الرئيس الإسرائيلي يلغي زيارته للاتحاد الأوروبي.. والحكومة تبطل لقاءاتها السياسية

المقاطعة الأوروبية لمنتجات المستوطنات تثير الهستيريا وتطلق حملة عدائية

الرئيس الإسرائيلي يلغي زيارته للاتحاد الأوروبي.. والحكومة تبطل لقاءاتها السياسية
TT

الرئيس الإسرائيلي يلغي زيارته للاتحاد الأوروبي.. والحكومة تبطل لقاءاتها السياسية

الرئيس الإسرائيلي يلغي زيارته للاتحاد الأوروبي.. والحكومة تبطل لقاءاتها السياسية

ردت إسرائيل على قرار الاتحاد الأوروبي، وسم المنتوجات التي يتم تصنيعها في المستعمرات اليهودية في الضفة الغربية والقدس الشرقية وهضبة الجولان السورية المحتلة، بطريقة عدائية. إذ قرر رئيس الدولة، رؤوفين ريفلين، إلغاء زيارته المقررة لمقر الاتحاد في بروكسل، وقررت الحكومة الإسرائيلية إبطال اللقاءات السياسية المقررة بين عدد من القادة الأوروبيين والقادة الإسرائيليين، وواصلت اتهامها دول الاتحاد بالعودة إلى الممارسات ضد اليهود، التي شهدها النصف الأول من القرن الماضي واعتبرت «لا سامية» و«سلاحا أساسيا بأيدي النازية».
وقال عوديد عيران، سفير إسرائيل الأسبق لدى الأردن ولدى الاتحاد الأوروبي، الباحث في معهد دراسات الأمن القومي في جامعة تل أبيب، إن قرار الاتحاد يعكس عمق الأزمة الناشبة في العلاقات بين الطرفين. ودعا حكومة بنيامين نتنياهو إلى استدراك الوضع والتعامل مع الموضوع، من خلال لغة الحوار والتفكير والإبداع، وليس الغضب العاطفي. وقال عيران في محاضرة له في معهد الأبحاث المذكور في تل أبيب، إنه لا يذكر مثل هذه الأزمة في تاريخ العلاقات بين الطرفين منذ عشرات السنين.
وكانت المفوضية الأوروبية، الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي، قد تبنت وثيقة يتم بموجبها وسم المنتجات الاستيطانية، بحيث يقرر المشتري بنفسه إن كان سيشتريها أم لا. ومن قراءة بنودها التفصيلية يتضح أنها تحدد موقفا راسخا ضد الاحتلال، وتقول بوضوح إن الاتحاد الأوروبي لا يعترف بالسيادة الإسرائيلية خارج الخط الأخضر لعام 1967، ويريد أن تعكس نظمه وقوانينه هذا الموقف. وجرى التأكيد في الوثيقة أنه ولكي يتم الامتناع عن تضليل المستهلكين في أنحاء القارة الأوروبية، يجب وسم منتجات المستوطنات في الضفة الغربية والقدس الشرقية وهضبة الجولان بشكل واضح، بحيث تجري الإشارة إلى المنطقة الجغرافية التي جاء منها المنتج، إلى جانب حقيقة كونه صنع في المستوطنات. وعلى سبيل المثال، يجب أن يكتب على المنتجات «منتج من الضفة الغربية (مستوطنة إسرائيلية)»، أو «منتج من هضبة الجولان (مستوطنة إسرائيلية)».
وتتضمن الوثيقة توجيهات بشأن وسم المنتجات الفلسطينية المصنعة في الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة، حيث تحدد أنه يجب أن يكتب عليها «منتج من الضفة الغربية (منتج فلسطيني)»، أو «منتج من غزة» أو «منتج من فلسطين». وهو مصطلح ينطوي على اعتراف معين بوجود دولة فلسطينية. وتحتم التوجيهات وسم الفواكه والخضراوات الطازجة والنبيذ والعسل وزيت الزيتون والبيض والدواجن والمنتجات العضوية ومنتجات التجميل. ولن تكون التوجيهات ملزمة بشأن المنتجات الغذائية المعلبة والمنتجات الصناعية التي لا تعتبر منتجات تجميل. لكن يمكن لمن يشاء من الدول الأوروبية وسم هذه المنتجات، أيضا، بقرار مستقل.
وتحدد الوثيقة أن مسؤولية تطبيق هذه التوجيهات تخضع لقرار السلطات في الدول الـ28 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، وهي التي تحدد العقوبات التي سيتم فرضها على من لا يطبق هذه التوجيهات، لكنه سيتحتم عليها فرض عقوبات على من لا يقوم بوسم منتجات المستوطنات. وفي حالات معينة، يتضح فيها أن الدول لا تعالج خرق التوجيهات بنفسها، يتم تخويل المفوضية بفتح إجراءات فحص بشأنها. كما تحدد الوثيقة أنه في حال عدم الإشارة في شهادات المنتجات الواردة إلى الاتحاد الأوروبي لمصدرها بشكل واضح، فإنه يمكن لشبكات التسويق طلب المعلومات مباشرة من المصدرين الإسرائيليين في المستوطنات، أو من المستوردين الأوروبيين.
وبعد ساعة وجيزة من نشر البيان، جرى استدعاء السفير الأوروبي لدى إسرائيل، لارس فابورغ أندرسون، لمحادثة توبيخ في وزارة الخارجية في القدس، حيث احتج رئيس القسم السياسي في الوزارة ألون أوشفيز، ورئيس قسم أوروبا افيف شير أون، أمامه على نشر التوجيهات، وأبلغاه قرار إسرائيل إلغاء لقاءات مشاورات سياسية عدة كانت مخططة للأسابيع المقبلة. كما نقل سفير إسرائيل لدى مؤسسات الاتحاد الأوروبي رسالة مشابهة خلال لقاء عقده مع مسؤولين في مقر الاتحاد في بروكسل. وقال الناطق بلسان وزارة الخارجية، عمانوئيل نحشون، إن إسرائيل ستعلق قسما من الحوارات السياسية التي تجريها مع الاتحاد الأوروبي، وستلغي عمليا لقاء للجنة السياسية المشتركة، ولقاء حول حقوق الإنسان، ولقاء آخر في موضوع التنظيمات الدولية. وقال إنه لن يتم في المرحلة الحالية تعيين موعد جديد للقاء آخر يتعلق بالحوار مع الاتحاد الأوروبي في الموضوع الفلسطيني، والمتعلق بشكل خاص بدفع مشاريع في المنطقة (ج). وكان الاتحاد الأوروبي هو المبادر إلى حوار كهذا تجاوبت معه إسرائيل بعد أشهر طويلة من المماطلة. وجرى حتى الآن لقاء واحد في هذا الشأن في سبتمبر (أيلول) الماضي.
وصادق الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) في القراءة التمهيدية، على مشروع قانون يدعو إلى منع الذين يطالبون بفرض المقاطعة على إسرائيل من دخول أراضيها، حتى كسياح. وصوت إلى جانب المشروع 55 نائبا، وعارضه 31. وقد طرح هذا المشروع النائب يانون ميغل (البيت اليهودي) ورد على الاقتراح باسم الحكومة وزير الداخلية سيلفان شالوم، معلنا دعم الحكومة للقانون، وداعيا إلى تنسيق استمرارية سنه مع الحكومة. وقال النائب دوف حنين (القائمة المشتركة)، والذي عارض القانون، إن «المقصود عمليا قانون لتشجيع مقاطعة إسرائيل». وأضاف: «حسب هذا القانون فإن من يشارك في وسم المنتجات لن يستطيع دخول إسرائيل، ويتم طرد كل أوروبا». وحسب حنين، فإنه «في سبيل دعم المستوطنات هناك استعداد لدفع ثمن تعميق نزع الشرعية والمس بالسياحة».
وقرر رئيس الدولة رؤوفين ريفلين إلغاء زيارته المخططة إلى مقر الاتحاد الأوروبي في بروكسل، والتي كانت مقررة في الثاني من ديسمبر (كانون الأول) المقبل. وكان ريفلين، الذي تلقى الدعوة في مارس (آذار) الماضي، سيلقي خطابا أمام البرلمان الأوروبي ويلتقي قادة الاتحاد. وأكد ديوانه، أمس، تأجيل الزيارة، لكنه لم يتطرق إلى السبب. وأقدم وزير الزراعة، أوري آرييل، على إعادة سيارة «السيتروين» الأوروبية الصنع، واستبدل بها سيارة يابانية من نوع «مازدا».
وكان النائب العربي في حزب ميرتس اليساري، عيساوي فريج، اعتبر قرار الاتحاد الأوروبي صحيحا في نظر مئات ألوف الاسرئيليين. وقال إن «القرار صحيح وسيسمح للاقتصاد الإسرائيلي بالتخلص من سنام المستوطنات المؤلم. إنه سيسمح للتجار الأوروبيين الذين لا يريدون دعم الاحتلال، لكنهم لا يريدون مقاطعة إسرائيل، بشراء منتجات إسرائيلية دون التخوف من أنهم يدعمون المستوطنات والاحتلال».



3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
TT

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)

قدمت الحكومة اليمنية عبر سفارتها في واشنطن 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية في مواجهة الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، في حين تحدثت الجماعة، الأحد، عن غارة ضربت موقعاً لها في جنوب محافظة الحديدة.

ووصف الإعلام الحوثي الغارة بـ«الأميركية - البريطانية»، وقال إنها استهدفت موقعاً في مديرية التحيتا الخاضعة للجماعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، دون إيراد تفاصيل عن آثار الضربة.

مقاتلات أميركية من طراز «إف 35» شاركت في ضرب الحوثيين باليمن (أ.ب)

وفي حين لم يتبنَّ الجيش الأميركي على الفور هذه الغارة، تراجعت خلال الشهر الأخير الضربات على مواقع الحوثيين، إذ لم تسجل سوى 3 غارات منذ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وكانت واشنطن أنشأت تحالفاً بقيادتها سمّته «حارس الازدهار» وبدأت - ومعها بريطانيا في عدد من المرات - في شن ضربات على مواقع الجماعة الحوثية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، في مسعى لإضعاف قدرة الجماعة على مهاجمة السفن.

وإذ بلغت الغارات أكثر من 800 غارة غربية استأثرت محافظة الحديدة الساحلية بأغلبها، كانت الجماعة تبنت مهاجمة نحو 215 سفينة منذ نوفمبر 2023، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وإصابة أكثر من 35 سفينة ومقتل 3 بحارة.

وتزعم الجماعة الموالية لإيران أنها تشن هجماتها ضد السفن إلى جانب عشرات الهجمات باتجاه إسرائيل مساندة منها للفلسطينيين في غزة، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة طهران واستغلت الأحداث للهروب من استحقاقات السلام.

تصنيف ودعم وتفكيك

في وقت يعول فيه اليمنيون على تبدل السياسة الأميركية في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، لتصبح أكثر صرامة في مواجهة الحوثيين الذين باتوا الذراع الإيرانية الأقوى في المنطقة بعد انهيار «حزب الله» وسقوط نظام بشار الأسد، قدم السفير اليمني لدى واشنطن محمد الحضرمي 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ لدعم بلاده.

وتتضمن المقترحات الثلاثة إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، ودعم الحكومة اليمنية لتحرير الحديدة وموانئها، واستهداف قيادات الجماعة لتفكيك هيكلهم القيادي.

محمد الحضرمي سفير اليمن لدى الولايات المتحدة ووزير الخارجية الأسبق (سبأ)

وقال السفير الحضرمي إن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية على غرار تصنيف «حزب الله» و«الحرس الثوري» الإيراني، من شأنه أن يبعث برسالة قوية مفادها أن أفعال الحوثيين (ترويع المدنيين، واستهداف الأمن البحري، وزعزعة استقرار المنطقة) غير مقبولة.

وبخصوص دعم الحكومة اليمنية لتحرير ميناء الحديدة، أوضح الحضرمي في مداخلته أمام مجلس الشيوخ الأميركي أن تأمين هذا الميناء الحيوي على البحر الأحمر، من شأنه أن يمكن الحكومة من حماية البحر الأحمر وإجبار الحوثيين على الانخراط في السلام، وكذلك منع وصول الدعم الإيراني إليهم.

وأكد الحضرمي أن تحرير الحديدة لن يكلف الحكومة اليمنية الكثير، وقال: «كنا على مسافة قليلة جداً من تحرير الحديدة في 2018، وتم إيقافنا من قبل المجتمع الدولي. وأعتقد أنه حان الأوان لتحرير هذا الميناء».

وفيما يتعلق باستهداف قيادات الحوثيين لتفكيك هيكلهم القيادي، شدد السفير اليمني في واشنطن على أهمية هذه الخطوة، وقال إن «محاسبة قادة الميليشيات الحوثية على جرائمهم ستؤدي إلى إضعاف عملياتهم وتعطيل قدرتهم على الإفلات من العقاب».

وأضاف: «ستعمل هذه التدابير على تعزيز أمن البحر الأحمر، وحفظ دافعي الضرائب وهذا البلد (الولايات المتحدة) للكثير من المال، ومحاسبة الحوثيين على أفعالهم، وتوفير الضغط اللازم لإجبار الجماعة على الانخراط في المفاوضات، مما يمهد الطريق لسلام دائم في اليمن».

ورأى السفير اليمني أن الدبلوماسية وحدها لا تجدي نفعاً مع النظام الإيراني ووكلائه، وقال: «حاولنا ذلك معهم لسنوات عديدة. (السلام من خلال القوة) هو المجدي! وأنا واثق بأن الشعب اليمني والإيراني سيتمكنون يوماً ما من تحرير أنفسهم من طغيان النظام الإيراني ووكلائه».

اتهام إيران

أشار السفير الحضرمي في مداخلته إلى أن معاناة بلاده كانت النتيجة المتعمدة لدعم إيران للفوضى وعدم الاستقرار في المنطق، وقال: «منذ أكثر من 10 سنوات، قامت إيران بتمويل وتسليح جماعة الحوثي الإرهابية، وتزويدها بالأسلحة الفتاكة لزعزعة استقرار اليمن وتهديد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر».

وأوضح أنه من المأساوي أن الدعم الإيراني مكّن الحوثيين من أن يصبحوا خطراً ليس فقط على اليمن، بل على المنطقة والعالم، إذ يعدّ البحر الأحمر ممراً مهماً للشحن التجاري، حيث يمر منه أكثر من 10 في المائة من التجارة العالمية و30 في المائة من شحن البضائع السنوي، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وحدها تنفق مليارات الدولارات للتصدي لهجمات لا تكلف إيران إلا القليل.

صاروخ وهمي من صنع الحوثيين خلال تجمع في صنعاء دعا له زعيم الجماعة (إ.ب.أ)

وخاطب الحضرمي أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بالقول: «يجب إيقاف الحوثيين، ويمكن لليمنيين إيقافهم! فنحن نمتلك العزيمة والقوة البشرية لمواجهة الحوثيين والتهديد الإيراني في اليمن والبحر الأحمر. ولكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك بمفردنا؛ نحن بحاجة لدعمكم».

وأشار السفير اليمني إلى أن الحوثيين يحصلون على النفط والغاز مجاناً من إيران، وباستخدام الأسلحة الإيرانية يمنعون اليمن من تصدير موارده الطبيعية، مما أعاق قدرة الحكومة على دفع الرواتب، أو تقديم الخدمات، أو شن هجوم مضاد فعال ضد الجماعة. وقال: «يمكن أن يتغير ذلك بدعم الولايات المتحدة».

وأكد الحضرمي أن اليمنيين لديهم العزيمة والقدرة على هزيمة الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة وإحلال السلام، واستدرك بالقول إن «وجود استراتيجية أميركية جديدة حول اليمن يعدّ أمراً بالغ الأهمية لمساعدتنا في تحقيق هذا الهدف».

ومع تشديد السفير اليمني على وجود «حاجة ماسة إلى نهج جديد لمعالجة التهديد الحوثي»، أكد أن الحوثيين «ليسوا أقوياء بطبيعتهم، وأن قوتهم تأتي فقط من إيران وحرسها الثوري، وأنه بوجود الاستراتيجية الصحيحة، يمكن تحييد هذا الدعم».