الكرملين يصف سيناريوهات الاستخبارات الأميركية عن تحطم الطائرة الروسية بـ«التكهنات»

ردّ ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم (الخميس)، معلقًا على تصريحات فيليب هاموند وزير الخارجية البريطاني، أنّ الكرملين يرى في أي نظريات عن سبب تحطم الطائرة الروسية في سيناء بمصر، تبقى محض تكهنات في هذه المرحلة، وأنّ التحقيق هو الذي سيحدد ما حدث.
وكان هاموند قد قال اليوم، عن وجود احتمال كبير إن جماعة ولاية سيناء التي بايعت تنظيم "داعش"، هي وراء إسقاط الطائرة الروسية بقنبلة.
وأفاد بيسكوف مقللا من أهمية الفرضيات التي أعلنتها واشنطن ولندن، معتبرا أن أية تصريحات تصدر عن جهات غير مرتبطة بالتحقيق، غير جديرة بالثقة. ونوّه بأنّ الطائرات الروسية ستواصل الطيران من وإلى شرم الشيخ رغم قرار بريطانيا وايرلندا وقف الرحلات.
وتابع بيسكوف قائلا "إننا لم نسمع حتى الآن أي تصريحات من جانب فريق التحقيق. أما بالنسبة للتخمينات الأخرى بهذا الشأن، فنعتبرها معلومات غير مؤكدة". وأكمل أنه "إذا كانت هناك جهات ما تملك بيانات ذات قيمة، فإن موسكو تأمل في تسليم هذه البيانات للتحقيق".
وحين سئل هاموند عما إذا كان مقاتلو "داعش" وراء الكارثة، قال "داعش- سيناء أعلن المسؤولية عن إسقاط الطائرة الروسية. فعل ذلك بعد التحطم مباشرة". وأضاف لقناة سكاي التلفزيونية "نظرنا في صورة المعلومات ككل، بما فيها ذلك الزعم، وبالطبع نظرنا في معلومات أخرى كثيرة وخلصنا إلى وجود احتمال كبير".
وأوضح هاموند في تصريح لقناة "سكاي نيوز" أن الاستخبارات البريطانية أخذت بعين الاعتبار ما أعلنه التنظيم عن تبني الهجوم، كما أنها درست معلومات كثيرة أخرى حتى وصلت إلى هذا الاستنتاج.
وتابع هاموند أن الحكومة البريطانية تنتظر بفارغ الصبر نتائج التحقيق الكامل في المأساة، قائلا "علينا أن نتخذ الإجراءات مباشرة"؛ في إشارة إلى تزايد عدد السياح البريطانيين العالقين في شرم الشيخ بسبب قرار لندن تعليق الرحلات من وإلى المنتجع.
من جهته، صرّح وزير الطيار المدني المصري حسام كمال قائلًا "إنّ لجنة التحقيق لم تتسلم حتى الآن بيانات تؤكد وقوع انفجار على متن الطائرة". مؤكدا أن فرضية تفجير الطائرة الروسية لا تستند إلى «شواهد أو بيانات»، غداة إعلان لندن وواشنطن ترجيحهما لفرضية تفجيرها بقنبلة، فيما أكد رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف إنه من السابق لأوانه استخلاص نتائج بشأن تحطم الطائرة في مصر وأمر بإجراء أمني إضافي.
وقال الوزير المصري في بيان إنه «بخصوص ما تم تداوله عن فرضية إسقاط الطائرة الروسية عن طريق تفجير داخلي فإن لجنة التحقيق لم تظهر لديها حتى الآن أية شواهد أو بيانات تؤكد هذه الفرضية».
وجدد الوزير حرص بلاده على دقة وسلامة التحقيق في الحادث، على اعتبار أن نتائجه ستساهم في ضمان سلامة وأمن الطيران بصورة عامة. مؤكدّا انّ جميع المطارات المصرية تطبق المعايير الدولية في التأمين والسلامة وتخضع لمراجعات دورية من سلطة الطيران المدني المصري وهيئات التفتيش الدولية، كما تتعاون السلطات المصرية مع مفتشي هيئة الطيران الأميركية والجانب البريطاني في تطبيق أي إجراءات إضافية مطلوبة.
وتأكيدًا على كلامه أفاد الوزير، بأن مطار شرم الشيخ يستقبل اليوم 23 رحلة من روسيا وثماني رحلات من أوكرانيا وثلاث رحلات من إيطاليا ورحلة من بلجيكا، ورحلتين من السعودية ورحلة من الأردن و22 رحلة داخلية.
وتعهد الوزير باتخاذ إجراءات خاصة بدءا من يوم غد الجمعة لتمكين البريطانيين في شرم الشيخ الذين قدر عددهم بـ20 ألف شخص، من العودة إلى الوطن.
وفي إجراء احترازي قررت الحكومة تأخير الطائرات التي من المتوقع أن تقلع من شرم الشيخ للسماح لفريق خبراء الطيران البريطانيين المتوجهين إلى شرم الشيخ بأن يقوموا التدابير الأمنية المطبقة في المطار.
وقال مصدر مقرب من التحقيقات وتحليل معلومات الصندوقين الأسودين في مصر، إن تحطم الطائرة الروسية يرجع على الأرجح إلى انفجار لم يتضح إن كان سببه قنبلة أو وقودا. مشيرًا إلى أن المحققين يفحصون التربة في موقع سقوط حطام الطائرة، بحثًا عن مؤشرات على وقوع هجوم بقنبلة.
يذكر أن الطائرة التابعة لشركة "كوغاليم آفيا" التي كان على متنها 217 راكبا (بينهم 25 طفلا) والطاقم المكون من 7 أفراد، اختفت من على شاشات الرادار بصورة مفاجئة يوم السبت الماضي، أثناء رحلتها من شرم الشيخ إلى سان بطرسبورغ.
وذكرت وسائل إعلام روسية أن الخبراء المعنيين بالتحقيق في الكارثة أنجزوا تفريغ بيانات أحد الصندوقين الأسودين، وبدأوا بتحليلها، فيما تعرض الصندوق الأسود الثاني لأضرار ملحوظة.
ويضم فريق التحقيق، ممثلي روسيا ومصر وايرلندا وألمانيا وفرنسا.
من جهة اخرى، نقلت وكالة "أسوشييتد برس" عن مسؤول أميركي طلب التكتم عن ذكر هويته، أن فرضية انفجار قنبلة على متن طائرة الركاب الروسية، تعتمد على نتائج اعتراض مكالمات بين عناصر إرهابية. مؤكدًا أن الـ"سي آي ايه" أو وكالات الاستخبارات الأخرى لم تتوصل بعد إلى أية استنتاجات نهائية، علمًا أن المكالمات المعترضة تدفع بالتحقيق في حالات عدة إلى اتجاه غير صحيح. لكن هذه المعلومات الجديدة عززت رأي الاستخبارات أن تنظيم "ولاية سيناء" وهو فرع لتنظيم "داعش" ينشط في شبه جزيرة سيناء، تمكن من نقل عبوة ناسفة إلى متن الطائرة.