تنسيق مخابراتي أوروبي لصد هجوم إلكتروني إيراني استهدف 1600 جهة عالمية

شركة أميركية تكشف عن هوية أحدهم.. وأمراء سعوديون ضمن المستهدفين

تنسيق مخابراتي أوروبي لصد هجوم إلكتروني إيراني استهدف 1600 جهة عالمية
TT

تنسيق مخابراتي أوروبي لصد هجوم إلكتروني إيراني استهدف 1600 جهة عالمية

تنسيق مخابراتي أوروبي لصد هجوم إلكتروني إيراني استهدف 1600 جهة عالمية

نسقت دوائر استخباراتية أوروبية جهودها لإحباط هجمة تجسس إلكترونية جمعت معلومات حساسة عن نحو 1600 هدف بارز على مستوى العالم، بينهم مسؤولون سعوديون، قامت بها مجموعة اختراق إلكتروني (هاكرز) يُعتقد أن لها صلة بـ«الحرس الثوري الإيراني» في أول عملية من نوعها منذ أن وقعت طهران اتفاقًا نوويًا.
وقال باحثون ينتمون إلى شركات متخصصة في أمن الإنترنت ويتابعون أنشطة جماعة المتسللين - التي أطلق عليها خبراء أمنيون يتعقبونها منذ مطلع 2014 اسم «روكيت كيتين» - إن هذه الجماعة تشن هجمات على رموز سياسية وعسكرية بارزة منذ ذلك الحين. وكشفت شركة الأمن الأميركية - الإسرائيلية «تشيك بوينت تكنولوجيز» عن عمليات تتجسس «روكيت كيتين» على مسؤولين في مختلف المجالات في السعودية والإمارات وقطر وتركيا وإسرائيل. وأوضحت الشركة في تقرير اطّلعت عليه «الشرق الأوسط»، أن هذه العمليات استهدفت تحديدًا أمراء وشخصيات بارزة في أوساط اقتصادية وحكومية سعودية، وصحافيين ووكالات الأنباء، فضلاً عن المؤسسات التعليمية وناشطي حقوق الإنسان. كما يشرح التقرير بالتفصيل كيف قام خبراء الشركة بالتنقيب داخل قاعدة بيانات جماعة المتسللين، مما أتاح لهم الحصول على خريطة أدوات البرمجيات الخبيثة وأجهزة كومبيوتر تستخدمها الجماعة ويتم التحكم فيها عن بعد.
إلى ذلك، ذكر التقرير أن سفارات وملحقات عسكرية في كل من أفغانستان وتركيا وقطر والإمارات والعراق والكويت واليمن سقطت ضحايا لعمليات التجسس الإلكتروني التي أطلقتها هذه المجموعة خلال العام الماضي، إلى جانب قواعد لحلف الشمال الأطلسي في منطقة الشرق الأوسط.
ويشير التقرير، من خلال 38 صفحة، إلى أن باحثين استطاعوا من مقرّهم في ولاية كاليفورنيا الأميركية الكشف عن هوية أحد أبرز أعضاء هذه المجموعة، مشددين على أن العمليات التي قادها تتماشى مع مصالح الاستخبارات الإيرانية من حيث نوعية المعلومات الحساسة التي تسعى إلى تجميعها.
وقال أحد مسؤولي الشركة إنه خلال تحركات منسقة تم إلى حد بعيد إغلاق وصلات كومبيوتر «القيادة والتحكم» التي كانت تستضيفها في أوروبا خمس شركات لاستضافة البيانات واتصالات الأقمار الصناعية دون علمها. وأضاف أن إغلاق تلك الوصلات يعرقل قدرة المتسللين على شن هجمات جديدة على الأقل لبضعة أشهر.
من جهتها، كشفت دراسة تحليلية نشرتها مؤسسة «تراند مايكرو» لأمن تكنولوجيا المعلومات، أن التقارير الإعلامية والاستخبارية التي صدرت في الآونة الأخيرة عن هذه المجموعة ونشاطها الإجرامي لم تحل دون تكثيف هذه العمليات واستهداف عدد أكبر من الشخصيات. كما يتضح من خلال دراسة نمط الهجمات الإلكترونية لـ«روكيت كيتين» أنها لا تستهدف شركات لمنافع اقتصادية أو غيرها، بل تركز نشاطها على أفراد يشغلون مناصب في الأوساط الدبلوماسية، والسياسات الخارجية، والدفاع، ما يميّز نشاطها الإجرامي عن الهجمات الإلكترونية التقليدية.
وقد تعرقل الإجراءات التي اتخذها الأوروبيون في حق هذه المجموعة الإجرامية جهود طهران لجمع معلومات حساسة من دول كالسعودية وإسرائيل وتركيا والولايات المتحدة، بالإضافة إلى حليفتها فنزويلا التي كانت ضمن الدول المستهدفة.
وذكر باحثون أمنيون أن الأهداف البارزة وعددها 1600 تضم مسؤولين سعوديين وعلماء نوويين إسرائيليين ومسؤولين في حلف شمال الأطلسي (الناتو) ومعارضين إيرانيين وحتى زوجات جنرالات كبار من دول لم يتم الكشف عنها. وقالوا إنه من النادر جدًا الحصول على قائمة شاملة بما تهتم به المخابرات العسكرية لأي دولة، في إشارة إلى قائمة أهداف التجسس التي اكتشفت في قاعدة بيانات جماعة المتسللين الإيرانية.
كما كشفوا عن إبلاغ فرق الاستجابة الوطنية لأمن الكومبيوتر في بريطانيا وألمانيا وهولندا الذين نبهوا بدورهم الشرطة في تلك الدول إلى مواقع خوادم «القيادة والتحكم» التي تستخدم في شن هجمات وتتم السيطرة عليها من إيران.
وقالت الشرطة الأوروبية (يوروبول) ومكتب التحقيقات الاتحادي، إنهما لا يستطيعان التعليق في الوقت الراهن.



زيلينسكي يرى أن فصلاً جديداً يبدأ لأوروبا والعالم بعد 11 يوماً فقط مع تنصيب ترمب

فولوديمير زيلينسكي في اجتماع «مجموعة الاتصال» (أ.ب)
فولوديمير زيلينسكي في اجتماع «مجموعة الاتصال» (أ.ب)
TT

زيلينسكي يرى أن فصلاً جديداً يبدأ لأوروبا والعالم بعد 11 يوماً فقط مع تنصيب ترمب

فولوديمير زيلينسكي في اجتماع «مجموعة الاتصال» (أ.ب)
فولوديمير زيلينسكي في اجتماع «مجموعة الاتصال» (أ.ب)

عدَّ الرئيس الأوكراني أنه من الواضح أن فصلاً جديداً يبدأ لأوروبا والعالم بأسره بعد 11 يوماً فقط من الآن، أي 20 يناير (كانون الثاني) الحالي يوم تنصيب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، قائلاً: «هو الوقت الذي يتعين علينا فيه التعاون بشكل أكبر»، و«الاعتماد على بعضنا بعضاً بشكل أكبر، وتحقيق نتائج أعظم معاً... أرى هذا وقتاً للفرص».

الرئيس الأوكراني زيلينسكي خلال لقائه ترمب في نيويورك (أ.ب)

وقال فولوديمير زيلينسكي إن النشر المحتمل لقوات الدول الشريكة في أوكرانيا «هو من أفضل الأدوات» لإجبار روسيا على السلام، مطالباً في كلمة خلال اجتماع الخميس في ألمانيا لـ«مجموعة الاتصال» التي تضم أبرز حلفاء كييف في قاعدة رامشتاين العسكرية في ألمانيا: «دعونا نكن أكثر عملية في تحقيق ذلك».

وعدّ زيلينسكي أن انتشار قوات غربية في أوكرانيا سيساعد «في إرغام روسيا على السلام»، ورأى أيضاً أن أوروبا تدخل «فصلاً جديداً» من التعاون وستتاح لها «فرص جديدة» مع عودة دونالد ترمب إلى البيت الأبيض في وقت لاحق من هذا الشهر، في حين أعلن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، الخميس، حزمة مساعدة عسكرية جديدة لأوكرانيا بقيمة 500 مليون دولار خلال الاجتماع.

زيلينسكي مع وزير الدفاع الألماني (أ.ب)

ولم يحدد زيلينسكي ما إذا كان يتحدث عن إرسال الغرب قوات قتالية أو قوات حفظ سلام جزءاً من أي تسوية لإنهاء الحرب المستمرة منذ نحو ثلاث سنوات.

ومنذ أسابيع، تكثر التكهنات حول شروط مفاوضات سلام في المستقبل، إذ إن دونالد ترمب وعد بوضع حد للحرب «في غضون 24 ساعة» من دون أن يحدد كيفية القيام بذلك. إلا أن الرئيس الأميركي المنتخب عاد وعدل من توقعاته لإنهاء الحرب قائلاً إنه يأمل أن يتم ذلك خلال ستة أشهر من تنصيبه رئيسا في 20 يناير الحالي.

وفي ظل هذه الأوضاع، تكبَّدت أوكرانيا ضربة جديدة، الاثنين، مع تصريحات صادرة عن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي دعا الأوكرانيين «إلى مناقشات واقعية حول المسائل المتعلقة بالأراضي» لإيجاد تسوية للنزاع، محذراً من عدم وجود «حل سريع وسهل». حتى بولندا الداعم الكبير لكييف، فتحت الباب على لسان وزير خارجيتها أمام احتمال حصول تنازلات عن أراضٍ «بمبادرة من أوكرانيا».

وتطالب موسكو أن تتخلى كييف عن أربع مناطق تسيطر عليها روسيا جزئياً. فضلاً عن القرم التي ضمتها في 2014، وأن تعزف عن الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي. وهي شروط يعدّها زيلينسكي غير مقبولة.

وما زالت تسيطر روسيا على نحو 20 في المائة من الأراضي الأوكرانية حتى الآن في حين سرعت تقدمها في شرقها في الأشهر الأخيرة.

أعلن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، الخميس، حزمة مساعدة عسكرية جديدة لأوكرانيا. وأوضح أوستن أن الحزمة تتضمن «صواريخ إضافية لسلاح الجو الأوكراني ومزيداً من الذخائر، وذخائر أرض - جو وعتاداً آخر لدعم طائرات (إف - 16) الأوكرانية». وشدد على أن «القتال في أوكرانيا يعنينا جميعاً».

فولوديمير زيلينسكي مع لويد أوستن (أ.ب)

في ظل إدارة جو بايدن، شكلت الولايات المتحدة الداعم الأكبر لكييف في تصديها للغزو الروسي موفرة مساعدة عسكرية تزيد قيمتها عن 65 مليار دولار منذ فبراير (شباط) 2022. وتلي واشنطن في هذا المجال، ألمانيا الداعم الثاني لكييف مع 28 مليار يورو. لكن ذلك، لم يكن كافياً لكي تحسم أوكرانيا الوضع الميداني بل هي تواجه صعوبة في صد الجيش الروسي الأكثر عدداً، لا سيما في الجزء الشرقي من البلاد.

وأكدت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس، الخميس، أن الاتحاد الأوروبي «مستعد» لقيادة جهود الدعم العسكري لأوكرانيا «في حال لا تريد الولايات المتحدة القيام بذلك». وشددت كالاس كذلك قبل اجتماع المجموعة على أنها «على ثقة» بأن واشنطن «ستواصل دعمها لأوكرانيا». وأضافت: «مهما كانت هوية رئيس الولايات المتحدة ليس من مصلحة أميركا أن تكون روسيا القوة العظمى الأكبر في العالم». وتابعت كالاس: «الاتحاد الأوروبي مستعد أيضاً لتولي هذه القيادة إذا لم تكن الولايات المتحدة مستعدة للقيام بذلك».

وفي حديثها للصحافيين، كما نقلت عنها وكالات عدّة، قالت إنه في هذه المرحلة «لا ينبغي لنا حقاً التكهن» بشأن الدعم الأميركي المستقبلي، لافتة إلى أن الولايات المتحدة لديها مصالح كبيرة في أوروبا. وأصرت كالاس: «أنا متأكدة من أنه (عندما) تتولى القيادة منصبها، فإنها تستطيع أيضاً رؤية الصورة الأكبر».

كما استغل زيلينسكي اللقاء «لحث» حلفاء أوكرانيا على مساعدة كييف في بناء «ترسانة من الطائرات المسيّرة» لاستخدامها ضد القوات الروسية على الخطوط الأمامية وخارجها. وشدد على أن «الطائرات المسيّرة هي أمر غير بالفعل طبيعة الحرب (...) المسيّرات تردع العدو، تبقيه على مسافة».

جاءت هذا التصريحات بعد إعلان الجيش الأوكراني الأربعاء أنه ضرب ليلاً مخزن وقود في روسيا يقع على بعد 500 كيلومتر من الحدود بين البلدين، قال إن سلاح الجو يستخدمه لقصف أوكرانيا.

كما وصف زيلينسكي هجوم قواته على منطقة كورسك الغربية في روسيا بأنه أحد «أكبر انتصارات أوكرانيا، ليس فقط في العام الماضي، لكن طوال الحرب».

وأعلنت موسكو نهاية الأسبوع أنها صدت هجوماً أوكرانياً جديداً في منطقة كورسك الروسية الحدودية، حيث تسيطر القوات الأوكرانية على مئات الكيلومترات المربّعة منذ الهجوم الذي شنّته في أغسطس (آب) 2024. ولم يعلق زيلينسكي على ذلك.

أعلنت القوات الجوية الأوكرانية، في بيان عبر تطبيق «تلغرام»، الخميس، أن الدفاعات الجوية الأوكرانية أسقطت 46 من أصل 70 طائرة مسيَّرة معادية أطلقتها روسيا على الأراضي الأوكرانية الليلة الماضية.

أعلن إيفان فيديروف، حاكم مدينة زابوريجيا الأوكرانية، الخميس، أن 113 شخصاً على الأقل أصيبوا في هجوم روسي بالقنابل الانزلاقية على المدينة الواقعة بجنوب أوكرانيا. وأضاف فيديروف عبر تطبيق «تلغرام» أن 59 شخصاً يعالَجون في المستشفى بعد الهجوم الذي وقع عصر الأربعاء، وخلف 13 قتيلاً.

وبحسب السلطات الأوكرانية، نفذ الهجوم باستخدام قنبلتين تزنان 500 كيلوغرام واستهدف موقعاً صناعياً. وأظهرت الصور ومقاطع الفيديو دماراً عند مصنع «موتور سيش» لمحركات الطائرات الذي ينتج أيضا مسيَّرات للجيش الأوكراني.

وقالت السلطات إن أضراراً لحقت بأربعة مبانٍ إدارية ونحو 30 سيارة إلى جانب ترام. وتقع المدينة على مسافة 30 كيلومتراً فقط من خط الجبهة بين القوات الروسية والأوكرانية.

وتسقط المقاتلات الروسية القنابل الانزلاقية على الأراضي التي تسيطر عليها روسيا على مسافة آمنة من الدفاعات الجوية الأوكرانية ثم يتم توجيهها لهدفها. والأهداف ليس لديها تقريباً أي دفاع ضدها.