تبادل الاتهامات بين النجيفي و«دولة القانون» بشأن تأخر مناقشة الموازنة

رئيس البرلمان قال إن قطع رواتب موظفي كردستان «عقد الأزمة»

تبادل الاتهامات بين النجيفي و«دولة القانون» بشأن تأخر مناقشة الموازنة
TT

تبادل الاتهامات بين النجيفي و«دولة القانون» بشأن تأخر مناقشة الموازنة

تبادل الاتهامات بين النجيفي و«دولة القانون» بشأن تأخر مناقشة الموازنة

انتقد رئيس البرلمان العراقي أسامة النجيفي، رئيس الوزراء نوري المالكي، بسبب اتخاذه قرارا بقطع رواتب موظفي إقليم كردستان. وقال إن القرار أدى إلى تخريب جهوده في تقريب وجهات النظر بين أربيل وبغداد لدى زيارته إقليم كردستان الأسبوع الماضي على رأس وفد برلماني.
وأوضح النجيفي في مؤتمر صحافي عقده أمس الاثنين في مبنى البرلمان العراقي «سافرنا بوفد برلماني الأسبوع الماضي إلى أربيل للحوار حول الموازنة، لكن قطع رواتب موظفي كردستان هو ما عقد الأزمة، ونعد هذا الإجراء سابقة تاريخية يتحملها من أصدر هذا القرار». وأضاف «إننا نرفض أي اتهام بالتقصير بعدم إدراج الموازنة، ونطالب الحكومة بأن تكون أكثر فاعلية بتقليل الفجوة مع الإقليم»، مرجحا أن «تكون هناك مفاوضات جديدة بين الطرفين بعد أن تم تسليم الرواتب لموظفي الإقليم».
وفي السياق نفسه، كشف النجيفي خلال المؤتمر الصحافي أن «النائب الثاني لرئيس البرلمان عارف طيفور رفض إدراج قانون الموازنة المالية في جدول أعمال البرلمان بسبب الخلاف حولها». وطالب النجيفي الكتل النيابية «بحضور الجلسات، وهناك كتل تطالب بإدراج الموازنة وهي مقاطعة»، مشيرا إلى أن «البرلمان سيستمر في عقد جلساته لحين قراءة الموازنة وإقرارها».
وأشار النجيفي إلى أن «النائب الثاني لرئيس مجلس النواب لم يوافق على إدخال الموازنة في جدول الأعمال، ولهذا كهيئة رئاسة للمجلس لا نستطيع إدخالها إلا بموافقة جميع أعضاء الهيئة». كما أعلن رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي إلغاء كل الإجازات للنواب، فضلا عن استمرار الدوام في المجلس لحين التصويت على قانون الموازنة المالية للعام الحالي.
من جانبها، أكدت عضو البرلمان عن كتلة التحالف الكردستاني وعضو اللجنة المالية في البرلمان نجيبة نجيب، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «هناك مبالغة في تحميل التحالف الكردستاني مسؤولية عدم إقرار الموازنة، حيث إن هناك من بدأ يضع العراقيل ويحاول مصادرة حقوق الشعب الكردي ويقفز إلى مسائل أخرى». وأضافت نجيب أن «تأخير الموازنة تتحمله الحكومة التي أخرتها كثيرا عن موعدها المقرر بأكثر من شهرين، كما أنها جاءت إلى البرلمان وفيها العديد من الألغام، وبالتالي فإن الخلاف بين الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم ليس هو السبب الوحيد للخلاف». وأضافت نجيب أن «هناك مطالب كردية مشروعة ومتفقا عليها وتتعلق بمخصصات البيشمركة ومستحقات الشركات، وهو ما يعرقل التوصل إلى اتفاق لأن الحكومة ترفض هذه المطالب»، مشيرة إلى أنه «في ظل غياب قانون النفط والغاز وعدم تشريعه فإنه يحق للإقليم تصدير نفطه بموجب الدستور».
من جانبه، فقد جمع ائتلاف دولة القانون 50 توقيعا لدرج الموازنة على جدول أعمال جلسة البرلمان الـ11 الاثنين. وقال عضو ائتلاف دولة القانون إحسان العوادي، في تصريح صحافي، إن «(دولة القانون) استطاع جمع 50 توقيعا لإدراج قانون الموازنة العامة على جلسة البرلمان اليوم الاثنين». وكان نواب «دولة القانون» والتحالف الكردستاني تبادلوا الانسحاب من جلسة أمس، حيث انسحب ائتلاف دولة القانون بسبب عدم إدراج الموازنة في جدول الأعمال، بينما انسحب النواب الكرد بسبب رفضهم إدراج الموازنة في جدول الأعمال.
وكان «دولة القانون» اتهم رئيس البرلمان أسامة النجيفي بعدم إدراج الموازنة على جلسات المجلس بحجج «واهية».
وقال رئيس كتلة دولة القانون في البرلمان خالد العطية، في مؤتمر صحافي مشترك عقده في مبنى البرلمان، إن «هيئة رئاسة البرلمان تمتنع عن عرض الموازنة على جدول أعمال جلسات المجلس منذ أن أرسلتها الحكومة الاتحادية، بحجج واهية وغير مقبولة»، مبينا أن «الشعب والحكومة ينتظران الموازنة بفارغ الصبر لتنفيذ المشاريع وتقديم الخدمات».



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.