البنك الدولي يحذر: الاحتباس الحراري سيزيد عدد الفقراء مائة مليون

يصدر تقريره تزامناً مع الاجتماعات التمهيدية لمؤتمر المناخ في باريس

الأمين العام لمنظمة الأرصاد الجوية ميشال جارو يعرض نشرة الاحتباس الحراري في جنيف أمس (أ.ف.ب)  -  البنك الدولي يحذر من أن التأثير الأكبر سيطال القارة الأفريقية حيث يتسبب الاحتباس الحراري بارتفاع كبير في أسعار المواد الغذائية (أ.ب)
الأمين العام لمنظمة الأرصاد الجوية ميشال جارو يعرض نشرة الاحتباس الحراري في جنيف أمس (أ.ف.ب) - البنك الدولي يحذر من أن التأثير الأكبر سيطال القارة الأفريقية حيث يتسبب الاحتباس الحراري بارتفاع كبير في أسعار المواد الغذائية (أ.ب)
TT

البنك الدولي يحذر: الاحتباس الحراري سيزيد عدد الفقراء مائة مليون

الأمين العام لمنظمة الأرصاد الجوية ميشال جارو يعرض نشرة الاحتباس الحراري في جنيف أمس (أ.ف.ب)  -  البنك الدولي يحذر من أن التأثير الأكبر سيطال القارة الأفريقية حيث يتسبب الاحتباس الحراري بارتفاع كبير في أسعار المواد الغذائية (أ.ب)
الأمين العام لمنظمة الأرصاد الجوية ميشال جارو يعرض نشرة الاحتباس الحراري في جنيف أمس (أ.ف.ب) - البنك الدولي يحذر من أن التأثير الأكبر سيطال القارة الأفريقية حيث يتسبب الاحتباس الحراري بارتفاع كبير في أسعار المواد الغذائية (أ.ب)

حذر تقرير للبنك الدولي، الذي نُشر ليتزامن مع الاجتماعات التمهيدية الحالية في باريس تحضيرًا لمؤتمر المناخ، من أن عدم اتخاذ أي إجراءات للحد من تأثير الاحتباس الحراري سيؤدي إلى زيادة عدد من يعيشون في الفقر المدقع بواقع مائة مليون بحلول عام 2030.
يذكر أن ممثلين رفيعي المستوى عن حكومات نحو 70 دولة يبحثون في باريس منذ أول من أمس (الأحد) عن حلول توافقية للنقاط الخلافية في معاهدة المناخ التي يجري التخطيط لها لتخلف اتفاقية كيوتو.
وأورد تقرير البنك الذي نُشر قبل شهر من انعقاد مؤتمر باريس حول المناخ «من دون تنمية ذكية في ملف المناخ، فإن التبدل المناخي قد يجر أكثر من مائة مليون شخص إلى الفقر بحلول عام 2030».
وقال البنك الدولي أيضًا: «على المدى الأبعد، وحده تحرك دولي فوري ومدعوم بهدف تقليص الانبعاثات العالمية للغازات الدفيئة سيتيح حماية ملايين الأشخاص من الفقر»، داعيًا الدول الثرية إلى مساعدة دول الجنوب في تمويل إجراءات تخفف من وطأة الاحتباس الحراري.
وذكرت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، أمس (الاثنين)، أن حجم غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي ارتفع إلى مستوى غير مسبوق العام الماضي، ليزيد معدل ارتفاع درجة حرارة الأرض بدرجة أكبر.
وقالت المنظمة التابعة للأمم المتحدة إنه منذ عام 1990 ارتفع صافي درجة الحرارة في الغلاف الجوي بواقع 36 في المائة، ويرجع ذلك في الأساس إلى انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من صنع الإنسان، ولكن أيضًا بسبب غازات أخرى، مثل الميثان أو أكسيد النيتروس.
وقال سكرتير عام المنظمة العالمية للأرصاد الجوية ميشال جارود: «إننا سوف نعيش قريبًا في ظل تجاوز المتوسط العالمي لثاني أكسيد الكربون 400 جزء في المليون كحقيقة دائمة».
وقال لوران فابيوس وزير الخارجية الفرنسي في مستهل المحادثات التمهيدية غير الرسمية في باريس: «يجب فعل كل شيء لضمان نجاح مؤتمر باريس». وقد يفضي مؤتمر باريس الدولي الذي يبدأ في 30 نوفمبر (تشرين الثاني) إلى اتفاق دولي يحد من انبعاثات الغازات الدفيئة.
وحثت ألمانيا، أمس، على تسريع وتيرة المحادثات التمهيدية لمؤتمر قمة المناخ في العاصمة الفرنسية باريس. وفي تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية، قال يوخن فلاسبارت وكيل وزارة البيئة الألمانية: «كل تأخير جديد في المحادثات التمهيدية سيكون بمثابة أمر غير مسؤول».
وأضاف مصدر البنك الدولي نفسه أن التأثير الأكبر سيطال القارة الأفريقية حيث قد يتسبب الاحتباس الحراري بارتفاع كبير في أسعار المواد الغذائية قد يبلغ 12 في المائة العام 2030.
وتابعت المؤسسة المتخصصة في التنمية الاقتصادية أن هذا الأمر سيشكل «ضربة قاسية جدا لمنطقة يشكل فيها الاستهلاك الغذائي في المساكن الأكثر فقرًا أكثر من 60 في المائة من النفقات».
والتأثير سيطال أيضًا جنوب آسيا؛ ففي الهند، قد تدفع الأزمات الزراعية والانتشار السريع للأمراض الناتجة من الاختلال المناخي 45 مليون شخص إلى الفقر المدقع، مما يعني أنهم سيعيشون بأقل من 1.9 دولار يوميا. والتأثيرات ستكون أيضًا صحية.
فارتفاع حرارة الأرض بما يتجاوز سقف الدرجتين، الذي حدده المجتمع الدولي، بدرجتين أو ثلاث، قد يزيد بنسبة خمسة في المائة عدد السكان المعرضين للإصابة بالملاريا، مما يعني 150 مليون شخص إضافيين، بحسب البنك الدولي.
وتابع التقرير أن أمراض الإسهال قد تزيد بنسبة عشرة في المائة خلال الأعوام الخمسة عشر المقبلة، داعيا إلى تنمية «سريعة ومتضامنة تأخذ (أزمة) المناخ في الاعتبار».
وأظهرت الرسوم التوضيحية التي أصدرتها الأمم المتحدة أن مستويات ثاني أكسيد الكربون، وهو الغاز الرئيسي المسبب لظاهرة الاحتباس الحراري، ترتفع بشكل مطرد وتحقق رقمًا قياسيًا جديدًا كل عام، منذ بدء تسجيلها بشكل له مصداقية عام 1984.
وقال ميشال جارو من منظمة الأرصاد الجوية «هذا يعني ارتفاعًا عالميًا لدرجة الحرارة والمزيد من مظاهر الطقس المتطرف مثل موجات الحر والفيضانات وذوبان الجليد وارتفاع مستويات البحار وزيادة حموضة المحيطات. هذا يحدث الآن ونحن نتحرك بسرعة مخيفة صوب المجهول».
ويجتمع نحو ستين وزيرًا للبيئة والطاقة لليوم الثاني أمس الاثنين في باريس لتحريك المفاوضات من أجل التوصل إلى اتفاق عالمي حول المناخ. وقال وزير خارجية فرنسا الذي سيترأس مؤتمر المناخ للوزراء إن «الحياة على أرضنا هي المهددة تحديدا والأمر ملح بالمطلق».
ويتوقع التوصل إلى اتفاق لمكافحة ارتفاع حرارة الأرض في ختام هذا المؤتمر الذي سيفتتح بقمة يشارك فيها رؤساء دول وحكومات أكثر من مائة بلد.
وصدرت التحذيرات المناخية الدولية غداة تأكيد باحثين أميركيين أن مدنًا كبرى، مثل شنغهاي وبومباي وهونغ كونغ، مهددة بسبب الخلل المناخي بالزوال جزئيًا على الأمد الطويل، بعد أن تغمرها المياه إذا لم يتوصل العالم إلى الحد من ارتفاع حرارة الأرض بواقع درجتين.
وعند ارتفاع الحرارة أكثر من درجتين، سيواصل مستوى مياه البحر الارتفاع لتغطي أراضٍ يقطنها اليوم 280 مليون شخص، حسب الدراسة التي نشرها مركز الأبحاث «كلايمت سنترال». وإذا ارتفعت أكثر من أربع درجات، فستشمل الظاهرة عندها أكثر من 600 مليون شخص.
ويمثل وزراء البيئة والطاقة المجتمعون في العاصمة الفرنسية كل مجموعات الدول المشاركة في المفاوضات، التي لا تزال تقوم بينها خلافات كثيرة.
وخلال دورتهم الأخيرة من المفاوضات السابقة لمؤتمر المناخ في باريس، وافق مفاوضو الأمم المتحدة في أكتوبر (تشرين الأول) على نص من 55 صفحة يتضمن الكثير من الخيارات المتناقضة في بعض الأحيان.
ويفترض أن يسمح الاتفاق الذي يؤمل في التوصل إليه في مؤتمر باريس بإبقاء ارتفاع حرارة الأرض ضمن درجتين بالمقارنة مع الوضع قبل الثورة الصناعية. وبعد هذا السقف يتوقع العلماء انعكاسات خطيرة على الأنظمة البيئية والاقتصادات مثل فيضانات متكررة وموجات جفاف.
والدول الرئيسية المسببة لانبعاث الغازات الدفيئة، ممثلة في فرنسا، إلى جانب عدد كبير من الدول الأفريقية والجزر الصغيرة، من ضحايا اضطرابات المناخ.



بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
TT

بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)

منذ الحلقة الأولى لمسلسل «النار بالنار» لفت تيم عزيز المشاهد في دور (بارود). فهو عرف كيف يتقمص شخصية بائع اليانصيب (اللوتو) بكل أبعادها. فألّف لها قالباً خاصاً، بدأ مع قَصة شعره ولغة جسده وصولاً إلى أدائه المرفق بمصطلحات حفظها متابع العمل تلقائياً.
البعض قال إن دخول تيم عزيز معترك التمثيل هو نتيجة واسطة قوية تلقاها من مخرج العمل والده محمد عبد العزيز، إلا أن هذا الأخير رفض بداية مشاركة ابنه في العمل وحتى دخوله هذا المجال. ولكن المخرج المساعد له حسام النصر سلامة هو من يقف وراء ذلك بالفعل. ويقول تيم عزيز لـ«الشرق الأوسط»: «حتى أنا لم أحبذ الفكرة بداية. لم يخطر ببالي يوماً أن أصبح ممثلاً. توترت كثيراً في البداية وكان همي أن أثبت موهبتي. وفي اليوم الخامس من التصوير بدأت ألمس تطوري».
يحدثك باختصار ابن الـ15 سنة ويرد على السؤال بجواب أقصر منه. فهو يشعر أن الإبحار في الكلام قد يربكه ويدخله في مواقف هو بغنى عنها. على بروفايل حسابه الإلكتروني «واتساب» دوّن عبارة «اخسر الجميع واربح نفسك»، ويؤكد أن على كل شخص الاهتمام بما عنده، فلا يضيع وقته بما قد لا يعود ربحاً عليه معنوياً وفي علاقاته بالناس. لا ينكر أنه بداية، شعر بضعف في أدائه ولكن «مو مهم، لأني عرفت كيف أطور نفسي».
مما دفعه للقيام بهذه التجربة كما يذكر لـ«الشرق الأوسط» هو مشاركة نجوم في الدراما أمثال عابد فهد وكاريس بشار وجورج خباز. «كنت أعرفهم فقط عبر أعمالهم المعروضة على الشاشات. فغرّني الالتقاء بهم والتعاون معهم، وبقيت أفكر في الموضوع نحو أسبوع، وبعدها قلت نعم لأن الدور لم يكن سهلاً».
بنى تيم عزيز خطوط شخصيته (بارود) التي لعبها في «النار بالنار» بدقة، فتعرف إلى باعة اليناصيب بالشارع وراقب تصرفاتهم وطريقة لبسهم وأسلوب كلامهم الشوارعي. «بنيت الشخصية طبعاً وفق النص المكتوب ولونتها بمصطلحات كـ(خالو) و(حظي لوتو). حتى اخترت قصة الشعر، التي تناسب شخصيتي، ورسمتها على الورق وقلت للحلاق هكذا أريدها».
واثق من نفسه يقول تيم عزيز إنه يتمنى يوماً ما أن يصبح ممثلاً ونجماً بمستوى تيم حسن. ولكنه في الوقت نفسه لا يخفي إعجابه الكبير بالممثل المصري محمد رمضان. «لا أفوت مشاهدة أي عمل له فعنده أسلوبه الخاص بالتمثيل وبدأ في عمر صغير مثلي. لم أتابع عمله الرمضاني (جعفر العمدة)، ولكني من دون شك سأشاهد فيلمه السينمائي (هارلي)».
لم يتوقع تيم عزيز أن يحقق كل هذه الشهرة منذ إطلالته التمثيلية الأولى. «توقعت أن أطبع عين المشاهد في مكان ما، ولكن ليس إلى هذا الحد. فالناس باتت تناديني باسم بارود وتردد المصطلحات التي اخترعتها للمسلسل».
بالنسبة له التجربة كانت رائعة، ودفعته لاختيار تخصصه الجامعي المستقبلي في التمثيل والإخراج. «لقد غيرت حياتي وطبيعة تفكيري، صرت أعرف ماذا أريد وأركّز على هدف أضعه نصب عيني. هذه التجربة أغنتني ونظمت حياتي، كنت محتاراً وضائعاً أي اختصاص سأدرسه مستقبلاً».
يرى تيم في مشهد الولادة، الذي قام به مع شريكته في العمل فيكتوريا عون (رؤى) وكأنه يحصل في الواقع. «لقد نسيت كل ما يدور من حولي وعشت اللحظة كأنها حقيقية. تأثرت وبكيت فكانت من أصعب المشاهد التي أديتها. وقد قمنا به على مدى يومين فبعد نحو 14 مشهداً سابقاً مثلناه في الرابعة صباحاً صورنا المشهد هذا، في التاسعة من صباح اليوم التالي».
أما في المشهد الذي يقتل فيه عمران (عابد فهد) فترك أيضاً أثره عنده، ولكن هذه المرة من ناحية الملاحظات التي زوده بها فهد نفسه. «لقد ساعدني كثيراً في كيفية تلقف المشهد وتقديمه على أفضل ما يرام. وكذلك الأمر بالنسبة لكاريس بشار فهي طبعتني بحرفيتها. كانت تسهّل علي الموضوع وتقول لي (انظر إلى عيني). وفي المشهد الذي يلي مقتلها عندما أرمي الأوراق النقدية في الشارع كي يأخذها المارة تأثرت كثيراً، وكنت أشعر كأنها في مقام والدتي لاهتمامها بي لآخر حد»
ورغم الشهرة التي حصدها، فإن تيم يؤكد أن شيئاً لم يتبدل في حياته «ما زلت كما أنا وكما يعرفني الجميع، بعض أصدقائي اعتقد أني سأتغير في علاقتي بهم، لا أعرف لماذا؟ فالإنسان ومهما بلغ من نجاحات لن يتغير، إذا كان معدنه صلباً، ويملك الثبات الداخلي. فحالات الغرور قد تصيب الممثل هذا صحيح، ولكنها لن تحصل إلا في حال رغب فيها».
يشكر تيم والده المخرج محمد عبد العزيز لأنه وضع كل ثقته به، رغم أنه لم يكن راغباً في دخوله هذه التجربة. ويعلق: «استفدت كثيراً من ملاحظاته حتى أني لم ألجأ إلا نادراً لإعادة مشهد ما. لقد أحببت هذه المهنة ولم أجدها صعبة في حال عرفنا كيف نعيش الدور. والمطلوب أن نعطيها الجهد الكبير والبحث الجدّي، كي نحوّل ما كتب على الورق إلى حقيقة».
ويشير صاحب شخصية بارود إلى أنه لم ينتقد نفسه إلا في مشاهد قليلة شعر أنه بالغ في إبراز مشاعره. «كان ذلك في بداية المسلسل، ولكن الناس أثنت عليها وأعجبت بها. وبعدما عشت الدور حقيقة في سيارة (فولسفاكن) قديمة أبيع اليانصيب في الشارع، استمتعت بالدور أكثر فأكثر، وصار جزءاً مني».
تيم عزيز، الذي يمثل نبض الشباب في الدراما اليوم، يقول إن ما ينقصها هو تناول موضوعات تحاكي المراهقين بعمره. «قد نجدها في أفلام أجنبية، ولكنها تغيب تماماً عن أعمالنا الدرامية العربية».