قوات كردية تعد لمعركة استعادة سنجار مع تكثيف القصف الأميركي

قائد عسكري: العملية ستبدأ حال تحسن الأحوال الجوية

قوات كردية تعد لمعركة استعادة سنجار مع تكثيف القصف الأميركي
TT

قوات كردية تعد لمعركة استعادة سنجار مع تكثيف القصف الأميركي

قوات كردية تعد لمعركة استعادة سنجار مع تكثيف القصف الأميركي

بدأت قوات كردية التجمع في شمال غربي العراق تأهبا لشن هجوم لاسترداد مدينة سنجار من متشددي تنظيم داعش الذين اجتاحوا المدينة قبل أكثر من عام وقتلوا واستعبدوا آلاف الإيزيديين وكان سقوط المدينة في أيديهم دافعا لبدء حملة قصف بقيادة الولايات المتحدة.
ولسنجار أهمية رمزية واستراتيجية إذ تقع على الطريق الرئيسي الذي يربط مدينتي الموصل والرقة اللتين تعتبران من معاقل تنظيم داعش. وفي ديسمبر (كانون الأول) عام 2014 طردت قوات كردية تنظيم داعش من منطقة شمال جبل سنجار، لكن مقاتلي التنظيم يسيطرون على الجانب الجنوبي حيث تقع المدينة.
وذكر سكان في قرى واقعة على امتداد طريق رئيسي يؤدي إلى الجبل أنهم شاهدوا عشرات من عربات النقل العسكرية وهي تمر في الأيام الأخيرة وعليها مقاتلو البيشمركة الأكراد.
وتعقدت الاستعدادات للهجوم بسبب التنافس بين قوات كردية وإيزيدية مختلفة في سنجار. وامتنع مسؤولون من البيشمركة عن التعقيب على العملية، لكن مصدرا أمنيا كرديا قال إن الهجوم سيبدأ ما إن تتحسن الأحوال الجوية وتستكمل عملية جمع الاستخبارات. وأضاف المصدر لوكالة «رويترز» أن التحدي سيتمثل في الدفاع عن المدينة بعد استردادها لأن الهجوم سيفتح جبهات جديدة مع مقاتلي التنظيم.
ونفذ التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ويستهدف التنظيم 57 غارة جوية في سنجار خلال الأسبوعين الأخيرين دعما للبيشمركة ويبدو أن هذه الغارات تتم بالتنسيق مع الهجوم المزمع.
وعندما بدأت الضربات الجوية ضد التنظيم في أغسطس (آب) عام 2014 استند الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى واجب الحيلولة دون وقوع عملية إبادة للإيزيديين على أيدي مقاتلي «داعش».
وترتبط البيشمركة في سنجار أساسا بالحزب الديمقراطي الكردستاني التي تتهمه جماعات أخرى بالسعي إلى احتكار السلطة. وفقد كثير من الإيزيديين ثقتهم بالحزب عندما أخفقت قواته في حمايتهم من متشددي «داعش» الذين هاجموا سنجار في أغسطس 2014 وقتلوا واستعبدوا واغتصبوا الآلاف منهم. وهبت جماعة سورية مرتبطة بحزب العمال الكردستاني لنجدتهم، وأجلت آلاف الإيزيديين المحاصرين في جبل سنجار وأسست لها قاعدة دائمة في المنطقة.
وقال قائد الجناح العسكري لحزب العمال الكردستاني في سنجار: «نحن مستعدون (لمهاجمة مدينة سنجار) منذ عام، لكن صراعات سياسية حالت دونه.. الحزب الديمقراطي الكردستاني يعمل مع الأميركيين ولم يسمحوا لنا بالدخول».
ودرب حزب العمال الكردستاني ميليشيا إيزيدية في سنجار حيث تعمل جماعات قبلية مستقلة عن غيرها. كما انضم بعض الإيزيديين للبيشمركة. ويشرف على هجوم سنجار بصفة شخصية مسعود البرزاني زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني رئيس إقليم كردستان.
ونزح أغلب الإيزيديين إلى مخيمات في إقليم كردستان وما زال عدة آلاف منهم في أسر تنظيم داعش.
وقال سعيد حسن سعيد أحد قادة الميليشيا الإيزيدية المرتبطة بحزب العمال الكردستاني، إن مئات يتوجهون إلى سنجار من المخيمات للمشاركة في الهجوم.
وبدعم من الضربات الجوية الأميركية استردت قوات البيشمركة أغلب الأراضي التي تعتبرها كردية من الناحية التاريخية. وسنجار من المناطق موضع النزاع وتطالبها بها الحكومة الاتحادية في العراق وسلطات إقليم كردستان. وللتصدي للحزب الديمقراطي الكردستاني سعت بعض الفصائل الأخرى في سنجار للحصول على أموال وأسلحة من بغداد.



انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.