الحكومة المصرية تجري تعديلات على قانون الموازنة لاستيعاب المتغيرات الاقتصادية

تنتظر مساعدات إضافية من دول الخليج

الحكومة المصرية تجري تعديلات على قانون الموازنة لاستيعاب المتغيرات الاقتصادية
TT

الحكومة المصرية تجري تعديلات على قانون الموازنة لاستيعاب المتغيرات الاقتصادية

الحكومة المصرية تجري تعديلات على قانون الموازنة لاستيعاب المتغيرات الاقتصادية

قال وزير المالية المصري الدكتور أحمد جلال إن وزارته أعدت تعديلات على قانون الموازنة العامة للعام المالي الحالي 2013-2014، لاستيعاب أثر المتغيرات الاقتصادية والمالية التي تشهدها مصر بعد ثورة 30 يونيو (حزيران).
وقال الوزير خلال مؤتمر المال والتمويل الذي عقد أمس، إن أهم تلك المتغيرات حزمة المساعدات العربية التي قدمتها الدول العربية الصديقة لمصر والبالغة قيمتها 12 مليار دولار، إلى جانب أثر تراجع أسعار الفائدة على أذون وسندات الخزانة والذي قارب من 4 في المائة خلال الشهرين الماضيين، وهو ما يتوقع معه تراجع ملموس في حجم عبء فائدة الدين العام على الموازنة العامة.
يأتي ذلك في الوقت الذي قال فيه محافظ البنك المركزي المصري هشام رامز أثناء وجوده في أبوظبي في تصريحات أوردتها وكالة «بلومبرغ» أول من أمس، إن بلاده تتوقع الحصول على مساعدات إضافية من قبل دول مجلس التعاون الخليجي، تضاف إلى المساعدات التي تعهدت بها الإمارات والسعودية والكويت البالغ قيمتها 12 مليار دولار، وأشارت تقارير صحافية في مصر إلى أن مصر تتفاوض حاليا مع الإمارات على حزمة مساعدات تقدر بنحو ثلاثة مليارات دولار، ليصبح بذلك إجمالي المساعدات المقدمة منها ستة مليارات دولار.
وأضاف جلال أن المتغيرات الاقتصادية تشمل أيضا تعديلات ضريبة المبيعات التي صدرت بالفعل بقانون في ظل الحكومة السابقة ولكن لم تفعل حيث نعيد النظر فيها، إلى جانب العبء المتوقع لتطبيق قرار الحد الأدنى للأجور الذي أعلنت عنه الحكومة أخيرا بقيمة 1200 جنيه (171 دولارا).
ورفعت الحكومة المصرية توقعاتها لعجز الموازنة خلال العام المالي الجاري من 9 في المائة إلى 10 في المائة، وذلك مقارنة بعجز بلغ نسبة 14 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي خلال العام المالي الماضي.
وأكد وزير المالية أن الفترة المقبلة ستشهد أيضا الانتقال من ضريبة المبيعات لنظام الضريبة على القيمة المضافة التي وصفها بـ«الأكثر عدالة»، حيث تسمح للمنتجين بخصم الضريبة المسددة من قبل على مدخلات إنتاجهم، بجانب التأكد من تطبيق قانون الضريبة العقارية بصورة عادلة من خلال وضع آلية شفافة يتأكد من خلالها المواطنون من عدالة تقييمات وحداتهم العقارية الخاضعة للضريبة.
وكشف وزير المالية عن إجرائه اتصالا بالمسؤولين عن التصنيف الائتماني لمصر بمؤسسة «موديز» العالمية التي أصدرت تقريرا مبدئيا عن الأوضاع في مصر، ولكنه يتناول الوضع حتى 30 يونيو الماضي، وهو ما تغير بالفعل، مشيرا إلى أنه شرح خلال الاتصال تطورات الأوضاع الاقتصادية والتحسن الملحوظ في المؤشرات الاقتصادية لمصر، بحيث يتم مراعاة ذلك في التقرير النهائي لـ«موديز».
وأكد الوزير أن الوضع الاقتصادي لمصر يتحسن باستمرار، مشددا على التزام الحكومة بخارطة الطريق السياسية للتحول الديمقراطي.
وبالنسبة لملف دعم الطاقة، أكد الوزير أن الحكومة ممثلة في وزارة البترول تعد حاليا برنامجا واضحا للتعامل مع ملف الطاقة على مدى السنوات المقبلة، وسيتم الإعلان عنه بالتفصيل قريبا، مشيرا إلى أن الحكومة باعتبارها حكومة تأسيسية لما يأتي بعدها من حكومات، حريصة على وضع أساس واضح لملف الدعم وتطبيق السياسات الجديدة بالفعل.



انقلابيو اليمن يلزمون طلبة الجامعات بحمل السلاح

الحوثيون يتجاهلون تفشي الجوع ويرغمون السكان على حمل السلاح (إعلام حوثي)
الحوثيون يتجاهلون تفشي الجوع ويرغمون السكان على حمل السلاح (إعلام حوثي)
TT

انقلابيو اليمن يلزمون طلبة الجامعات بحمل السلاح

الحوثيون يتجاهلون تفشي الجوع ويرغمون السكان على حمل السلاح (إعلام حوثي)
الحوثيون يتجاهلون تفشي الجوع ويرغمون السكان على حمل السلاح (إعلام حوثي)

في إطار حالة الاستنفار التي تعيشها الجماعة الحوثية في اليمن تحت مزاعم الاستعداد للمواجهة مع إسرائيل، ألزمت طلاب الجامعات العامة والخاصة في مناطق سيطرتها بحمل السلاح، كما أرغمت الإناث على الالتحاق بدورات للإسعافات الأولية بعد أيام من إرغام جميع الموظفين العموميين على حمل السلاح.

وأبلغ طلاب في جامعة صنعاء وفي جامعات خاصة «الشرق الأوسط» أن المشرفين الحوثيين من دائرة الحشد والتعبئة أرسلوا مدربين على استخدام السلاح إلى الجامعات، وأمروا بتعطيل الدراسة لمدة أسبوع في كل جامعة على حدة، وحوّلوا ساحات الجامعات وقاعات المحاضرات إلى أماكن للتدريب على القتال واستخدام الأسلحة لكل الطلاب الملتحقين من الذكور، وعدّ ذلك شرطاً لتأكيد الولاء للجماعة.

ووفق هذه المصادر، فإن الإناث أُبلغن أيضاً بحضور دورات تدريبية على الإسعافات الأولية، مع تأكيد أن الالتحاق بهذه الدورات سيكون معياراً للحصول على درجات إضافية، وإبعاد شبهة المعارضة، أما في حال الامتناع فإن الطالب أو الطالبة سيكون عرضة لخصم درجات من محصلته السنوية، وبالذات نسبة 30 في المائة التي تُصنف على أنها درجات الحضور والتفاعل في القاعات الدراسية.

نموذج من إعلان الحوثيين وقف التعليم في الكليات والجامعات (إعلام محلي)

هذه الخطوة أتت بعد أيام من إرغام الحوثيين جميع الموظفين العموميين، بمن فيهم كبار السن، على حمل السلاح والالتحاق بدورات للتدريب على القتال؛ إذ ترى الجماعة في ذلك شرطاً لاستحقاق البقاء في العمل من عدمه، وإقراراً بالولاء لها لتصعيد هجماتها في البحر الأحمر.

المزارعون والقبائل

في محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) ذكرت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» أن الجماعة الحوثية أرغمت أيضاً المزارعين وعمال البناء على الالتحاق بما يُطلقون عليها دورات التعبئة للتدريب على الأسلحة.

ووفق المصادر، حشدت الجماعة عبر وجهاء المناطق والقرى المزارعين إلى المدارس بعد أن أوقفت العملية التعليمية، وأخضعتهم لدورات في التدريب على كيفية استخدام الأسلحة وتركيبها، والتعامل مع عدو مفترض، وعلى عمليات القنص.

عناصر حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (أ.ف.ب)

وخلافاً لما تُسميه الجماعة بالوقفات القبلية المُسلحة في المناطق المحيطة أو القريبة من صنعاء، والتي يحضر المشاركون فيها بأسلحتهم الشخصية، بيّنت المصادر أن الملتحقين بهذه الدورات في أرياف محافظة إب، وهم في الغالب من المزارعين أو عمال اليومية، ولا يمتلكون أسلحة، تكتفي الجماعة بجعلهم يشاركون في مسيرات تحمل أعلامها وشعاراتها الطائفية، وإرغامهم على السير مسافة طويلة، وترديد الهتافات المؤيدة لزعيم الجماعة، واستعدادهم للقتال ضد إسرائيل.

ومع أن قادة الجماعة الحوثية يدركون عدم تقبل السكان للتعبئة الطائفية لجهة أنهم يتمنون وقف الحرب، وتخفيف الجبايات التي تُفرض عليهم، لكن المصادر أفادت بأن الهدف العام للجماعة هو إيهام الرأي العام بوجود تأييد شعبي لخطواتها في التصعيد جنوب البحر الأحمر، والتنصل من اتفاقات السلام، حتى في هذه المحافظة التي باتت رمزاً لمعارضة حكمها.