سقطرى المنكوبة.. أكبر جزر العرب وموطن هابيل وقابيل

بعد إعصاري «تشابالا» و«ميغ».. إعصارا «روانو» و«ندى» في الطريق

تهدمت عشرات المنازل في مدينة المكلا وغرقت شوارع المدينة بالمياه وذلك بعد أن ضرب إعصار تشابالا عدة محافظات في اليمن (أ.ف.ب)
تهدمت عشرات المنازل في مدينة المكلا وغرقت شوارع المدينة بالمياه وذلك بعد أن ضرب إعصار تشابالا عدة محافظات في اليمن (أ.ف.ب)
TT

سقطرى المنكوبة.. أكبر جزر العرب وموطن هابيل وقابيل

تهدمت عشرات المنازل في مدينة المكلا وغرقت شوارع المدينة بالمياه وذلك بعد أن ضرب إعصار تشابالا عدة محافظات في اليمن (أ.ف.ب)
تهدمت عشرات المنازل في مدينة المكلا وغرقت شوارع المدينة بالمياه وذلك بعد أن ضرب إعصار تشابالا عدة محافظات في اليمن (أ.ف.ب)

قالت مراكز أرصاد عالمية إن حالة إعصارية «مدارية» بدأت في التشكل حاليا في المحيط الهندي ومن المتوقع أن تضرب ساحل محافظة أرخبيل سقطرى اليمنية والسواحل الشرقية. وأشارت المراكز إلى أن الإعصار المداري «روانو» بدأ في التشكل في المحيط الهندي، بالتزامن مع الإعصار المداري «ميغ»، وسيجتاحان السواحل اليمنية خلال الأيام القليلة المقبلة.
وقالت البحرية الأميركية، أمس، إن صور الأقمار الاصطناعية أظهرت أن المنخفض المداري «روانو» بدأ بالتشكل في غرب خليج البنغال بكثافة، وسيعبر الأراضي الهندية، مرجحة تطوره إلى حالة مدارية إعصارية «عالية» تصل إلى بحر العرب.
في غضون ذلك، أشارت مراكز الأرصاد إلى أن المنخفض المداري «ندى» بدأ هو الآخر في الظهور والتشكل في المحيط الهندي، وسيصل إلى سواحل بحر العرب في تاريخ 18 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي.
ودعا مسؤول محلي في حديبو، مركز محافظة أرخبيل سقطرى، إلى إعلان المحافظة منطقة منكوبة بعد أن تعرضت لإعصارين متتابعين خلال فترة وجيزة، أوائل نوفمبر الحالي، هما «شابالا» و«ميغ»، دمرا بنيتها التحتية وكل مفاصل حياتها اليومية.
وقال مدير عام الهيئة العامة لحماية البيئة في سقطرى أحمد سعيد سليمان، في تصريح صحافي، إن دعوته موجهة إلى رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي، ونائبه رئيس الوزراء خالد محفوظ بحاح، لإعلان جزيرة سقطرى منطقة منكوبة رسميا. وأضاف: «لقد تقطعت كل سبل العيش بأهالي جزيرة سقطرى وأصبح الأغلبية منهم دون مأوى ولا مصدر رزق، فلا مزارع للرعي ولا بساتين ولا نخيل ولا مضخات مياه ولا قوارب صيد»، موضحا أن 70 في المائة من أهالي سقطرى يشتغلون بالصيد البحري، فمنهم من مات وهو يصارع من أجل حماية قاربه مصدر رزقه وترك أطفاله يصارعون الحياة وحدهم، والجزء الآخر أصبح عاطلا لا يجد قوت يومه له ولأسرته.
وطلب المسؤول المحلي من كل الأجهزة المسؤولة في الدولة والجهات الإعلامية الرسمية والأهلية المساهمة في المساعي الرامية إلى إعلان أرخبيل سقطرى منطقة منكوبة؛ لأنها بالفعل منكوبة بكل المقاييس، مؤكدا حاجة سكان سقطرى إلى مصادر رزق لإعالة أسرهم أكثر من حاجتهم إلى الدقيق والسكر والفرش. واختتم تصريحه بتساؤله عما إذا كان هنالك من حملة جادة لإنقاذ سقطرى.
من جهته, قال الفلكي العربي سالم عمر الجعيدي المشرف الفني بالجمعية الفلكية اليمنية عضو الاتحاد العربي لعلوم الفلك والفضاء، إن الإعصار مصطلح مشهور في علم الطقس والمناخ، يشير إلى منطقة ضغط جوي منخفض، مع دوران رياح بشكل حلزوني تدور عكس عقارب الساعة، مشيرا إلى أن بداية تشكل الإعصار من بعد تطوره من عاصفة إلى منخفض مداري، متخذا له المقاييس الخمسة في التدرج وفق السرعة الدورانية، لافتا لأن هذه المقاييس تتدرج بدءا من الدرجة الأولى (إعصار خفيف) من 64 – 83 عقدة، فالدرجة الثانية (إعصار متوسط) من 84 – 95 عقدة، وهكذا يستمر التدرج حتى يبلغ الدرجة الخامسة (إعصار عنيف) فوق 135 عقدة.
ولفت إلى أن رصد الأعاصير في المحيطات، وتقدير سرعتها، وتحديد شدتها، ورسم مساراتها، ومن ثم التنبؤ بمواقع مساقطها على اليابسة، يعد من ضمن مهام مراكز الأرصاد الجوية، والتي تعني بالإضافة إلى ما سبق مجالات كثيرة كالطيران، والملاحة البحرية، والدفاع المدني والسلامة العامة، ودراسة تلوث البيئة، وتحديد مساقط الأمطار، ومجال الزراعة، وخدمة مشروعات التخطيط العمراني.
وأكد أن دور مركز الأرصاد في اليمن اقتصر على نطاق ضيق، يتمثل في توفير البيانات الجوية للمطارات، كاشفا عن أن الصورة النمطية الرتيبة ما زالت ماثلة في الأذهان عن موظف الأرصاد الذي لا تتجاوز مهامه قراءة أجهزة الرصد السطحي وتدوينها في كراريس السجلات، حتى بات واضحا فيهم ضعف الأداء والمتابعة لمتطلبات الإنذار المبكر.
وعن سؤال الصحيفة حول الإعصارين المتتاليين، وكذا بوادر بتشكل أعاصير جديدة مثل «روانو» و«ندى» أجاب: «إن ما يلفت النظر في الإعصارين (تشابالا – وميغ) اللذين ضربا سواحل اليمن الجنوبية، وكذلك المنخفض المداري الذي ظهر بجلاء مساء الأربعاء الماضي في صور الأقمار الاصطناعية والذي تتوقع له بعض المصادر الأجنبية احتمالية أن يتطور لإعصار من الدرجة الأولى يتشكل في جنوب شرق البحر العربي، هو أمور ثلاثة:
أولاً: إن إعصار تشابالا وإعصار ميغ، وكذا المنخفض المداري الذي ربما قد يتطور إلى إعصار، وقعت جميعا في صورة متوالية يفصل بين ظهور أحدها والآخر فاصل زمني قدره أسبوع تقريبا، وهذا الأمر وفق إحصائيات الأعاصير بالمحيط الهندي يعتبر من النوادر.
ثانيًا: جرت العادة في مسارات مجمل الأعاصير السابقة أن تسلك جهة الشرق نحو شمال الهند أو إيران أو جهة الشمال نحو الخليج العربي أو سواحل عمان الجنوبية أو نحو الغرب إلى القرن الأفريقي، ولا يتجه لخليج عدن إلا نادرا، أما الآن فصار المسار لخليج عدن وكأن الأعاصير حرفت بوصلاتها.
ثالثًا: إن جزيرة سقطرى على وجه الخصوص صارت في مرمى الأعاصير وكذلك سواحل الجنوب عامة.
وختم الفلكي الجعيدي حديثه بالقول إن هذه الأمور الثلاثة تضع اليمن أمام استحقاقات ملحة لمواجهة هذه الأعاصير، مشددا على ضرورة إنشاء وتفعيل أداء مركز الأرصاد الجوية بجزيرة سقطرى وحضرموت وتزويدها بالأجهزة الحديثة وربطهما بمنظومة الإنذار المبكر للنهوض بواجبها على أكمل وجه.
وكانت محافظة أرخبيل سقطرى تعرضت لإعصار «شابالا» الذي تجاوزته دون حدوث خسائر بشرية، إلا أن إعصار «ميغ» التالي ضرب الجزيرة، مساء الأحد 8 نوفمبر، وأدى إلى سقوط 13 قتيلا وإصابة 6 آخرين، فضلا عن المفقودين، وكذا ما خلفه من أضرار مادية كبيرة في المنازل والممتلكات. وتضرب سقطرى سنويا رياح موسمية تستمر من يونيو (حزيران) وحتى أكتوبر (تشرين الأول) من كل عام، وتصل سرعتها في بعض الأحيان إلى 50 عقدة، لكنها مع الإعصار فاقت سرعتها الـ70 عقدة.
وتتكون الجزيرة، التي أعلنت السنة الماضية محافظة، من جزيرة سقطرى الأم إلى جانب ست جزر أخرى تابعة هي جزر الأخوين ودرسة وسمحة وكعال فرعون وصيال وعبد الكوري، فيما يقدر عدد سكانها بنحو 44880 نسمة.
وتبلغ مساحة جزيرة سقطرى نحو 3650 كيلومترا مربعا، من رأس مومي وهو أقصى الشرق إلى رأس شوعب أقصى الغرب، وهي مسافة تمتد لنحو 135 كيلومترا، بينما أقصى امتداد بين الشمال والجنوب يصل إلى 42 كيلومترا.
وتعد محافظة سقطرى اليمنية محمية طبيعية، نظرا لتفردها عالميا بكونها مستوطنة مهمة لمئات الأصناف من الأشجار والطيور النادرة، وتميزها كأقدم مستوطنة للأشجار والطيور جعلها محل اهتمام عديد من المنظمات والمؤسسات الدولية المعنية بحماية البيئة، منها منظمة اليونيسكو التي وضعت الجزيرة ضمن أهم الأماكن السياحية الطبيعية على مستوى العالم.
والجزيرة من أهم أربع جزر في العالم من ناحية التنوع الحيوي النباتي، وتعتبر موطنا لآلاف النباتات والحيوانات والطيور المستوطنة، وهي بذلك تعتبر أهم موطن لأشجار اللبان المشهورة في العصور القديمة، حيث يوجد في العالم بأكمله 25 نوعا من اللبان منها 9 أنواع مستوطنة في جزيرة سقطرى.
وسُجل في الجزيرة نحو 850 نوعا من النباتات، منها نحو 270 نوعا مستوطنة في الجزيرة، ولا توجد في أي مكان آخر من العالم. من بين الأنواع المهمة والقيمة شجرة دم الأخوين.
وتجدر الإشارة إلى أن 10 من الأنواع الـ18 من النباتات النادرة والمهددة في اليمن موجودة في سقطرى، مما يتوجب ضرورة الاهتمام والمحافظة عليها، حيث إن 7 أنواع منها مدرجة في الكتاب الأحمر للاتحاد الدولي لصون الطبيعة (IUCN) كنباتات نادرة ومهددة.
وتعد شجرة دم الأخوين من أندر الأشجار والنباتات المستوطنة في جزيرة سقطرى، واقترن اسم الشجرة باسم الجزيرة لشهرتها وأهميتها منذ أقدم العصور، وهي تنمو في أعالي الجبال، ويتراوح ارتفاعها من 6 - 9 أمتار، ويحدث أهالي الجزيرة شقوقا في ساقها فتسيل منها مادة لزجة حمراء اللون تترك حتى تجف ثم تجمع وتعد للتصدير.
وتدخل في كثير من الصناعات البدائية في الجزيرة، وتعد من النباتات الطبية وتستخدم كعلاج، وقد نسجت حول هذه الشجرة العديد من الحكايات الأسطورية، منها أنها نبتت من دم الأخوين هابيل وقابيل عندما حدثت أول جريمة قتل في التاريخ، فسال الدم الذي نبتت منه هذه الشجرة، ومنها أن الشجرة نمت من دم متخثر سال من تنين وفيل أثناء صراعهما حتى الموت، والاسم الشائع للشجرة عند أهالي الجزيرة «عرحيب»، ويطلق عليها أحيانا اسم «دم العنقاء».



​تنسيق عربي - أميركي لحلحلة الأزمة السودانية

شاحنة تحمل مسلحين سودانيين تابعين للجيش يوم الاثنين في ولاية القضارف شرق البلاد (أ.ف.ب)
شاحنة تحمل مسلحين سودانيين تابعين للجيش يوم الاثنين في ولاية القضارف شرق البلاد (أ.ف.ب)
TT

​تنسيق عربي - أميركي لحلحلة الأزمة السودانية

شاحنة تحمل مسلحين سودانيين تابعين للجيش يوم الاثنين في ولاية القضارف شرق البلاد (أ.ف.ب)
شاحنة تحمل مسلحين سودانيين تابعين للجيش يوم الاثنين في ولاية القضارف شرق البلاد (أ.ف.ب)

كشف مصدر مصري مسؤول لـ«الشرق الأوسط» عن جهود عربية - أميركية جديدة لدفع جهود التهدئة في السودان. وقال المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه، إن دول «السعودية ومصر والإمارات تعمل مع الولايات المتحدة، على التنسيق على أمل حلحلة الأزمة السودانية».

وأفاد المصدر المصري بأن «اجتماعاً ضم مسؤولين من الدول الأربع، استضافته السعودية نهاية الأسبوع الماضي، ناقش دفع الجهود المشتركة؛ لتحقيق انفراجة بالأزمة».

وسبق أن شاركت الدول الأربع في اجتماعات «جنيف»، التي دعت لها واشنطن لإنهاء الحرب بالسودان، منتصف أغسطس (آب) الماضي، إلى جانب ممثلين عن الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي، غير أنها لم تحقق تقدماً، في ظل مقاطعة الحكومة السودانية المحادثات.

غير أن المصدر المصري، قال إن «اجتماع السعودية، الذي عقد يومي الخميس والجمعة الماضيين (ليس امتداداً لمبادرة جنيف)، وإن الآلية الرباعية الحالية هي للدول صاحبة التأثير في المشهد السوداني، وتستهدف دفع الحلول السلمية للأزمة». ورجح المصدر «انعقاد اجتماعات أخرى؛ لدفع جهود الدول الأربع، نحو وقف الحرب، وإيصال المساعدات الإغاثية للمتضررين منها».

صورة جماعية بختام اجتماعات جنيف حول السودان في أغسطس الماضي (إ.ب.أ)

ويشهد السودان منذ أبريل (نيسان) 2023 حرباً داخلية، بين الجيش السوداني، و«قوات الدعم السريع»، راح ضحيتها آلاف المدنيين، ودفعت «ما يفوق 10 ملايين سوداني للفرار داخلياً وخارجياً لدول الجوار»، حسب تقديرات الأمم المتحدة.

وعقب اندلاع الحرب، استضافت مدينة جدة العام الماضي، بمبادرة سعودية - أميركية، محادثات بين الجيش السوداني، و«قوات الدعم السريع»، أفضت إلى توقيع «إعلان جدة الإنساني»، الذي نصّ على حماية المدنيين، والمرافق الخاصة والعامة، والامتناع عن استخدامها لأغراض عسكرية. وتتمسك الحكومة السودانية بتنفيذ مخرجات «اتفاق جدة»، قبل الانخراط في أي مفاوضات مباشرة مع «قوات الدعم السريع».

توحيد الجهود

وترى مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، السفيرة منى عمر، أن «توحيد جهود الأطراف الدولية الفاعلة في الأزمة السودانية، سيسهم في تحريك حلول وقف إطلاق النار»، موضحة: «أدى تضارب الرؤى والمسارات الدولية، بسبب كثرة المبادرات والتدخلات التي خرجت من دول أفريقية وإقليمية ودولية، إلى إضعاف أي تحركات لوقف الحرب السودانية».

وقالت لـ«الشرق الأوسط»، إن «التنسيق الرباعي بين مصر والإمارات والسعودية والولايات المتحدة، سيسهم في دفع جهود إيصال المساعدات الإنسانية للمتضررين من الحرب على الأقل بصورة أكثر فاعلية»، مشيرة إلى أن «هناك مناطق مثل الفاشر في دارفور وولاية الجزيرة، تعاني من أوضاع إنسانية مأساوية».

ودعت إلى ضرورة تركيز تحرك الرباعي الدولي على «جهود وقف إطلاق النار، وأعمال الإغاثة، وصياغة خريطة طريق سياسية، تنهي الأزمة السودانية».

سودانيون يتلقون العلاج في مستشفى ميداني أقيم بمدينة أدري التشادية المحاذية للحدود مع السودان أغسطس 2023 (أ.ف.ب)

ويواجه السودان «واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية حالياً»، حسب تقديرات الأمم المتحدة، وأشار مدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم، إلى أن «أكثر من نصف سكان السودان، يواجه خطر المجاعة والكوارث الطبيعية، مما يؤدي لانتشار الأوبئة»، وخلال زيارته لمدينة بورتسودان، في سبتمبر (أيلول) الماضي، شدّد على أن «الأزمة الإنسانية بالسودان، لا تجد اهتماماً كافياً دولياً».

دول مؤثرة

وباعتقاد الباحث السياسي السوداني المقيم في مصر، صلاح خليل، فإن «تشكيل رباعية من الدول صاحبة التأثير في الساحة السودانية، قد يحرك مسار الحلول السلمية، وتفعيل مسار جدة»، مشيراً إلى أن «توحيد جهود هذه الأطراف، سيسهم في تغيير مسار الأزمة السودانية»، منوهاً بأن «الدول الأربع تؤيد العودة لمسار جدة».

ورجح خليل، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، مشاركة الحكومة السودانية في مسار مفاوضات «الآلية الرباعية حال العودة إلى مسار جدة، ولن تقاطعه كما فعلت في مبادرة جنيف».

وأشار إلى أن «فوز المرشح الجمهوري دونالد ترمب في انتخابات الرئاسة الأميركية، قد يغير من معادلة التأثير الدولي في الحرب داخل السودان».

وكان السفير السوداني في القاهرة عماد الدين عدوي، شدّد على «تمسك بلاده بمسار جدة، بوصفه آلية للتفاوض لوقف الحرب»، وقال في ندوة استضافتها نقابة الصحافيين المصرية نهاية أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إن «بلاده ترفض المشاركة في أي مبادرة أفريقية، إلا بعد عودة عضوية السودان للاتحاد الأفريقي».