مباراة فرنسا وإنجلترا في موعدها غدًا.. وويمبلي يتحدى الإرهاب

بعد 4 أيام فقط من الهجمات الإرهابية خارج استاد دو فرانس

الجماهير نزلت ملعب استاد دو فرانس فزعا من التفجيرات الإرهابية أثناء مواجهة فرنسا وألمانيا (أ.ف.ب)
الجماهير نزلت ملعب استاد دو فرانس فزعا من التفجيرات الإرهابية أثناء مواجهة فرنسا وألمانيا (أ.ف.ب)
TT

مباراة فرنسا وإنجلترا في موعدها غدًا.. وويمبلي يتحدى الإرهاب

الجماهير نزلت ملعب استاد دو فرانس فزعا من التفجيرات الإرهابية أثناء مواجهة فرنسا وألمانيا (أ.ف.ب)
الجماهير نزلت ملعب استاد دو فرانس فزعا من التفجيرات الإرهابية أثناء مواجهة فرنسا وألمانيا (أ.ف.ب)

رغم المذبحة التي هزت باريس، قرر اتحاد الكرة الفرنسي المضي قدمًا في إقامة المباراة الودية لمنتخب بلاده المقررة غدا مع منتخب إنجلترا على استاد ويمبلي بالعاصمة لندن من أجل إظهار روح التضامن الرياضي.
مع تواتر أنباء الهجمات المروعة التي تعرضت لها باريس، مساء الجمعة، إلى مدينة أليكانتي الإسبانية خلال النصف الثاني من المباراة الودية للفريق الإنجليزي في مواجهة نظيره الإسباني، ساد شعور بالفزع مع تكشف كل معلومة جديدة حول تفاصيل الحادث - تحولت المباراة لأمر لا قيمة له مع كل دقيقة تمر. في تلك اللحظات، بدا في حكم المؤكد أن المباراة المقرر عقدها الثلاثاء على استاد ويمبلي بين فرنسا وإنجلترا سيتم إلغاؤها، وذلك لأسباب عدة منها المخاوف الأمنية الملحة، لكن يبقى على رأسها الحزن الشديد الذي خلفه الحادث وهيمنة مشاعر الألم والصدمة على الجميع.
ومع ذلك، نظر الاتحاد الفرنسي لكرة القدم إلى الأمر من منظور مختلف وجريء، حيث قرر انعقاد المباراة في موعدها. والمؤكد أن المنتخب الفرنسي سيلقى ترحيبًا حارًا داخل استاد ويمبلي يعكس روح الأخوة والتضامن. وهنا، ستحظى كرة القدم العالمية بفرصة لإظهار وحدة الصف الرياضي في مواجهة المذابح والفوضوية والأفكار المريضة الهدامة.
ولا شك أن هذا الوضع يمثل عبئًا ليس بالهين على عاتق مباراة كروية. في الواقع، ربما كان الصمت ردًا أيسر من ذلك، لأن هناك أوقاتًا يسهل على الإنسان خلالها اللعب، وأخرى لا يمكنه خلالها سوى الاستسلام للحزن والألم. وبطبيعة الحال، ستسيطر على الفترة السابقة واللاحقة مباشرة للمباراة روح التحدي والصمود، بل والغضب حيال ما وصفه الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بأنه «عمل من أعمال الحرب» دبرته أطراف خارج فرنسا.
والمؤكد أن أقوى صور التحدي الفرنسية ستأتي من قنوات أخرى بخلاف كرة القدم، بصورة أساسية نشر مزيد من القوات المسلحة بالمناطق التي ينتمي إليها من أعلنوا مسؤوليتهم عن الهجمات. الواضح الآن أن ويمبلي سيستضيف حدثًا فريدًا من نوعه بكل المقاييس، حيث يجمع ما بين الحدث الرياضي والجنازة وحدث أمني رفيع المستوى. وقد يثير إصرار الاتحاد الفرنسي لكرة القدم على المضي في الجدول المعد سلفًا للمباريات الودية من دون تغيير شعورًا ببعض الارتياح والطمأنينة لدى الكثيرين.
داخل ملعب إليكانتي، طغت سحابة من الحزن والكمد على الإجراءات الروتينية المتعلقة بما بعد المباراة بين إسبانيا وإنجلترا. وفي الوقت الذي كان لاعبو الفريق الإنجليزي منهمكين داخل الملعب، وقف هاري كين وجو هارت وغاري كاهيل يتبادلون بعض الحديث مع الصحافيين. والواضح أن أحدًا من اللاعبين لم يكن على دراية بما وقع لحظتها في باريس، مثلما الحال مع الكثيرين غيرهم على الطرف المقابل من الحاجز المعدني والذين لم تتسم لهم فرصة معرفة أي شيء عن الحادث سوى بضع معلومات أولية مروعة.
كان هناك بعض الحديث الروتيني عن طريقة اللعب التي قد يختارها الفريق الفرنسي، وكيف سيكون شكل مواجهة أوغو لوري. في تلك اللحظات، كانت البراءة مسيطرة على أذهان الجميع ولم يخطر ببال أحد أن المباراة الودية المرتقبة مع فرنسا ستتحول في غضون دقائق لأمر بعيد تمامًا وأكبر بكثير من مجرد كونها مباراة كرة قدم.
وعلى بعد 740 ميلاً إلى الشمال كان أقرانهم الألمان المشاركون بالمنتخب الألماني يقضون الليل في ظل حراسة أمنية مشددة من قبل قوات الجيش داخل استاد فرنسا، ليتحطم بذلك الحاجز التقليدي الفاصل بين عالم كرة القدم الاحترافية والعالم الخارجي.
المعروف أن اثنين من التفجيريين الانتحاريين اللذين استهدفا المباراة الودية بين فرنسا وألمانيا فشلا في الوصول لهدفهما الأساسي، وفجرا نفسيهما فقط. ومع ذلك، فإن تأثير المحاولة ذاتها كان هائلاً. وداخل إسبانيا، سيطر على الجميع شعور بالصدمة حيال مدى ضآلة مستوى إجراءات الأمن داخل استاد خوزيه ريكو بيريز بخلاف الوجود الشرطي المعتاد.
المؤكد أنه سيجري إدخال تغييرات هيكلية إجبارية على أسلوب تنظيم ومراقبة أمن مثل هذه الأحداث الرياضية من الآن فصاعدًا، مع تشديد الإجراءات الأمنية. ومع ذلك تظل الحقيقة أنه ليس هناك إجراء دفاع حقيقي يمكنه الصمود في وجه العازمين على تدمير أنفسهم والذين يرمون لإثارة الخوف والرهبة في نفوسنا جميعًا.
المعروف أن فرق إنجلترا وألمانيا وإسبانيا ستشارك ببطولة أمم أوروبا لكرة القدم لعام 2016 في فرنسا بعد سبعة أشهر من الآن. ومن المعتقد أنه لن يطرأ تغيير على جدول أو موعد إقامة البطولة. ورغم أنه سبق نقل أو إلغاء أحداث رياضية فيما مضى بسبب حروب أو أعمال إرهابية، فإنه ليست هناك سابقة لمثل هذا الإجراء هنا.
جدير بالذكر أن كأس ريدر الذي كان مقررًا إجراؤه بعد شهر من هجمات 11 سبتمبر (أيلول)، تعرض للإرجاء لمدة عام كامل. كما أن الدوري الممتاز للكريكيت الهندية لعام 2009 جرى نقله إلى جنوب أفريقيا في أعقاب الهجوم الدموي الذي تعرضت له حافلة فريق سريلانكا في لاهور. فيما عدا ذلك، لم تفلح سوى الحرب العالمية في تعطيل العلاقات الكروية على الساحة الدولية خلال السنوات من 1914 إلى 1918 و1939 إلى 1945، وهي أسوأ سنوات القرن العشرين وأكثرها ظلامًا.
ومن غير الواضح حتى الآن طبيعة البطولة المقامة الصيف القادم، فمثلما تغير وجه الأمن داخل المدن والمطارات الأوروبية في أعقاب أحداث باريس الدامية، فإن الأمر ذاته سينطبق بالتأكيد على بطولة أمم أوروبا بفرنسا لعام 2016. ويبدو أن صورة البطولات الرياضية كمناسبات لجني أرباح تجارية تخلو من المنغصات قد تلاشت للأبد. ويبدو أن المتفجرات التي اشتعلت حول استاد فرنسا تمثل نقطة مفصلية في تاريخ الرياضة العالمية ككل - ذلك أن الشعور بالبراءة الغالب على هذه المناسبات قد ولى إلى الأبد.
وبإعادة النظر الآن لمثل هذه المناسبات الرياضية يتضح لنا أن مدرجات المشجعين والفنادق التي يتركز بها السائحون والضواحي التجارية تبدو جميعها الآن مناطق مفتوحة وعرضة للخطر على نحو مثير للفزع. ولا شك أن هجمات فرنسا ستفرض تشديد الإجراءات الأمنية داخل مختلف الدول وتعزيز التعاون فيما بينها. والمؤكد أن الشرطة والقوات المسلحة البريطانيتين ستشاركان بكثافة في تأمين المباراة المقبلة مع فرنسا على المستوى الاستخباراتي.
من جهته، لمح الاتحاد الفرنسي لكرة القدم، ربما بدافع من التحدي، إلى أن للرياضة دورا مهما عليها الاضطلاع به، وهو ذات الدور الذي تضطلع به جميع النشاطات البشرية السلمية الأخرى. في الواقع، كرة القدم على وجه التحديد من النشاطات التي تعشق التضخيم من أهميتها ودورها، الأمر الذي ينعكس على التضخيم من قيمة الانتصارات وتعمد المنظمات والكيانات الرياضية استخدام ذات اللغة السائدة بالدوار الدبلوماسية.
في المقابل من ذلك، دائمًا ما جسدت الرياضة في صورتها النقية الأصلية روح العمل الجماعي القائم على فكرة تجميع عدد من البشر داخل المساحة المادية ذاتها، باعتبارها عنصرا يجمع البشر ولا يفرقهم.
لا شك أن بعضا ممن كانوا قد عزموا على السفر إلى فرنسا لحضور البطولة الأوروبية الصيف المقبل قد غيروا خططهم وتخلوا عن الفكرة، وهو أمر يمكن تفهم أسبابه، ذلك أن مثل هذه القرارات تضع في اعتبارها السلامة الشخصية للمرء على رأس اعتباراتها.
ومع ذلك، يبقى الرد الأمثل لما وقع المضي قدمًا نحو لقاء الغد والبطولة الأوروبية الصيف المقبل بغض النظر عن مشاهد الترويع والقتل التي منيت بها فرنسا، وهو إجراء يطرح في حد ذاته صورة من صور الوحدة والتضامن.



«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) 2025، عن مجموعتين متوازنتين.

فقد ضمت الأولى منتخبات الكويت، وقطر، والإمارات وعمان، والثانية العراق والسعودية والبحرين واليمن.

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وسُحبت مراسم القرعة في فندق «والدورف أستوريا» بحضور ممثلي المنتخبات المشارِكة في البطولة المقبلة.

وشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة الكويت الكشف عن تعويذة البطولة «هيدو»، وهي عبارة عن جمل يرتدي قميص منتخب الكويت الأزرق، بحضور رئيس اتحاد كأس الخليج العربي للعبة القطري الشيخ حمد بن خليفة، إلى جانب مسؤولي الاتحاد وممثلين عن الاتحادات والمنتخبات المشاركة ونجوم حاليين وسابقين.

السعودية والعراق وقعا في المجموعة الثانية (الشرق الأوسط)

وجرى وضع الكويت على رأس المجموعة الأولى بصفتها المضيفة، والعراق على رأس الثانية بصفته حاملاً للقب النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، بينما تم توزيع المنتخبات الستة المتبقية على 3 مستويات، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقام المباريات على استادي «جابر الأحمد الدولي» و«جابر مبارك الصباح»، على أن يبقى استاد علي صباح السالم بديلاً، ويترافق ذلك مع تخصيص 8 ملاعب للتدريبات.

وستكون البطولة المقبلة النسخة الرابعة التي تقام تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي بعد الأولى (23) التي استضافتها الكويت أيضاً عام 2017. وشهدت النسخ الأخيرة من «العرس الخليجي» غياب منتخبات الصف الأول ومشاركة منتخبات رديفة أو أولمبية، بيد أن النسخة المقبلة مرشحة لتكون جدية أكثر في ظل حاجة 7 من أصل المنتخبات الثمانية، إلى الاستعداد لاستكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وباستثناء اليمن، فإن المنتخبات السبعة الأخرى تخوض غمار الدور الثالث الحاسم من التصفيات عينها، التي ستتوقف بعد الجولتين المقبلتين، على أن تعود في مارس (آذار) 2025.

ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب الخليجي (10) آخرها في 2010.

الكويت المستضيفة والأكثر تتويجا باللقب جاءت في المجموعة الأولى (الشرق الأوسط)

ووجهت اللجنة المنظمة للبطولة الدعوة لعدد من المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مشوار البطولة مع منتخبات بلادهم، إذ حضر من السعودية ناصر الجوهر ومحمد الخراشي، والإماراتي مهدي علي، والعراقي الراحل عمو بابا، إذ حضر شقيقه بالنيابة.

ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على ملعبي استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، وكذلك استاد الصليبيخات، وهو أحدث الملاعب في الكويت، ويتسع لـ15 ألف متفرج.

وتقرر أن يستضيف عدد من ملاعب الأندية مثل نادي القادسية والكويت تدريبات المنتخبات الـ8.