شركات الطيران جزءا من اللوم حيال هبوط التوقعات». وقد أعلنت شركة «جيت بلو» مؤخرا أن أكثر من 150 طائرة من طائراتها تجهزت بخدمة واي - فاي عبر الأقمار الصناعية، ومن المقرر إدخال الخدمة ذاتها على باقي قطع الأسطول الجوي للشركة بحلول العام المقبل. وقالت شركة الطيران إن خدمة الإنترنت ذات النطاق الترددي العريض، والمتوفرة بالتعاون مع شركة «فياسات»، وهي شركة لخدمات الإنترنت ذات النطاق الترددي العريض وخدمات الشبكات اللاسلكية، تتشابه مع الخدمات التي تتوافر للعملاء في البيوت.
والأكثر من ذلك، فإن تلك الخدمة سوف تكون مجانية مثل أكياس الفول السوداني والمشروبات الغازية في رحلات الطيران. والصفقات المبرمة مع «أمازون»، و«وول ستريت جورنال»، وغيرهما من الشركات الراعية سوف تساعد شركة الطيران في تحمل التكاليف. وتقدم شركة «جيت بلو» في الوقت الراهن خطة أساسية مجانية من تلك الخدمات.
خلال هذا الصيف، أعلنت شركة «فيرجين أميركا» أنها تتعاون مع شركة «فياسات» بالنسبة لطائراتها الجديدة وتعهدت الشركة بتوصيل خدمات الإنترنت السريعة «التي تصل في المعتاد إلى 8 أو 10 مرات أسرع من أي نظام واي - فاي لدى شركات الطيران الأخرى»، مثالا بذات الخدمات على الأرض.
بالنسبة لشركة فيرجين، فإن النطاق محدود، حيث توصل الخدمة إلى 10 طائرات فقط بحلول يونيو (حزيران) القادم. (أما غوغو، أكثر موفري الخدمة هيمنة في ذلك المجال، سوف يظل مستخدما على طائرات شركة فيرجين في الوقت الحالي). سوف تكون خدمة واي - فاي متوفرة بمجانية خلال أغلب الفترات التمهيدية قبل تنظيم هيكل الأسعار لاحقا.
ونظرا لأن شركة «جيت بلو» تحتفظ بنسبة 5 في المائة من حصتها في السوق داخل الولايات المتحدة وتحتفظ شركة «فيرجين أميركا» بنسبة أقل منها، فمن غير الواضح أي تأثير سوف تحدثه استراتيجيتها على صناعة الطيران الحالية. فشركات الطيران الأربع الرئيسية إما أنها ملتزمة أو تستكشف زيادة سرعة الإنترنت على رحلاتها - وبعض منها يتحول إلى خيار الأقمار الصناعية المفضل - وزيادة عدد الطائرات المزودة بتلك الخدمة مع تقاعد الطائرات القديمة.
يقول ماكغينيس، الذي أشار إلى أن الخدمة الأكثر اتساقا من الممكن توافرها لشركات الطيران ذات الأساطيل الصغيرة إن «الربط بالإنترنت هي أكبر مشكلة تواجه كبرى شركات الطيران حاليا».
يتوقع تيم فارار، وهو محلل للأقمار الصناعية والاتصالات، أن خطوط «أميركان أيرلاينز» من المرجح جدا أن تطور تلك التقنيات. والسيد فارار، رئيس شركة «تي إم إف» وشركاه في مينلو بارك بولاية كاليفورنيا، أشار إلى برنامج استبدال أسطول الطيران المستمر بالشركات الأميركية الذي يتيح الفرصة لتركيبات جديدة.
* اتصالات عبر الأقمار
سوف تكون شركة «غوغو Gogo»، التي وجهت إليها انتقادات كثيرة، جزءا من التحول التدريجي للصناعة إلى خدمات الأقمار الصناعية. ظل نظام جو - أرض لشركة «غوغو» أسلوبا شائعا للطائرات للاتصال بالإنترنت لدى خمس شركات طيران أميركية كبرى تلك التي تمثل أكثر من 70 في المائة من حصص السوق. وآخر مكونات الأقمار الصناعية لشركة «غوغو»، والمعروف باسم (2 ك يو 2Ku)، سوف يدخل الخدمة خلال الربع الحالي من هذا العام، وأكبر الشركات المنفذة لذلك هي شركة «دلتا أير لاينز».
يقول سيث ميلر، وهو محلل في صناعة الطيران، مشيرا إلى أن النظم تعمل بأكثر مما تحتمل بسبب التردد واسع النطاق غير المتوفر بشكل لا نهائي هناك سبب في أن «غوغو» تعاني من ناحية الأداء. فلقد كانت سرعة الاتصال عبر «غوغو» بطيئة مما «كنت أعتقد كمستهلك للخدمة»، مضيفا أنه بدأ يلاحظ بعض التحسينات مؤخرا.
تتوقع شركة «غوغو» أن يزيد مكون «2 ك يو» من سرعة نطاق الإنترنت بعشرين ضعفا ودعم عرض أفلام الفيديو بنفس السلاسة التي تعرض بها على الأرض.
وتعتبر الأقمار الصناعية أكثر مولدات الدخول على الإنترنت فعالية في رحلات الطيران، ولكن ميلر، الذي يركز على الاتصال بالإنترنت أثناء رحلات الطيران يشير إلى أن الأمر قد يستغرق سنوات قبل إطلاق خدمات الإنترنت عبر الأقمار الصناعية في الفضاء. وتابع ميلر قوله «سوف تشهد التكنولوجيا صعوبة في اللحاق بمسألة إنترنت النطاق الترددي العريض. ولم يحدث الأمر بسرعة كافية ترضي المستهلكين. لسوف يكون هناك تأخير على الدوام».
كان من المتوقع لسرعة إنترنت النطاق الترددي العريض أن تتضاعف من عام 2014 حتى عام 2019. ولكن المسافرين الذين يرغبون في سرعة اتصال عالية مع تكلفة أقل – أو مجانية – ينبغي عليهم أن يكونوا حذرين فيما يرغبونه.
* أجور وتكاليف
إن النمط القائم على التكاليف هو ما يغطي استخدام شبكة واي - فاي بفعالية على متن الطائرات، وهو ما يحول دون انهيار الأنظمة. وعدد أقل من العملاء يعني سرعة أكبر للإنترنت لكل مسافر. ويمكن للشركات الراعية تغطية جزء من أو كل التكاليف، على غرار النموذج الذي تعمل شركة «جيت بلو» على اختباره حاليا، على المدى القصير بأدنى تقدير. أما شركة «ساوث ويست»، والتي راهنت على سمعتها التجارية في جزء منها من خلال الفحص المجاني للأمتعة، لم تتلمس نفس السبيل نحو خدمات الواي - فاي المجانية، على الرغم من أن الرسوم الحالية قليلة نسبيا عند مبلغ 8 دولارات للرحلة الواحدة.
ويدرك فارار أن هناك ضغوطا من جانب العملاء للحصول على معدلات أرخص أو مجانية، ولكنه يعتقد أن شركات الطيران الأربع الكبرى سوف تعترض على ذلك، ويتابع مضيفا «خلال عام من الآن، ربما لن نرى تغيرا كبيرا لدى كبريات الشركات. أنهم يحاولون الوصول إلى حلول. ولا يمكنهم المضي في الأمر بسرعة عالية».
إذا ما حاولت إحدى شركات الطيران الانفصال عن الركب وتخفيض الأسعار تماما، فالبعض الآخر قد يفكر في متابعة الأمر، كما يقول فارار الذي أضاف «في ذات الوقت، سوف يحاولون التمسك بكسب الأموال من وراء تلك الخدمات إذا ما استطاعوا ذلك».
في واقع الأمر، يتشكك السيد ماكغينيس في استمرارية خطة شركة «جيت بلو» لتوفير الخدمات الإنترنت المجانية، وقد أضاف يقول إن «توفير خدمات الواي - فاي على الطائرات مكلف للغاية. ولذلك فلا أتوقع أن يستمر توفير تلك الخدمات للركاب بلا مقابل».

*خدمة «نيويورك تايمز»



معرض للتقنيات الحديثة المخصصة للصحة النفسية

جهاز استشعار اللعاب «كورتي سينس» من شركة «نيوتريكس إيه جي» وتطبيق مراقبة هرمون التوتر خلال معرض الإلكترونيات الاستهلاكية (أ.ف.ب)
جهاز استشعار اللعاب «كورتي سينس» من شركة «نيوتريكس إيه جي» وتطبيق مراقبة هرمون التوتر خلال معرض الإلكترونيات الاستهلاكية (أ.ف.ب)
TT

معرض للتقنيات الحديثة المخصصة للصحة النفسية

جهاز استشعار اللعاب «كورتي سينس» من شركة «نيوتريكس إيه جي» وتطبيق مراقبة هرمون التوتر خلال معرض الإلكترونيات الاستهلاكية (أ.ف.ب)
جهاز استشعار اللعاب «كورتي سينس» من شركة «نيوتريكس إيه جي» وتطبيق مراقبة هرمون التوتر خلال معرض الإلكترونيات الاستهلاكية (أ.ف.ب)

بات الفاعلون في القطاع التكنولوجي يوفرون مزيداً من الأجهزة الحديثة والتقنيات المخصصة للصحة النفسية، كجهاز يرصد القلق أو آخر يحدّ من تفاقم التوتر أو يسيطر على نوبات الهلع.

ومن بين الشركات الناشئة المتخصصة في هذا المجال والحاضرة في معرض لاس فيغاس للإلكترونيات الذي يفتح أبوابه أمام أفراد العامة، غداً (الثلاثاء)، «نوتريكس» السويسرية التي أطلقت جهاز «كورتيسنس (cortiSense)»، القادر على قياس مستوى الكورتيزول المعروف بهرمون التوتّر.

و«كورتيسنس» عبارة عن جهاز أسطواني صغير على طرفه قطعة يمكنها جمع اللعاب، من دون اضطرار الشخص للبصق أو استخدام أنبوب، ثم يحلّل الجهاز اللعاب مباشرة. وبعد بضع دقائق، يمكن الاطلاع على النتائج عبر تطبيق في الهاتف المحمول.

وثمة جهاز منافس لـ«كورتيسنس» هو «إنليسنس (EnLiSense)» الذي يستخدم رقعة قماشية «باتش» تمتص بضع قطرات من العرق، ثم يتم إدخالها في قارئ محمول يعرض البيانات عبر أحد التطبيقات أيضاً.

يمكن لجهاز استشعار العرق القابل للارتداء الذي طوره باحثون في جامعة تكساس في دالاس ويتم تسويقه حالياً بواسطة شركة EnLiSense أن يوفر نظرة ثاقبة على مستويات الصحة والتوتر لدى مرتديه (موقع الشركة)

تقول مؤسِّسَة «نوتريكس» ماريا هان «لم يكن هناك حتى اليوم، أداة للتحكم من المنزل بمستوى هذا الهرمون»، مضيفة: «كان على الشخص إن أراد قياس مستوى الكورتيزول، الذهاب إلى المستشفى أو إرسال عينات» إلى المختبر.

في حالة كانت النتائج مرتفعة جداً، تقترح «نوتريكس» إمكانية التواصل مع متخصصين صحيين لتوفير حلّ مناسب من خلال استشارة طبية.

ترى ماريا هان أن «كورتيسنس» هو بمثابة «طبقة إضافية» من الإعدادات، ومكمّل لنظام «نوتريكس» الحالي ومنصتها «جيسنس» التي تجمع بيانات عن النوم والوزن والنشاط البدني والتغيرات في مستويات الغلوكوز.

وفي حين سيُتاح المنتج للشراء مباشرة من الأفراد، ترى هان أن النموذج يتقدّم لدى شركات التأمين الصحي والمؤسسات الرسمية والشركات أيضاً.

في النسخة الأخيرة من الجهاز، يحتفظ المستخدم بملكية بياناته الشخصية، ولكن يمكن تجميعها مع بيانات موظفين آخرين لمراقبة مستوى التوتر لدى الفريق أو العاملين في قسم واحد.

وعلى أساس هذه المعلومات، «يمكن للشركة» مثلاً أن «تقرر منح أيام إجازة إضافية» للموظف، بحسب ماريا هان.

تقول جولي كولزيت، وهي عالمة نفس من نيويورك: «هذه الأجهزة لا توفّر علاجاً ولكنها منتجات تكميلية تساعد في الكشف عن المشكلة الصحية أو تشخيصها بشكل أوّلي».

التنفّس لمواجهة التوتر

يضمّ جهاز «بي مايند» من شركة «باراكودا» الفرنسية كاميرا مدمجة قادرة على تحديد مؤشرات التوتر أو التعب، ومن ثم اقتراح أوقات للاسترخاء، إذا لزم الأمر، مع عرض صور وموسيقى هادئة.

تتميز أداة «كالمي غو» بقدرات إضافية من خلال جهازها الصغير الذي يشبه جهاز الاستنشاق المخصص لمرض الربو، الذي يمكن مسكه ويُستخدم عند حصول نوبات هلع.

أرادت رئيسة الشركة آدي والاش «ابتكار منتج يمكن أخذه إلى أي مكان ويُستخدم لتهدئة النوبة من دون الحاجة إلى تدخّل شخص آخر أو إلى تناول دواء».

يضع المستخدم فمه على الجهاز كما لو أنه يستخدم جهاز استنشاق ويتنفس بمعدل تحدده إشارات ضوئية. وبفضل الذكاء الاصطناعي، أصبح الإيقاع المحدد خاصاً بكل فرد.

بالإضافة إلى التنفس، يحفّز الجهاز الذي بيع أكثر من مائة ألف نسخة منه في الولايات المتحدة، أربعاً من الحواس الخمس، مع إشارات ضوئية، واهتزاز جسدي ينتج صوتاً أيضاً، وروائح مهدئة «لفصل الشخص عن حالة التوتر».

شعار معرض الإلكترونيات الاستهلاكية «CES» يظهر عند دخول الحضور إلى المعرض (أ.ف.ب)

تنشّط هذه العملية الجهاز العصبي السمبثاوي، الذي يبطئ نشاط الجسم ويساعد في السيطرة على المشاعر.

أجرت «كالمي غو» دراسة سريرية على محاربين قدامى عانوا من ضغط ما بعد الصدمة (PTSD) بالتعاون مع المستشفى التابع لجامعة رايخمان الإسرائيلية.

وأظهرت الدراسة انخفاضاً في القلق وأعراض اضطراب ما بعد الصدمة بعد بضعة أسابيع من الاستخدام. وبحسب أدي والاش، تمكّن بعض المرضى «من وقف علاجهم الدوائي».

كذلك، سيُعاين الزائرون في معرض لاس فيغاس للإلكترونيات «رومي»، وهو روبوت صغير «يستخدمه كثيرون في اليابان للتخفيف من شعورهم بالقلق والوحدة»، بحسب شركة «ميكسي» التي صممته.

ويرد «رومي» على مالكه المحبط بعد ليلة من العمل غير المجدي بمزحة، مقترحاً عليه مشاهدة فيلم ليسترخي. تقول جولي كولزيت: «مع طرح مزيد من الأجهزة في السوق، ربما ستهتهم أعداد إضافية من الناس بالعلاج».

من ناحية أخرى، لا تؤمن كولزيت بقدرة الروبوت والذكاء الاصطناعي عموماً على الاستجابة للأسباب الجذرية للقلق أو التعاسة. وتقول: «يحتاج المرضى لشخص كي يرشدهم، حتى يشعروا بأنّ أحداً يفهمهم وأنهم على أرضية آمنة. لا أعتقد أن الروبوت قادر على تحقيق ذلك».