5 مواقع تساعدك في إعداد بحث علمي

تقوم بتسهيل المهمة على الباحث

5 مواقع تساعدك في إعداد بحث علمي
TT

5 مواقع تساعدك في إعداد بحث علمي

5 مواقع تساعدك في إعداد بحث علمي

تصاعدت في الأعوام السابقة أهمية البحث العلمي، عالميًا، على اعتباره العمود الفقري للدول المتقدمة، وهو ما جعل العالم في سباق سريع نحو الوصول إلى أكبر قدر ممكن من المعرفة الدقيقة، لبلوغ هدف واحد، وهو راحة الإنسان ورفاهيته.
ووفقا لموقع «عالم التقنية»، فإن الإحصائيات العالمية في مجال البحث العلمي تدل على وجود نسب إنفاق عالية تتجاوز ملايين الدولارات، في كل من أوروبا وأميركا، في حين يشغل الوطن العربي ذيل القائمة، بحجم إنفاق متدنٍ، في ظل غياب البيئة المناسبة والمناخ الملائم الذي يوفر مقومات البحث العلمي.
لكن ومع ذلك كله، تُسجل سنويًا الكثير من المحاولات الفردية إلى جانب جهود المؤسسات التعليمية والمراكز البحثية، التي بدأت تدرك تماما حاجة المجتمع العربي للبحوث العلمية، ودورها الفعال في تطور المجتمع وتحقيق التنمية على كافة أشكالها.
ويواجه الكثير من الباحثين الأكاديميين سلسلة من التحديات عند الإعداد للبحث العلمي، تبدأ منذ لحظة اختيارهم الفكرة البحثية، وتستمر عند إعداد خطة البحث واستخدام الأدوات البحثيّة واستخراج النتائج.
ومع ازدياد عدد الباحثين حول العالم، ابتكرت الكثير من المؤسسات التعليمية كما الشركات العالمية، طرقًا متنوعة وأساليب حديثة، تهدف في مجملها، إلى تسهيل المهمة على الباحث، ومساعدته في مغامرته الممتعة والمفيدة في آن معًا.
نستعرض هنا في هذا المقال، أفضل خمسة مواقع إلكترونية متخصصة تساعد الباحث على اختصار وقته وترشده في جميع خطواته، كما تقدم له فائدة كبيرة لإعداد عمل متكامل:
1 - موقع: Library Genesis
يعتبر موقع Library Genesis مكتبة متكاملة تضم الكثير من الأبحاث الأكاديمية، والأوراق البحثية، والأهم، الكتب الإلكترونية المتاحة بنسخ رقمية، تستطيع الحصول عليها بشكل مجاني، دون تسجيل دخول أو حتى اشتراك في الموقع.
2 - موقع: bookboon
لا شك أن المراجع العلمية والكتب الأكاديمية، إحدى أهم الدعائم الأساسية، والمصادر الرئيسية التي ترفع قيمة البحث، وتزيد من أهميته، ولكن قد لا يملك الباحث وقتًا كافيًا لقراءة الكتب كاملة، إلى جانب أنه قد يفاجأ بمحتويات الكتاب البعيدة عن عنوان بحثه العلمي.
يوفّر موقع bookboon العناء على الباحث، عبر مجموعة من الملخصات المتعلقة بمواضيع كثيرة في مجالات علمية وأدبية كثيرة، ويستطيع الباحث الحصول عليها مجانًا وبحجم تحميل صغير للغاية.
3 - موقع: mindomo
تعتبر عملية التخطيط للبحث العلمي حجر الأساس لإتمام البحث بطريقة صحيحة وتحقيق نتائج مثمرة، ولإضافة بعض المتعة والكثير من التنظيم إلى عملية التخطيط، يتيح موقع mindomo المبتكر فرصة خاصة تضيف نكهة رائعة على عملية التخطيط، حيث يساعد الباحث على رسم خرائط مذهلة بطريقة مميزة، وهو ما يشكل نقطة مهمة في البحث، فمن دون التخطيط الدقيق، تضيع جهود الباحث ويبقى في حالة من التخبط طيلة فترة البحث.
4 - موقع: qualtrics
تعتمد بعض البحوث الأكاديمية كما التسويقية على النهج الإحصائي للحصول على نتائج موثوقة، ومن الطرق المعتمدة إحصائيًّا هي طريقة المسح، عبر توزيع استبيانات على عينة بحثية مختارة، ويعتبر موقع qualtrics من المواقع المفيدة في الميدان الإحصائي، حيث يساعد الباحث على إنشاء استبيانه الخاص، بشكل مجاني، مع وجود خيارات واسعة عند ترقية الحساب بشكل مدفوع.
5 - موقع أبصر:
في بعض الأحيان، قد لا يمتلك الباحث المعرفة الكافية والإلمام الكبير بمقومات البحث العلمي، وآلية إعداده، ويقدم موقع أبصر الإلكتروني، دورة تدريبية موجزة، بشكل دوري، تتيح للباحث تكوين معرفة كاملة بكافة جوانب البحث العلمي، بدءًا من اختيار عنوان البحث، مرورًا بوضع مسار صحيح للبحث العلمي، وصولاً إلى انتقاء المجلة العلمية المناسبة لنشرها.



«المرايا» رؤية جديدة لمعاناة الإنسان وقدرته على الصمود

شخوص اللوحات تفترش الأرض من شدة المعاناة (الشرق الأوسط)
شخوص اللوحات تفترش الأرض من شدة المعاناة (الشرق الأوسط)
TT

«المرايا» رؤية جديدة لمعاناة الإنسان وقدرته على الصمود

شخوص اللوحات تفترش الأرض من شدة المعاناة (الشرق الأوسط)
شخوص اللوحات تفترش الأرض من شدة المعاناة (الشرق الأوسط)

في النسيج الواسع لتاريخ الفن التشكيلي، تبرز بعض الأعمال الفنية وتكتسب شهرة عالمية، ليس بسبب مفرداتها وصياغاتها الجمالية، ولكن لقدرتها العميقة على استحضار المشاعر الإنسانية، وفي هذا السياق تُعدّ لوحات الفنان السوري ماهر البارودي بمنزلة «شهادة دائمة على معاناة الإنسان وقدرته على الصمود»، وهي كذلك شهادة على «قوة الفن في استكشاف أعماق النفس، وصراعاتها الداخلية».

هذه المعالجة التشكيلية لهموم البشر وضغوط الحياة استشعرها الجمهور المصري في أول معرض خاص لماهر البارودي في مصر؛ حيث تعمّقت 32 لوحة له في الجوانب الأكثر قتامة من النفس البشرية، وعبّرت عن مشاعر الحزن والوحدة والوجع، لكنها في الوقت ذاته أتاحت الفرصة لقيمة التأمل واستكشاف الذات، وذلك عبر مواجهة هذه العواطف المعقدة من خلال الفن.

ومن خلال لوحات معرض «المرايا» بغاليري «مصر» بالزمالك، يمكن للمشاهدين اكتساب فهم أفضل لحالتهم النفسية الخاصة، وتحقيق شعور أكبر بالوعي الذاتي والنمو الشخصي، وهكذا يمكن القول إن أعمال البارودي إنما تعمل بمثابة تذكير قوي بالإمكانات العلاجية للفن، وقدرته على تعزيز الصحة النفسية، والسلام، والهدوء الداخلي للمتلقي.

لماذا يتشابه بعض البشر مع الخرفان (الشرق الأوسط)

إذا كان الفن وسيلة للفنان والمتلقي للتعامل مع المشاعر، سواء كانت إيجابية أو سلبية، فإن البارودي اختار أن يعبِّر عن المشاعر الموجعة.

يقول البارودي لـ«الشرق الأوسط»: «يجد المتلقي نفسه داخل اللوحات، كل وفق ثقافته وبيئته وخبراته السابقة، لكنها في النهاية تعكس أحوال الجميع، المعاناة نفسها؛ فالصراعات والأحزان باتت تسود العالم كله». الفن موجود إذن بحسب رؤية البارودي حتى يتمكّن البشر من التواصل مع بعضهم بعضاً. يوضح: «لا توجد تجربة أكثر عالمية من تجربة الألم. إنها تجعلهم يتجاوزون السن واللغة والثقافة والجنس لتعتصرهم المشاعر ذاتها».

الفنان السوري ماهر البارودي يحتفي بمفردة الخروف في لوحاته (الشرق الأوسط)

لكن ماذا عن السعادة، ألا تؤدي بالبشر إلى الإحساس نفسه؟، يجيب البارودي قائلاً: «لا شك أن السعادة إحساس عظيم، إلا أننا نكون في أقصى حالاتنا الإنسانية عندما نتعامل مع الألم والمعاناة». ويتابع: «أستطيع التأكيد على أن المعاناة هي المعادل الحقيقي الوحيد لحقيقة الإنسان، ومن هنا فإن هدف المعرض أن يفهم المتلقي نفسه، ويفهم الآخرين أيضاً عبر عرض لحظات مشتركة من المعاناة».

وصل الوجع بشخوص لوحاته إلى درجة لم يعد في استطاعتهم أمامه سوى الاستسلام والاستلقاء على الأرض في الشوارع، أو الاستناد إلى الجدران، أو السماح لعلامات ومضاعفات الحزن والأسى أن تتغلغل في كل خلايا أجسادهم، بينما جاءت الخلفية في معظم اللوحات مظلمةً؛ ليجذب الفنان عين المشاهد إلى الوجوه الشاحبة، والأجساد المهملة الضعيفة في المقدمة، بينما يساعد استخدامه الفحم في كثير من الأعمال، وسيطرة الأبيض والأسود عليها، على تعزيز الشعور بالمعاناة، والحداد على العُمر الذي ضاع هباءً.

أحياناً يسخر الإنسان من معاناته (الشرق الأوسط)

وربما يبذل زائر معرض البارودي جهداً كبيراً عند تأمل اللوحات؛ محاولاً أن يصل إلى أي لمسات أو دلالات للجمال، ولكنه لن يعثر إلا على القبح «الشكلي» والشخوص الدميمة «ظاهرياً»؛ وكأنه تعمّد أن يأتي بوجوه ذات ملامح ضخمة، صادمة، وأحياناً مشوهة؛ ليعمِّق من التأثير النفسي في المشاهد، ويبرز المخاوف والمشاعر المكبوتة، ولعلها مستقرة داخله هو نفسه قبل أن تكون داخل شخوص أعماله، ولمَ لا وهو الفنان المهاجر إلى فرنسا منذ نحو 40 عاماً، وصاحب تجربة الغربة والخوف على وطنه الأم، سوريا.

أجواء قاتمة في خلفية اللوحة تجذب العين إلى الألم البشري في المقدمة (الشرق الأوسط)

وهنا تأخذك أعمال البارودي إلى لوحات فرنسيس بيكون المزعجة، التي تفعل كثيراً داخل المشاهد؛ فنحن أمام لوحة مثل «ثلاث دراسات لشخصيات عند قاعدة صلب المسيح»، نكتشف أن الـ3 شخصيات المشوهة الوحشية بها إنما تدفعنا إلى لمس أوجاعنا وآلامنا الدفينة، وتفسير مخاوفنا وترقُّبنا تجاه ما هو آتٍ في طريقنا، وهو نفسه ما تفعله لوحات الفنان السوري داخلنا.

لوحة العائلة للفنان ماهر البارودي (الشرق الأوسط)

ولا يعبأ البارودي بهذا القبح في لوحاته، فيوضح: «لا أحتفي بالجمال في أعمالي، ولا أهدف إلى بيع فني. لا أهتم بتقديم امرأة جميلة، ولا مشهد من الطبيعة الخلابة، فقط ما يعنيني التعبير عن أفكاري ومشاعري، وإظهار المعاناة الحقيقية التي يمر بها البشر في العالم كله».

الخروف يكاد يكون مفردة أساسية في أعمال البارودي؛ فتأتي رؤوس الخرفان بخطوط إنسانية تُكسب المشهد التصويري دراما تراجيدية مكثفة، إنه يعتمدها رمزيةً يرى فيها تعبيراً خاصاً عن الضعف.

لبعض البشر وجه آخر هو الاستسلام والهزيمة (الشرق الأوسط)

يقول الفنان السوري: «الخروف هو الحيوان الذي يذهب بسهولة لمكان ذبحه، من دون مقاومة، من دون تخطيط للمواجهة أو التحدي أو حتى الهرب، ولكم يتماهى ذلك مع بعض البشر»، لكن الفنان لا يكتفي بتجسيد الخروف في هذه الحالة فقط، فيفاجئك به ثائراً أحياناً، فمن فرط الألم ومعاناة البشر قد يولد التغيير.