الحكيم والجبوري يجتمعان مع بارزاني لتشكيل تحالف جديد يستبعد المالكي ويبقي على العبادي

قيادي في المجلس الأعلى الإسلامي: دعم السعودية مهم لنا لضمان عمق العراق العربي

عراقيون مناهضون للحكومة يرفعون الأعلام العراقية خلال مظاهرة ضد الفساد وتردي الخدمات في البصرة  (ا.ف. ب)
عراقيون مناهضون للحكومة يرفعون الأعلام العراقية خلال مظاهرة ضد الفساد وتردي الخدمات في البصرة (ا.ف. ب)
TT

الحكيم والجبوري يجتمعان مع بارزاني لتشكيل تحالف جديد يستبعد المالكي ويبقي على العبادي

عراقيون مناهضون للحكومة يرفعون الأعلام العراقية خلال مظاهرة ضد الفساد وتردي الخدمات في البصرة  (ا.ف. ب)
عراقيون مناهضون للحكومة يرفعون الأعلام العراقية خلال مظاهرة ضد الفساد وتردي الخدمات في البصرة (ا.ف. ب)

وصل عمار الحكيم زعيم المجلس الأعلى الإسلامي إلى أربيل، ظهر أمس، والتحق به سليم الجبوري رئيس مجلس النواب العراقي، للاجتماع مع مسعود بارزاني رئيس إقليم كردستان العراق، بغية تشكيل تحالف جديد يستبعد رئيس الوزراء العراقي الأسبق نوري المالكي، ويبقي على رئيس الوزراء حيدر العبادي. وحسب متحدث باسم الجبوري قال لـ«الشرق الأوسط» إن رئيس البرلمان سيحضر اجتماعا يضم الحكيم وبارزاني مشيرا إلى أن «هناك مشروعا سياسيا كبيرا سيتم الإعلان عنه قريبا». في الوقت الذي قال قيادي في المجلس الأعلى الإسلامي إن «دعم دول الخليج العربي وعلى رأسها السعودية ضمانة لنا»، لكن قياديا في المجلس الأعلى الإسلامي كشف عن بدء مباحثات جادة لتشكيل تحالف سياسي عراقي جديد، يجمع بين قوى سياسية شيعية وسنية وكردية من أجل إنقاذ العراق من وضعه السياسي والاقتصادي المتأزم حاليا، مشيرا إلى أن زيارة الحكيم إلى أربيل، والتي بدأت أمس تأتي في إطار الجهود التي تصب في تيار تشكيل هذا التحالف.
وقال القيادي الذي فضل عدم نشر اسمه في بغداد أمس إن «زيارة الحكيم إلى أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق تأتي في إطار تشكيل تحالف وطني جديد يضم، بالإضافة إلى المجلس الإسلامي الأعلى، الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يتزعمه مسعود بارزاني رئيس إقليم كردستان وائتلاف العراقية بزعامة إياد علاوي والتيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر وسليم الجبوري رئيس مجلس النواب العراقي»، منوها بأنه «كان من المفترض حضور أحمد الجلبي زعيم المؤتمر الوطني العراقي لولا رحيله المؤسف والمفاجئ أمس».
وأشار القيادي في المجلس الأعلى الإسلامي إلى أن الحكيم كان قد استهل زيارته بلقاء غير رسمي مع برهم صالح نائب الأمين العام للاتحاد الوطني الكردستاني، الذي يتزعمه جلال طالباني الرئيس العراقي السابق، حيث تناولوا طعام الغداء أمس في منزل صالح بأربيل، قبل أن ينفردوا في اجتماع حول تفاصيل التحالف السياسي الجديد، وقبل أن يستأنف الحكيم اجتماعاته الرسمية مع رئيس الإقليم بارزاني والجبوري. وقال إن هذا المشروع تم التخطيط له منذ فترة ليست بعيدة من أجل إنقاذ العراق من الأوضاع السياسية والاقتصادية المتأزمة، حيث جرت لقاءات واتصالات بين الحكيم وعلاوي وبارزاني وصالح والصدر والجلبي، مؤكدا أن حيدر العبادي رئيس الحكومة العراقية على علم بسير هذه المحادثات، حيث كان قد التقى الحكيم مساء الجمعة الماضية، كما كان قد التقى الجلبي أول من أمس لذات الغرض.
وأكد الجبوري من جانبه لـ«الشرق الأوسط» ببغداد أمس «وجود مثل هذا المشروع»، وقال «إلا أننا لم نحضر اجتماعات رسمية لمناقشة المشروع»، مضيفا «نحن مع أي جهد وطني حقيقي لإنقاذ العملية السياسية والعراق، ولكل حادث حديث».
القيادي في حزب الحكيم أوضح أن «المالكي خارج الصورة تماما، وإن كان على علم بمجريات هذه المباحثات إلا أنه لم يتم إشراكه فيها أو دعوته إليها، مما يعني أنه وائتلافه (دولة القانون) سيكون خارج هذا التحالف». موضحا أن من أبرز ما سيبحثه قادة التحالف السياسي الجديد هو دعم العبادي للبقاء في منصبه رئيسا للحكومة العراقية، إذ ليس من الصواب إرباك العملية السياسية والمطالبة بتغييره، وليست هناك مطالبات بتغيير رئيس الحكومة، وإعادة العمل على تأسيس مجلس السياسات الاستراتيجية برئاسة علاوي وتشكيل مجلس الإعمار الذي كان من المفترض وإسناده للجلبي، مشيرا إلى أن «الحكيم بذل جهودا كبيرة لجمع الأطراف من أجل الحفاظ على العراق موحدا، خاصة في ظل ظروف حربه ضد تنظيم داعش الإرهابي».
وأكد أنه «سيكون للعرب السنة دور مهم وبارز في هذا التحالف، إذ من المؤمل أن ينضم الجبوري لاجتماعات بارزاني والحكيم في أربيل غدا (اليوم) لبحث تفاصيل تشكيل هذا التحالف الذي سيبتعد عن المحاصصات الطائفية، كما سيكون لعلاوي دور بارز في التحالف الجديد، وهو علماني ويربط بعلاقات قوية مع العرب السنة، كما أنه سيوفر لهذا التحالف دعما إقليميا وعربيا ودوليا من خلال علاقاته الإقليمية والعربية والدولية الجيدة».
وحول علاقة توقيت الحديث عن هذا التحالف مع إعلان نتائج الانتخابات التركية وفوز حزب العدالة والتنمية بزعامة الرئيس رجب طيب إردوغان في هذه الانتخابات، قال القيادي في المجلس الأعلى الإسلامي «بالتأكيد نحن نعتبر دعم تركيا بزعامة إردوغان مهما لنا، كما أن دعم الدول الخليجية وعلى رأسها المملكة العربية السعودية يشكل ضمانة لبناء علاقات متميزة مع عمق العراق العربي والاستقرار الأمني الذي يهم دول الخليج أولا». مشيرا إلى أنه لم يتم حتى الآن مفاتحة إيران أو أي دولة أخرى حول تشكيل هذا التحالف كونه شأنا داخليا عراقيا، كما أنه لم تتم مفاتحة الإدارة الأميركية أو الحكومة البريطانية كونهم جزءا مهما من التحالف الدولي بقيادة واشنطن والذي يرتبط مع العراق لمحاربة «داعش» «مع أننا نعتقد أنهم على علم بما يجري في الكواليس دون أن يتدخلوا في المحادثات».



العليمي يستعين بالورقة الأمنية في خطط إنقاذ العملة اليمنية

اجتماع في عدن لـ«اللجنة الأمنية العليا» برئاسة رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي (سبأ)
اجتماع في عدن لـ«اللجنة الأمنية العليا» برئاسة رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي (سبأ)
TT

العليمي يستعين بالورقة الأمنية في خطط إنقاذ العملة اليمنية

اجتماع في عدن لـ«اللجنة الأمنية العليا» برئاسة رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي (سبأ)
اجتماع في عدن لـ«اللجنة الأمنية العليا» برئاسة رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي (سبأ)

وسط مساعي الحكومة اليمنية للسيطرة على تدهور الاقتصاد، الناجم عن توقف تصدير النفط إثر الهجمات الحوثية وضعف الموارد المالية، لجأ رئيس مجلس القيادة الرئاسي، رشاد العليمي، إلى تفعيل الورقة الأمنية لمساندة جهود إنقاذ العملة وضبط السوق المصرفية.

وذكرت المصادر الرسمية أن العليمي عقد في عدن؛ حيث العاصمة المؤقتة للبلاد، الأحد، اجتماعاً طارئاً بـ«اللجنة الأمنية العليا»، وذلك «في إطار جهود المجلس لتعزيز الأمن والاستقرار، وتيسير جهود الحكومة، والبنك المركزي، في إدارة الأوضاع الاقتصادية والخدمية والمالية».

ووفق وكالة «سبأ»، فقد ضم الاجتماع وزير الدفاع رئيس «اللجنة الأمنية العليا» الفريق الركن محسن الداعري، وأعضاء اللجنة: وزير الداخلية اللواء إبراهيم حيدان، ورئيس جهاز الأمن القومي اللواء أحمد المصعبي، ورئيس هيئة الاستخبارات العسكرية والاستطلاع الحربي اللواء الركن أحمد اليافعي».

رئيس مجلس القيادة اليمني شدد على الدور الأمني لدعم جهود «البنك المركزي» والحكومة (سبأ)

كما ضم الاجتماع وكيل جهاز الأمن السياسي (المخابرات) اللواء نور الدين اليامي، والعميد الركن عبد الحكيم شايف مقرر «اللجنة الأمنية العليا»، وذلك بحضور وزير الدولة محافظ عدن أحمد لملس، ونائب رئيس مجلس إدارة «البنك المركزي اليمني» الدكتور محمد عمر باناجة، ومدير شرطة عدن اللواء مطهر الشعيبي.

وناقش الاجتماع، وفق الوكالة، عدداً من الملفات والموضوعات الأمنية والعسكرية، وجهود تعزيز الأمن والاستقرار في العاصمة المؤقتة عدن والمحافظات المحررة، والاستحقاقات المطلوب لمواجهة مخططات «الميليشيات الحوثية الإرهابية، والتنظيمات المتخادمة معها».

واطلع الاجتماع من وزيري الدفاع والداخلية، ورؤساء الأجهزة المعنية، على تقارير حول الملفات المطروحة على جدول الاجتماع، والإجراءات المتخذة بشأنها على مختلف المستويات.

إسناد «البنك المركزي»

طبقاً لما أوردته المصادر الرسمية اليمنية، فقد ركز الاجتماع على «دور (اللجنة الأمنية العليا) في تعزيز وإسناد جهود (البنك المركزي)، وتمكينه من إدارة السياسة النقدية، وتنفيذ إجراءاته الرامية لحماية العملة الوطنية، وضبط سوق الصرف، وردع المضاربين، وتجار السوق السوداء، و الممارسات المضرة بالاقتصاد الوطني والوضع المعيشي في البلاد».

ونقلت المصادر أن «العليمي أشاد بنجاحات القوات المسلحة والأمن، وجميع التشكيلات العسكرية والأمنية، في مكافحة الإرهاب والتهريب والجريمة المنظمة، ودورها المحوري في تعزيز الأمن والاستقرار في العاصمة المؤقتة عدن والمحافظات المحررة».

«البنك المركزي اليمني» في العاصمة المؤقتة عدن (إعلام حكومي)

وشدد العليمي على دور «اللجنة الأمنية العليا» في «تحسين اتخاذ القرار الأمني والعسكري، والاستجابة السريعة للمتغيرات، وردع المخططات الإرهابية، ومكافحة تهريب الأموال، والأسلحة، والمواد المخدرة».

وكان رئيس مجلس الحكم اليمني شدّد على استقلالية «البنك المركزي»، وردع المضاربين بالعملة، والتسريع بخطة «الإنقاذ الاقتصادي»، وذلك خلال اجتماع سابق، الخميس، مع إدارة «لجنة الأزمات الاقتصادية والإنسانية».

وحثّ العليمي على «التسريع بإنفاذ خطة الإنقاذ الاقتصادي، واتخاذ الإجراءات والتدابير الموجهة لتعزيز كفاءة إدارة المالية العامة والسياسة النقدية، والحدّ من تداعيات الانقسام النقدي الذي فرضته الميليشيات الحوثية بوصفه ورقة حرب اقتصادية».

وكان رئيس مجلس القيادة الرئاسي قد عاد إلى عدن؛ حيث العاصمة المؤقتة، الأسبوع الماضي لمواجهة تفاقم التحديات الاقتصادية بعد وصول الدولار الواحد إلى أكثر من ألفي ريال لأول مرة في تاريخ البلاد.