مقتل 72 فلسطينيًا و12 إسرائيليًا خلال شهر.. والمعتقلون الإداريون 500 منذ 2009

مقارنة بالشهر الأول من الانتفاضة الثانية.. ما يجري هو هبة محدودة

فلسطينيون يبكون خلال تشييع جنازة رائد جرادات في قرية سعير أمس (أ.ب)
فلسطينيون يبكون خلال تشييع جنازة رائد جرادات في قرية سعير أمس (أ.ب)
TT

مقتل 72 فلسطينيًا و12 إسرائيليًا خلال شهر.. والمعتقلون الإداريون 500 منذ 2009

فلسطينيون يبكون خلال تشييع جنازة رائد جرادات في قرية سعير أمس (أ.ب)
فلسطينيون يبكون خلال تشييع جنازة رائد جرادات في قرية سعير أمس (أ.ب)

ذكرت وزارة الصحة الفلسطينية، أن 54 {شهيدًا} سقطوا في الضفة الغربية، و17 في قطاع غزة، بينما {استشهد} شاب من منطقة النقب داخل الأراضي المحتلة، منذ انفجار الهبة الفلسطينية في مطلع الشهر الماضي. وأشارت الوزارة إلى أن من بين {الشهداء} 15 طفلاً، وسيدة حامل. وأوضحت أن 971 مواطنًا أصيبوا بالرصاص الحي، بينما أصيب 930 آخرون بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط في الضفة الغربية وقطاع غزة، وجرى علاجهم داخل المشافي. وأضافت أن 220 مواطنًا أصيبوا بالرضوض والكسور والجروح، نتيجة اعتداء قوات الاحتلال والمستوطنين عليهم بالضرب المبرح، بينما أصيب 20 مواطنًا بالحروق، عدا عن أكثر من 5 آلاف حالة اختناق سجلت في قطاع غزة والضفة الغربية.
وفي إسرائيل، نشر الجيش معطيات أخرى، حرص فيها على إجراء مقارنات بين أحداث الشهر الماضي وأحداث الشهر الأول من الانتفاضة الفلسطينية الثانية التي اندلعت في شهر أكتوبر سنة 2000. وخرجت معطيات الجيش، باستنتاج يقول إن أحداث هذه السنة هي هبة شعبية محدودة وليست انتفاضة. ومما جاء في تقرير الجيش الإسرائيلي، يتضح أن عدد القتلى الإسرائيليين خلال هذا الشهر، يقترب من عدد القتلى الإسرائيليين في نهاية الشهر الأول من انتفاضة عام 2000، حيث بلغ 12 قتيلا. أما عدد القتلى الفلسطينيين فيعتبر قليلا مقارنة بالفترة ذاتها، حيث بلغ في حينه 129 قتيلا. وحسب معطيات الجيش الإسرائيلي، فقد أصيب خلال الشهر المنصرم، 130 إسرائيليا في العمليات. وأحصى الجيش 75 عملية خلال هذه الفترة: 43 في الضفة الغربية، 22 في القدس (غالبيتها في القدس الشرقية)، و10 داخل الخط الأخضر. وكانت غالبيتها عمليات طعن 55 وتم دمجها، أحيانا، بعمليات دهس. وحتى الخميس الماضي، أحصى الجيش 817 موقعا لخرق النظام (تظاهرات عنيفة) في الضفة، و851 حالة رشق حجارة، و377 حالة رشق زجاجات حارقة، علما أن حالات رشق الحجارة تعتبر جزئية لأنه لا يتم التبليغ عن كثير من الحالات.
واعترضت إسرائيل على حسابات التنظيمات الفلسطينية، وقالت إن عدد القتلى الفلسطينيين ليس 72 كما يقولون، إذ إن الحسابات الفلسطينية تشمل الطفل الذي توفي أول من أمس في بيت لحم، جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع (خلافا لما يدعيه الجيش)، وثلاثة مسنين توفوا حسب الفلسطينيين أثناء الانتظار على الحواجز. ومن بين الـ68 قتيلا الذين تأكدت الصلة بين موتهم وبين أحداث العنف، كان 17 في قطاع غزة، ومواطن بدوي من النقب نفذ العملية في بئر السبع. وقد أصيب غالبية قتلى قطاع غزة جراء إطلاق الجيش الإسرائيلي النار عليهم أثناء المظاهرات التي جرت قرب السياج الحدودي، ومن بينهم ناشط في خلية قناصة قتل قرب الحدود. كما قتلت امرأة وطفلتها جراء انهيار منزلها إثر القصف الإسرائيلي لمعسكر لحماس. وحسب الجيش الإسرائيلي، فإن 43 قتيلا من القتلى في الضفة وداخل الخط الأخضر، كانوا «مخربين» قتلوا خلال عمليات الطعن والدهس أو محاولة تنفيذها. وكان من بينهم ثلاث نساء. وأصيب 13 آخرون بنيران الجيش ومدنيين إسرائيليين أثناء العمليات.
وقال التقرير الإسرائيلي، إن الفارق الأساسي بين معطيات الشهر الأخير من العنف والشهر الأول من انتفاضة 2000، ينعكس في طابع الأحداث وهوية القتلى الفلسطينيين. فخلال الانتفاضة الثانية أصيب غالبية القتلى الفلسطينيين في الشهر الأول، ضمن عمليات مزجت بين المظاهرات العنيفة وتبادل النيران. فقد كان المسلحون يعملون من بين الحشود أو من خلفها، ولاحقا تدهورت المظاهرات نحو استخدام النيران الحية من قبل الجانبين، وهكذا قتل الكثير من المدنيين الفلسطينيين إلى جانب المسلحين. أما في المواجهات الحالية، فلا يوجد استخدام للنيران، تقريبا، من الجانب الفلسطيني خلال المظاهرات، وكذلك الأمر بالنسبة للرد الإسرائيلي، باستثناء إطلاق النار على المسيرة العنيفة في قطاع غزة، في نهاية الأسبوع الثاني من الأحداث، مما أسفر عن قتل سبعة فلسطينيين. وهناك فارق آخر يتعلق بالعنف في وسط الجمهور العربي في إسرائيل. خلال الشهر الأول من الانتفاضة الثانية، وقعت أحداث أكتوبر 2000، وقتل خلالها 13 مواطنا عربيا بنيران الشرطة، أما خلال الشهر الماضي فلم يتم تسجيل إطلاق للنيران على المتظاهرين أو قتل أحد.
في غضون ذلك، أعلن نادي الأسير الفلسطيني أن عدد الأسرى الإداريين في السجون الإسرائيلية ارتفع إلى 500 أسير، مشيرا إلى أن هذه هي المرة الأولى التي يتم الوصول فيها إلى هذا العدد منذ عام 2009. وكان نادي الأسير أعلن في 20 من الشهر الماضي، عن ارتفاع عدد الفلسطينيين المحتجزين إداريا بلا تهمة أو مسوغ قانوني، في إسرائيل إلى 400.



مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
TT

مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)

أفرجت السلطات الأمنية المصرية عن الناشط السوري الشاب ليث الزعبي، بعد أيام من القبض عليه وقررت ترحيله عن مصر، و«هو ما توافق مع رغبته»، بحسب ما كشف عنه لـ«الشرق الأوسط» صديقه معتصم الرفاعي.

وكانت تقارير إخبارية أشارت إلى توقيف الزعبي في مدينة الغردقة جنوب شرقي مصر، بعد أسبوع واحد من انتشار مقطع فيديو له على مواقع التواصل الاجتماعي تضمن مقابلة أجراها الزعبي مع القنصل السوري في القاهرة طالبه خلالها برفع علم الثورة السورية على مبنى القنصلية؛ ما تسبب في جدل كبير، حيث ربط البعض بين القبض على الزعبي ومطالبته برفع علم الثورة السورية.

لكن الرفاعي - وهو ناشط حقوقي مقيم في ألمانيا ومكلف من عائلة الزعبي الحديث عن قضية القبض عليه - أوضح أن «ضبط الزعبي تم من جانب جهاز الأمن الوطني المصري في مدينة الغردقة حيث كان يقيم؛ بسبب تشابه في الأسماء، بحسب ما أوضحت أجهزة الأمن لمحاميه».

وبعد إجراء التحريات والفحص اللازمين «تبين أن الزعبي ليس مطلوباً على ذمة قضايا ولا يمثل أي تهديد للأمن القومي المصري فتم الإفراج عنه الاثنين، وترحيله بحرياً إلى الأردن ومنها مباشرة إلى دمشق، حيث غير مسموح له المكوث في الأردن أيضاً»، وفق ما أكد الرفاعي الذي لم يقدّم ما يفيد بسلامة موقف إقامة الزعبي في مصر من عدمه.

الرفاعي أوضح أن «أتباع (الإخوان) حاولوا تضخيم قضية الزعبي والتحريض ضده بعد القبض عليه ومحاولة تصويره خطراً على أمن مصر، وربطوا بين ضبطه ومطالبته برفع علم الثورة السورية في محاولة منهم لإعطاء القضية أبعاداً أخرى، لكن الأمن المصري لم يجد أي شيء يدين الزعبي».

وشدد على أن «الزعبي طوال حياته يهاجم (الإخوان) وتيار الإسلام السياسي؛ وهذا ما جعلهم يحاولون إثارة ضجة حول قضيته لدفع السلطات المصرية لعدم الإفراج عنه»، بحسب تعبيره.

وتواصلت «الشرق الأوسط» مع القنصلية السورية في مصر، لكن المسؤولين فيها لم يستجيبوا لطلب التعليق، وأيضاً لم تتجاوب السلطات الأمنية المصرية لطلبات توضيح حول الأمر.

تجدر الإشارة إلى أن الزعبي درس في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، وبحسب تقارير إعلامية كان مقيماً في مصر بصفته من طالبي اللجوء وكان يحمل البطاقة الصفراء لطلبات اللجوء المؤقتة، وسبق له أن عمل في المجال الإعلامي والصحافي بعدد من وسائل الإعلام المصرية، حيث كان يكتب عن الشأن السوري.

وبزغ نجم الزعبي بعد انتشار فيديو له يفيد بأنه طالب القنصل السوري بمصر بإنزال عَلم نظام بشار الأسد عن مبنى القنصلية في القاهرة ورفع عَلم الثورة السورية بدلاً منه، لكن القنصل أكد أن الأمر مرتبط ببروتوكولات الدبلوماسية، وأنه لا بد من رفع عَلم الثورة السورية أولاً في مقر جامعة الدول العربية.

ومنذ سقوط بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ولم يحدث بين السلطات في مصر والإدارة الجديدة بسوريا سوى اتصال هاتفي وحيد بين وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ووزير خارجية الحكومة المؤقتة السورية أسعد الشيباني، فضلاً عن إرسال مصر طائرة مساعدات إغاثية لدمشق.