تغييرات وشيكة بمكاتب حكومية في مأرب.. والإمارات توزع 10 آلاف سلة غذائية للنازحين

الانقلابيون يجبرون سكان حجة والحديدة على توقيع وثيقة تهدد السلم الاجتماعي

تغييرات وشيكة بمكاتب حكومية في مأرب.. والإمارات توزع 10 آلاف سلة غذائية للنازحين
TT

تغييرات وشيكة بمكاتب حكومية في مأرب.. والإمارات توزع 10 آلاف سلة غذائية للنازحين

تغييرات وشيكة بمكاتب حكومية في مأرب.. والإمارات توزع 10 آلاف سلة غذائية للنازحين

علمت «الشرق الأوسط» من مصدر رسمي رفيع في محافظة مأرب، أن السلطات الشرعية تعتزم إجراء تغييرات في مكاتب الجهات والمؤسسات التنفيذية، وعزل كل من ثبت ارتباطه أو تواطؤه مع الانقلابيين الحوثيين وصالح. وأكد المصدر أن الرئيس عبد ربه منصور هادي أصدر قرارا بتغيير مدير المصرف المركزي في مأرب. وفي المقابل، ذكرت مصادر قبلية في حجة وعمران والحديدة أن الانقلابيين يجبرون سكان القرى على التوقيع على ما يسمونه «وثيقة الشرف»، التي وُصفت بأنها تهدد السلم الاجتماعي وتزيد من الانقسامات بين أوساط الشعب.
وذكر المصدر الرسمي أن التغييرات تشمل معظم فروع مؤسسات الدولة، وقيادات أمنية وعسكرية، بهدف تطبيع الأمن والاستقرار في محافظة مأرب التي توصف بأنها أغنى المحافظات اليمنية التي تتميز بوجود منابع النفط والغاز فيها. وتحيط بمأرب ست محافظات هي: الجوف من الشمال، ومحافظتا شبوة والبيضاء من الجنوب، ومحافظتا حضرموت وشبوة من الشرق، والعاصمة صنعاء من الشمال والغرب.
وكان الجيش اليمني والمقاومة الشعبية، مدعومين بقوات التحالف العربي الذي تقوده السعودية، قد أعلنوا تحرير أغلب المناطق في محافظة مأرب من الحوثيين وقوات صالح مطلع الشهر الماضي.
وقال المصدر الرسمي إن التغييرات التي ستجرى خلال الأيام المقبلة ستعتمد على معيار الكفاءة والخبرة والنزاهة، موضحا أن الرئيس عبد ربه منصور هادي أصدر قرارا بتغيير مدير فرع البنك المركزي بمأرب بعد التشاور مع قيادة المحافظة.
وكشف المصدر أن قيادة المحافظة تضع الترتيبات الأخيرة مع القيادات العسكرية من أجل صرف مرتبات الألوية والمعسكرات التابعة للمنطقة العسكرية الثالثة، وستوضع حلول في ما يخص رجال المقاومة الشعبية، حيث أصدر الرئيس هادي قرارا بدمجهم في الجيش الوطني، معتبرا أن القرار في طريقه للتنفيذ لكنه يحتاج إلى بعض الوقت نظرا للوضع الأمني والعسكري الذي يحيط بمحافظة مأرب حاليا.
وتمثل محافظة مأرب أهمية كبيرة منذ عام 1986، وهو تاريخ بدء إنتاج النفط في اليمن، حيث كانت ترفد بأكثر من 70 في المائة من احتياجاتها من مشتقات الوقود البنزين والديزل والكيروسين، إضافة إلى تصديرها للنفط عبر أنبوب رئيسي يمتد إلى منطقة رأس عيسى بالبحر الأحمر، إضافة إلى احتفاظها بمخزون هائل من الغاز.
وفي السياق نفسه، بدأ محافظ مأرب الشيخ سلطان العرادة، ومعه ممثل الهلال الأحمر الإماراتي، توزيع مساعدات إنسانية قدمها الهلال الأحمر الإماراتي، موضحا أن المساعدات الإنسانية للنازحين تبلغ 11 ألف سلة غذائية تستهدف مختلف النازحين بمديريات المدينة وصرواح والجدعان ومجزر، لافتا إلى أن محافظة مأرب تشهد نزوحا كبيرا إليها من مختلف المحافظات التي شردت الميليشيا الكثير من الأسر فيها.
من جانب آخر، ذكرت مصادر قبلية في محافظات حجة وعمران والحديدة، أن الانقلابيين يجبرون سكان القرى على التوقيع على ما يسمونه «وثيقة الشرف»، التي وصفت بأنها وثيقة تهدد السلم الاجتماعي وتزيد من الانقسام بين أوساط الشعب. وأوضحت المصادر أن الحوثيين طالبوا أبناء القبائل في كل من محافظات حجة شمال البلاد، والحديدة غربا، وعمران، بالتوقيع على هذه الوثيقة، ورفض الحكومة الشرعية والتحالف العربي.
وتدعو الوثيقة أبناء القبائل إلى التبرؤ من أبنائهم وأقاربهم المساندين للحكومة الشرعية وقوات التحالف العربي، وعدم التعامل معهم، واعتبرت ذلك جريمة يعاقب صاحبها وتحل دمه.



اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.