وزير الدفاع الأميركي يؤكّد أنّ بلاده ستكثف الضغوط على «داعش»

المرصد السوري: هجوم التنظيم على السفيرة وضع قوات النظام في موقع الدفاع بدلا من الهجوم

وزير الدفاع الأميركي يؤكّد أنّ بلاده ستكثف الضغوط على «داعش»
TT

وزير الدفاع الأميركي يؤكّد أنّ بلاده ستكثف الضغوط على «داعش»

وزير الدفاع الأميركي يؤكّد أنّ بلاده ستكثف الضغوط على «داعش»

صرّح وزير الدفاع الاميركي اشتون كارتر، اليوم (الثلاثاء)، أنّ القوات الاميركية ستكثف الضغوط على مقاتلي تنظيم "داعش" في سوريا والعراق، وستدعم القوات المحلية بحملة جوية موسعة وعمل مباشر على الارض من آن لآخر.
وأضاف كارتر أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ الاميركي، أن الحملة ضد المتطرفين، آخذة في التطور في الوقت الذي يسعى الجيش الاميركي لتعزيز ما يدور على الارض. وقال إنّ القوات الاميركية تهدف لتكثيف الضغوط على معقل "داعش" في مدينتي الرقة السورية والرمادي العراقية.
وتوقع كارتر أن تشتد الحملة الجوية التي يشنها التحالف من خلال زيادة أعداد الطائرات المشاركة وتسريع وتيرة العمليات. كما أفاد بأنّ الولايات المتحدة لن تتردد أيضا في تعزيز القوات المحلية "بضربات من الجو أو العمل المباشر على الارض".
على صعيد متصل، قال النظام السوري اليوم، إنّ المبادرات السياسية لن تفلح في سوريا قبل القضاء على الارهاب، في تمسك من جانب دمشق بموقفها من سبل انهاء الحرب بعد أن دعا حلفاؤها الروس إلى اجراء انتخابات جديدة. مضيفا أن الأسد أبلغ وفدًا روسيا يوم الاحد باستعداده لاجراء انتخابات برلمانية ورئاسية، دعا إليها حلفاؤه في موسكو.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قد صرّح في مقابلة أذيعت يوم السبت، أنّ السوريين بحاجة إلى الاعداد لاجراء انتخابات برلمانية ورئاسية، في اطار سعي موسكو للتوصل إلى حل سياسي لانهاء الصراع.
وقال نائب روسي التقى الاسد يوم الاحد الماضي بصفة عضو من الوفد، لوكالة رويترز للأنباء، إنّ أولوية الرئيس السوري، هي الحاق الهزيمة بالارهابيين قبل إجراء الانتخابات، على حد زعمه.
وقال هذا النائب ونائب آخر إنّ الاسد قال لهما إنّه سيكون مستعدًا لاجراء انتخابات برلمانية ورئاسية إذا اقتضت الضرورة.
ميدانيًا، حقق تنظيم "داعش"اليوم، تقدما في محيط بلدة السفيرة التي تعد معقلا عسكريا بارزًا لقوات النظام في شمال سوريا، وفق ما أعلن المرصد السوري لحقوق الانسان.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية، "تمكن تنظيم داعش من التقدم في ريف حلب الجنوبي الشرقي بعد هجوم عنيف كسر خلاله خطوط دفاع قوات النظام عن بلدة السفيرة، أهم معاقلها العسكرية" في تلك المنطقة.
وحسب المرصد، "لا تزال الاشتباكات العنيفة مستمرة في شمال شرقي بلدة السفيرة" حيث لقوات النظام العديد من المستودعات العسكرية الضخمة.
وأقر مصدر عسكري سوري لوكالة الصحافة الفرنسية بـ"خسارة الجيش السوري بعض المناطق في محيط بلدة السفيرة إثر هجوم نفذه تنظيم داعش على تل نعام ومحيطه في ريف حلب الجنوبي الشرقي". موضحًا أنّ "المسلحين استغلوا سوء أحوال الطقس وقلة عدد الطلعات الجوية ليتقدموا".
وفي بيان تناقلته مواقع متطرفة، أعلن تنظيم "داعش" من جهته سقوط خطوط الدفاع الاولى لقوات النظام والسيطرة على أحياء في مدينة السفيرة الاستراتيجية.
ووفق عبد الرحمن، وضع هجوم التنظيم على السفيرة "قوات النظام في موقع الدفاع بدلا من الهجوم".
وفي العام 2012، أفاد مركز البحوث في الكونغرس الاميركي بأن انتاج وتخزين غاز الاعصاب وغاز الخردل يتركز في السفيرة ومحيطها فضلا عن مناطق أخرى في سوريا.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.