ارتفاع الأصوات المنادية بإنشاء مركز للتنبؤ بالكوارث في حضرموت

الجنوب الغربي من جزيرة العرب معرض لمزيد من الأعاصير

ارتفاع الأصوات المنادية بإنشاء مركز للتنبؤ بالكوارث في حضرموت
TT

ارتفاع الأصوات المنادية بإنشاء مركز للتنبؤ بالكوارث في حضرموت

ارتفاع الأصوات المنادية بإنشاء مركز للتنبؤ بالكوارث في حضرموت

ارتفعت الأصوات التي تنادي بإنشاء مركز متخصص للتنبؤ بالكوارث الطبيعية، وذلك بعد أيام من تعرض اليمن لإعصارين متتالين؛ الأول هو تشابالا، والثاني ميغ، وهما الإعصاران اللذان خلفا خسائر مادية هائلة في الجزء الجنوبي من اليمن.
ويتزامن ذلك مع تشكيل لجنة متخصصة لحصر الأضرار في قطاعات عدة، ومنها منازل المواطنين المتضررة، لرفع تقرير متكامل عن حجم الأضرار للحكومة في الرياض، على أمل تعويض المتضررين من ناحية، والعمل على تقديم مساعدات عاجلة لهم من ناحية أخرى. وقال الشيخ عمر بن الشكل الجعيدي رئيس المجلس الأهلي الحضرمي، لـ«الشرق الأوسط»: «إن حضرموت بحاجة ملحة أكثر من أي وقت مضى لإنشاء مركز متخصص في مجال الأرصاد والتنبوء بالكوارث»، مضيفًا أن «الحاجة تزداد إلحاحا في ظل أنباء شبه مؤكدة تتحدث عن تعرض منطقة جنوب غربي جزيرة العرب والواقعة سواحل حضرموت ضمن نطاقها لأجواء مناخية غير مستقرة، واحتمالية تشكل أعاصير عدة، في ظل التغيرات المناخية التي يشهدها العالم بأسره، وكان آخرها إعصاري تشابالا وميغ»، مشيرًا إلى أهمية إنشاء المركز للتحذير والاستعداد لأي تغيرات مناخية مفاجئة كما هو الحال في تجربة السعودية وعمان.
وفيما يخص معالجة آثار إعصار تشابالا، أكد رئيس المجلس أنه يجري الإعداد لتشكيل لجنة متخصصة لحصر الأضرار في قطاعات عدة، ومنها منازل المواطنين المتضررة لرفع تقرير متكامل عن حجم الأضرار للحكومة في الرياض لتحمل مسؤولياتها.
وشدد الجعيدي على أهمية تواصل الحكومة مع دول الجوار لتقديم العون والمساعدة لحضرموت لمواجهة آثار الإعصار تشابالا وضرورة اعتماد مشروعات استراتيجية في مجال البنية التحتية التي تضررت من الأمطار والسيول الأخيرة التي رافقت الإعصار تشابالا.
وأثنى رئيس المجلس الأهلي على الجهود الرسمية والشعبية المبذولة قبل وأثناء وبعد الكارثة لإعادة الحياة والخدمات الأساسية وإيواء المتضررين من السيول وإزالة المخلفات وفتح الطرقات.
وركز الجعيدي على استمرار عمل لجان التنسيق وغرف العمليات لجميع اللجان العاملة، سواء لجنة الطوارئ العليا أو لجنة طوارئ المجلس الأهلي، إضافة إلى غرفة العمليات التابعة للجنة المساندة الشعبية والغرف التابعة للفرق التطوعية الشبابية وفرق الحارات والفرق الموجودة بالمديريات، مشددا على أهمية التنسيق وتكاتف الجهود بما يسهم في توحيد العمل للتغلب على أضرار هذه الكارثة وإعادة الأمور لطبيعتها رغم الغياب الواضح للدولة.
في هذه الأثناء، أكدت التقارير الميدانية حدوث انهيار عدد من المباني منذ حادثتي الإعصارين، كان آخرها انهيار مبنى سكني مكون من خمسة طوابق صباح أمس في المكلا، وذلك جراء تأثره بالمياه التي غمرت عاصمة حضرموت بعد الإعصارين.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.