محاولات تعديل الخريطة العقارية في نيويورك تواجه باحتجاجات صاخبة

مخاوف من طرد مستأجرين فقراء بعد سنوات من تحولات اقتصادية مذهلة

مساكن فولتون في ضواحي نيويورك كمثال لمشاريع الإسكان العامة التي يواجه سكانها المخاوف (نيويورك تايمز)
مساكن فولتون في ضواحي نيويورك كمثال لمشاريع الإسكان العامة التي يواجه سكانها المخاوف (نيويورك تايمز)
TT

محاولات تعديل الخريطة العقارية في نيويورك تواجه باحتجاجات صاخبة

مساكن فولتون في ضواحي نيويورك كمثال لمشاريع الإسكان العامة التي يواجه سكانها المخاوف (نيويورك تايمز)
مساكن فولتون في ضواحي نيويورك كمثال لمشاريع الإسكان العامة التي يواجه سكانها المخاوف (نيويورك تايمز)

تسحب دارلين ووترز كل شهر عربة التسوق خاصتها وتتوجه من حي تشيلسي في مدينة نيويورك الأميركية إلى محطة الحافلات قاصدة وول مارت وسامز كلوب في سيكوكوس بولاية نيوجيرسي التي تقول: «إنهما الآن المتجران المفضلان لدي».
السيدة ووترز لا تنقصها المتاجر في الحي الذي تسكنه، لكن صلصة المارينارا التي يحبها حفيدها تباع في تشيلسي بـ«4 دولارات وبعض الفكة»، حسبما تقول، أي ضعف ثمنها في المناطق الواقعة على الضفة الأخرى من النهر. وينطبق الحال على معجون الأسنان، ودجاج الشواء، والموتزريلا لباستا الزيتي المخبوزة. ناهيك عن الكعك. ويبيع مخبز في هاربز فتح أبوابه العام الماضي في الجادة 9 شرائح من كعكة الفراولة مقابل 10 دولارات.
وتعيش السيدة ووترز، 70 عامًا، وهي مساعدة معلم متقاعدة، في المساكن العامة، لذا فهي على الأقل قادرة على تحمل إيجار منزلها. لكن الظروف المحيطة بها تعرضت لتحولات اقتصادية مذهلة في العقدين أو العقود الثلاثة الماضية، حيث ترك تدفق للثروة آثارًا جلية وخفية على رقيقي الحال من السكان المحليين. كما لا تظهر على هذا التغيير أي علامات تنبئ بتباطئه.
وتقول السيدة ووترز التي تعيش في تشيلسي منذ كانت في سن الـ11 إن «المنطقة أكثر جمالاً الآن مقارنة بالزمن الذي انتقلت فيه إليها.. لدينا سكان من كافة الأطياف الذين يمكننا أن نتعلم منهم».
وحي تشيلسي، الذي يشمل القطاع الواقع غرب جادة الأميركتين بين شارعي 13 و34، يمكن أن يكون الآن الحي المعبر عما يطلق عليه عمدة نيويورك بيل دي بلاسيو قصة مدينتين. وبينما سجل متوسط دخل الأسرة في تشيلسي قفزة هائلة، ظل الدخل في مساكن إليوت، المشروع الإسكاني الذي تقطنه السيدة ووترز، ثابتًا تقريبًا.
وتشير بيانات الإحصاء وسلطات المدينة إلى أن متوسط دخل الأسرة في تشيلسي، يبلغ نحو 140 ألف دولار، أي قرابة 5 أضعاف متوسط دخول الأسر في المساكن العامة بالمنطقة. ويصنف الحي الآن بين الأكثر تفاوتًا في متوسط دخول سكانه بالمدينة، بحسب مركز فيرمان للعقارات والسياسة الحضرية في جامعة نيويورك، حيث زاد نصيب الأسر في شرائح الدخل الأعلى - ما يفوق 250 ألف دولار.
ومع فرط التحديث يأتي فرط القلق، وذلك ليس في حي تشيلسي وحده. وتعتزم إدارة العمدة دي بلاسيو، وهو من الحزب الديمقراطي، إعادة تقسيم أجزاء من المدينة من أجل بناء مساكن بأسعار معقولة بحسب معدلات السوق، مما أثار احتجاجات صاخبة في شرق نيويورك ومناطق أخرى من المدينة حيث يخشى السكان من أن يؤدي التطوير المتصور إلى طرد مستأجرين فقراء من منازلهم التي عاشوا فيها فترات طويلة.
كما أن خطة العمدة لزيادة إيرادات هيئة الإسكان في مدينة نيويورك عبر تأجير الأراضي داخل مشاريع الإسكان لصالح مساكن مختلطي الدخول أحيت مخاوف قديمة بأن مباني المساكن العامة ربما تتهاوى أمام سوق العقارات المتصاعدة - سواء عبر خصخصتها أو إزالتها لتوفير أماكن للطبقات الأغنى من سكان نيويورك.
«هل ستتخلى هيئة الإسكان في نيويورك عن المساكن العامة؟»، هكذا تساءل أحد سكان وايكوف غاردنز في بوريم هيل ببروكلين، وهو أحد مشاريع الإسكان التي سيشيد بها بعض المباني الجديدة. وتساءل آخر خلال الاجتماع الذي عقد مؤخرًا وجمع بين السكان والمسؤولين في الهيئة: «هل يمكن أن يضمن لنا أحد أن الناس هنا سيحتفظون بشققهم؟».
وفي حي تشيلسي المحدث، لم تتحول بعد أسوأ المخاوف لدى السكان إلى أمر واقع. مشاريع الإسكان العامة - مساكن فولتون (بين شارعي 16 و19 والجادتين 9 و10) وحي إليوت ومساكن تشيلسي - التي تضم مجتمعة نحو 2000 شقة - لا تزال قائمة، كما كانت منذ أربعينات القرن الماضي في إليوت، وستينياته في فولتون وتشيلسي. بيد أن حال المباني المشيدة بالطوب قد تدهور بفعل الزمن ونقص ميزانية الصيانة في هيئة الإسكان، على الرغم من أن مسؤولي المدينة يقولون: إنهم ما زالوا ملتزمين بالحفاظ على المساكن العامة. لكن الحي من حولهم تحول إلى منطقة من الأبراج السكنية الفاخرة، ووجهات المتاجر والمباني الإدارية المحدثة، علاوة على المساحات المفتوحة الرائعة مثل متنزه هاي لاين، مما ترك بعض قاطني المساكن العامة في مشاعر مختلطة بين الاستمتاع والخوف من المستقبل.
وما زالت برباره سانشيز، 42 عامًا، التي ترعرعت في مساكن فولتون إبان الحقبة التعيسة من تاريخ تشيلسي، والتي شهدت تفشي تجارة المخدرات في بعض الشوارع، تشعر بالدهشة والتعجب لأنها تستطيع الآن السماح لابنتها ذات الـ11 عامًا بالسير بمفردها مسافة عدة بنايات في طريق العودة من المدرسة إلى المنزل، أو أنهما يستطيعان التردد على المتنزهات التي كانت تتجنبها في الماضي.
وتحكي عن متنزه صغير في الشارع 17 قائلة: «لم تكن لتستطيع السير في المتنزه بسبب المخدرات... الآن، يتناول الناس الغداء فيه ويمارسون رياضة الهرولة ويجلسون بين جنباته يطالعون حواسبهم الشخصية».
ودرس تقرير أمرت المدينة بإعداده ونشر في شهر مايو (أيار) الماضي، آثار تحديث الحي على قاطني المساكن العامة واكتشف مزايا عدة تمتعوا بها بفضل التواجد في المناطق الأكثر ثراء من قبيل زيادة الشعور بالأمان في الشوارع وارتفاع مستوى الطلبة والخدمة التعليمية في المدارس. وخلص الباحثون إلى أن التعايش بين أبناء الطبقات المختلفة أدى إلى زيادة العائد السنوي للأسر القاطنة في المساكن العامة بالمناطق ذات الدخول المرتفعة مقارنة بأقرانهم في الأحياء الفقيرة.
لكن هناك أيضًا جوانب سلبية للأمر. تقول إنغريد غولد إيلين، مديرة مركز فورمان الباحثة الرئيسية في الدراسة، إن «السكان شعروا بقلق عميق.. لقد ثمنوا الأمان لكنهم شعروا بالارتباك، كما تعاظمت نفقاتهم اليومية وأحسوا بالاغتراب».
وأشار السكان في المقابلات التي جرت معهم إلى افتقادهم المتاجر والبقالات البسيطة والمباني المنخفضة وأماكن التجمع، التي حلت مكانها بدائل على أحدث طراز. وتراجعت أعداد المقاصد القديمة مثل محلات الوجبات الجاهزة وبائعي الأسماك والجزارين ببضائعهم الرخيصة والمغاسل ومحال الخردوات، أو اختفت تمامًا، في ظل انتشار الشقق الفاخرة التي تصل أثمانها إلى ملايين الدولارات، وشركات التكنولوجيا مثل غوغل، والمطاعم الأنيقة التي صبغت المنطقة بأجواء حي تعليب اللحوم في الجنوب.
وتتعدد التناقضات في الحي. وفي إحدى المناطق، تصطف حافلات المدارس بلونها الأصفر في الجادة 9 لتقل الطلبة من أمام المدرسة العامة رقم 33. في غضون ذلك وليس بعيدا عن هذا المكان في الجادة 10، يفعل موكب من سيارات الكاديلاك الرياضية متعددة الأغراض من طراز إسكاليد نفس الشيء أمام ذا وورلد سكول، وهي مدرسة خاصة فتحت أبوابها في 2012 لتستقبل الطلاب من مرحلة ما قبل الحضانة وحتى الصف الـ12 مقابل مصاريف سنوية تبلغ 44 ألف دولار.
وتحول محل ويسترن بيف القديم إلى متجر يتبع شركة أبل بدرجه الزجاجي، بينما تبدل حال مطعم البيتزا إلى صالون تجميل يخطف الأبصار ويدفع الكثير من السكان إلى أن يعترفوا بأنهم فقدوا شعورهم بالانتماء إلى الحي.
وتحدثت السيدة سانشيز عن خسارة تجمع عرقي معظم سكانه كانوا من بورتوريكو، التي قدم منها والداها أيضًا. وتقول إنها تذهب الآن إلى شارع ديلانسي في حي لور إيست سايد لتبتاع مكونات أطباقها البورتوريكية التقليدية فيما تحاول أن تنقل ثقافتها إلى ابنتها وابنها الذي يبلغ 13 عامًا.
جوان ستون، أحد قاطني مساكن إليوت وطامح في احتراف التمثيل، تحدث عن التغير الذي يأتي أحيانًا غامرًا. ويقول: «كل التركيز منصب على الشركات.. تسير بجانب سقالة وتتساءل، ما الذي سوف يبنونه الآن؟».
ويقول السيد ستون إن الحي يشعره بدرجات متفاوتة من الترحاب. لقد عمل السيد ستون في وظائف صيفية في متنزه هاي لاين، ويقول إنه وأصدقاءه استمتعوا بالحفلات الموسيقية المجانية والأحداث الترفيهية الأخرى التي وفرها لهم المتنزه. لكنه قال عن بعض متاجر التجزئة الراقية المنتشرة من حوله: «أشعر بعدم ارتياح في الذهاب إليها».
وفي ظل معاناتهم لكي يوفروا متطلبات العيش هناك، يشعر الكثير من الشبان في المساكن العامة بأن الحي لن يظل طويلاً مكانهم الذي ينتمون إليه. يقول جاستن ووترز، حفيد السيدة ووترز، 27 عامًا، الذي يعمل محلل أنظمة كومبيوتر في وكالة هادسون غيلد الأهلية، إنه لا يتوقع البقاء في تشيلسي على الرغم من المزايا التي يوفرها الموقع. وقال: «تزيد الأسعار كل عام.. لا يفترض أن تعاني باستمرار لكي تعيش في مكان ما. حينئذ تفقد متعة الإقامة فيه». إن الفارق بين أسعار الإيجارات في السوق وما يستطيع أن يتحمل كلفته معظم قاطني المساكن العامة سيمنع حتى الفئات الصاعدة منهم من البقاء في الحي عندما يبدأون في السعي للانتقال إلى مساكن خاصة. بل إن القادمين الجدد السابقين الذين كان ينظر إليهم بوصفهم من المحدثين في الحي ستقصيهم هذه الفجوة السعرية.
يقول عضو مجلس بلدية نيويورك كوري جونسون، وهو ديمقراطي يمثل تشيلي وهيلز كيتشن وويست فيلدج، إن المعارض الفنية التي توافدت على المكان منذ تسعينات القرن الماضي، تغلق أبوابها الآن أو تغادر بحثا عن إيجارات أرخص. ويضيف: هناك «عدد هائل من المعارض الفنية المستقلة تفر إلى لور إيست سايد وبروكلين، لأن ملاك المباني يطلبون زيادات باهظة في غرب تشيلسي».
وعلى الرغم من الطفرة في أعمال التشييد والبناء، حيث كان تشيلسي يمتلك أكبر عدد من الوحدات السكانية الحاصلة على تصاريح بناء جديدة عام 2014، بحسب مركز فورمان، فإن المعروض من الوحدات الإيجارية لا يتماشى مع حجم الطلب القائم. وفي عام 2014، بلغ متوسط الإيجار المطلوب في تشيلسي 3490 دولارًا، فيما تعد رابع أعلى قيمة إيجارية بمدينة نيويورك، حسبما أفاد المسؤولون في المركز.
لكن المساكن العامة ليست المعقل الوحيد لأصحاب الدخول المنخفضة والمتوسطة في تشيلسي. وتساعد بن ساوث، وهي منطقة للإسكان التعاوني لأصحاب الدخول المتوسطة وتضم أكثر من 2800 شقة، علاوة على الشقق الخاضعة لتنظيم الإيجارات، في الحفاظ على التنوع الاقتصادي في تشيلسي.
لكن المدينة فقدت الكثير من شققها الخاضعة لتنظيم الإيجارات التي شيدت على مدار العقدين الماضيين، لا سيما في مناطق مثل تشيلسي، حيث ارتفعت الإيجارات في السوق بما يكفي لتمكين أصحاب العقارات بموجب قانون الإيجارات في الولاية من إخراج شققهم من التنظيم عندما تصبح شاغرة.
وتقول باريكا ويليامز، نائبة مدير رابطة الحي وتطوير الإسكان، إن «الخسارة الهائلة في الوحدات الخاضعة لتنظيم الإيجارات، إلى جانب الطفرة في الإيجارات الفاخرة، لا تترك للأسر خيارات كثيرة للبقاء في مجتمعهم».
ويقول السيد جونسون، الذي عاش أيضًا في مساكن ماساتشوستس العامة خلال طفولته، إنه تأثر بدوره بارتفاع تكاليف الإسكان. وفي عام 2003، كان يعيش في شقة صغيرة مقابل 900 دولار شهريًا. وبعد 5 سنوات انتقل إلى شقة صغيرة أخرى عبر الشارع حيث بلغ الإيجار الشهري 1750 دولارًا. والآن يدفع 2700 دولار، بزيادة تبلغ نحو 1000، مقابل نفس الوحدة التي تبلغ مساحتها 319 قدما مربعا. وبوصفهم مؤجرين مدعومين من الدولة، يحظى قاطنو المساكن العامة بالحماية بموجب سياسة فيدرالية تقضي بألا يدفعوا أكثر من 30 في المائة من دخلهم في الإيجار. لكن الخشية من الإخلاء تظل قائمة رغم ذلك. وقبل 3 أعوام، أخذت المدينة ساحة انتظار من مساكن إليوت وتشيلسي لبناء 168 شقة للأسر منخفضة ومتوسطة الدخل، وتخطط الآن لمشروع بناء اقتصادي آخر، في ساحة انتظار في مساكن فولتون، حسبما يقول مسؤولو هيئة الإسكان.
وتقول السيدة سانشيز من مساكن فولتون إنه «سيكون من قبيل الغباء ألا نفكر في ذلك، لأنه سيحدث في نهاية المطاف.. ربما تقول شركة ما إن لدينا ما يكفي من المال لشراء هيئة الإسكان في نيويورك برمتها. هناك شخص ما بالخارج ربما يقول الآن (كيف بنا السبيل إلى ذلك)، لأنه صفقة عقارية من الفئة الممتازة».

* خدمة «نيويورك تايمز»
خاص بـ«الشرق الأوسط»



سوق الإسكان في الصين تواصل الاستقرار خلال فبراير الماضي

رغم تفشي كورونا الجديد فإن التوقعات تستبعد تأثيره على سوق العقارات في البلاد
رغم تفشي كورونا الجديد فإن التوقعات تستبعد تأثيره على سوق العقارات في البلاد
TT

سوق الإسكان في الصين تواصل الاستقرار خلال فبراير الماضي

رغم تفشي كورونا الجديد فإن التوقعات تستبعد تأثيره على سوق العقارات في البلاد
رغم تفشي كورونا الجديد فإن التوقعات تستبعد تأثيره على سوق العقارات في البلاد

واصلت سوق الإسكان في الصين الاستقرار بشكل عام خلال شهر فبراير (شباط) الماضي، حيث سجلت 70 مدينة رئيسية ارتفاعاً طفيفاً في أسعار المساكن على أساس شهري، حسب بيانات رسمية صدرت أول من أمس. وأظهرت الإحصاءات أن أسعار المساكن الجديدة في 4 مدن على المستوى الأول، وهي بكين وشانغهاي وشنتشن وقوانغتشو، ظلت دون تغيير على أساس شهري خلال فبراير (شباط) الماضي، مقارنة بنمو نسبته 0.4 في المائة سجل في يناير (كانون الثاني) الماضي.
وشهدت المدن على المستوى الثاني ارتفاعاً نسبته 0.1 في المائة على أساس شهري في أسعار المساكن الجديدة، بانخفاض 0.1 نقطة مئوية عن الشهر السابق، بينما شهدت المدن على المستوى الثالث أيضاً ارتفاعاً طفيفاً نسبته 0.1 في المائة على أساس شهري في أسعار المساكن الجديدة، مقارنة بزيادة نسبتها 0.4 في المائة سجلت في يناير (كانون الثاني) الماضي.
وازدادت أسعار المساكن المعاد بيعها في المدن على المستوى الأول على أساس شهري، إلا أنها كانت بوتيرة أبطأ، في حين ظلت الأسعار دون تغيير في المدن على المستوى الثاني، وانخفضت بشكل طفيف في مدن المستوى الثالث على أساس شهري.
وقال كونغ بنغ، الإحصائي في المصلحة، إنه رغم أن تفشي فيروس كورونا الجديد غير المتوقع جلب تأثيراً ملحوظاً على سوق العقارات في البلاد، فقد اتخذت السلطات عدداً كبيراً من السياسات والإجراءات للحفاظ على استقرار سوق العقارات بشكل عام.
وأظهرت بيانات المصلحة أيضاً أن الاستثمارات في التطوير العقاري بالبلاد انخفضت بنسبة 16.3 في المائة على أساس سنوي خلال أول شهرين من العام الحالي. كما انخفضت الاستثمارات في المباني السكنية بنسبة 16 في المائة عن العام الذي سبقه. وذكرت مصلحة الدولة للإحصاء أن الاستثمار في التطوير العقاري بالصين انخفض بنسبة 16.3 في المائة على أساس سنوي في الشهرين الأولين من عام 2020.
إلى ذلك، أفادت صحيفة «تشاينا سيكيوريتيز جورنال» بأن كبار مطوري العقارات في الصين أعلنوا عن ربحية أفضل خلال العام الماضي، وأصدرت 56 شركة عقارات صينية مدرجة في سوق الأسهم «إيه» وسوق هونغ كونغ للأوراق المالية تقاريرها السنوية لعام 2019. وسجلت 29 شركة زيادة في صافي الأرباح. ومن بينها، سجلت الشركات العقارية المدرجة في سوق الأسهم «إيه» أداء أفضل بشكل عام من نظيراتها المدرجة في سوق هونغ كونغ، حسبما ذكرت الصحيفة.
وانخفض متوسط صافي الأرباح العائد لمساهمي 38 مطوراً عقارياً مدرجاً في بورصة هونغ كونغ بنسبة 27.58 في المائة إلى 3.25 مليار يوان (466.3 مليون دولار)، في حين ارتفع صافي أرباح الشركات المدرجة في بورصة «إيه»، البالغ عددها 18 شركة، بنسبة 22.67 في المائة إلى 3.59 مليار يوان.وقالت الصحيفة إن معظم الشركات التي شهدت نتائج مالية محسنة سجلت توسعًا في أصولها وديونها. ومع ذلك، فإن نسبة الأصول إلى الديون التي تخصم من الإيرادات غير المكتسبة، والتي ترتبط بالنتائج المستقبلية لمطور العقارات، انخفضت بسبب المحاسبة المالية المثلى، مما يشير إلى ظروف مالية أفضل.
وقالت الصحيفة إن قطاع العقارات شهد مزيداً من عمليات الدمج والاستحواذ في 2019. وذكرت الصحيفة، نقلاً عن بيانات من معهد الأبحاث العقارية «تشاينا إنديكس أكاديمي»، أنه بصفتها وسيلة فعالة لشراء الأراضي وتوسيع الأعمال التجارية، أبرم مطورو العقارات الصينيون 333 صفقة دمج واستحواذ بقيمة 296.1 مليار يوان في العام الماضي، بزيادة 14.7 في المائة و31.6 في المائة على التوالي على أساس سنوي.
إلى ذلك، كشف بيانات رسمية أن أسعار العقارات الصينية سجلت معدلات نمو أقل في نهاية عام 2019، مقارنة مع العام السابق. وذكر بنك الشعب الصيني (البنك المركزي)، في أحدث تقرير فصلي له حول تطبيق السياسة النقدية، أن أسعار المساكن التجارية حديثة البناء في 70 مدينة كبرى ومتوسطة في أنحاء البلاد ارتفعت بواقع 6.8 في المائة على أساس سنوي بنهاية عام 2019، بانخفاض 3.7 نقطة مئوية مقارنة مع عام 2018.
وارتفعت أسعار المساكن المستعملة بنسبة 3.7 في المائة على أساس سنوي، بانخفاض 4 نقاط مئوية مقارنة مع عام 2018. وكانت المساحة الأرضية للمساكن التجارية المبيعة على مستوى البلاد هي ذاتها لعام 2018. مع ارتفاع المبيعات بنسبة 6.5 في المائة على أساس سنوي، بينما انخفض معدل نمو المبيعات بمعدل 5.7 نقطة مئوية مقارنة مع نهاية عام 2018. وواصل معدل النمو للقروض العقارية الانخفاض على نحو مطرد.
وبنهاية عام 2019، بلغ حجم القروض العقارية من كبرى المؤسسات المالية -بما في ذلك المؤسسات المالية ذات الاستثمار الأجنبي- 44.41 تريليون يوان (6.34 تريليون دولار)، بارتفاع 14.8 في المائة على أساس سنوي. وانخفض معدل النمو بواقع 5.2 نقطة مئوية، مقارنة مع نهاية عام 2018.
ومثل حجم القروض العقارية 29 في المائة من إجمالي القروض. ومن بين القروض العقارية، بلغ حجم قروض الإسكان الشخصي 30.2 تريليون يوان، بزيادة 16.7 في المائة على أساس سنوي. وانخفض معدل النمو 1.1 نقطة مئوية مقارنة مع نهاية عام 2018.
وأظهرت بيانات رسمية أن سوق المساكن في الصين واصلت الحفاظ على الاستقرار بشكل عام في يناير (كانون الثاني) الماضي، حيث سجلت أسعار المساكن في 70 مدينة رئيسية ارتفاعاً معتدلاً بشكل عام على أساس شهري. وأظهرت البيانات الصادرة عن مصلحة الدولة للإحصاء أن 47 من أصل 70 مدينة سجلت ارتفاعاً في أسعار المساكن الجديدة على أساس شهري، بتراجع من 50 مدينة في ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي.
وبحسب البيانات، فإن أسعار المساكن الجديدة في 4 مدن من الدرجة الأولى، وهي بكين وشانغهاي وشنتشن وقوانغتشو، ازدادت 0.4 في المائة على أساس شهري في يناير (كانون الثاني)، حيث شهد معدل النمو زيادة 0.2 نقطة مئوية عن الشهر الأسبق. كما شهدت مدن الدرجتين الثانية والثالثة في البلاد التي شملها مسح المصلحة ارتفاعاً معتدلاً على أساس شهري في يناير (كانون الثاني)، ولكن بوتيرة أبطأ من الشهر الأسبق.
وارتفعت أسعار المساكن المعاد بيعها في مدن الدرجة الأولى ومدن الدرجة الثالثة على أساس شهري، في حين ظلت الأسعار في مدن الدرجة الثانية ثابتة. وقال كونغ بنغ، الإحصائي الكبير في مصلحة الدولة للإحصاء، إن سوق العقارات ظلت مستقرة بشكل عام في يناير (كانون الثاني) الماضي، حيث تؤكد الحكومات المحلية على مبدأ أن «المساكن للعيش وليس للمضاربة»، إلى جانب تنفيذ آلية إدارة طويلة الأجل للسوق.