العبادي يواجه تحديات سحب صلاحياته.. وأطراف شيعية تراهن: بقاؤه مقابل قبول التحالف الرباعي

مسؤولون عراقيون: ترك التحالف الدولي قد يفتت الدولة العراقية

العبادي يواجه تحديات سحب صلاحياته.. وأطراف شيعية تراهن: بقاؤه مقابل قبول التحالف الرباعي
TT

العبادي يواجه تحديات سحب صلاحياته.. وأطراف شيعية تراهن: بقاؤه مقابل قبول التحالف الرباعي

العبادي يواجه تحديات سحب صلاحياته.. وأطراف شيعية تراهن: بقاؤه مقابل قبول التحالف الرباعي

تسعى جهات في ائتلاف دولة القانون الذي يتزعمه رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي إلى سحب الصلاحيات من الرئيس الحالي حيدر العبادي وذلك عن طريق التصويت في البرلمان العراقي، لتجريده من التخويل الذي حصل عليه لإجراء إصلاحات في البلاد على خلفية تظاهرات طالب المتظاهرون حكومة العبادي فيها بإجراء إصلاحات حقيقية ضد الفساد.
وفي الشأن ذاته، قال متحدث غير رسمي في سفارة أميركا لدى العراق أمس لـ«الشرق الأوسط» إن واشنطن عبرت عن دعمها لبقاء العبادي في منصبه وإنه يحظى بقبول دولي معقول. وأضاف المصدر، الذي فضل عدم نشر اسمه كونه غير مخول للإدلاء بتصريحات صحافية، معلقًا حول ما يُتداول في بغداد عن محاولات لائتلاف دولة القانون الذي ينتمي إليه العبادي ويتزعمه سلفه نوري المالكي بالتصويت في مجلس النواب العراقي لسحب الثقة من رئيس الحكومة (العبادي) بأن «هذا الموضوع يتعلق بالسياسة الداخلية للعراق والإدارة الأميركية لا تتدخل في الشأن السياسي الداخلي للعراق ولكننا مع بقاء العبادي في منصبه وندعم سياساته».
ويرى سياسيون عراقيون بأن «محاولات دولة القانون لسحب الثقة من العبادي كرئيس للحكومة العراقية تأتي من باب الضغوط عليه من أجل أن يوافق على الانضمام للتحالف الذي تقوده روسيا ويشمل إيران وسوريا»، مشيرين إلى أن «هناك رهانًا من أطراف سياسية شيعية على أن بقاء العبادي في منصبه مرتبطا بقبوله للانضمام للتحالف الروسي والتنصل من التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة».
وكانت «الشرق الأوسط» أول من نشرت تفاصيل محاولات سحب الثقة من رئيس الوزراء العراقي الأسبوع الماضي (22 من الشهر الحالي) وتحت عنوان «المالكي يقود مباحثات سرية للإطاحة بالعبادي عبر البرلمان»، حيث تحولت هذه المباحثات إلى مطالبات شبه رسمية من خلال توقيع 65 من نواب ائتلاف المالكي على سحب التفويض من العبادي.
ووصف إبراهيم الصميدعي، مستشار رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري خطوة «ترك التحالف الدولي من أجل الانضمام للتحالف الروسي السوري الإيراني بمثابة تفتيت العراق والتضحية بالدولة العراقية». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «إن أميركا إذا رفعت يدها من العراق فسوف يتفتت البلد إلى دويلات تقودها كتل سياسية وسوف ينتهي مشروع الدولة العراقية تماما».
وأقر الصميدعي بأن «العبادي يتعرض لضغوط من حلفائه في التحالف الوطني ومن قبل دول مجاورة للرضوخ للتحالف الرباعي والذي هو في الواقع غير موجود، وأن هناك من يضغط لإزاحة العبادي من منصبه للمجيء برئيس وزراء يتخلى عن التحالف الدولي بقيادة واشنطن والقبول بالانضمام لما يسمى (التحالف الرباعي)».
ويرى حامد المطلك،، النائب في البرلمان العراقي عن ائتلاف الوطنية بزعامة إياد علاوي، وعضو اللجنة الأمنية في مجلس النواب بأن «التصويت على سحب الثقة عن العبادي حاليا سوف يعرض العراق للمزيد من المشكلات بسبب غياب البديل المناسب». وقال: «العبادي لم يقم بإصلاحات حقيقية ولم يحارب الفاسدين وائتلاف العراقية مع التصويت على سحب الثقة منه وربما علاوي وصالح المطلك وغيرهم مع سحب الثقة كون العبادي لم يجرِ إصلاحات حقيقية، لكن علينا أولا أن نفكر بالبديل المناسب من جهة وأرى شخصيا منحه (العبادي) فرصة إضافية للبدء بإصلاحات جريئة وجذرية».
الجانب الكردي من جانبه غير متفق مع الأطراف الشيعية حول موضوع سحب الثقة من العبادي «كونه يؤجج الشارع العراقي ويضيف المزيد من المشكلات»، حسب شوان طه القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني وعضو مجلس النواب السابق، الذي وصف هذه الخطوة بـ«الاستهداف أو التسقيط السياسي للعبادي من قبل ائتلافه (دولة القانون) وهو بمثابة انشقاق داخل حزب الدعوة كونه اتخذ بعض الإجراءات ضد قياداته من جهة ولأنه لن يخضع لمطالب البعض بالانضمام للتحالف الرباعي بقيادة روسيا ومشاركة إيران وسوريا».
وأضاف شوان قائلا لـ«الشرق الأوسط» في بغداد أمس أن «العبادي اليوم بين مطرقة بعض الأطراف الشيعية للانضمام للتحالف الرباعي وسندان مطالبات المتظاهرين بإجراء إصلاحات حقيقية»، مشيرًا إلى أن «الأكراد مع بقاء العراق مع التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة وضد الانضمام مع التحالف الرباعي الذي يسميه البعض تحالف (4+1) باعتبار أن هذا الواحد هو حزب الله اللبناني».
وكشف صلاح العرباوي، النائب في البرلمان العراقي عن المجلس الأعلى الإسلامي بزعامة عمار الحكيم عن أن «هناك خلافات بين تياري العبادي والمالكي داخل ائتلاف دولة القانون وهذا ما قاد طرف في (دولة القانون) للعمل على التصويت لسحب الثقة من رئيس الوزراء وفي الساحة السياسية العراقية كل شيء وارد مع أن الرجل (العبادي) يحظى بدعم كبير من الداخل والخارج»، مشيرًا إلى أن «المجلس الأعلى الإسلامي يرى أن الوقت حاليا غير مناسب لفتح جبهات وصراعات بين الكتل السياسية أو داخل الكتلة السياسية الواحدة في وقت نخوض فيه حربًا ضد تنظيم داعش».



3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
TT

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)

قدمت الحكومة اليمنية عبر سفارتها في واشنطن 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية في مواجهة الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، في حين تحدثت الجماعة، الأحد، عن غارة ضربت موقعاً لها في جنوب محافظة الحديدة.

ووصف الإعلام الحوثي الغارة بـ«الأميركية - البريطانية»، وقال إنها استهدفت موقعاً في مديرية التحيتا الخاضعة للجماعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، دون إيراد تفاصيل عن آثار الضربة.

مقاتلات أميركية من طراز «إف 35» شاركت في ضرب الحوثيين باليمن (أ.ب)

وفي حين لم يتبنَّ الجيش الأميركي على الفور هذه الغارة، تراجعت خلال الشهر الأخير الضربات على مواقع الحوثيين، إذ لم تسجل سوى 3 غارات منذ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وكانت واشنطن أنشأت تحالفاً بقيادتها سمّته «حارس الازدهار» وبدأت - ومعها بريطانيا في عدد من المرات - في شن ضربات على مواقع الجماعة الحوثية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، في مسعى لإضعاف قدرة الجماعة على مهاجمة السفن.

وإذ بلغت الغارات أكثر من 800 غارة غربية استأثرت محافظة الحديدة الساحلية بأغلبها، كانت الجماعة تبنت مهاجمة نحو 215 سفينة منذ نوفمبر 2023، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وإصابة أكثر من 35 سفينة ومقتل 3 بحارة.

وتزعم الجماعة الموالية لإيران أنها تشن هجماتها ضد السفن إلى جانب عشرات الهجمات باتجاه إسرائيل مساندة منها للفلسطينيين في غزة، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة طهران واستغلت الأحداث للهروب من استحقاقات السلام.

تصنيف ودعم وتفكيك

في وقت يعول فيه اليمنيون على تبدل السياسة الأميركية في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، لتصبح أكثر صرامة في مواجهة الحوثيين الذين باتوا الذراع الإيرانية الأقوى في المنطقة بعد انهيار «حزب الله» وسقوط نظام بشار الأسد، قدم السفير اليمني لدى واشنطن محمد الحضرمي 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ لدعم بلاده.

وتتضمن المقترحات الثلاثة إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، ودعم الحكومة اليمنية لتحرير الحديدة وموانئها، واستهداف قيادات الجماعة لتفكيك هيكلهم القيادي.

محمد الحضرمي سفير اليمن لدى الولايات المتحدة ووزير الخارجية الأسبق (سبأ)

وقال السفير الحضرمي إن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية على غرار تصنيف «حزب الله» و«الحرس الثوري» الإيراني، من شأنه أن يبعث برسالة قوية مفادها أن أفعال الحوثيين (ترويع المدنيين، واستهداف الأمن البحري، وزعزعة استقرار المنطقة) غير مقبولة.

وبخصوص دعم الحكومة اليمنية لتحرير ميناء الحديدة، أوضح الحضرمي في مداخلته أمام مجلس الشيوخ الأميركي أن تأمين هذا الميناء الحيوي على البحر الأحمر، من شأنه أن يمكن الحكومة من حماية البحر الأحمر وإجبار الحوثيين على الانخراط في السلام، وكذلك منع وصول الدعم الإيراني إليهم.

وأكد الحضرمي أن تحرير الحديدة لن يكلف الحكومة اليمنية الكثير، وقال: «كنا على مسافة قليلة جداً من تحرير الحديدة في 2018، وتم إيقافنا من قبل المجتمع الدولي. وأعتقد أنه حان الأوان لتحرير هذا الميناء».

وفيما يتعلق باستهداف قيادات الحوثيين لتفكيك هيكلهم القيادي، شدد السفير اليمني في واشنطن على أهمية هذه الخطوة، وقال إن «محاسبة قادة الميليشيات الحوثية على جرائمهم ستؤدي إلى إضعاف عملياتهم وتعطيل قدرتهم على الإفلات من العقاب».

وأضاف: «ستعمل هذه التدابير على تعزيز أمن البحر الأحمر، وحفظ دافعي الضرائب وهذا البلد (الولايات المتحدة) للكثير من المال، ومحاسبة الحوثيين على أفعالهم، وتوفير الضغط اللازم لإجبار الجماعة على الانخراط في المفاوضات، مما يمهد الطريق لسلام دائم في اليمن».

ورأى السفير اليمني أن الدبلوماسية وحدها لا تجدي نفعاً مع النظام الإيراني ووكلائه، وقال: «حاولنا ذلك معهم لسنوات عديدة. (السلام من خلال القوة) هو المجدي! وأنا واثق بأن الشعب اليمني والإيراني سيتمكنون يوماً ما من تحرير أنفسهم من طغيان النظام الإيراني ووكلائه».

اتهام إيران

أشار السفير الحضرمي في مداخلته إلى أن معاناة بلاده كانت النتيجة المتعمدة لدعم إيران للفوضى وعدم الاستقرار في المنطق، وقال: «منذ أكثر من 10 سنوات، قامت إيران بتمويل وتسليح جماعة الحوثي الإرهابية، وتزويدها بالأسلحة الفتاكة لزعزعة استقرار اليمن وتهديد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر».

وأوضح أنه من المأساوي أن الدعم الإيراني مكّن الحوثيين من أن يصبحوا خطراً ليس فقط على اليمن، بل على المنطقة والعالم، إذ يعدّ البحر الأحمر ممراً مهماً للشحن التجاري، حيث يمر منه أكثر من 10 في المائة من التجارة العالمية و30 في المائة من شحن البضائع السنوي، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وحدها تنفق مليارات الدولارات للتصدي لهجمات لا تكلف إيران إلا القليل.

صاروخ وهمي من صنع الحوثيين خلال تجمع في صنعاء دعا له زعيم الجماعة (إ.ب.أ)

وخاطب الحضرمي أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بالقول: «يجب إيقاف الحوثيين، ويمكن لليمنيين إيقافهم! فنحن نمتلك العزيمة والقوة البشرية لمواجهة الحوثيين والتهديد الإيراني في اليمن والبحر الأحمر. ولكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك بمفردنا؛ نحن بحاجة لدعمكم».

وأشار السفير اليمني إلى أن الحوثيين يحصلون على النفط والغاز مجاناً من إيران، وباستخدام الأسلحة الإيرانية يمنعون اليمن من تصدير موارده الطبيعية، مما أعاق قدرة الحكومة على دفع الرواتب، أو تقديم الخدمات، أو شن هجوم مضاد فعال ضد الجماعة. وقال: «يمكن أن يتغير ذلك بدعم الولايات المتحدة».

وأكد الحضرمي أن اليمنيين لديهم العزيمة والقدرة على هزيمة الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة وإحلال السلام، واستدرك بالقول إن «وجود استراتيجية أميركية جديدة حول اليمن يعدّ أمراً بالغ الأهمية لمساعدتنا في تحقيق هذا الهدف».

ومع تشديد السفير اليمني على وجود «حاجة ماسة إلى نهج جديد لمعالجة التهديد الحوثي»، أكد أن الحوثيين «ليسوا أقوياء بطبيعتهم، وأن قوتهم تأتي فقط من إيران وحرسها الثوري، وأنه بوجود الاستراتيجية الصحيحة، يمكن تحييد هذا الدعم».