فدم توتنهام إحدى أفضل مبارياته لكنه خرج متعادلا مع آرسنال، واستعاد أستون فيلا بعضا من الثقة بعد أن حصد تعادلا ثمينا أمام المتصدر مانشستر سيتي، وخرج كل من مانشستر يونايتد وليستر سيتي من الجولة الثانية عشرة كأكثر المستفيدين. وهنا العشر نقاط الأهم المستخلصة من منافسات الأسبوع الإنجليزي.
1 - خط وسط توتنهام يعالج أخطاءه
أهلاً ومرحبًا بك موسى ديمبلي، لقد بدأ الخوف يراودنا من ألا نراك مجددًا! لكنك ظهرت متزعما خط وسط توتنهام خلال مباريات الدوري الممتاز بمهارة وقوة، ما جعلنا نشعر بالإحباط لأنك لم تثبت وجودك سوى لومضات سريعة الموسم الماضي. وتحقق الإنجاز من خلال ثلاثة أهداف خلال ثلاث مباريات في إطار ديربي شمال لندن أمام آرسنال، ثم الفوز بلقب أفضل لاعب بالمباراة أمام الغريم التقليدي أول من أمس، في خط وسط يضم أيضًا إريك داير وديلي ألي الرائعين - وكل هذا يأتي في نهاية سباق محموم خاض فيه الفريق ثلاث مباريات خلال ستة أيام. عليك الآن التشبث بهذا الأداء المتألق. وبطبيعة الحال، وبعد فترات تراجع في الأداء على مستوى الفريق بأكمله، بات العرض الأخير أمام آرسنال مبشرا بإمكانية أن ينهي توتنهام الموسم في أحد من المراكز الأربعة الأولى.
2 - لينغارد يتعافى ويقتحم أرض الأحلام
بعد مرور 52 دقيقة على فوز مانشستر يونايتد على وست برومويتش ألبيون بهدفين مقابل لا شيء في ملعب أولد ترافورد، نجح جيسي لينغارد في إثبات استعادته عافيته ودخول أرض الأحلام أخيرًا بتسجيل هدف تاريخي لفريقه. وعن ذلك، قال: «كانت سعادتي غامرة. وكانت والدتي حاضرة هنا، وكذلك شقيقي ووالدي وخطيبتي، وبدوا جميعًا فخورين للغاية بي. منذ أن كنت في السابعة من عمري، كنت أتواجد هنا. كانت لحظة تسجيلي الهدف من اللحظات السعيدة في مشواري الكروي، وغمرني حينها شعور رائع. لقد أصبحت أسرتي كلها من مشجعي مانشستر يونايتد الآن».
اللافت أن لينغارد أبدى بالفعل رغبة قوية في العودة للملاعب والتعافي من إصابة الركبة الخطيرة التي تعرض لها الموسم الماضي خلال مباراة الافتتاح أمام سوانزي سيتي. ووقعت الإصابة بعد مرور 24 دقيقة من المباراة وتسببت في غيابه عن الملاعب حتى 14 فبراير (شباط)، وحينها كان معارا في صفوف ديربي كاونتي. وعن هذه الفترة، قال اللاعب البالغ 22 عامًا: «كان الأمر عصيبًا، لكنه بات من الماضي. والآن أرغب في المضي قدمًا، وآمل المشاركة باستمرار مع الفريق وتقديم أداء جيد». والواضح أن تحقيق ذلك يتطلب من لينغارد التفوق على الهولندي ممفيس ديباي الذي بلغت قيمة صفقة انتقاله إلى مانشستر يونايتد 25 مليون جنيه إسترليني، الأمر الذي نجح بالفعل في تحقيقه خلال المباراتين الأخيرتين.
3 - شاكيري يتألق
في أعقاب فوز ستوك سيتي على تشيلسي بهدف مقابل لا شيء، السبت، سارع المدرب مارك هيوز للتعليق بأن هذا الفوز لن يهيمن أخباره على وسائل الإعلام ولن يلقى اهتمامًا كبيرًا. الواضح أن هذا أمر محتوم لأن الاهتمام كان بخسارة الفريق البطل للمرة السابعة خلال 12 مباراة بالدوري. ومع ذلك، كان من المستحيل بالنسبة لهيوز تجاهل أداء شيردان شاكيري بعدما لعب دورًا محوريًا في هدف الفوز الذي سجله فريقه. ولم يكن لدى هيوز أدنى شك في أن هذه المباراة شهدت أفضل أداء قدمه لاعب خط الوسط السويسري مع ستوك سيتي منذ انتقاله إليه قادمًا من إنترناسيونالي الإيطالي في أغسطس (آب) الماضي. وقال: «كان من المهم اندماجه معنا، وقد شجعنا اللاعبين الآخرين على توجيه مزيد من التمريرات إليه لأنه أحيانًا لم نكن نوفر له الفرصة المناسبة لإظهار قدراته. لقد طالب بالحصول على الفرصة وبالفعل أثبت جدارته. ومع تنامي قوته وتفهمه لطبيعة الدوري الإنجليزي الممتاز، ستزداد قوة تأثيره».
وبالفعل، كان من المبهج مشاهدة شاكيري خلال عطلة نهاية الأسبوع وبالنظر لحقيقة أنه قدم لتوه من بلاد أخرى عبر مفاوضات مطولة، فإنه من المدهش رؤيته وقد تأقلم مع الوضع الجديد بهذه السرعة. يذكر أن ستوك سيتي يحتل مرتبة متأخرة مع فرق أخرى بالدوري الممتاز من حيث قلة الأهداف حيث سجل 10 أهداف فقط على مدار 12 مباراة. إلا أنه مع انضمام هذا اللاعب الرائع البالغ من العمر 24 عامًا لخط الهجوم بجانب موهبتين رائعتين أخريين هما بويان كركيتش وماركو أرنانوتوفيتش، فإنه من المتوقع أن يزداد أداء الفريق إثارة في الفترة المتبقية من الموسم.
4 - ليفربول ماضٍ في جهود استعادة الثقة
بذل المدرب يورغن كلوب جهودًا مضنية للتأكيد على أن خيبة أمله لم تكن منصبة على مشجعي ليفربول الذين غادروا ملعب أنفيلد في أعقاب هدف الفوز الذي سجله سكوت دان في الدقيقة 82 لصالح كريستال سيتي. إلا أنه أوضح أن رحيل الجماهير ترك بداخله شعورًا «بالوحدة الشديدة»، الأمر الذي يوضح أن محاولاته استعادة ثقة الآخرين في فريقه ما تزال مستمرة ولم تكتمل بعد. وشدد كلوب على أن ليفربول يتعين عليه ضمان بقاء المشجعين في المدرجات خلال المباريات حتى انطلاق صافرة الحكم النهائية. ومع ذلك، بدا أن الجماهير لم تقتنع بمستوى أداء الفريق خلال بداية وكذلك نهاية اللقاء الذي انتهى بالهزيمة.
في الواقع، لقد ناضل كل من كريستيان بينتيكي وأمره تشان بعد رحلة العودة من كازان التي بلغت 5.000 ميل، ما يوفر لهما عذرًا مقبولاً لتراجع الأداء. والملاحظ كذلك أن التحسن الذي طرأ مؤخرًا على الجانب الدفاعي لدى ليفربول تبخر عندما اقتحم سكوت ليسجل هدف الفوز. من الواضح أن مشكلة كلوب الكبرى في مواجهة كريستال بلاس داخل الملعب، وليس خارجه.
5 - واتفورد يسقط أمام ليستر
كشفت هزيمة واتفورد أمام ليستر سيتي أن الهيمنة على الكرة والاستحواذ عليها لا يعني شيئا من دون ثمرة نهائية. ورغم أن واتفورد الذي يدربه كويك سانشيز فلوريز نجح في خلق فرصة رائعة في الدقيقة الـ20. فإن الحقيقة تبقى أن ليستر تمكن من احتواء خطره في الجزء الأكبر من المباراة. ولم يظهر مدرب واتفورد راضيًا عن أسلوب تعامل لاعبيه مع الكرة خلال الثلث الأخير من عمر المباراة. وقال فلوريز: «كانت لدينا نسبة استحواذ بلغت 60 في المائة. وهذا أمر جيد، لكن رغم هذه الإحصاءات لم نفز. لذا فإن علينا التفكير في هذا الأمر. في المقابل، كان لدى ليستر استحواذ بنسبة 40 في المائة فقط. ويعود الفوز إلى أنهم يجرون بحماس داخل الملعب ويرغبون في ذلك باستمرار ويعشقونه. وقد اعتادوا الجري عبر الملعب عندما نكون مستحوذين على الكرة». ورغم رضا فلوريز تجاه الأداء العام لفريقه، فإنه اعترف بأنهم ما يزالون بحاجة لمزيد من القوة في الهجوم.
6 - غارد يكتشف نجوم أستون فيلا
إذا نظرنا إلى تشكيل الفريق الذي دفع به ريمي غارد باعتباره مؤشرًا لما سيأتي، فإن لاعبي الدوري الفرنسي الذي سارع تيم شيروود للتخلي عنهم سيلعبون دورًا محوريًا في نضال أستون فيلا للبقاء. وبدأ يصعد في الأفق أيضًا نجم فرنسي آخر حظي باهتمام أقل وهو تشارلز نزوغبيا الذي قرر غارد أخيرًا الدفع به بعد خمسة شهور داخل جهاز التبريد في ظل قيادة شيروود. أما غوردن فيريتو فشارك للمرة الأولى منذ أكثر من شهر وأبهر الجميع بأدائه في وسط الملعب أمام مانشستر سيتي. كما أن إدريسا غانا مثابرًا للغاية بجانبه. أما غوردن أيو الذي حاول التفوق على فنسنت كومباني ونيكولاس أوتامندي، فلم يحالفه التوفيق، لكن ذلك لا ينفي أنه يبدي مؤشرات واعدة خلال الفترة الأخيرة بوجه عام. عندما ننتقل إلى غوردن أمافي نجد أن مشاهدته داخل الملعب كانت متعة في حد ذاتها، خاصة قدرته على مراوغة الخصوم والإفلات منهم - الأمر الذي فعله أكثر من مرة خلال النصف الأول من المباراة أمام سيتي. إلا أنه رغم كل أخطائه وغرابة اختياراته للاعبين خلال هذا الموسم، فإنه من السهل تفهم السبب وراء شعوره بأن أمافي الذي تكلفت صفقة شرائه 7.7 مليون جنيه إسترليني يشكل مخاطرة كبيرة للغاية عندما لا يكون مستحوذًا على الكرة (لكن هذا لا يعني أن كيران ريتشاردسون هو الحل). سرعان ما أبدى سيتي قدرًا كافيًا من الذكاء جعله يدرك أنه من الممكن استغلال الجناح الأيسر لأستون فيلا، وبالفعل صال وجال خيسوس نافاس بالملعب، بعد أن شارك كبديل لويلفريد بوني بعد تعرضه للإصابة. إلا أن ذلك لا يعني أن أمافي لاعب رديء المستوى وينبغي التخلي عنه، وإنما يعني أن غارد والفريق الفني المعاون له بحاجة لقضاء مزيد من الوقت في العمل على تعزيز الجانب الدفاعي لدى اللاعب البالغ من العمر 21 عامًا، وإلا فإن قدراته الهجومية الواعدة لن تثمر شيئا.
7 - جوهرة الأرجنتين المفقودة عثرت على موطن لها أخيرًا
هناك أمر واحد مؤكد: أن مانويل لانزيني لن يعود مجددًا إلى الصحراء، فهو صغير للغاية ويملك قدرات رائعة. ويرغب وستهام بالفعل في ضمه، وذلك لأسباب عدة منها أن النادي يدرك جيدًا أن أندية أخرى ستسعى خلفه الآن. وتدور أقاويل حول أن هناك محادثات جارية بالفعل مع نادي الجزيرة الإماراتي. من جانبه، أحرز لانزيني هدفه الثالث في الدوري الإنجليزي في مرمى إيفرتون، السبت، والذي جاء مبهرًا في براعته. وكان لانزيني أكثر عناصر وستهام إثارة خلال مباراة غالبًا ما يسيطر عليها الحذر. من جهته، يأمل مدرب وستهام سلافين بيليتش في أن يتعافى كل من ديمتري بايت وإنير فالنسيا من إصابتهما مع انتهاء العطلة الدولية التي تستمر 10 أيام. وفي حال عدم حدوث ذلك، فإن قيمة لانزيني بالنسبة لوستهام ستتضاعف. وربما ينجح لانزيني في التأقلم بفاعلية مع أندي كارول الذي يفوقه في الطول بـ20 سم، ويمثل المضاد التام له من حيث أسلوب اللعب. خلال المباراة، جرى كارول كثيرًا، لكنه لم يصوب الكرة باتجاه المرمى قط وحقق 10 تمريرات ناجحة فقط على مدار 86 دقيقة أمام إيفرتون. ومع ذلك، فإنه رائع في تصويب كرات الرأس. ويتمثل التحدي الرئيسي أمامه مع استعادته كامل لياقته كيفية التأقلم الفاعل مع باقي أقرانه في خط الهجوم الأكثر هشاشة داخل وستهام. في كل الأحوال فإن هذا الوضع يعد مؤشرًا على إلى أي مدى أصبحت المواهب الإنجليزية الهجومية الشابة نادرة في وقتنا الحالي.
8 - مونك بحاجة لمزيد من القوة
ماذا حدث لغاري مونك؟ لم يحقق الفوز سوى في مباراة واحدة منذ أغسطس، وهو وضع عادة ما يخلق خطرًا محدقًا أمام أي من مدربي الدوري الممتاز. ورغم أن سقوط سوانزي سيتي لن ترضى عنه قيادات النادي، فإنه من المؤكد أن مونك سيحظى بمزيد من الوقت كي يحاول قلب مسار الأمور. إلا أنه في ظل إخفاق لاعبين محوريين مثل جيفرسون مونتيرو وجونجو شيلفي وبافيتيمبي غوميز في الارتقاء للمستويات التي سبق أن أظهروها في أدائهم في وقت سابق من الموسم، فإن المدرب لا بد أن ستصيبه حيرة بالغة إزاء كيفية حل هذه المشكلة. ويبدو أن أحد أكبر التحديات أمامه غياب البدائل، خاصة مع مشاركة ثمانية من اللاعبين الذين بدأوا مباراة السبت أمام نورويتش التي انتهت بالهزيمة، في جميع مباريات الفريق خلال الدوري هذا الموسم. وبصورة خاصة، ينبغي أن يمثل إيجاد بديل لغوميز أولوية أولى بالنظر إلى أن بديله البرتغالي إدير ما يزال يناضل لإثبات وجوده منذ انتقاله إلى الفريق في الصيف قادمًا من براغا. في الوقت ذاته، يفتقر واين روتليدج إلى لياقته البدنية، الأمر الذي يثير قلق المدرب. كما أن قرار السماح لناثان دير بالانضمام إلى ليستر على سبيل الإعارة لمدة موسم كامل يبدو متسرعًا بالنظر إلى المصاعب التي يواجهها الفريق بالفعل في خلق فرص لإحراز أهداف. ولا بد أن مونك يأمل في السماح له بالمشاركة في سوق الانتقالات في يناير (كانون الثاني) لتغطية هذا النقص. من جهته، دعا قائد الفريق لوحدة الصف في مواجهة الهزيمة الخامسة للفريق خلال ثماني مباريات، وبالفعل أمام اللاعبين فرصة ممتازة ليضفوا بعضا من روح التفاؤل مع استئناف المنافسات بعد 10 أيام.
9 - فان ديك يكشف ماذا ينقص ساوثهامبتون
يعد فيرجيل فان ديك بمثابة تجسيد لسياسة شراء اللاعبين الذكية التي يتبعها ساوثهامبتون وكذلك عيوب سندرلاند في سوق الانتقالات. من جديد نجح لاعب خط الوسط الهولندي البالغ من العمر 24 عامًا في إبهار جماهير ساوثهامبتون. وقد تبلغ تكلفة الاستحواذ على فان ديك، الذي قدم أداءً رائعا خلال الفوز بهدف مقابل لا شيء على سندرلاند، قادما من سيلتيك 13 مليون جنيه إسترليني، لكن يبدو أن هذه الأموال ستكون في مكانها المناسب تمامًا. أما الحقيقة المؤلمة لسندرلاند ومشجعي نيوكاسل أن مواسم الصيف السابقة شهدت ارتباط أنديتهم بشدة بفان ديك قبل أن يتراجع المسؤولون خوفًا من ارتفاع سعره الذي وصل العام الماضي لقرابة 10 ملايين جنيه إسترليني. وبالنظر إلى أن هذا المبلغ أهدره سندرلاند بالفعل على مجموعة من اللاعبين الأدنى مهارة، يتجلى أمامنا حجم إخفاق المسؤولين في رؤية الصورة العامة.
10 - كينغ يبدي بارقة أمل لبورنموث المتهاوي
ربما ما يزال مدرب بورنموث، إيدي هوي، متحيرًا إزاء كيف لم يسجل فريقه هدفًا في مرمى نيوكاسل، لكنها تظل مشكلة بحاجة لتناولها وبسرعة. رغم تصويبهم الكرة 20 مرة باتجاه مرمى الخصم، أهدر لاعبو بورنموث الفرص التي سنحت لهم، بل وأخفقوا في تسجيل أي أهداف على مدار المباريات الثلاث الأخيرة. والمثير للقلق أن بورنموث سجل ثلاثة أهداف فقط في المباريات الست التي خاضها منذ إصابة كالوم ويلسون بداية هذا الموسم. وقد اختار هوي عدم الاستعانة بمهاجم كريستال بالاس السابق غلين موراي، مفضلاً بدلاً منه جوشوا كينغ، أحد المنضمين حديثًا إلى الفريق خلال الصيف الماضي. وما يزال كينغ يبحث عن هدفه الأول في الدوري الممتاز بعدما أحبط حارس نيوكاسل روب إليوت محاولاته مرارًا. ومع ذلك، فإن اللاعب الذي سبق له التدرب في صفوف مانشستر يونايتد قدم أداءً ممتازًا مع بورنموث. وقال هوي: «طالما أنه مستمر في محاولة تسجيل أهداف، سأظل أدعمه كي يصبح أكثر فاعلية». ومن الممكن أن يثبت كينغ أنه حل سحري بالنسبة للمشكلات التي يواجهها هوي. على أي حال، لقد مرت 23 مباراة لم يسجل خلالها مهاجم ليستر جامي فاردي أي أهداف الموسم الماضي، والآن هو هداف الدوري.