إقبال واسع على شهادة جديدة طرحها أكبر بنكين في مصر

مصدر: حققت 3.5 مليار جنيه خلال يومين

إقبال واسع على شهادة جديدة طرحها أكبر بنكين في مصر
TT

إقبال واسع على شهادة جديدة طرحها أكبر بنكين في مصر

إقبال واسع على شهادة جديدة طرحها أكبر بنكين في مصر

شهد القطاع المصرفي المصري إقبالا بالغا على شهادة ادخارية مستحدثة طرحها أكبر بنكين في مصر، وهما «البنك الأهلي المصري» و«بنك مصر»، أطلق عليها اسم «شهادة القمة»، وهي شهادة ادخار ثلاثية تحمل العائد الأعلى من نوعه في مصر ويبلغ 12.5 في المائة سنويا. وقال مصدر مسؤول بالبنك الأهلي لـ«الشرق الأوسط» أمس إن حصيلة اليومين الماضيين لبيع شهادات الادخار لمدة 3 سنوات، بلغت ما يقرب من 3.5 مليار جنيه مصري، منها 2.3 مليار جنيه في اليوم الأول.
وأضاف المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه لـ«الشرق الأوسط»، أن تحويلات المصريين في الخارج ساهمت في الاكتتاب في الشهادات بنسبة معقولة، أما النسبة الكبرى فكانت من الأوعية الادخارية الأخرى، رافضا أن يحدد حصص كل نسبة. ويعد سعر الفائدة على شهادة «القمة» التي أطلقها أكبر بنكين عاملين في السوق المصرية؛ بنكي «الأهلي المصري»، و«بنك مصر»، الأعلى حاليا على الأوعية الادخارية، التي ستؤثر على حركة الاقتصاد والسيولة خلال الأشهر المقبلة؛ وفقًا للمصدر. وأوضح رئيس مجلس إدارة «بنك مصر» محمد الإتربي، في تصريحات صحافية أمس أن عائدات الشهادة الثلاثية خلال الساعات الأولى من بدء الاكتتاب (أول من أمس) بلغت 400 مليون جنيه مصري.
وذكرت مصادر مصرفية أن فئات الشهادة تبدأ من ألف جنيه مصري ومضاعفاتها، وتصدر للأشخاص الطبيعيين، ويمكن الاقتراض بضمان الشهادة، إضافة إلى إمكانية استرداد قيمة الشهادة بعد مضي 6 أشهر من تاريخ الشراء، مع خصم الرسوم. والشهادة متاحة للاكتتاب حتى يحدد مجلسا إدارتي البنكين متطلبات السوق، ولا يوجد سقف مالي معين أو تحذيرات من البنك المركزي على الشهادة؛ وفقا للمصدر. لكن مصادر مصرفية أخرى أوضحت أن «البنكين يستهدفان جمع 20 مليار جنيه من طرح الشهادة الجديدة في السوق المصرية».
وأثار طرح الشهادة الجديدة مقارنة في الأوساط المصرية مع شهادات قناة السويس الجديدة، التي جرى طرحها منتصف العام الماضي، وحظيت بإقبال غير مسبوق في السوق المصرية، كما أنها كانت الأعلى من حيث العائد السنوي الذي بلغ 12 في المائة.
وقدرت حصيلة شهادات قناة السويس في اليوم الأول بـ6 مليارات جنيه مصري، ويرى محللون أن إصدار شهادات قناة السويس كان وسيلة لتحريك السيولة من الأوعية الادخارية إلى المشروعات القومية لتخطي نسبة الاقتراض الآمن للحكومة من البنوك العاملة بالسوق المصرية، بالإضافة إلى محاولة السيطرة على «الدولرة» وارتفاع سعر صرف الجنيه مقابل الدولار.



مصر تقر زيادة حصتها في صندوق النقد 50 %

معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
TT

مصر تقر زيادة حصتها في صندوق النقد 50 %

معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)

نشرت الجريدة الرسمية في مصر قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي، بشأن الموافقة على زيادة حصة البلاد في صندوق النقد الدولي بنسبة 50 في المائة. كما نص القرار على أن الزيادة في الحصة لن تصبح سارية إلا بعد استيفاء شروط التصديق، رابطاً ذلك بموافقة جميع الدول الأعضاء في الصندوق على زيادة حصصهم.

وحسب مراقبين، تهدف زيادة الحصة إلى تعزيز الموارد المتاحة لصندوق النقد لدعم السياسات الاقتصادية والمالية للدول الأعضاء. كما أنها تزيد من القوة التصويتية لمصر في الصندوق.

ويرتبط القرار بالمراجعة العامة الـ16 للحصص، التي تشمل زيادات في حصص الدول الأعضاء، والتي تعتمد على الموافقة الكتابية للدول المشاركة والالتزام بالشروط المالية المحددة. علماً أن نحو 97 في المائة من الدول الأعضاء توافق على الزيادة.

كان مجلس النواب قد وافق في جلسة عامة في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، على زيادة حصة مصر في الصندوق بنسبة 50 في المائة. ومن المقرر أن تقوم مصر بإتمام الإجراءات المالية اللازمة لدفع الزيادة في حصتها، والتي ستتم في إطار الزمان المحدد في القرار، حسبما أوضح مسؤولون مصريون.

وأعلن صندوق النقد الشهر الماضي التوصل إلى اتفاق على مستوى الخبراء مع مصر بشأن المراجعة الرابعة لاتفاق تسهيل الصندوق الممدد الذي يستمر 46 شهراً، وهو ما قد يتيح صرف شريحة جديدة تبلغ 1.2 مليار دولار. وقال وزير المالية المصري أحمد كوجك، قبل أيام إن مصر ستحصل على الشريحة هذا الشهر، نافياً طلب مصر توسيع القرض البالغة قيمته 8 مليارات دولار مرة أخرى.

وفي تصريحات إعلامية، أعرب كوجك عن قلقه من حجم الدين الخارجي الذي يتخطى 152 مليار دولار، وأكد تعهد الحكومة بخفضه بما يعادل نحو ملياري دولار سنوياً مع السداد بأكثر من قيمة الاقتراض.

في سياق منفصل، أفادت بيانات من الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر بأن التضخم السنوي لأسعار المستهلكين في المدن المصرية تراجع إلى 24.1 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، من 25.5 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني). وهذا هو أدنى مستوى في عامين، ويتماشى ذلك مع ما خلص إليه استطلاع رأي أجرته «رويترز»، وذلك في ظل استمرار تراجع أسعار المواد الغذائية.

وعلى أساس شهري، ارتفعت الأسعار في المدن المصرية 0.2 في المائة، مقارنةً مع 0.5 في المائة في نوفمبر. وانخفضت أسعار المواد الغذائية بنسبة 1.5 في المائة في ديسمبر بعد انخفاضها بنسبة 2.8 في المائة في نوفمبر، مما جعلها أعلى بنسبة 20.3 في المائة مما كانت عليه قبل عام.

وارتفع التضخم في أغسطس (آب) وسبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول)، لكنه انخفض في نوفمبر وظل أقل بكثير من أعلى مستوى له على الإطلاق عند 38 في المائة الذي سجله في سبتمبر 2023.

وساعد النمو السريع في المعروض النقدي لمصر على زيادة التضخم. وأظهرت بيانات البنك المركزي أن المعروض النقدي (ن2) نما 29.06 في المائة في العام المنتهي في آخر نوفمبر، وهو ما يقل قليلاً عن أعلى مستوى على الإطلاق البالغ 29.59 في المائة المسجل في العام المنتهي بنهاية سبتمبر.

وبدأ التضخم في الارتفاع بشكل كبير عام 2022 عقب الغزو الروسي لأوكرانيا، وهو ما دفع المستثمرين الأجانب إلى سحب مليارات الدولارات من أسواق الخزانة المصرية. وسجل التضخم ذروته عند 38 في المائة في سبتمبر 2023، وكان أدنى مستوى له منذ ذلك الحين عندما سجل 21.27 في المائة في ديسمبر 2022.

ووقَّعت مصر في مارس (آذار) الماضي على حزمة دعم مالي مع صندوق النقد الدولي بهدف مساعدتها على تقليص عجز الميزانية وتبني سياسة نقدية أقل تأجيجاً للتضخم، لكنَّ الحزمة تُلزم الحكومة بخفض الدعم على بعض السلع المحلية، وهو ما يؤدي إلى ارتفاع أسعارها.

ومعدلات التضخم من أهم النقاط التي تراعيها لجنة السياسات النقدية بالبنك المركزي المصري عندما تجتمع لاتخاذ قرارات أسعار الفائدة.

وتتوقع اللجنة استمرار هذا الاتجاه، إذ قالت في محضر آخر اجتماعاتها في 2024: «تشير التوقعات إلى أن التضخم سيتراجع بشكل ملحوظ بدءاً من الربع الأول من عام 2025، مع تحقق الأثر التراكمي لقرارات التشديد النقدي والأثر الإيجابي لفترة الأساس، وسوف يقترب من تسجيل أرقام أحادية بحلول النصف الثاني من عام 2026».

كانت اللجنة قد ثبَّتت أسعار الفائدة في اجتماعاتها الستة الأحدث، إذ لم تغيرها منذ أن رفعتها 600 نقطة أساس في اجتماع استثنائي خلال مارس في إطار اتفاق قرض تمت زيادة حجمه إلى 8 مليارات دولار مع صندوق النقد الدولي. وكان هذا الرفع قد جاء بعد زيادة بلغت 200 نقطة أساس أول فبراير (شباط).