الرئيس الروسي: اللجوء إلى القوة هو الملاذ الأخير في أوكرانيا

هبوط أسعار النفط إلى دون 110 دولارات إثر تصريحات بوتين

الرئيس الروسي: اللجوء إلى القوة هو الملاذ الأخير في أوكرانيا
TT

الرئيس الروسي: اللجوء إلى القوة هو الملاذ الأخير في أوكرانيا

الرئيس الروسي: اللجوء إلى القوة هو الملاذ الأخير في أوكرانيا

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم (الثلاثاء)، ان بلاده تحتفظ بحق استخدام كل الخيارات في أوكرانيا لحماية رفاق يعيشون في "رعب"، لكن موسكو ستلجأ للقوة كملاذ أخير.
وفي أول مؤتمر صحافي، يعقده بشأن الاحداث في أوكرانيا منذ فرار الرئيس الأوكراني المعزول فيكتور يانوكوفيتش، تفادى بوتين الاسئلة الخاصة بسيطرة جنود روس على شبه جزيرة القرم، قائلا ان المسلحين الذين سيطروا على المباني هم قوات محلية.
ونأى بوتين بنفسه عن يانوكوفيتش وقال ان الرد على روسيا بسبب أوكرانيا سيكون له نتائج عكسية قائلا، ان من يقررون فرض عقوبات على بلاده يجب أن يفكروا في الضرر الذي قد يتحملوه.
وقال بوتين الذي بدا مرتاحا أمام مجموعة صغيرة من الصحافيين في مقره السكني قرب موسكو: "يمكن أن يكون هناك تقييم وحيد لما حدث في كييف وفي أوكرانيا بشكل عام. وقع انقلاب غير دستوري واستيلاء مسلح على السلطة. ولا يمكن أن يجادل أحد في هذا. من يمكنه أن يفعل ذلك". وأضاف: "وبالنسبة لارسال قوات.. لا توجد حاجة لذلك في الوقت الحالي، لكن هذه الامكانية قائمة. وماذا يمكن أن يكون سببا في استخدام القوة العسكرية.. قد يكون الملاذ الأخير.. الأخير تماما."
وقال بوتين ان روسيا لن تشجع أي حركات انفصالية في أوكرانيا التي يتحدث الكثيرون في مناطقها الشرقية والجنوبية اللغة الروسية وتربطهم علاقة أقوى بروسيا من علاقتهم بالزعماء في كييف الذين يسعون لعلاقات أقوى مع الاتحاد الاوروبي.
وأضاف بوتين "لن نتدخل. لكننا نعتقد أن كل مواطني أوكرانيا بغض النظر عن المنطقة التي يعيشون فيها يجب أن يكون لهم نفس الحق في.. تحديد مستقبل بلادهم".
وذكر بوتين أن روسيا مستعدة لاستضافة قمة مجموعة الثماني، وفقا لما هو مقرر هذا العام، لكن إذا لم يرغب الزعماء الغربيون في المجيء "فليسوا بحاجة لذلك."
وقال بوتين ان التهديد بسحب السفير الروسي في واشنطن بسبب الاحداث بأوكرانيا، سيكون ملاذا أخيرا، وانه لا يريد لهذا أن يحدث.
ونفى بوتين شائعات ترددت على الانترنت بوفاة يانوكوفيتش إثر أزمة قلبية، وقال انه التقى بالرئيس الاوكراني المعزول قبل يومين في روسيا. كما ذكر أنه أبلغ يانوكوفيتش بأنه لم يعد له مستقبل سياسي في أوكرانيا.
وبسبب الاحداث تراجع سعر النفط صوب 109 دولارات للبرميل اليوم (الثلاثاء) بعد أن أدلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتصريحات تهدف على ما يبدو الى التخفيف من حدة التوتر بين الشرق والغرب بسبب مخاوف من اندلاع حرب في أوكرانيا.
وغزت روسيا منطقة القرم الاوكرانية التي تتمتع بالحكم الذاتي مطلع الاسبوع، فيما هددت الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي بفرض عقوبات على موسكو إذا لم تسحب قواتها.
وعقب تصريحات بوتين لوحظ انخفاضا في سعر خام برنت في العقود الآجلة تسليم أبريل (نيسان)، أكثر من دولارين، ولكنه تعافى قليلا ليصل بحلول الساعة 13:05 بتوقيت غرينتش الى 109,64 دولار للبرميل منخفضا 1,56 دولار. وأغلق برنت في الجلسة السابقة عند أعلى مستوياته منذ بداية العام.
وقد وتراجع سعر النفط في العقود الاميركية الآجلة تسليم أبريل الى 103,30 دولار للبرميل بعد ارتفاعه الى أعلى مستوى في خمسة أشهر ونصف الشهر عند 105,22 دولار للبرميل يوم أمس (الاثنين). ونزلت العقود الأميركية 1.22 دولار الى 103,70 دولار للبرميل.
كما حقق اليورو ارتفاعا أمام الدولار، وذلك ايضا بعد التصريحات الأخيرة التي أدلى بها الرئيس بوتين.
من جهة ثانية، صرح فرانك-والتر شتاينماير الوزير الالماني للصحافة في جنيف اليوم، بعد لقائه لافروف مساء امس (الاثنين): "اجريت لقاء شاقا وطويلا وبالغا في الجدية، لكنه لم يكف للقول بوجود حل في الأفق". "لا يمكنني إصدار مؤشر الى اننا على الطريق السليم للتوصل الى حل وان اوكرانيا وروسيا ستتحادثان".
وتابع الوزير الالماني انه "يجدر مواصلة اللقاءات قبل انعقاد" قمة الاتحاد الاوروبية الاستثنائية حول اوكرانيا الخميس. واضاف "ينبغي استغلال الوقت المتبقي قبل القمة لبحث امكانات انشاء مجموعة اتصال دولية لتخفيض التوتر". وقال: "الجو متوتر جدا"، مضيفا ان "الشائعات تتوافد من كل حدب وصوب". كما اعرب ايضا عن "الأمل في ان تكون المعلومات الوافدة صباح اليوم حول عودة الجنود الروس الى ثكناتهم على حدود اوكرانيا صحيحة"، مضيفا "لم أحصل على تأكيد رسمي".
هذا ويتجه شتاينماير اليوم الى بيرن للقاء نظيره السويسري ديدييه بوكهالتر الذي يتولى رئاسة بلاده حاليا وتتولى بلاده حاليا رئاسة منظمة الأمن والتعاون في اوروبا.



ميلي يدعو من روما إلى إقامة تحالف يميني عالمي

ميلوني وميلي في تجمع «إخوان إيطاليا» بروما السبت (أ.ب)
ميلوني وميلي في تجمع «إخوان إيطاليا» بروما السبت (أ.ب)
TT

ميلي يدعو من روما إلى إقامة تحالف يميني عالمي

ميلوني وميلي في تجمع «إخوان إيطاليا» بروما السبت (أ.ب)
ميلوني وميلي في تجمع «إخوان إيطاليا» بروما السبت (أ.ب)

دعا الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي إلى توحيد قوى اليمين العالمية في منظمة جامعة لـ«محاربة اليسار والاشتراكية، تكون مثل الكتائب الرومانية قادرة على دحر جيوش أكبر منها».

جاء ذلك في الخطاب الناري الذي ألقاه، مساء السبت، في روما، حيث لبّى دعوة رئيسة الحكومة الإيطالية جيورجيا ميلوني، ليكون ضيف الشرف في حفل اختتام أعمال المهرجان السياسي السنوي لشبيبة حزب «إخوان إيطاليا»، الذي تأسس على ركام الحزب الفاشي. وقدّمت ميلوني ضيفها الذي يفاخر بصداقته لإسرائيل والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، بوصفه «قائد ثورة ثقافية في دولة صديقة، يعرف أن العمل هو الدواء الوحيد ضد الفقر».

«مسؤولية تاريخية»

ميلوني لدى استقبالها ميلي في قصر شيغي بروما الجمعة (إ.ب.أ)

قال ميلي إن القوى والأحزاب اليمينية في العالم يجب أن تكون في مستوى «المسؤولية التاريخية» الملقاة على عاتقها، وإن السبيل الأفضل لذلك هي الوحدة وفتح قنوات التعاون على أوسع نطاق، «لأن الأشرار المنظمين لا يمكن دحرهم إلا بوحدة الأخيار التي يعجز الاشتراكيون عن اختراقها». وحذّر ميلي من أن القوى اليمينية والليبرالية دفعت ثمناً باهظاً بسبب تشتتها وعجزها أو رفضها مواجهة اليسار متّحداً، وأن ذلك كلّف بلاده عقوداً طويلة من المهانة، «لأن اليسار يُفضّل أن يحكم في الجحيم على أن يخدم في الجنة».

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب يتحدث مع رئيس الأرجنتين خافيير ميلي في مارالاغو 14 نوفمبر (أ.ف.ب)

ليست هذه المرة الأولى التي يطلق فيها ميلي مثل هذه الفكرة، التي سبق وكررها أكثر من مرة في حملته الانتخابية، وفي خطاب القَسَم عندما تسلّم مهامه في مثل هذه الأيام من العام الماضي. لكنها تحمل رمزية خاصة في المدينة التي شهدت ولادة الحركة الفاشية العالمية على يد بنيتو موسوليني في عشرينات القرن الماضي، وفي ضيافة أول رئيسة يمينية متطرفة لدولة مؤسسة للاتحاد الأوروبي تحاول منذ وصولها إلى السلطة عام 2022 الظهور بحلة من الاعتدال أمام شركائها الأوروبيين.

جدل الجنسية الإيطالية

قال ميلي: «أكثر من شعوري بأني بين أصدقاء، أشعر أني بين أهلي» عندما أعلنت ميلوني منحه الجنسية الإيطالية، لأن أجداده هاجروا من الجنوب الإيطالي مطلع القرن الفائت، على غرار مئات الألوف من الإيطاليين. وأثار قرار منح الجنسية للرئيس الأرجنتيني انتقادات شديدة من المعارضة الإيطالية التي تطالب منذ سنوات بتسهيل منح الجنسية للأطفال الذين يولدون في إيطاليا من أبوين مهاجرين، الأمر الذي تُصرّ ميلوني وحلفاؤها في الحكومة على رفضه بذريعة محاربة ما وصفه أحد الوزراء في حكومتها بأنه «تلوّث عرقي».

ميلوني قدّمت الجنسية الإيطالية لميلي (رويترز)

وكان ميلي قد أجرى محادثات مع ميلوني تناولت تعزيز التعاون التجاري والقضائي بين البلدين لمكافحة الجريمة المنظمة، وتنسيق الجهود لمواجهة «العدو اليساري المشترك»، حسب قول الرئيس الأرجنتيني الذي دعا إلى «عدم إفساح أي مجال أمام هذا العدو، لأننا أفضل منهم في كل شيء، وهم الخاسرون ضدنا دائماً».

وانتقدت المعارضة الإيطالية بشدة قرار التلفزيون الرسمي الإيطالي بثّ خطاب ميلي مباشرةً عبر قناته الإخبارية، ثم إعادة بث مقتطفات منه كان قد دعا فيها إلى «عدم اللجوء إلى الأفكار لاستقطاب أصوات الناخبين» أو إلى عدم إقامة تحالفات سياسية مع أحزاب لا تؤمن بنفس العقيدة، «لأن الماء والزيت لا يمتزجان»، وشنّ هجوماً قاسياً على القوى السياسية التقليدية التي قال إنها «لم تأتِ إلا بالخراب». وأنهى ميلي كلمته، إلى جانب ميلوني وسط هتافات مدوية، مستحضراً شعار الدفاع عن «حرية وحضارة الغرب» الذي أقام عليه موسوليني مشروعه الفاشي لاستعادة عظمة الإمبراطورية الرومانية.