كارول سماحة تشارك محبيها فرحتها بمولودتها البكر «تالا» في أغنية مصوّرة

تضمّنت صورًا تنشر لأول مرة لطفلتها وأدوات من غرفة نومها وأزيائها

كارول سماحة تشارك محبيها فرحتها بمولودتها البكر «تالا» في أغنية مصوّرة
TT

كارول سماحة تشارك محبيها فرحتها بمولودتها البكر «تالا» في أغنية مصوّرة

كارول سماحة تشارك محبيها فرحتها بمولودتها البكر «تالا» في أغنية مصوّرة

«جبنالا للحلوة هدية وحلمنا بعيدا ونطرنا مجيتها وهي تتدللّ وتزيدا». بهذه الكلمات اختارت الفنانة كارول سماحة، أن تعبّر عن سعادتها بمجيء مولودتها «تالا» إلى الحياة، في عمل غنائي مصوّر سجّل ما بين لندن وأميركا ولبنان.
فمن خلال فيديو كليب حمل اسم ابنتها، وطرح مؤخرًا على مواقع التواصل الاجتماعي، غنّت كارول سماحة بحنان الأم لابنتها البكر «تالا»، فجاء أداؤها حنونًا عاطفيًا ودافئًا، عبّرت فيه عن فرحتها الكبيرة بأمومتها التي أرادت أن يشاركها فيها العالم أجمع.
لم تستخدم كارول في هذه الأغنية المصوّرة عناصر البهرجة الخارجة عن المألوف، بل لجأت إلى البساطة والطبيعية مما جعلها عملاً دافئًا قلبًا وقالبًا.
فمن المشهد الأول للأغنية الذي يبدأ بعبارة كتبت بالإنجليزية «she is here! Tala» والذي يتبعه صورة لقالب من نوع الـ«كاب كايك» الزهري يعلمنا أن المولود فتاة، تنساب الموسيقى الهادئة التي هي بمثابة مقدّمة تسبق أداء كارول لكلمات الأغنية. ويدور الجو العام للأغنية في فلك الطفولة البريئة، فنشاهد صورًا لـ«دب» صغير من قماش وقطع من ثياب البنّوت «تالا» وأدوات من غرفة نومها، إضافة إلى أخرى تظهر فيها الفنانة اللبنانية أثناء فترة حملها بطفلتها، وهي تشتري لها جهاز الولادة من البابوج إلى الطربوش.
ثم لا تلبث أن تطلّ «تالا» على الشاشة وهي مستغرقة بنوم عميق، وذلك على وقع كلمات الأغنية التي تقول: «قمنا سمّيناها تالا». حاولت كارول سماحة في هذا العمل أن تأخذ المشاهدين وعلى اختلاف أعمارهم إلى عالم جذّاب، ركّزت فيه على تفاصيل صغيرة عرّفتنا من خلالها إلى معاني الأمومة وأهمية وقعها عليها. وحمل كل مشهد من العمل جرعة من الطفولة الحلوة التي يتمنّاها كل شخص في منزله، فيمرّ عرض الكليب في قالب تصويري انسيابي، يذكّرنا بأفلام قصص «والت ديزني» الحالمة الخاصة بالأطفال.
«قمنا سمّيناها تالا وحاكيناها، وأسورة دهب وعدناها، تلبسها بايدا»، هي الكلمات التي تشكّل المقطع الأساسي للأغنية والذي تكشف خلاله كارول سماحة عن أول صورة لمولودتها البكر.
وتضّمن الكليب الذي يستغرق نحو الـ5 دقائق، إضافة إلى صور لكارول وهي حامل ولابنتها وهي تضحك أو نائمة، وأدوات من غرفة نومها وفساتينها التي يغلب عليها الزهري، رسائل مباشرة أرادت كارول سماحة أن تتوجّه بها إلى ابنتها، وكيف تتخيّلها عندما تكبر.
وتقول في أحد مقاطع الأغنية: «شو لون عيونا وكيف شكل جفونا؟ مش همّ مهم تكون حركة وشقّية، بكرا بتتبدّل وشعرا بيتجدّل مش همّ المهم تضل تضحك يومية».
ولم تنس كارول التي ولّدت ابنتها في أميركا، أن تشدد على لغتها الأم عندما قالت: «تحكي بالعربي وبالعربي تكتب أشعار»، وكذلك تمنّت أن «يكون فرخ البطّ عوّام فتغني مثلها لجدّيها، وتغار على والدها وتغمر أمها بحنان وتغفو على يديها».
حاولت كارول في الكليب أن تترجم في الصورة كل ما حلمت به حول هذا الحدث في الواقع. فهي لطالما رددّت أنها تتمنى أن تصبح أمّا يومًا ما، وأن تحمل هذه الهدية بين يديها، التي تصفها بأجمل ما يمكن أن تتلقاه امرأة من ربّ العالمين. وخيّم طيلة عرض الكليب جو من البراءة عادة ما يكون مرادفًا لهذا النوع من الأعمال المصوّرة الخاصة بالأطفال، فاستخدمت فيه مؤثّرات بصرية ساهمت في وضع الحدث في إطاره المناسب، أن من خلال الخلفية الزهرية الظاهرة باستمرار، أو من خلال التصاميم الغرافيكية المرافقة له، كمجسّمات واقفة على غيمة بيضاء حينًا، والمبتسمة حينًا آخر، وفقاعات الهواء البيضاء التي تغطّي الشاشة طيلة الوقت وكأنها نجوم مسيّرة ترافق «تالا» في حياتها.
«تالا» الهادئة التي تغطّ بنوم عميق، و«تالا» الشقيّة التي تظهر تقاسيم وجهها بأنها صاحبة قرار، و«تالا» المبتسمة المالئة منزل والديها فرحًا، هي الصور المتتالية التي شدّدت الفنانة اللبنانية على أن تظهر فيها ابنتها في الكليب المصوّر. ورغم أنك تشاهد هذا العمل من أولّه إلى آخره دون ملل، للمشاهد النابعة من حياة كارول سماحة الحقيقية، فإنك تجد نفسك تكرر كلمات الأغنية بصورة لاشعورية، لا سيما أن الكليب حمل في طيّاته تلك العبارات مكتوبة ليتسنّى لمشاهدها حفظها بسرعة.
كتبت كارول سماحة أحرف سعادتها بمجيء ابنتها بريشتها الخاصة، فكانت عنوان عمل فنّي لا يشبه أيًا من أعمالها السابقة، رغم أنه ينتمي لنفس أسلوبها الراقي في الغناء.
ولعلّ كلمات الأغنية ولحنها اللذين وقّعهما مالك اليمن، ألّفا مع أسلوب توزيعها الموسيقي وعملية الميكس الخاصين بها (من تنفيذ حسام عوض وروجيه أبي عقل)، انسجامًا ملحوظًا مع الصورة الأنيقة التي سادت العمل.
وبذلك تكون كارول سماحة التحقت بقطار الأمومة والأغنية المهداة لأول مولود لها، كغيرها من الفنانات اللبنانيات أمثال نوال الزغبي وباسكال مشعلاني وأمل حجازي، وغيرهن. إلا أن ما يفرّق هذا العمل عن غيره هو تفاصيله الصغيرة، النابعة من رؤية كارول الأم لحاضر ومستقبل طفلتها اللذين طالما حلمت بهما على طريقتها.



ميشال رميح: أغنية «عم يوجعني بلدي» ترجمت فيها أحاسيسي الحقيقية

يعد رميح الأغنية الوطنية وجهة ضرورية للفنان (ميشال رميح)
يعد رميح الأغنية الوطنية وجهة ضرورية للفنان (ميشال رميح)
TT

ميشال رميح: أغنية «عم يوجعني بلدي» ترجمت فيها أحاسيسي الحقيقية

يعد رميح الأغنية الوطنية وجهة ضرورية للفنان (ميشال رميح)
يعد رميح الأغنية الوطنية وجهة ضرورية للفنان (ميشال رميح)

قبل أسابيع قليلة، شارك المغني ميشال رميح في المهرجان الفني اللبناني في ولاية أريزونا في أميركا. تردد رميح قبل الموافقة على هذه المشاركة. وجد نفسه محرجاً في الغناء على مسرح عالمي فيما لبنان كان يتألّم، ولكنه حزم أمره وقرر المضي بالأمر كونه سيمثّل وجه لبنان المضيء. كما أن جزءاً من ريع الحفل يعود إلى مساعدة النازحين. ويعلّق لـ«الشرق الأوسط»: «كانت الحفلة الأولى لي التي أقيمها خلال هذه الحرب. وترددي جاء على خلفية مشاعري بالحزن على وطني».

خلال الحرب أصدر ميشال رميح أغنيته الوطنية «عم يوجعني بلدي». وقدّمها بصورة بسيطة مع عزف على البيانو، فلامست قلوب سامعيها بدفء كلماتها ولحنها النابع من حبّ الوطن. فهو كما ذكر لـ«الشرق الأوسط» كتبها ولحنها وسجّلها وصوّرها في ظرف يوم واحد. ويروي قصة ولادتها: «كنا نتناول طعام الغداء مع عائلتي وأهلي، ولم أتنبه لانفصالي التام عن الواقع. شردت في ألم لبنان ومعاناة شعبه. كنت أشعر بالتعب من الحرب كما كثيرين غيري في بلادي. والأسوأ هو أننا نتفرّج ولا قدرة لنا على فعل شيء».

ألّف رميح أغنيته "عم يوجعني بلدي" ولحّنها بلحظات قليلة (ميشال رميح)

وجعه هذا حضّه على الإمساك بقلمه، فكتب أحاسيسه في تلك اللحظة. «كل ما كتبته كان حقيقياً، وينبع من صميم قلبي. عشت هذا الوجع بحذافيره فخرجت الكلمات تحمل الحزن والأمل معاً».

يقول إنه لا يحب التخلّي عن مشاعر التفاؤل، ولذلك آثر تمرير ومضات رجاء تلونها. وجعه الحقيقي الذي كان يعيشه لم يمنعه من التحلي بالصبر والأمل. ويوضح لـ«الشرق الأوسط»: «في النهاية سنقوم من جديد؛ كوننا شعباً صلباً لا تشّلنا الأزمات. والفنان صاحب الأحاسيس المرهفة لا يمكنه أن يفرّق بين وجهة سياسية وأخرى، ولا بين طائفة وأخرى ينتمي إليها هذا الشخص أو ذاك. فما أعرفه جيداً هو أننا جميعنا لبنانيون، ولذلك علينا التوحّد ومساعدة بعضنا البعض. رؤية أبناء بلدي يهجرون منازلهم وقراهم المدمّرة، لامستني عن قرب، فولدت أغنيتي (عم يوجعني بلدي)؛ لأني بالفعل عشت ألماً حقيقياً مع نفسي».

حفرت في ذاكرة ميشال رميح مشاهد عدة مؤثّرة عن لبنان المهجّر والمدمّر، كما يقول. «لن أنسى ذلك المسنّ الذي بكى خسارته لزوجته وبيته معاً. اليوم لا يجد مكاناً يؤويه، كما يفتقد شريكة حياته. وكذلك تعاطفت مع الأطفال والأولاد الذين لا ذنب لهم بحروب الكبار. فهؤلاء جميعاً أعتبرهم أهلي وإخوتي وأبنائي. كان لا بد أن تخرج مني كلمات أغنية، أصف فيها حالتي الحقيقية».

ميشال ابن زحلة، يقيم اليوم في أميركا. يقول: «هاجرت إلى هناك منذ زمن طويل. وفي كل مرة أعود بها إلى لبنان أشعر بعدم قدرتي على مغادرته. ولكن بسبب أطفالي اضطررت للسفر. وعندما أغادر مطار بيروت تمتلكني مشاعر الأسى والحزن. لم أرغب في ترك بلدي وهو يمرّ في محنة صعبة جداً. ولكن الظروف مرات تدفعنا للقيام بعكس رغباتنا، وهو ما حصل معي أخيراً».

يقول بأنه لا يحب التخلّي عن مشاعر التفاؤل (ميشال رميح)

صوّر ميشال أغنيته، وسجلها في الاستوديو، في الوقت نفسه. لم يرغب في أن تكون مصطنعة بمشهديتها بل أن تمثّل واقعاً يعيشه. «الأغنية ليست تجارية، كتبت كلماتها على قصاصة ورق صغيرة. وأنا أتوجّه إلى استوديو التسجيل قمت بتلحينها».

سبق وتعاون رميح في عدة أغنيات مع مجموعة شعراء وملحنين، ومن بينهم هيثم زيات وسليم عساف. ولكن في أغنية «عم يوجعني بلدي» ترك العنان لأحاسيسه، فلحّن وكتب وغنّى من هذا المنطلق. صديقه ريكاردو عازار تسلّم مهمة عزف اللحن على آلة البيانو. «لم أشأ أن ترافقها آلات وإيقاعات كثيرة لأنها أغنية دافئة ووطنية».

يعدّ رميح الأغنية الوطنية وجهة يجب أن يتحوّل إليها كل فنان تتملّكه أحاسيس حقيقية تجاه وطنه. ويستطرد: «هكذا أنا مغنٍ أستطيع أن أقاوم عندما بلدي يشهد مرحلة صعبة. لا أستطيع أن ألتزم الصمت تجاه ما يجري من اعتداءات على أرضه. ولأن كلمات الأغنية تنبع من رحم الواقع والمشاعر، لاقت انتشاراً كبيراً».

حتى أثناء مرور لبنان بأزمات سابقة لم يوفّر ميشال رميح الفرصة ليغني له. «أثناء ثورة أكتوبر (تشرين الأول) وانفجار المرفأ غنيّت لبنان بأسلوبي وعلى طريقتي. وتركت مساحة مضيئة بأمل في الغد تبرز في أعمالي. غنيت (شعب لبنان) يومها من ألحان هيثم زيات».

تركت مساحة مضيئة بأمل في الغد تبرز في أعمالي (ميشال رميح)

ينقل ميشال رميح حقيقة أحاسيس كل لبناني اضطر إلى هجرة وطنه. «قد يعتقد البعض أن من يعيش خارج لبنان وهو في أزمة، يتمتع بالراحة. هذا أمر خاطئ تماماً. فقد عصرني الألم وأنا أغادر وطني، وكلما حلّقت الطائرة وصغرت صورة لبنان من الأعلى، شعرت بحزن أكبر. جميع أبناء لبنان ممن أعرفهم هنا في أميركا يحزّ في قلبهم ابتعادهم عن وطنهم المجروح. ولكنهم جميعهم يأملون مثلي بالعودة القريبة إليه. وهو ما يزيد من صبرهم، لا سيما وأن أعمالهم وعائلاتهم تعيش في أميركا».

أغانٍ وطنية عديدة لفتت ميشال رميح أخيراً: «أرفع القبعة لكل فنان يغني لبنان المتألم. استمعت إلى أغانٍ عدة بينها لجوزف عطية (صلّوا لبيروت)، ولماجد موصللي (بيروت ست الدنيا)، وأخرى لهشام الحاج بعنوان (بيروت ما بتموت)، وكذلك واحدة أداها الوليد الحلاني (بعين السما محروس يا لبنان)». ويعلّق لـ«الشرق الأوسط»: «أعتبر هذه الأغاني بمثابة غذاء الروح لوطني لبنان. لا شك أن ما أعنيه يأتي مجازياً؛ لأن لا شيء يعوّض خسارات بلدي. ولكن من ناحيتي أجد صوتي وأغنيتي هما سلاحي الذي أدافع فيه عن بلدي».

عندما غادر رميح لبنان منذ نحو الشهر كان في زيارته الثانية له بعد غياب. فحب الوطن زرعه في قلبه، ونما بداخله لا شعورياً. «لن أستسلم أبداً، وسأثابر على زيارة لبنان باستمرار، على أمل الإقامة فيه نهائياً وقريباً. فوالداي علّماني حب الوطن، وكانا دائماً يرويان لي أجمل الذكريات عنه. وأتمنى أن أشهد مثل هذه الذكريات كي أرويها بدوري لأولادي».