نافذة على جامعة

جامعة فودان في شانغهاي إحدى أكبر جامعات الصين

نافذة على جامعة
TT

نافذة على جامعة

نافذة على جامعة

في مدينة شانغهاي، كبرى مدن الصين، جامعة متميزة تعد ضمن كوكبة جامعات النخبة الأكاديمية في البلاد. وهي عضو في منظومة «يونيفيرستاس 21» العالمية البحثية المرموقة، كما أنها إحدى الجامعات التسع التي تشكل «مجموعة التسع» الأقوى أكاديميا في البلاد، التي تحصل على 10 في المائة من الإنفاق البحثي مع أنها لا تضم سوى ثلاثة في المائة من الباحثين، ويصدر عنها 20 في المائة من المنشورات الأكاديمية.
أسست فودان، التي تعد الأقدم بين الجامعات العصرية الصينية عام 1905 كمدرسة حكومية تحت اسم كلية فودان (ومعنى الكلمة النور الساطع). وعام 1917 تحولت هذه المدرسة إلى جامعة خاصة باسم جامعة فودان.
وعام 1929 توسعت مرافقها وازداد عدد دوائرها التعليمية إلى 17 بينها الحقوق والآداب والعلوم وإدارة الأعمال. وبعدما انتقلت إلى الداخل الصيني، حيث العاصمة المؤقتة تشونغتشينغ، عام 1937 في عهد الحكومة الوطنية بقيادة حزب «الكومينتانغ». وفي أواخر عام 1941 صارت جامعة حكومية، ومن ثم حملت لقب «الوطنية» مضافا إلى اسمها، وبعد خمس سنوات أعيدت الجامعة إلى شانغهاي. ثم بعد انتصار الشيوعيين وإعلان جمهورية الصين الشعبية أزلت كلمة «الوطنية» وحملت اسمها السابق والحالي. وخلال «الثورة الثقافية» طورت الجامعة تنظيميا فغدت مؤسسة شاملة. ثم عام 2000 أدمجت بها جامعة شانغهاي الطبية.
اليوم تقوم أبنية الجامعة في عدة أماكن من شانغهاي تتجاوز مساحتها 623 فدانا. ويبلغ عدد طلبة الجامعة نحو 16 ألف طالب وطالبة في المرحلة الجامعية الأولى وأكثر من 11 ألف طالب وطالبة في الدراسات العليا (الماجستير والدكتوراه)، بينما يبلغ عدد هيئة التدريس أكثر من 2300 أستاذ ومدرس. وهي تضم راهنا 17 كلية ضمنها 69 دائرة، بالإضافة إلى 77 معهدا بحثيا و122 معهدا مشتركا وخمسة مختبرات وطنية و10 مستشفيات تعليمية. وبين طلبتها نحو 1500 طالب وطالبة من خارج الصين. مكتبة الجامعة تعد من أهم المكتبات الجامعية في الصين وآسيا. وعلى صعيد التقييمات الأكاديمية فإنها احتلت في تقييم «التايمز» للتعليم العالي مرتبة بين 201 و225 في العالم، بينما جعلها تقييم «كيو إس العالمي» الأحدث في المرتبة الـ88. أما اللون الأكاديمي لجامعة فودان الأحمر.
وبالنسبة للخريجين، فبينهم عدد من كبار شخصيات الصين، من أمثال: نائب رئيس الجمهورية لي يوانتشاو، ونائب رئيس الوزراء لي لانتشينغ، ووزير الخارجية تانغ جيازوان، ووزير التربية والتعليم شن جيلي، ووانغ هونينغ مستشار الرئيس الأسبق جيانغ زيمين، ونائب أمين عام الأمم المتحدة شن جيان.
ومن غير الصينيين: الأكاديمي والدبلوماسي والمستشار الحكومي الكندي تشارلز بيرتون، والرحالة والمستشرق البريطاني الخبير بالشؤون في الشؤون الصينية ليام دارسي براون.



«شمعة»... قاعدة بيانات مجانية للبحوث التربوية في 17 دولة عربية

لائحة قاعدة البيانات ببوابة «شمعة»
لائحة قاعدة البيانات ببوابة «شمعة»
TT

«شمعة»... قاعدة بيانات مجانية للبحوث التربوية في 17 دولة عربية

لائحة قاعدة البيانات ببوابة «شمعة»
لائحة قاعدة البيانات ببوابة «شمعة»

يقضي الباحثون في العالم العربي أوقاتاً من البحث المضني عن المراجع الإلكترونية التي تساعدهم في تحقيق أغراضهم البحثية. ويدرك هذه المشقة الباحثون الساعون للحصول على درجة الماجستير أو الدكتوراه، فإذا لم يكن لديه إمكانية الدخول إلى قواعد البيانات العلمية العالمية عبر إحدى المكتبات الكبرى، التي عادة لا تتاح كاملة أيضاً، فإن عملية البحث سوف تكلفه آلاف الدولارات لمتابعة والوصول لأحدث الأوراق العلمية المتصلة بمجال بحثه، أو أن مسح التراث العلمي سيتوقف لديه على المراجع الورقية.
بينما يحظى الباحثون في مجال البحوث التربوية بوجود «شمعة»، وهي شبكة المعلومات العربية التربوية (www.shamaa.org) التي توفر لهم أحدث البحوث والدوريات المحكمة من مختلف الجامعات العربية، وبثلاث لغات، هي: العربية، والفرنسية، والإنجليزية مجاناً.
تأسست «شمعة» عام 2007 في بيروت كقاعدة معلومات إلكترونية، لا تبغي الربح، توثق الدراسات التربوية الصادرة في البلدان العربية في مجمل ميادين التربية، من كتب ومقالات وتقارير ورسائل جامعية (الماجستير والدكتوراه) وتتيحها مجاناً للباحثين والمهتمين بالدراسات التربوية. تتميز «شمعة» بواجهة إلكترونية غاية في التنظيم والدقة، حيث يمكنك البحث عن مقال أو أطروحة أو كتاب أو فصل أو عدد أو تقرير. فضلاً عن تبويب وفهرسة رائعة، إذ تشتمل اليوم على أكثر من 36000 ألف دراسة، موزعة بنسبة 87 في المائة دراسات عربية، و11 في المائة دراسات بالإنجليزية و2 في المائة بالفرنسية، وهي دراسات عن العالم العربي من 135 جامعة حول العالم، فيما يخص الشأن التربوي والتعليم، إضافة لأقسام خاصة بتنفيذ مشاريع في التربية كورش تدريبية ومؤتمرات.
لا تتبع «شمعة» أي جهة حكومية، بل تخضع لإشراف مجلس أمناء عربي مؤلف من شخصيات عربية مرموقة من ميادين مختلفة، وبخاصة من الحقل التربوي. وهم: د. حسن علي الإبراهيم (رئيساً)، وسلوى السنيورة بعاصيري كرئيسة للجنة التنفيذية، وبسمة شباني (أمينة السر)، والدكتور عدنان الأمين (أمين الصندوق) مستشار التعليم العالي في مكتب اليونيسكو، وهو أول من أطلق فكرة إنشاء «شمعة» ورئيسها لمدة 9 سنوات.
تستمر «شمعة» بخدمة البحث التربوي بفضل كل من يدعمها من أفراد ومؤسّسات ومتطوعين، حيث تحتفل بالذكرى العاشرة لانطلاقتها (2007 - 2017)، وهي تعمل حاليا على إصدار كتيب يروي مسيرة العشر سنوات الأولى. وقد وصل عدد زائريها إلى نحو 35 ألف زائر شهرياً، بعد أن كانوا نحو ألفي زائر فقط في عام 2008.
تواصلت «الشرق الأوسط» مع المديرة التنفيذية لبوابة «شمعة» ببيروت د. ريتا معلوف، للوقوف على حجم مشاركات الباحثين العرب، وهل يقومون بمدّ البوابة بعدد جيّد من الأبحاث والدراسات، أم لا تزال المعدلات أقل من التوقعات؟ فأجابت: «تغطّي (شمعة) الدراسات التربوية الصّادرة في 17 دولة عربيّة بنسب متفاوتة. ولا شك أن حجم مشاركات الباحثين العرب بمد (شمعة) بالدراسات قد ارتفع مع الوقت، خصوصاً مع توّفر وسائل تكنولوجيا المعلومات والاتصالات التي سهّلت لهم عملية المشاركة».
وحول طرق تزويد «شمعة» بالأبحاث والدراسات، أوضحت معلوف أن ذلك يتم من خلال عدّة طرق، وهي: «توقيع اتفاقات شراكة مع كليات التربية في الجامعات العربية والمجلات التربوية المحكمة ومراكز الأبحاث التي تعنى بالتربية والتعليم، كما تتيح اتفاقية تعاون مع مركز المعلومات للموارد التربوية (إريك) (ERIC) تزويد (شمعة) بالدراسات الصادرة باللغة الإنجليزية من الدول العربية أو من باحثين عرب. ونعتبر أن الشراكة مع (إريك) هي خطوة كبيرة ومن أهم الإنجازات كمؤسسة عربية، وأيضاً من خلال اشتراكات بالمجلات الورقية التربوية المحكمة العربية، أو عبر الدراسات المتاحة إلكترونياً على شبكة الإنترنت بالمجان أي عبر مصادر الوصول الحر للمعلومات (Open Access)».
وتضيف: «الجدير بالذكر أيضاً أن (شمعة) وقعت اتفاقية من مستوى عالمي مع شركة (EBSCO Discovery Service EDS) التي تعتبر من أهم موزعي قواعد المعلومات في العالم العربي والغربي».
وتوضح معلوف أنه «يمكن تزويد (شمعة) بالدراسات مباشرة من الباحث عبر استمارة متوافرة على موقع (شمعة)، حيث يقوم الفريق التقني من التأكد من توافقها مع معايير القبول في (شمعة) قبل إدراجها في قاعدة المعلومات».
وحول ما إذا كان الباحثون العرب لديهم ثقافة التعاون الأكاديمي، أم أن الخوف من السرقات العلمية يشكل حاجزاً أمام نمو المجتمع البحثي العلمي العربي، قالت د. ريتا معلوف: «رغم أن مشاركة نتائج الأبحاث مع الآخرين ما زالت تخيف بعض الباحثين العرب، إلا أنه نلمس تقدماً ملحوظاً في هذا الموضوع، خصوصاً أن عدد الدراسات المتوافرة إلكترونياً على شبكة الإنترنت في السنين الأخيرة ارتفع كثيراً مقارنة مع بدايات (شمعة) في 2007، إذ تبلغ حالياً نسبة الدراسات المتوافرة مع نصوصها الكاملة 61 في المائة في (شمعة). فكلما تدنّى مستوى الخوف لدى الباحثين، كلما ارتفعت نسبة الدراسات والأبحاث الإلكترونيّة. وكلما ارتفعت نسبة الدراسات الإلكترونية على شبكة الإنترنت، كلما انخفضت نسبة السرقة الأدبية. تحرص (شمعة) على نشر هذا الوعي من خلال البرامج التدريبية التي تطورّها وورش العمل التي تنظمها لطلاب الماستر والدكتوراه في كليات التربية، والتي تبيّن فيها أهمية مشاركة الأبحاث والدراسات العلمية مع الآخرين».
وحول أهداف «شمعة» في العشر سنوات المقبلة، تؤكد د. ريتا معلوف: «(شمعة) هي القاعدة المعلومات العربية التربوية الأولى المجانية التي توّثق الإنتاج الفكري التربوي في أو عن البلدان العربية. ومؤخراً بدأت (شمعة) تلعب دوراً مهماً في تحسين نوعية الأبحاث التربوية في العالم العربي من خلال النشاطات والمشاريع البحثية التي تنفذها. وبالتالي، لم تعدّ تكتفي بأن تكون فقط مرجعيّة يعتمدها الباحثون التربويون وكلّ من يهتمّ في المجال التربوي عبر تجميع الدراسات وإتاحتها لهم إلكترونيّاً؛ بل تتطلّع لتطوير الأبحاث التربوية العلمية، وذلك لبناء مجتمع تربوي عربي لا يقلّ أهمية عن المجتمعات الأجنبية».